الصليب الأحمر والهلالالأحمر
أولاً: فكرة الصليب الأحمر
يعود الفضل في فكرة إنشاء الصليب الأحمر Red Cross إلى رؤية رجل واحد وإصراره، وهو هنري دونان [ر]. رجل الأعمال السويسري الذي راعه ما رأى في معركة سولفرينو عام 1865 (معركة بين الجيش النمساوي والجيش الفرنسي في سولفرينو، وهي بلدة تقع في شمالي إيطاليا)، من آلاف الجنود من الجيشين وقد تُركوا دون علاج بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة. وعند عودته إلى سويسرا نشر دونان كتاب «تذكار سولفرينو» الذي وجه فيه نداءين مهمين:
الأول: يدعوفيه إلى تشكيل جمعيات إغاثة في وقت السلم لرعاية الجرحى وقت الحرب
الثاني: يدعوفيه إلى الاعتراف بالمتطوعين الذين يتعين عليهم مساعدة الخدمات الطبية التابعة للجيش وحمايتهم بموجب اتفاق دولي.
وفي عام 1863، شكّلت «جمعية جنيف للمنفعة العامة»، وهي جمعية خيرية مقرها جنيف السويسرية، لجنة من خمسة أعضاء لبحث إمكانية تطبيق أفكار «دونان». وأنشأت هذه اللجنة التي ضَمت، إضافة إلى هنري دونان، غوستاف موانييه وغيوم هنري دوفور ولوي أبيا وتيودور مونوار، ودُعيت: «اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى» وأصبحت فيما بعد «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»The International Committee of the Red Cross (I.C.R.C).
بعد تأسيس اللجنة شرع مؤسسوها الخمسة في تحويل الأفكار التي طرحها كتاب دونان إلى واقع. وتلبية لدعوة منهم. أوفدت 16دولة وأربع جمعيات إنسانية ممثلين عنها إلى المؤتمر الدولي الذي افتتح عام 1863. وكان ذلك المؤتمر هو الذي اعتمد الشارة المميزة، شارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء، والذي ولدت من خلاله مؤسسة الصليب الأحمر. وبانضمام تركيا للحركة أُدخل الهلال الأحمر Red Crescentكرمز للجمعيات الإسلامية الإنسانية الموازية للصليب الأحمر، فصارت الحركة تُعرف بحركة الصليب والهلال الأحمر.
ثانياً: الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر
الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي أكبر شبكة إنسانية في العالم بحكم وجودها ونشاطها في جميع البلدان تقريباً. توحد الحركة وتقودها سبعة مبادئ أساسية هي: الإنسانية وعدم التحيّز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية. والغاية من سائر الأنشطة التي يقوم بها الصليب الأحمر والهلال الأحمر هي منع الآلام البشرية أوتخفيفها دون تحيز، وحماية الكرامة الإنسانية من أي افتئات عليها زمن النزاعات المسلحة.
أما مكونات الحركة فهي:
1ـ اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
2ـ الجمعيات الوطنية للصليب والهلال الأحمر.
3ـ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.
وقد حدد النظام الأساسي للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر العلاقة بين مؤسسات الحركة. وجرى تدقيق مسؤوليات كلّ مكون من مكوّنات الحركة إلى حد بعيد بواسطة اتفاقية إشبيلية التي أعطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دور الوكالة الرائدة في العمليات الدولية التي يقوم بها الصليب والهلال الأحمر في حالات النزاع المسلح، بما في ذلك الأنشطة لصالح الأشخاص النازحين.
1ـ اللجنة الدولية للصليب الأحمر:هي الجهاز المؤسس للحركة.ومهمة اللجنة الدولية هي حماية الضحايا المدنيين والعسكريين للنزاعات المسلحة. وتشمل مهامها: زيارة أسرى النزاعات المسلحة والمحتجزين المدنيين، والبحث عن المفقودين، ونقل الرسائل بين أبناء الأسر التي شتتها النزاع، وإعادة الروابط الأسرية، وتوفير الغذاء والمياه والمساعدة الطبية للمدنيين المحرومين من هذه الضروريات الأساسية، ونشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني، ومراقبة الالتزام بهذا القانون، ولفت الانتباه إلى الانتهاكات الواقعة عليه والمساهمة في تطور قواعده.
