اكاديمي (فن)
Academic art - Art académique
الأكاديمي (الفن ـ)
يطلق مصطلح الفن الأكاديمي Academic Art على الفن الذي يخضع لتعاليم تحددها إحدى الأكاديميات الرسمية في ظلّ سلطة حاكمة لكي يعبر عن تطلعاتها وأهدافها، وكذلك الفن الذي يطبق مفاهيم وطرائق تتبناها مجموعة من الفنانين تعتقد بصحتها وترفض كل اتجاه مغاير لها. وفي الاستعمال الدارج يقترن هذا المصطلح بمعنى الانتقاص، ويدل على اتجاه تقليدي ضيق الأفق، وعلى التمسك بصيغ اتفاقية تحدُّ من حرية الإبداع.
يعود ظهور هذا الاتجاه إلى عهد تأسيس الأكاديميات في إيطالية أولاً ثم في فرنسة، وفي باقي البلاد الأوربية، بين القرنين السادس عشر والثامن عشر. وقد وضعت هذه الأكاديميات قواعد ثابتة للفكر والفنون. وكان من أشهرها أكاديمية الرسم Accademia del Disegno التي تأسست في فلورنسة عام 1562، بإشراف فازاري [ر] Vasari، وكان من أهدافها دعم مكانة الفنانين والدفاع عن الدور الحضاري للفن، والوقوف في وجه النقابات الفنية التي كانت تستبد بمصائر الفن والفنانين. وأكاديمية سان لوكا San Luca في رومة (1593).
وفي فرنسة تأسست الأكاديمية الملكية للتصوير والنحت Académie Royale de Peinture et Sculpture عام 1648، في عهد لويس الرابع عشر، وأوكل أمر إدراتها إلى المصور شارل لوبران [ر] Charles Le Brun. وكان أبرز ما سعت إليه الدفاع عن المصالح المهنية للفنانين إلى جانب تأهيل مصورين ونحاتين ضمن قواعد تعليمية صارمة ليقوموا فيما بعد بتزيين القصور الملكية بتلك الأعمال التي تمجد فرنسة والتي تمتاز بمقدرة تقنية عالية، وبتشابه كبير في الأسلوب. وكانت هذه المهمات توكل إلى الفنانين الملتزمين بالقواعد الأكاديمية من دون غيرهم.
وكذلك أنشئت الأكاديمية الملكية الإسبانية Ka Real Academia Espanola في مدريد عام 1713.
وهكذا فإن «الفن الأكاديمي» انتشر وثبتت دعائمه مع قيام الأكاديميات المختلفة الأخرى، إذ وصل عدد أكاديميات الفن في أوربة 19 أكاديمية سنة1720، واستمرت بالزيادة بسبب تشجيع الملكيات لهذه الأكاديميات.
إلا أن مكانة هذا الاتجاه أخذت تتضاءل عقب الثورة الفرنسية، مع ظهور النزعات الإبداعية والشخصية التي أهملت القواعد الصارمة السائدة، ووضعت قواعد خاصة بها. ومع ذلك فقد ظهر عدد من الفنانين الكبار الذين نشطوا في ظل المناخ الأكاديمي وتركوا أعمالاً أصيلة مهمة، أمثال كاراتشي Carracci، ودومينيكينو Domenichino، وغويدو ريني[ر] Guido Reni، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولويس دافيد[ر] Louis David، وأنطونيو كانوفا[ر] A.Canova في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
أما الأكاديميات التي ما تزال قائمة في القرن العشرين، فإنها طورت أساليب التعليم فيها بما يلائم جو التنافس الحر الذي يميز هذا العصر، ولم تترك للتعاليم الأكاديمية القديمة إلا دوراً محدوداً.
ج.ت
Academic art - Art académique
الأكاديمي (الفن ـ)
يطلق مصطلح الفن الأكاديمي Academic Art على الفن الذي يخضع لتعاليم تحددها إحدى الأكاديميات الرسمية في ظلّ سلطة حاكمة لكي يعبر عن تطلعاتها وأهدافها، وكذلك الفن الذي يطبق مفاهيم وطرائق تتبناها مجموعة من الفنانين تعتقد بصحتها وترفض كل اتجاه مغاير لها. وفي الاستعمال الدارج يقترن هذا المصطلح بمعنى الانتقاص، ويدل على اتجاه تقليدي ضيق الأفق، وعلى التمسك بصيغ اتفاقية تحدُّ من حرية الإبداع.
يعود ظهور هذا الاتجاه إلى عهد تأسيس الأكاديميات في إيطالية أولاً ثم في فرنسة، وفي باقي البلاد الأوربية، بين القرنين السادس عشر والثامن عشر. وقد وضعت هذه الأكاديميات قواعد ثابتة للفكر والفنون. وكان من أشهرها أكاديمية الرسم Accademia del Disegno التي تأسست في فلورنسة عام 1562، بإشراف فازاري [ر] Vasari، وكان من أهدافها دعم مكانة الفنانين والدفاع عن الدور الحضاري للفن، والوقوف في وجه النقابات الفنية التي كانت تستبد بمصائر الفن والفنانين. وأكاديمية سان لوكا San Luca في رومة (1593).
وفي فرنسة تأسست الأكاديمية الملكية للتصوير والنحت Académie Royale de Peinture et Sculpture عام 1648، في عهد لويس الرابع عشر، وأوكل أمر إدراتها إلى المصور شارل لوبران [ر] Charles Le Brun. وكان أبرز ما سعت إليه الدفاع عن المصالح المهنية للفنانين إلى جانب تأهيل مصورين ونحاتين ضمن قواعد تعليمية صارمة ليقوموا فيما بعد بتزيين القصور الملكية بتلك الأعمال التي تمجد فرنسة والتي تمتاز بمقدرة تقنية عالية، وبتشابه كبير في الأسلوب. وكانت هذه المهمات توكل إلى الفنانين الملتزمين بالقواعد الأكاديمية من دون غيرهم.
وكذلك أنشئت الأكاديمية الملكية الإسبانية Ka Real Academia Espanola في مدريد عام 1713.
وهكذا فإن «الفن الأكاديمي» انتشر وثبتت دعائمه مع قيام الأكاديميات المختلفة الأخرى، إذ وصل عدد أكاديميات الفن في أوربة 19 أكاديمية سنة1720، واستمرت بالزيادة بسبب تشجيع الملكيات لهذه الأكاديميات.
إلا أن مكانة هذا الاتجاه أخذت تتضاءل عقب الثورة الفرنسية، مع ظهور النزعات الإبداعية والشخصية التي أهملت القواعد الصارمة السائدة، ووضعت قواعد خاصة بها. ومع ذلك فقد ظهر عدد من الفنانين الكبار الذين نشطوا في ظل المناخ الأكاديمي وتركوا أعمالاً أصيلة مهمة، أمثال كاراتشي Carracci، ودومينيكينو Domenichino، وغويدو ريني[ر] Guido Reni، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولويس دافيد[ر] Louis David، وأنطونيو كانوفا[ر] A.Canova في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
أما الأكاديميات التي ما تزال قائمة في القرن العشرين، فإنها طورت أساليب التعليم فيها بما يلائم جو التنافس الحر الذي يميز هذا العصر، ولم تترك للتعاليم الأكاديمية القديمة إلا دوراً محدوداً.
ج.ت