كرمي (عبد كريم) Al-Karmi (Abdul Karim-) - Al-Karmi (Abdul Karim-)
الكرميّ (عبد الكريم ـ)
(1909 ـ 1980م)
أبو سلمى، عبد الكريم بن سعيد علي المنصور الكرمي من أبرز الشعراء المعاصرين، ومن أسرة اشتهرت بنشاطها الثقافي والأدبيّ والوطنيّ، لقّب بالكرمي نسبة إلى مدينة طولكرم التي ولد فيها، وكان جدّ أبيه قد قدم إلى فلسطين من محافظة الشرقيّة بمصر، إبّان حكم محمد علي (1805 ـ 1848م)، درس والده سعيد في الأزهر الشريف، واستمع لمحاضرات جمال الدين الأفغانيّ، واتصل بالشيخ محمّد عبده، وأصبح سعيد حجّة في العلوم الشرعيّة والفقهيّة، وعمل مفتّشاً للمعارف في قضاء طولكرم، ثمّ مفتياً، وانتمى إلى حزب اللامركزيّة العثمانيّ، واشترك في النضال ضدّ الأتراك، وحكم عليه بالإعدام، ثمّ خفّف الحكم إلى السجن المؤبّد، ثمّ أُخلي سبيله لكبر سنّه، نزل سعيد الكرميّ وأسرته دمشق بعد تعيينه عضواً في المجمع العلميّ العربيّ بدمشق، وحضر الجلسة الأولى التي عقدت في 30 تمّوز عام 1919م، واختير نائباً لرئيس المجمع، وكان له نشاط واسع في إدارة أعمال المجمع ودار الآثار والمكتبة الظاهريّة، وأشرف على إصدار مجلّة المجمع، وكان له نشاط أدبيّ ملحوظ، وألقى المحاضرات والمنظومات الشعريّة، وتُوفي سعيد الكرميّ في طولكرم عام 1935م.
أما عبد الكريم الكرميّ فقد درس جزءاً من المرحلة الابتدائيّة في المدرسة الظاهريّة بدمشق، ثمّ عاد ووالدته إلى طولكرم بعد أن أصيبت بذات الرئة، ولم تلبث إلاّ قليلاً، ثمّ فارقت الحياة، وبقي عبد الكريم حزيناً عند جدّته، وعاد مع أخيه أحمد شاكر؛ ليلتحق بوالده في دمشق؛ ليتابع دراسته الابتدائيّة في مدرسة الملك الظاهر، وبعد أن أنهى الصفّ الخامس سافر مع والده إلى عمّان، إذ تقلّد والده هناك منصب قاضي القضاة، وأصبح رئيساً لمجلس الشورى، وواصل عبد الكريم دراسته في مدينة السلط، ثمّ عاد إلى دمشق؛ ليدرس الصفّ الثامن في مكتب عنبر، وكان معه في السكن الداخليّ ثلاثة إخوة، ولزمته كنية «أبي سلمى» بعد أن ألقى أوّل قصيدة له وهو على مقاعد الدراسة مطلعها:
سلمى انظري نحوي فقلبي يخفقُ
لمّا يشيرُ إليّ طرفُك أطرقُ
وعاد أبو سلمى إلى فلسطين بعد نيله شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، وعيّن مدرّساً في المدرسة العمريّة بالقدس، وانتسب إلى معهد الحقوق، وبدأ بكتابة مقالات نقديّة في جريدة مرآة الشرق المقدسيّة، واشترك في «عصبة القلم»، وله صلات وثيقة بأدباء ومفكّرين وشعراء كبار، فقد التقى بعمر فروخ وأمين نخلة والأخطل الصغير وتوفيق يوسف عوّاد وخير الدين الزركلي وشفيق جبري وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ومعروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري، وله صداقات وثيقة وعميقة بكلّ من عبد القادر المازنيّ وأحمد أمين وزكي مبارك، وكانت تجمعه بالشاعر