2ـ الجمعيات الوطنية للصليب والهلال الأحمر: للجمعيات الوطنية دور المساعد للسلطات العامة في البلدان التي تنتمي إليها هذه الجمعيات، وتقدم هذه الجمعيات خدمات تشمل الإغاثة أثناء الكوارث والمساعدة في المجال الصحي والاجتماعي، كما تنظم دورات تدريبية في الإسعافات الأولية. وفي وقت النزاع المسلح يندمج موظفوها المكلفون بالإسعافات الأولية في الوحدات الطبية التابعة للجيش. ويوجد حالياً 180جمعية وطنية في العالم. ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري هي الجمعية الوطنية العاملة في الجمهورية العربية السورية.
3ـ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر: يعمل الاتحاد كممثل رسمي للجمعيات الوطنية الأعضاء فيه على الساحة الدولية. مهمته: تشجيع كل الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها الجمعيات الأعضاء فيه وتسهيلها وترويجها وذلك من أجل تحسين وضع الفئات الأكثر ضعفاً.
تأسس الاتحاد عام 1919 ويتولى تنسيق المساعدة الدولية التي تُقدّمها الحركة إلى ضحايا الكوارث الطبيعية والتقنية واللاجئين فضلاً عن المساعدات المقدّمة في حالات الطوارئ الطبية. وهو يشجع التعاون بين الجمعيات الوطنية ويقوّي قدرتها على الاستعداد الفعال لمقاومة الكوارث، وتنفيذ البرامج الصحية والاجتماعية اللازمة للإغاثة.
ثالثاً: البنى التنظيمية للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر
إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجمعيات الوطنية هيئات مستقلة، لكل منها نظامه الأساسي الخاص به وليس لأحدها سلطة على الأخرى. تجتمع هذه الهيئات معاً كل سنتين في إطار مجلس المندوبين. كما تجتمع مرة كل أربع سنوات مع ممثلي الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف لعام 1949 وذلك في إطار المؤتمر الدولي للصليب والهلال الأحمر.
لانا بيدس
أولاً: فكرة الصليب الأحمر
يعود الفضل في فكرة إنشاء الصليب الأحمر Red Cross إلى رؤية رجل واحد وإصراره، وهو هنري دونان [ر]. رجل الأعمال السويسري الذي راعه ما رأى في معركة سولفرينو عام 1865 (معركة بين الجيش النمساوي والجيش الفرنسي في سولفرينو، وهي بلدة تقع في شمالي إيطاليا)، من آلاف الجنود من الجيشين وقد تُركوا دون علاج بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة. وعند عودته إلى سويسرا نشر دونان كتاب «تذكار سولفرينو» الذي وجه فيه نداءين مهمين:
الأول: يدعوفيه إلى تشكيل جمعيات إغاثة في وقت السلم لرعاية الجرحى وقت الحرب
الثاني: يدعوفيه إلى الاعتراف بالمتطوعين الذين يتعين عليهم مساعدة الخدمات الطبية التابعة للجيش وحمايتهم بموجب اتفاق دولي.
وفي عام 1863، شكّلت «جمعية جنيف للمنفعة العامة»، وهي جمعية خيرية مقرها جنيف السويسرية، لجنة من خمسة أعضاء لبحث إمكانية تطبيق أفكار «دونان». وأنشأت هذه اللجنة التي ضَمت، إضافة إلى هنري دونان، غوستاف موانييه وغيوم هنري دوفور ولوي أبيا وتيودور مونوار، ودُعيت: «اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى» وأصبحت فيما بعد «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»The International Committee of the Red Cross (I.C.R.C).
بعد تأسيس اللجنة شرع مؤسسوها الخمسة في تحويل الأفكار التي طرحها كتاب دونان إلى واقع. وتلبية لدعوة منهم. أوفدت 16دولة وأربع جمعيات إنسانية ممثلين عنها إلى المؤتمر الدولي الذي افتتح عام 1863. وكان ذلك المؤتمر هو الذي اعتمد الشارة المميزة، شارة الصليب الأحمر على أرضية بيضاء، والذي ولدت من خلاله مؤسسة الصليب الأحمر. وبانضمام تركيا للحركة أُدخل الهلال الأحمر Red Crescentكرمز للجمعيات الإسلامية الإنسانية الموازية للصليب الأحمر، فصارت الحركة تُعرف بحركة الصليب والهلال الأحمر.
