وليم الفاتح
william the conqueeror
۱۰۲۷ - ۱۰۸۷ م
في عام ١٠٦٦ عبر الدوق وليم دوق نورماندي في شمال فرنسا ، عبر القنال الانكليزي على رأس جيش صغير مؤلف من بضعة آلاف مقاتل في محاولة ليصبح حاكم انكلترة المطلق . ولقد نجحت محاولته الجريئة وكانت هذه آخر غزوة أجنبية تغزو بريطانيا وتكلل بالنجاح .
لقد كان الغزو النورماندي أكبر أثرا من قضية حصول النورمانديين على تاج بريطانيا ، فقد أثر تأثيرا عميقا على التاريخ الانكليزي بأجمعه شكل لم يكن حتى وليم الفاتح يتصوره .
ولد وليم في عام ۱۰۲۷ في مدينة فالايزي في نورماندي في فرنسا وكان ابنا غير شرعي لدوق نورماندي روبرت الاول وقد توفي روبرت الاول عام ١٠٣٥ بعد رجوعه من الحج الى بيت المقدس وقبل ذهابه الى الحج كان قد عين وليم خليفة له وهكذا أصبح وليم دوق نورماندي وهو في الثامنة من العمر .
كان موقف وليم حرجا فقد كان ولدا صغيرا يدين له بالولاء البارونات الاقطاعيين الذين كانوا رجالا كبارا وطموحهم أقوى من ولائهم له . ولذلك تبع توليه السلطة فترة من الفوضى . كان وليم محظوظا أثناءها فلم يخسر حياته .
في عام ١٠٤٢ وهو في الخامسة عشرة أصبح فارسا وأخذ يمارس دورا في الحوادث السياسية ، اذ بعد سلسلة من المعارك ضد البارونات الاقطاعيين استطاع ان يضم مقاطعة ( ميسن ) ثم مقاطعة ( بريتاني ) المجاورة . وكان ملك انكلترة من عام ١٠٤٢ حتى عام ١٠٦٦ هو ادوارد المعترف ، ولما كان ادوارد دون خلف فقد جرت مناورات لتولي العرش البريطاني . والحقيقة انه من جهة القرابة العصبية كان ادعاء وليم بحقه في عرش انكلترة لا يخلو من الضعف ، فقد كانت والدة ادوارد أخت جد وليم ولكن وفي عام ۱۰۵۱ صدر وعد من ادوارد لوليم بتوليه العرش بعد وفاته .
صهر وفي عام ١٠٦٤ وقع هارولد جودوين وهو أقوى اللوردات الانكليز أسيراً تحت قبضة وليم وكان هارولد هذا . الملك الانكليزي ادوارد المعترف . وقد عامل وليم أسيره هارولد معاملة حسنة ولكنه لم يتركه حتى أقسم له أغلظ الايمان بأن يؤيده في ادعائه بعرش انكلترة .
كان هارولد يعتبر انه أجبر على هذا القسم ولم يكن ذلك القسم رابطا له ، لذلك وعندما توفي ادوارد المعترف وانتخب هارولد ملكا لبريطانيا قبل هارولد هذا الانتخاب وهو مطمئن الضمير ولكن وليم الذي كان يتحرق شوقا لحكم بلاد جديدة قرر أن يغزو بريطانيا ويفرض ادعاءه فرضا بالقوة .
جمع وليم اسطولا لغزو بريطانيا . وفي آب ١٠٦٦ مع انه كان مستعدا للابحار إلا أن حملته تأخرت بسبب الرياح الشمالية الصاخبة .
وفي أثناء ذلك كان ملك النرويج يشن هجوما على بريطانيا فتصدى له ها هر ولد وقتل الملك النرويجي وهزم جيشه. وبعد يومين من م هذا الانتصار الساحق لهارولد ، اذا بالريح تتغير في بحر الشمال ويصحو الجو ممـــا جعل وليم يشن هجومه المنتظر على بريطانيا . كان من الواجب ان يريح هارولد جنده قبل التصدي للغزو الثاني ولكن هارولد تسرع وأسرع بجيشه جنوبا لمقابلة وليم • تقابل الجيشان في ١٤ تشرين الأول عام ١٠٦٦ في معركة هيستنجز الشهيرة .
وقبل نهاية النهار استطاعت خيالة ورماة جيش وليم ان تهزم الجيش الانجلو سكسوني وعندما هبط الليل كان الملك هارولد نفسه قد قتل وقتل أخواه قبله في أوائل المعركة . ولم يعد هناك أي قائد انكليزي يلم شعث الجيش المنكسر لمقاومة جيش وليم الفاتح . وهكذا توج وليم ملكا في لندن صبيحة يوم عيد الميلاد .
تعليق