الفن في كوباCuba

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفن في كوباCuba

    كوبا (فن في) Cuba - Cuba
    الفن في كوبا



    مرت كوبا Cuba بعد منتصف القرن العشرين بتحول كامل تلا ثورة فيدل كاسترو الاشتراكية، وشمل النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والأدبية والفنية، ومازالت المنشآت العامة والخاصة تحفظ ذكريات الطراز الاستعماري الذي انتشر في كوبا، ويعد من التراث الذي تحميه المؤسسات الأثرية هناك.

    وعلى الرغم من نهوض فني بطيء ابتدأ منذ القرن الثامن عشر؛ كان لا بد من انتظار تحول شامل في مجال العمارة والفن بعد ظهور الثورة الاشتراكية التي اعتمدت على إبراز الطاقات الإبداعية وتفعيلها ضمن الإيديولوجيا الجديدة؛ مع التزام قومي بالتركيز على فن وعمارة يحملان الطابع الإسباني الأمريكي الذي عمّ في أمريكا الوسطى والجنوبية.


    دير وكنيسة فرانسيسكو دي أسيس أحد أمثلة فن «العمارة الخشنة»

    على أن ثمة أسلوباً معمارياً مجرداً من الزخرفة ومن عناصر الفن التشكيلي كان قد انتشر قبل العام 1763، ومثاله الكنائس القائمة في العاصمة هافانا Havana، ولاسيما في كنيسة سان فرانسيسكو دي أسيس San Francisco de Asis، وكنيسة سان فرانسيسكو دي باولا San Francisco de Paula. وهذا الطراز المعماري هو انعكاس لفن العمارة الذي أُطلق عليه اسم العمارة الخشنة Sévère التي تخلت عن معالم الفن التشكيلي؛ وتنتسب إلى المعمار الإسباني خوان دي هيريرا Juan de Herrera.

    ومع ذلك لا بد من ذكر مجموعة عمارات مدارس الفن في هافانا، وهي من تصميم المعماريين ريكاردو بورو R.Porro وفيتوريه غاروتي V.Garotti وروبرتو غوتاردي R.Gottardi. وفي هذه المنشآت تبدو حرية الإبداع أكثر وضوحاً في دراسة الفضاء وإبراز القيم الرمزية، حيث نرى قبة مدرسة الفنون التشكيلية ذات دلالة معينة. وعموماً فإن ابتكارات الأشكال والحجوم يبدو مهيمناً على المنشآت كلها، ويبدو الطابع التعبيري المحدث[ر] واضحاً في تصميم عمارة المدينة الجامعية، وفي المجموعة السكنية في مانيكاراغوا Manicaragua أو في مجموعة مدينة فرناردو ساليناس Salinas.

    على أن الفن التشكيلي كان متخلفاً نسبياً عن نظيره في المكسيك؛ وذلك لأن اتحاد المصورين والنحاتين في كوبا لم يظهر إلا فـي العـام 1910 بجهود الفنـان فيكتور مانويل (1896- ؟) Victor Manuel وكـان إدواردو أبيلا Edwardo Abela (1892-1965) من أبرز مصوري المشاهد؛ إضافة إلى الرسـم الهزلي الذي اشتهر به ناقداً سياسياً. أمـا مارسيلو بوغولوتي (1902) Marcelo Pogolotti فقد اهتم إلى جانب التصوير بالتنظيم العمراني وطابعه الاجتماعي.

    ومنذ العام 1937 ابتدأ الفنان المصور أبيلا بإدارة المدرسة الحرة للتصوير والنحت، وفيها كان يقوم بالتدريس ماريانو رودريغز (1912) Mariano Rodriguez ورونيه بورتوكاريرو (1912) R.Portocarrero.

    وقد تميّز هؤلاء جميعاً باستغلال فاعلية اللون الحار في الموضوعات المتنوعة الاجتماعية والطبيعية والشخصية

    أما الفنانة إميليا بيلاز (1896- 1968) Amelia Pelaez فقد اختصت بترجمة خصائص الواقع الكوبي.

    ولعل الفنان الأكثر حضوراً وشهرة في الحركة الفنية الكوبية هو ويفريدو لام Wifredo Lam الذي درس في أوربا، وكوَّن أسلوباً هو محصلة الجمالية الفنية الزنجية والصينية والغربية؛ التي تجلت في لوحاته التصويرية ذات الأسلوب السريالي السحري.


    ويفريدو لام: «الغابة» (1942 - 1943)

    كان والـد لام صينياً، ودرس الفن في هافانا، ثم في مدريد وبرشلونة، ثـم لجـأ إلى باريس بعد الحرب الأهلية، وتعرف على بيكاسو[ر] Picasso والشاعر بروتون Breton، وفي مرسيليا Marseille تحول نهائياً نحو السريالية منذ العام 1941، وبعدها عاد إلى هافانا، ثم إلى هاييتي Haïti، ومن أشهر أعماله «الأعراس» Les noces و«الغابة» La jungle.

    وفي مجال النحت شارك لام في شهرته النحات أغوستان كارديناس (1927) Agustin Cardenas، ومن أبرز أعماله التمثال الطوطمي الضخم والمصنوع من الخشب المشذب ذي المظهر المدرج.

    إزاء الظروف العقائدية في كوبا، فإن مدارس فنون التصوير والنحت التي ظهرت في أوربا ولاسيما في فرنسا؛ لم تر ترحيباً في كوبا؛ إلا أن عدداً من الفنانين المصورين والنحاتين استطاعوا الاتصال باتجاهات الفن في أوربا؛ ومنها أوجدوا مدرسة فنية كوبية حديثة، لم تتخل عن مناخها الفني الخاص الذي تمتد جذوره إلى الفنون القديمة. ومن بين مصوري هذه المدرسة ـ إضافة إلى المصور لام ـ يذكر بوليز (1897) Pelaez وبدرو (1910) Pedro وكارينو (1913) Carenno وبيرموديز (1914) Permudez وجيرونا (1914) Girona.

    سار الجيل التالي لهذا الجيل في الطريق الفني ذاته؛ محتفظاً بالألوان الحارة، وكانت اتجاهاته نحو التعبير الغنائي والواقعي أكثر وضوحاً. بل وصلت إلى حدود التجريد، ومن هؤلاء المصورين أركاي (1925) Arcay ويانس (1929) Yanes وليناس (1930) Linas وألفاريس ريوس (1932) Alvares Rios وجاميس (1932) Jamis وميكونال (1933) Meconal ورافائيل مورينو Rafael Moreno الذي ولد في إسبانيا في العام 1887؛ وتميز بطابعه الأصيل الفطري.


    أوغستين كاردوناس: «منحوتة العمود»

    أما النحت فإن دولوريس سولدفيلا لولو (1911) D.Soldevilla Lolo التي عرفت باستعمال الحديد، قد استمدت طريقتها في باريس عن كريتز Kretz وزادكين Zadkin وجاكوبسن Jacobsen، وشاركت في معارض تبادلية مع أوربا، وكانت مصورة تجريدية إلى جانب كونها نحاتة.

    وتحرر النحات روبيرتو إستوبينان (1920) R.Estopinan من القواعد المدرسية بعد زياراته الولايات المتحدة وأوربا، واستعمل أيضاً الحديد المطروق والمشغول في إنشاء أعماله النحتية؛ محاولاً إظهار تشكيلات تجريدية جريئة.

    أما أوغستين كاردوناس (1927) Au. Cardenas؛ فلقد درس في هافانـا على يد سيكره Sicré الذي درس بدوره في باريس على يد النحات الشهير بورديل[ر] Bourdelle. وكان كاردوناس قد ابتدأ فناناً واقعياً تمثيلياً، ثم انتقل إلى نوع من التحويرات التشكيلية التي اشترك في تمثلها مـع مجموعة النحاتين الأحد عشر، وهي مجموعة ضمت الفنانين الكوبيين الرواد في الحداثة والذين ناهضوا التيار الرسمي الإلزامي، وكـان سـفره إلى باريس في العام 1956 قد دفعه إلى الاتجاه نهائياً نحو الأسلوب التجريدي الذي تمثل في منحوتاته الطوطمية السحرية.

    عفيف البهنسي
يعمل...
X