إبراهيم طوقان أواصر محبّة وصداقة وغالباً ما تدور بينهما مداعبات ومساجلات شعريّة لطيفة، وكذلك مع الشاعر جلال زريق، والشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وعمل أبو سلمى في إذاعة فلسطين، وأنشد الأشعار في ثورة الشهيد عزّ الدين القسّام وإضراب عام 1936م الشهير، وكتب مسرحيّة شعريّة واقعيّة عن ثورة القسّام؛ كتب مقدّمة لها إبراهيم عبد القادر المازنيّ، لكنّها ضاعت من الشاعر بعد النزوح ومعها بعض القصائد، وتزوّج الشاعر أبو سلمى من الآنسة رقيّة حقّي عام 1936، بعد أن أنشد فيها أجمل الأشعار، على الرغم من أنّها كانت تكبره بعشر سنوات، ومن أشعاره فيها:
ألا يا ربّةَ الخالِ
أما تشجيكِ أحوالي
وحقِّ شبابكِ الغالي
لئن قطّعتِِ أوصالي
فإنّي لستُ بالسالي
يتمتم باسمك القلب
ليحيـا الأمل العذب
فيا لله كـم أصبو
وهذا صدرُكِ الرحبُ
تموجُ عليه آمالي
ورزق منها بعد عام بابنه الوحيد سعيد، وتتوالى الأحداث، فتنتقل أسرة أبي سلمى إلى عكّا، ويبقى هو في حيفا، ثمّ يلتحق بأسرته عبر قارب عام 1948م عام النكبة، ويتحرّك مع جموع المشرّدين إلى لبنان، ويستقرّ به المطاف في دمشق التي ألف، وأحبّ، وغدا دامي القلب متألماً لما حلّ ببلاده وشعبه، وعمل بعد نزوحه في التدريس والمحاماة، وعمل في وزارة الإعلام السوريّة، وصدر له ديوان شعريّ عام 1953 بعنوان «ديوان المشرّد» يحمل قضايا الوطن وهموم النزوح والحنين، في عام 1959 صدر ديوانه الثاني «أغنيات بلادي» وضم أشعاراً غزليّة ووطنيّة، ثمّ التحق الكرميّ بمنظّمة التحرير الفلسطينيّة عند انبثاقها عام 1965، وأصبح عضواً في المجلس الوطنيّ الفلسطيني، وفي عام 1971 صدر له ديوان «من فلسطين ريشتي»؛ ويعدّ هذا الديوان امتداداً لتجربته السابقة، ثمّ طبعت دار العودة ببيروت أعماله الكاملة بعنوان «ديوان أبي سلمى» عام 1978.
نظم الكرمي أشعاره على الأوزان التقليديّة، وطوّعها لتبثّ إحساساته العاطفيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والقوميّة والإنسانيّة، ومن مناجاته لفلسطين قوله:
فلسطين الحبيبة كيف أحيا
بعيداً عن سهولِِِك والهضاب؟!
تناديني السفوح مخضّباتٍ
وفي الآفاق آثارُ الخضاب
تناديني الشواطئُ باكياتٍ
وفي سمع الزمان صدى انتحاب
تناديني مدائنك اليتامى
تناديني قراكِ مع القباب
وخاطب دمشق التي احتضنته قائلاً:
أدمشقُ إنّا لاجئون ألا
يُشجيكِ منظرُ خدّنا التَرِبِِ؟
مرّت بنا الأعوام مثقلةً
عبرت تجرّ دوامي النُّوَبِ
أَوَما تَرْين وراء أدمعنا
ظلّ الخيام السودِ والطُنُبِِ؟
لا تنكرينا بعد نكبتنا
تأبى عليكِ كرامةُ الحَسَبِ
أسهم أبو سلمى في الأحداث التي تعرّضت لها الأمّة، فمجّد الشهداء، وغنّى للمدن العربيّة الصامدة في وجه الغزاة، وحرّض على التصدّي لهم، وغنّى للكبار، وأنشد للأطفال، وغنّى للأطيار والسنابل والفراشات والبيّارات؛ فشعره متشعّب تشعب الحياة نفسها، ومن أناشيده في الوحدة العربيّة للأطفال:
