مهرجان التصوير الصحفي يركز على أهم القضايا الدولية
بربينيان (فرنسا)- ينطلق المهرجان الدولي للتصوير الصحفي “فيزا بور ليماج” السبت في بربينيان في جنوب فرنسا بدورته الخامسة والثلاثين التي تركز على تأثير تغير المناخ وأزمة المهاجرين والحرب في أوكرانيا والاحتجاجات في إيران.
وقال مدير المهرجان جان فرنسوا لوروا بعد تقديم البرنامج الثلاثاء “نسمع منذ سنوات بأن بيتنا (العالم) يحترق، لكن لم نشهد أي تحرك لمواجهة ذلك، بعد تغيّر المناخ أصبح مشكلة ملحّة، وإذا تمكّن المهرجان من المساعدة في توعية الناس، سيكون ذلك جيدا”.
وتظهر صور تحمل توقيع جيمس بالوغ، أو إيان بيري، أو نك براندت، أو ساندرا ميهل، أو جايلز كلارك، عواقب المطامع البشرية والاستغلال المفرط لموارد الكوكب، على الطبيعة، ولكن أيضا على السكان المحرومين من المياه، أو الذين تسمموا بالمبيدات الحشرية، أو حتى أجبروا على العيش في المنفى.
◙ من المقرر إقامة 24 معرضا وست أمسيات عرض، مع دخول مجاني، إضافة إلى مناقشات ومؤتمرات واجتماعات مع مصورين في هذه الدورة الخامسة والثلاثين
من الحيوانات المهددة بالانقراض التي تتقلص موائلها الطبيعية مرورا بالحرائق والتعدين وصولا إلى ذوبان الأنهار الجليدية… كلها مواضيع ما زال جيمس بالوغ يستكشفها منذ أربعين عاما.
من جهته، يوثّق نك براندت تأثير ذلك على البشر بصور لأشخاص دمّرت موجات جفاف أو فيضانات منازلهم وسبل عيشهم في زيمبابوي وكينيا وبوليفيا. وحذّر كلارك من أنه “بدون مياه، سنموت”، مصورا الصومال محروما من المطر ومهددا بالمجاعة.
وتظهر صور كريستوفر روخيل بلانكيت لمزارع بستانية في المكسيك الأرض والمياه موردين ثمينين وملوثين، في حين تركّز صور إيان بيري على السكان النازحين في الهند وبنغلاديش وإثيوبيا. أما ساندرا ميهل فتظهر في صورها أنه حتى الولايات المتحدة تشهد أول اللاجئين بسبب المناخ في لويزيانا.
فهذا الاضطراب المناخي لا يستثني حتى أكبر قوة اقتصادية في العالم يحلم كثر من المهاجرين بالوصول إليها عبر رحلات عبور محفوفة بالأخطار.
وقال لوروا “عن طريق تقديم أرقام للقتلى والمفقودين في البحر، يصبحون مجرّد إحصاءات، ونحن نريد أن نظهر أنه وراء ذلك، هناك بشر يعانون ويضعون أنفسهم في مواجهة أخطار للحصول على حياة أفضل”.
في هذا الإطار، يظهر مايكل بونيل في صوره هؤلاء الأشخاص الذين يواجهون البحر المتوسط الذي أصبح “طريق الهجرة الأكثر حصدا للأرواح في العالم”، في حين يصوّر فيديريكو ريوس إسكوبار جحيم داريين، وهي غابة خطرة بين كولومبيا وبنما يسلكها المهاجرون من كل القارات للوصول إلى الولايات المتحدة.
◙ السنوات الخمس والثلاثون للمهرجان بـ”الثورة الرقمية.. لكن ما لم يتغير هو التزام المصورين ومواهبهم
وعلى جري العادة، يركز مهرجان “فيزا بور ليماج” على المستجدات العالمية والأحداث الساخنة، مثل الحرب في أوكرانيا والاحتجاجات في إيران، أو الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع سيشكل محور نقاشات على مائدة مستديرة.
وأوضح مدير المهرجان “إنها صور حصلنا عليها من مواقع التواصل الاجتماعي أو من شبكات ‘في.بي.أن’ (شبكة خصوصية افتراضية) وهذه سابقة في مهرجان فيزا، لكن لأنه في إيران، لم يعد عمل المصوّرين ممكنا” أو القول إنهم مصوّرون.
سيكون الذكاء الاصطناعي أيضا موضوعا للنقاش، مع تقدير لوروا أن الذكاء الاصطناعي “سيغير الأمور بالنسبة إلى مصوري الرسوم التوضيحية”. أما بالنسبة إلى ملتقطي الصور الإخبارية التي يجب أن “تظهر الواقع على الأرض، فلن يحل الذكاء الاصطناعي محل العين البشرية ولا محل الحس الإنساني”.
وقد تميزت السنوات الخمس والثلاثون للمهرجان بـ”الثورة الرقمية.. لكن ما لم يتغير هو التزام المصورين ومواهبهم”.
في المجمل، من المقرر إقامة 24 معرضا وست أمسيات عرض، مع دخول مجاني، إضافة إلى مناقشات ومؤتمرات واجتماعات مع مصورين في هذه الدورة الخامسة والثلاثين، وستُوزع الجوائز المختلفة لها اعتبارا من السادس من سبتمبر، مع منح الجائزة الكبرى في التاسع من سبتمبر.
وفي العام الماضي، مُنحت جائزة “فيزا دور نيوز”، أبرز جوائز المهرجان إلى الأوكراني إيفغيني مالوليتكا لتقاريره عن مدينة ماريوبول التي تعرضت لقصف شديد خلال الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا.