"الأزرق وألوان أخرى" رحلة في تاريخ الفن المغربي
المعرض يدعو الزائر إلى اكتشاف تطور الفن المغربي من خلال المسارات التي سلكها المبدعون المغاربة بين التصوير والتجريد.
الاثنين 2023/07/03
ShareWhatsAppTwitterFacebook
لوحة واقعية من المغرب (الفنان عبدالحق سليم)
لشبونة- “الأزرق وألوان أُخرى: رحلة في تاريخ الفنّ المغربي” عنوان معرض جماعي منعقد في المتحف الوطني للفنّ المُعاصر بلشبونة، يستمرّ حتى الرابع والعشرين من سبتمبر المقبل. ومن خلال مجموعة مختارة من الأعمال الفنّية، يضيء المعرض على تاريخ الفنّ التشكيلي في المغرب وتياراته وروافده ومدارسه المختلفة.
ويقدم المعرض الجماعي للفن الحديث والمعاصر الذي ينظم بشراكة مع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، والمتحف الوطني للفن المعاصر بالبرتغال، بدعم من سفارة المملكة المغربية في لشبونة، لأول مرة في البرتغال باقة مختارة من الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على هوية ثقافية متفردة تؤرخ لعقود من الفن المغربي المعاصر وتياراته وروافده المختلفة.
وسيتمكن زوار المعرض المفتوح من 26 يونيو إلى غاية 24 سبتمبر من الإبحار في بانوراما فنية غنية ممتدة في التاريخ المعاصر للمملكة من خلال عينة غنية ومتنوعة تتألف من أربعة وستين عملا فنيا لستين فنانا.
ويدعو مسار المعرض، الموزع على 10 أجزاء موضوعاتية مترابطة بشكل وثيق، الزائر إلى اكتشاف تطور الفن المغربي الحديث من خلال المسارات الرئيسية التي سلكها المبدعون المغاربة بين التصوير والتجريد، والتعرف على تنوع الأنماط التشكيلية التي شكلت الإبداع الثقافي للمغرب من القرن الماضي، مع معرفة شاملة وعميقة للثقافات المعاصرة الأخرى.
عثمان أبا حنيني: المعرض غير المسبوق يقدم لمحة عن الفن المعاصر المغربي في تنوع روافده وإبداعاته
وبهذه المناسبة عبرت كاتبة الدولة للثقافة البرتغالية إيزابيل كوردايرو عن سعادتها بالتعرف على الفن المعاصر المغربي، قائلة “أنا مندهشة بغنى التراث المغربي وتفرد الأعمال الفنية المغربية المعروضة خلال هذه التظاهرة التي تقدم أعمالا لفنانين مغاربة يعتبرون مرجعا في الفن الحديث والمعاصر”.
وبعد أن ذكرت بأن المغرب بلد عريق له ثقافة وحضارة ضاربة في التاريخ، أكدت المسؤولة البرتغالية على أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يعكس التطور والنهضة الثقافية التي تشهدها المملكة من خلال المتاحف والفن المعاصر والحديث، مشيرة إلى أن المعرض يشكل فرصة لتوطيد العلاقات التاريخية بين البلدين وتعزيز التعاون والتقارب بينهما.
من جانبه قال سفير المغرب بلشبونة عثمان أبا حنيني إن المعرض يأتي في سياق مهم تشهد فيه العلاقات الثنائية زخما قويا بعد الاجتماع رفيع المستوى برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، حيث تم اتخاذ قرارات مهمة لتعزيز والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين اللذين يجمعهما التاريخ المشترك والقرب الجغرافي والثقافة والعديد من القواسم المشتركة.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المعرض غير المسبوق يقدم لمحة عن الفن المعاصر المغربي في تنوع روافده وإبداعاته منذ مطلع القرن الماضي إلى غاية اليوم، مبرزا أن المعرض يروم بناء جسور التفاهم بين ثقافات البلدين وتوطيد العلاقات الثنائية عبر بوابة الفن والإبداع.
وأشار أبا حنيني إلى أن المملكة تعرف ثورة ثقافية حقيقية، ونهضة فنية استثنائية بفضل العناية التي يحيط بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الفنانين والفنون، وكذلك المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها مثل متحف محمد السادس للفن المعاصر والمسرحين الكبيرين للرباط والدار البيضاء والعديد من الأوراش الثقافية الكبرى على غرار إعادة تأهيل جميع متاحف المملكة.
من جهته أبرز المهدي قطبي رئيس المؤسسة المغربية للمتاحف أهمية “الدبلوماسية الثقافية”، مشددا على أن دور المؤسسة الوطنية للمتاحف هو أيضا “الترويج للفن والفنانين المغاربة والتراث المغربي المتفرد خارج حدودنا”.
وأوضح أن الهدف من هذا المعرض هو تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال الإبداع والفن. وقال في هذا الصدد إن “الجمهور البرتغالي كان اليوم منبهرا بجودة وتفرد الأعمال الفنية المعروضة”، مشيرا من جهة أخرى إلى “النهضة الفنية التي يشهدها المغرب والسياسة الثقافية التي ينهجها بفضل الرؤية المستنيرة للعاهل المغربي الذي منح الثقافة المكانة التي تستحقها”.
المهدي قطبي: الهدف من هذا المعرض هو تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال الإبداع والفن
وتابع قائلا “هذا المعرض يعكس في هذا الصدد المساهمة التي يمكن أن تقدمها المؤسسة الوطنية للمتاحف في تسليط الضوء على الفنانين التشكيليين المغاربة عبر العالم”، مبرزا أن “المملكة تتوفر على متاحف فنية استثنائية وفنانين مبدعين يحق المغاربة الافتخار بهم”.
وذكر قطبي بأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها المؤسسة الوطنية للمتاحف بتنظيم معرض من هذا النوع، فقد جرى تنظيم معرض مماثل مكرس للفن المغربي منذ الاستقلال حتى يومنا هذا بمتحف الملكة صوفيا في مدريد، ومعرض كبير للتراث الأثري المشترك مع إسبانيا، ومتحف “كوبرا للفن الحديث” في هولندا.
أما إميليا فيريرا مديرة المتحف الوطني للفن المعاصر بلشبونة فأكدت من جهتها أن تنظيم معرض حول تاريخ الفن المغربي بالعاصمة البرتغالية يشكل فرصة للاطلاع على جانب من تعبيرات الثقافة المغربية وتنوعها.
وأشارت المتحدثة إلى أن المملكة المغربية ضاربة في التاريخ ولها تقاليد وثقافة عريقة، مردفة “لقد سبق أن اطلعت على بعض الأعمال الفنية خلال زيارتي السنة الماضية إلى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، لكن أنا منبهرة اليوم بقدرة الفنانين المغاربة على الخلق والإبداع، وإبراز هوية مغربية متفردة من خلال الأعمال الفنية البصرية المعروضة”.
وبالنسبة إلى فيريرا فإن نقل هذه الأعمال الفنية التي تؤرخ للفن والثقافة المغربيين إلى لشبونة لكي تكون متاحة أمام الجمهور البرتغالي يشكل تجربة مهمة، لأنها ستسمح له بتعميق معرفته بتراث بلد يشترك مع البرتغال في العديد من المحطات الثقافية والحضارية، معتبرة أنه من شأن تظاهرة فنية وثقافية من هذا النوع أن تسهم في مزيد من تقوية علاقات الصداقة القائمة بين البلدين والشعبين، مؤكدة الحاجة إلى تنظيم مبادرات أخرى غنية في المستقبل.
بدورها عبرت مارينا بايراو رويفو مديرة مؤسسة “آرباد سينيز – فييرا دا سيلفا” بلشبونة عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات معرض تاريخ الفن المغربي، وإعجابها بروعة الأعمال الفنية المغربية المعروضة، مضيفة أن المؤسسة تسعى لتعميق علاقاتها الفنية والثقافية بالجمهور المغربي، حيث تحضر لتنظيم معرض فني كبير بالعاصمة الرباط سيكون الأول من نوعه بالنسبة إلى المؤسسة.
وأفادت في هذا الصدد بأن المؤسسة تعتزم تنظيم هذا المعرض خلال الأشهر المقبلة، حيث سيقدم للجمهور المغربي أعمالا فنية فرنسية – برتغالية تعود إلى اثنين من الفنانين الفرنسيين من أصول برتغالية سيقدمان لوحات فنية يمتزج فيها بكيفية جميلة ورائعة الحب بالفن التشكيلي.
يذكر أن أولى التجارب التشكيلية الاحترافية والمنظمة في المغرب بدأت مطلع القرن العشرين، مع ظهور فنّانين مارسوا الرسم التصويري على الطريقة الأوروبية، بعد أن كان هذا الفنّ يُمارس طوال عقود ضمن الحرف التقليدية.
المعرض يدعو الزائر إلى اكتشاف تطور الفن المغربي من خلال المسارات التي سلكها المبدعون المغاربة بين التصوير والتجريد.
الاثنين 2023/07/03
ShareWhatsAppTwitterFacebook
لوحة واقعية من المغرب (الفنان عبدالحق سليم)
لشبونة- “الأزرق وألوان أُخرى: رحلة في تاريخ الفنّ المغربي” عنوان معرض جماعي منعقد في المتحف الوطني للفنّ المُعاصر بلشبونة، يستمرّ حتى الرابع والعشرين من سبتمبر المقبل. ومن خلال مجموعة مختارة من الأعمال الفنّية، يضيء المعرض على تاريخ الفنّ التشكيلي في المغرب وتياراته وروافده ومدارسه المختلفة.
ويقدم المعرض الجماعي للفن الحديث والمعاصر الذي ينظم بشراكة مع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، والمتحف الوطني للفن المعاصر بالبرتغال، بدعم من سفارة المملكة المغربية في لشبونة، لأول مرة في البرتغال باقة مختارة من الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على هوية ثقافية متفردة تؤرخ لعقود من الفن المغربي المعاصر وتياراته وروافده المختلفة.
وسيتمكن زوار المعرض المفتوح من 26 يونيو إلى غاية 24 سبتمبر من الإبحار في بانوراما فنية غنية ممتدة في التاريخ المعاصر للمملكة من خلال عينة غنية ومتنوعة تتألف من أربعة وستين عملا فنيا لستين فنانا.
ويدعو مسار المعرض، الموزع على 10 أجزاء موضوعاتية مترابطة بشكل وثيق، الزائر إلى اكتشاف تطور الفن المغربي الحديث من خلال المسارات الرئيسية التي سلكها المبدعون المغاربة بين التصوير والتجريد، والتعرف على تنوع الأنماط التشكيلية التي شكلت الإبداع الثقافي للمغرب من القرن الماضي، مع معرفة شاملة وعميقة للثقافات المعاصرة الأخرى.
عثمان أبا حنيني: المعرض غير المسبوق يقدم لمحة عن الفن المعاصر المغربي في تنوع روافده وإبداعاته
وبهذه المناسبة عبرت كاتبة الدولة للثقافة البرتغالية إيزابيل كوردايرو عن سعادتها بالتعرف على الفن المعاصر المغربي، قائلة “أنا مندهشة بغنى التراث المغربي وتفرد الأعمال الفنية المغربية المعروضة خلال هذه التظاهرة التي تقدم أعمالا لفنانين مغاربة يعتبرون مرجعا في الفن الحديث والمعاصر”.
وبعد أن ذكرت بأن المغرب بلد عريق له ثقافة وحضارة ضاربة في التاريخ، أكدت المسؤولة البرتغالية على أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يعكس التطور والنهضة الثقافية التي تشهدها المملكة من خلال المتاحف والفن المعاصر والحديث، مشيرة إلى أن المعرض يشكل فرصة لتوطيد العلاقات التاريخية بين البلدين وتعزيز التعاون والتقارب بينهما.
من جانبه قال سفير المغرب بلشبونة عثمان أبا حنيني إن المعرض يأتي في سياق مهم تشهد فيه العلاقات الثنائية زخما قويا بعد الاجتماع رفيع المستوى برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، حيث تم اتخاذ قرارات مهمة لتعزيز والارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين اللذين يجمعهما التاريخ المشترك والقرب الجغرافي والثقافة والعديد من القواسم المشتركة.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المعرض غير المسبوق يقدم لمحة عن الفن المعاصر المغربي في تنوع روافده وإبداعاته منذ مطلع القرن الماضي إلى غاية اليوم، مبرزا أن المعرض يروم بناء جسور التفاهم بين ثقافات البلدين وتوطيد العلاقات الثنائية عبر بوابة الفن والإبداع.
وأشار أبا حنيني إلى أن المملكة تعرف ثورة ثقافية حقيقية، ونهضة فنية استثنائية بفضل العناية التي يحيط بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الفنانين والفنون، وكذلك المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها مثل متحف محمد السادس للفن المعاصر والمسرحين الكبيرين للرباط والدار البيضاء والعديد من الأوراش الثقافية الكبرى على غرار إعادة تأهيل جميع متاحف المملكة.
من جهته أبرز المهدي قطبي رئيس المؤسسة المغربية للمتاحف أهمية “الدبلوماسية الثقافية”، مشددا على أن دور المؤسسة الوطنية للمتاحف هو أيضا “الترويج للفن والفنانين المغاربة والتراث المغربي المتفرد خارج حدودنا”.
وأوضح أن الهدف من هذا المعرض هو تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال الإبداع والفن. وقال في هذا الصدد إن “الجمهور البرتغالي كان اليوم منبهرا بجودة وتفرد الأعمال الفنية المعروضة”، مشيرا من جهة أخرى إلى “النهضة الفنية التي يشهدها المغرب والسياسة الثقافية التي ينهجها بفضل الرؤية المستنيرة للعاهل المغربي الذي منح الثقافة المكانة التي تستحقها”.
المهدي قطبي: الهدف من هذا المعرض هو تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال الإبداع والفن
وتابع قائلا “هذا المعرض يعكس في هذا الصدد المساهمة التي يمكن أن تقدمها المؤسسة الوطنية للمتاحف في تسليط الضوء على الفنانين التشكيليين المغاربة عبر العالم”، مبرزا أن “المملكة تتوفر على متاحف فنية استثنائية وفنانين مبدعين يحق المغاربة الافتخار بهم”.
وذكر قطبي بأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها المؤسسة الوطنية للمتاحف بتنظيم معرض من هذا النوع، فقد جرى تنظيم معرض مماثل مكرس للفن المغربي منذ الاستقلال حتى يومنا هذا بمتحف الملكة صوفيا في مدريد، ومعرض كبير للتراث الأثري المشترك مع إسبانيا، ومتحف “كوبرا للفن الحديث” في هولندا.
أما إميليا فيريرا مديرة المتحف الوطني للفن المعاصر بلشبونة فأكدت من جهتها أن تنظيم معرض حول تاريخ الفن المغربي بالعاصمة البرتغالية يشكل فرصة للاطلاع على جانب من تعبيرات الثقافة المغربية وتنوعها.
وأشارت المتحدثة إلى أن المملكة المغربية ضاربة في التاريخ ولها تقاليد وثقافة عريقة، مردفة “لقد سبق أن اطلعت على بعض الأعمال الفنية خلال زيارتي السنة الماضية إلى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، لكن أنا منبهرة اليوم بقدرة الفنانين المغاربة على الخلق والإبداع، وإبراز هوية مغربية متفردة من خلال الأعمال الفنية البصرية المعروضة”.
وبالنسبة إلى فيريرا فإن نقل هذه الأعمال الفنية التي تؤرخ للفن والثقافة المغربيين إلى لشبونة لكي تكون متاحة أمام الجمهور البرتغالي يشكل تجربة مهمة، لأنها ستسمح له بتعميق معرفته بتراث بلد يشترك مع البرتغال في العديد من المحطات الثقافية والحضارية، معتبرة أنه من شأن تظاهرة فنية وثقافية من هذا النوع أن تسهم في مزيد من تقوية علاقات الصداقة القائمة بين البلدين والشعبين، مؤكدة الحاجة إلى تنظيم مبادرات أخرى غنية في المستقبل.
بدورها عبرت مارينا بايراو رويفو مديرة مؤسسة “آرباد سينيز – فييرا دا سيلفا” بلشبونة عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات معرض تاريخ الفن المغربي، وإعجابها بروعة الأعمال الفنية المغربية المعروضة، مضيفة أن المؤسسة تسعى لتعميق علاقاتها الفنية والثقافية بالجمهور المغربي، حيث تحضر لتنظيم معرض فني كبير بالعاصمة الرباط سيكون الأول من نوعه بالنسبة إلى المؤسسة.
وأفادت في هذا الصدد بأن المؤسسة تعتزم تنظيم هذا المعرض خلال الأشهر المقبلة، حيث سيقدم للجمهور المغربي أعمالا فنية فرنسية – برتغالية تعود إلى اثنين من الفنانين الفرنسيين من أصول برتغالية سيقدمان لوحات فنية يمتزج فيها بكيفية جميلة ورائعة الحب بالفن التشكيلي.
يذكر أن أولى التجارب التشكيلية الاحترافية والمنظمة في المغرب بدأت مطلع القرن العشرين، مع ظهور فنّانين مارسوا الرسم التصويري على الطريقة الأوروبية، بعد أن كان هذا الفنّ يُمارس طوال عقود ضمن الحرف التقليدية.