دعوا كلّ الذي قلتم
وجدّوا اليوم في طلبي
فإنّي الوحدة الكبرى
سأحميكم من الُّنوَبِِ
وعندي راية خفقتْ
سأرفعها على الحقبِ
فقولوا: رايتي عاشتْ
وعاشت وحدةُ العربِ
ترك أبو سلمى آثاراً نثريّة منها: «كفاح شعب فلسطين» صدر عام 1964، كما صدر له في العام نفسه عن وزارة الثقافة بدمشق كتاب عن أخيه «أحمد شاكر الكرميّ مختارات من آثاره»، وصدر له عام 1973 كتاب «الشيخ سعيد الكرميّ» فيه سيرة والده العلميّة والسياسيّة ومنتخبات من آثاره، وترك أبو سلمى العديد من الخطب والمقالات التي ألقاها في المؤتمرات العديدة التي حضرها في جميع القارّات، وكان نهجه يساريّاً، وغنّى للكادحين في كلّ مكان، ولأخيه حسن الكرمي باع طويل في اللغة والأدب والترجمة، وأصدر معجم «المنار» العربيّ-الإنجليزيّ، وعمل في هيئة الإذاعة البريطانيّة، واشتهر برنامجه الأدبيّ «قول على قول».
ويعدّ أبو سلمى من المؤسّسين لاتحاد كتّاب فلسطين، وحصل عام 1979 على جائزة اللوتس للأدب الإفريقي الآسيوي، وهو رابع فلسطينيّ ينال هذه الجائزة بعد كمال ناصر وغسّان كنفاني ومحمود درويش، وانتخب رئيساً لاتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين عام 1980، ولقبه النقاد بزيتونة فلسطين.
وقد توفّيت زوجته عام 1973، وتركت فراغاً وأسى في نفسه، فرثاها بقصائد مؤثّرة، ولم يطل به المقام بعد رحيل رفيقة حياته، إذ وافته المنيّة، وشيّع إلى مثواه الأخير في دمشق بجنازة مهيبة، اشترك فيها السياسيّون والمثقّفون والجماهير الغفيرة.
عبد الكريم عيد الحشاش
الكرميّ (عبد الكريم ـ)
(1909 ـ 1980م)
أبو سلمى، عبد الكريم بن سعيد علي المنصور الكرمي من أبرز الشعراء المعاصرين، ومن أسرة اشتهرت بنشاطها الثقافي والأدبيّ والوطنيّ، لقّب بالكرمي نسبة إلى مدينة طولكرم التي ولد فيها، وكان جدّ أبيه قد قدم إلى فلسطين من محافظة الشرقيّة بمصر، إبّان حكم محمد علي (1805 ـ 1848م)، درس والده سعيد في الأزهر الشريف، واستمع لمحاضرات جمال الدين الأفغانيّ، واتصل بالشيخ محمّد عبده، وأصبح سعيد حجّة في العلوم الشرعيّة والفقهيّة، وعمل مفتّشاً للمعارف في قضاء طولكرم، ثمّ مفتياً، وانتمى إلى حزب اللامركزيّة العثمانيّ، واشترك في النضال ضدّ الأتراك، وحكم عليه بالإعدام، ثمّ خفّف الحكم إلى السجن المؤبّد، ثمّ أُخلي سبيله لكبر سنّه، نزل سعيد الكرميّ وأسرته دمشق بعد تعيينه عضواً في المجمع العلميّ العربيّ بدمشق، وحضر الجلسة الأولى التي عقدت في 30 تمّوز عام 1919م، واختير نائباً لرئيس المجمع، وكان له نشاط واسع في إدارة أعمال المجمع ودار الآثار والمكتبة الظاهريّة، وأشرف على إصدار مجلّة المجمع، وكان له نشاط أدبيّ ملحوظ، وألقى المحاضرات والمنظومات الشعريّة، وتُوفي سعيد الكرميّ في طولكرم عام 1935م.