ثانياً: الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر
الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر هي أكبر شبكة إنسانية في العالم بحكم وجودها ونشاطها في جميع البلدان تقريباً. توحد الحركة وتقودها سبعة مبادئ أساسية هي: الإنسانية وعدم التحيّز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية. والغاية من سائر الأنشطة التي يقوم بها الصليب الأحمر والهلال الأحمر هي منع الآلام البشرية أوتخفيفها دون تحيز، وحماية الكرامة الإنسانية من أي افتئات عليها زمن النزاعات المسلحة.
أما مكونات الحركة فهي:
1ـ اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
2ـ الجمعيات الوطنية للصليب والهلال الأحمر.
3ـ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.
وقد حدد النظام الأساسي للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر العلاقة بين مؤسسات الحركة. وجرى تدقيق مسؤوليات كلّ مكون من مكوّنات الحركة إلى حد بعيد بواسطة اتفاقية إشبيلية التي أعطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دور الوكالة الرائدة في العمليات الدولية التي يقوم بها الصليب والهلال الأحمر في حالات النزاع المسلح، بما في ذلك الأنشطة لصالح الأشخاص النازحين.
1ـ اللجنة الدولية للصليب الأحمر:هي الجهاز المؤسس للحركة.ومهمة اللجنة الدولية هي حماية الضحايا المدنيين والعسكريين للنزاعات المسلحة. وتشمل مهامها: زيارة أسرى النزاعات المسلحة والمحتجزين المدنيين، والبحث عن المفقودين، ونقل الرسائل بين أبناء الأسر التي شتتها النزاع، وإعادة الروابط الأسرية، وتوفير الغذاء والمياه والمساعدة الطبية للمدنيين المحرومين من هذه الضروريات الأساسية، ونشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني، ومراقبة الالتزام بهذا القانون، ولفت الانتباه إلى الانتهاكات الواقعة عليه والمساهمة في تطور قواعده.
2ـ الجمعيات الوطنية للصليب والهلال الأحمر: للجمعيات الوطنية دور المساعد للسلطات العامة في البلدان التي تنتمي إليها هذه الجمعيات، وتقدم هذه الجمعيات خدمات تشمل الإغاثة أثناء الكوارث والمساعدة في المجال الصحي والاجتماعي، كما تنظم دورات تدريبية في الإسعافات الأولية. وفي وقت النزاع المسلح يندمج موظفوها المكلفون بالإسعافات الأولية في الوحدات الطبية التابعة للجيش. ويوجد حالياً 180جمعية وطنية في العالم. ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري هي الجمعية الوطنية العاملة في الجمهورية العربية السورية.
3ـ الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر: يعمل الاتحاد كممثل رسمي للجمعيات الوطنية الأعضاء فيه على الساحة الدولية. مهمته: تشجيع كل الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها الجمعيات الأعضاء فيه وتسهيلها وترويجها وذلك من أجل تحسين وضع الفئات الأكثر ضعفاً.
تأسس الاتحاد عام 1919 ويتولى تنسيق المساعدة الدولية التي تُقدّمها الحركة إلى ضحايا الكوارث الطبيعية والتقنية واللاجئين فضلاً عن المساعدات المقدّمة في حالات الطوارئ الطبية. وهو يشجع التعاون بين الجمعيات الوطنية ويقوّي قدرتها على الاستعداد الفعال لمقاومة الكوارث، وتنفيذ البرامج الصحية والاجتماعية اللازمة للإغاثة.
ثالثاً: البنى التنظيمية للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر
إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجمعيات الوطنية هيئات مستقلة، لكل منها نظامه الأساسي الخاص به وليس لأحدها سلطة على الأخرى. تجتمع هذه الهيئات معاً كل سنتين في إطار مجلس المندوبين. كما تجتمع مرة كل أربع سنوات مع ممثلي الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف لعام 1949 وذلك في إطار المؤتمر الدولي للصليب والهلال الأحمر.
لانا بيدس