أما عبد الكريم الكرميّ فقد درس جزءاً من المرحلة الابتدائيّة في المدرسة الظاهريّة بدمشق، ثمّ عاد ووالدته إلى طولكرم بعد أن أصيبت بذات الرئة، ولم تلبث إلاّ قليلاً، ثمّ فارقت الحياة، وبقي عبد الكريم حزيناً عند جدّته، وعاد مع أخيه أحمد شاكر؛ ليلتحق بوالده في دمشق؛ ليتابع دراسته الابتدائيّة في مدرسة الملك الظاهر، وبعد أن أنهى الصفّ الخامس سافر مع والده إلى عمّان، إذ تقلّد والده هناك منصب قاضي القضاة، وأصبح رئيساً لمجلس الشورى، وواصل عبد الكريم دراسته في مدينة السلط، ثمّ عاد إلى دمشق؛ ليدرس الصفّ الثامن في مكتب عنبر، وكان معه في السكن الداخليّ ثلاثة إخوة، ولزمته كنية «أبي سلمى» بعد أن ألقى أوّل قصيدة له وهو على مقاعد الدراسة مطلعها:
سلمى انظري نحوي فقلبي يخفقُ
لمّا يشيرُ إليّ طرفُك أطرقُ
وعاد أبو سلمى إلى فلسطين بعد نيله شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، وعيّن مدرّساً في المدرسة العمريّة بالقدس، وانتسب إلى معهد الحقوق، وبدأ بكتابة مقالات نقديّة في جريدة مرآة الشرق المقدسيّة، واشترك في «عصبة القلم»، وله صلات وثيقة بأدباء ومفكّرين وشعراء كبار، فقد التقى بعمر فروخ وأمين نخلة والأخطل الصغير وتوفيق يوسف عوّاد وخير الدين الزركلي وشفيق جبري وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ومعروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري، وله صداقات وثيقة وعميقة بكلّ من عبد القادر المازنيّ وأحمد أمين وزكي مبارك، وكانت تجمعه بالشاعر إبراهيم طوقان أواصر محبّة وصداقة وغالباً ما تدور بينهما مداعبات ومساجلات شعريّة لطيفة، وكذلك مع الشاعر جلال زريق، والشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، وعمل أبو سلمى في إذاعة فلسطين، وأنشد الأشعار في ثورة الشهيد عزّ الدين القسّام وإضراب عام 1936م الشهير، وكتب مسرحيّة شعريّة واقعيّة عن ثورة القسّام؛ كتب مقدّمة لها إبراهيم عبد القادر المازنيّ، لكنّها ضاعت من الشاعر بعد النزوح ومعها بعض القصائد، وتزوّج الشاعر أبو سلمى من الآنسة رقيّة حقّي عام 1936، بعد أن أنشد فيها أجمل الأشعار، على الرغم من أنّها كانت تكبره بعشر سنوات، ومن أشعاره فيها:
ألا يا ربّةَ الخالِ
أما تشجيكِ أحوالي
وحقِّ شبابكِ الغالي
لئن قطّعتِِ أوصالي
فإنّي لستُ بالسالي
يتمتم باسمك القلب
ليحيـا الأمل العذب
فيا لله كـم أصبو
وهذا صدرُكِ الرحبُ
تموجُ عليه آمالي
ورزق منها بعد عام بابنه الوحيد سعيد، وتتوالى الأحداث، فتنتقل أسرة أبي سلمى إلى عكّا، ويبقى هو في حيفا، ثمّ يلتحق بأسرته عبر قارب عام 1948م عام النكبة، ويتحرّك مع جموع المشرّدين إلى لبنان، ويستقرّ به المطاف في دمشق التي ألف، وأحبّ، وغدا دامي القلب متألماً لما حلّ ببلاده وشعبه، وعمل بعد نزوحه في التدريس والمحاماة، وعمل في وزارة الإعلام السوريّة، وصدر له ديوان شعريّ عام 1953 بعنوان «ديوان المشرّد» يحمل قضايا الوطن وهموم النزوح والحنين، في عام 1959 صدر ديوانه الثاني «أغنيات بلادي» وضم أشعاراً غزليّة ووطنيّة، ثمّ التحق الكرميّ بمنظّمة التحرير الفلسطينيّة عند انبثاقها عام 1965، وأصبح عضواً في المجلس الوطنيّ الفلسطيني، وفي عام 1971 صدر له ديوان «من فلسطين ريشتي»؛ ويعدّ هذا الديوان امتداداً لتجربته السابقة، ثمّ طبعت دار العودة ببيروت أعماله الكاملة بعنوان «ديوان أبي سلمى» عام 1978.
نظم الكرمي أشعاره على الأوزان التقليديّة، وطوّعها لتبثّ إحساساته العاطفيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والقوميّة والإنسانيّة، ومن مناجاته لفلسطين قوله:
فلسطين الحبيبة كيف أحيا
بعيداً عن سهولِِِك والهضاب؟!
تناديني السفوح مخضّباتٍ
وفي الآفاق آثارُ الخضاب
تناديني الشواطئُ باكياتٍ
وفي سمع الزمان صدى انتحاب
تناديني مدائنك اليتامى
تناديني قراكِ مع القباب
وخاطب دمشق التي احتضنته قائلاً:
أدمشقُ إنّا لاجئون ألا
يُشجيكِ منظرُ خدّنا التَرِبِِ؟
مرّت بنا الأعوام مثقلةً
عبرت تجرّ دوامي النُّوَبِ
أَوَما تَرْين وراء أدمعنا
ظلّ الخيام السودِ والطُنُبِِ؟
لا تنكرينا بعد نكبتنا
تأبى عليكِ كرامةُ الحَسَبِ
أسهم أبو سلمى في الأحداث التي تعرّضت لها الأمّة، فمجّد الشهداء، وغنّى للمدن العربيّة الصامدة في وجه الغزاة، وحرّض على التصدّي لهم، وغنّى للكبار، وأنشد للأطفال، وغنّى للأطيار والسنابل والفراشات والبيّارات؛ فشعره متشعّب تشعب الحياة نفسها، ومن أناشيده في الوحدة العربيّة للأطفال:
دعوا كلّ الذي قلتم
وجدّوا اليوم في طلبي
فإنّي الوحدة الكبرى
سأحميكم من الُّنوَبِِ
وعندي راية خفقتْ
سأرفعها على الحقبِ
فقولوا: رايتي عاشتْ
وعاشت وحدةُ العربِ
ترك أبو سلمى آثاراً نثريّة منها: «كفاح شعب فلسطين» صدر عام 1964، كما صدر له في العام نفسه عن وزارة الثقافة بدمشق كتاب عن أخيه «أحمد شاكر الكرميّ مختارات من آثاره»، وصدر له عام 1973 كتاب «الشيخ سعيد الكرميّ» فيه سيرة والده العلميّة والسياسيّة ومنتخبات من آثاره، وترك أبو سلمى العديد من الخطب والمقالات التي ألقاها في المؤتمرات العديدة التي حضرها في جميع القارّات، وكان نهجه يساريّاً، وغنّى للكادحين في كلّ مكان، ولأخيه حسن الكرمي باع طويل في اللغة والأدب والترجمة، وأصدر معجم «المنار» العربيّ-الإنجليزيّ، وعمل في هيئة الإذاعة البريطانيّة، واشتهر برنامجه الأدبيّ «قول على قول».
ويعدّ أبو سلمى من المؤسّسين لاتحاد كتّاب فلسطين، وحصل عام 1979 على جائزة اللوتس للأدب الإفريقي الآسيوي، وهو رابع فلسطينيّ ينال هذه الجائزة بعد كمال ناصر وغسّان كنفاني ومحمود درويش، وانتخب رئيساً لاتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين عام 1980، ولقبه النقاد بزيتونة فلسطين.
وقد توفّيت زوجته عام 1973، وتركت فراغاً وأسى في نفسه، فرثاها بقصائد مؤثّرة، ولم يطل به المقام بعد رحيل رفيقة حياته، إذ وافته المنيّة، وشيّع إلى مثواه الأخير في دمشق بجنازة مهيبة، اشترك فيها السياسيّون والمثقّفون والجماهير الغفيرة.
عبد الكريم عيد الحشاش