مطرزي (ناصر عبد سيد)
Al-Mutrazi (Nasir ibn Abdul Sayyid-) - Al-Mutrazi (Nasir ibn Abdul Sayyid-)
المطرزي (ناصر بن عبد السيد ـ)
(538 ـ610هـ/1144ـ1213م)
أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي المطرّزي، نسبة إلى تطريز الثياب، لعل أحداً من أسلافه كان يشتغل بها.
أديب، لغوي، نحوي، حنفي المذهب، من دعاة الاعتزال، ولد في جرجانية خوارزم أكبر مدن الإقليم على الشاطئ الغربي من نهر جيحون، ونشأ كأقرانه من أهل خوارزم نشأة دينية، فتفقه أولاً على والده عبد السيد وهو من علماء خوارزم، أخذ عن الأُبَّدي تلميذ المعري، ثم تفقه على أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي، خطيب خوارزم وهو من تلاميذ الزمخشري، ثم سمع الحديث عن أبي محمد علي بن أبي سعد التاجر، ووهم السيوطي فذكر أن المطرزي قرأ على الزمخشري، ولا يصح ذلك لأن المطرزي ولد في السنة نفسها وكذا في البلدة نفسها التي مات بها الزمخشري، ولذلك قيل له: خليفة الزمخشري.
ولا تذكر المصادر شيئاً عن نشاطه العلمي في بلده، وأول ما يصادَف من أخباره بعد مرحلة الطلب أنه دخل بغداد في طريقه إلى الحج سنة 601 «وجرى له فيها مباحث مع جماعة من الفقهاء والأدباء، وأخذ أهل الأدب عنه».
ولم تذكر المصادر أيضاً من تلاميذه إلا القاسم بن الحسين بن أحمد الخوارزمي النحوي المعروف بصدر الأفاضل، الذي قتله التتار سنة 617هـ وهو صاحب كتاب «التخمير»، أحد شروح المفصل للزمخشري.
توفي المطرزي في خوارزم، ورثي ـ فيما قيل ـ بأكثر من ثلاثمئة قصيدة، بعد أن خلف طائفة من المؤلفات في اللغة والفقه والنحو تظهر منزلته، وأشهر هذه المؤلفات هي:
ـ «المُعْرِب»: تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها فقهاء الحنفية من الغريب، وهو مفقود.
ـ «المُغْرِب في ترتيب المُعْرِب»: أشهر مؤلفاته، اختصر فيه كتابه السابق وهذبه وأضاف عليه ورتبه، وقد اشتهر عند الحنفية، حتى قيل: هو للحنفية بمنزلة كتاب الأزهري للشافعية. وأبان المطرزي في مقدمة هذا الكتاب عن شيء من مضمونه ومنهجه، قال: «هذا ما سبق به الوعد من تهذيب مصنفي المترجم بـ «المعرب» وتنميقه وترتيبه على حروف المعجم وتلفيقه، اختصرته لأهل المعرفة.. بعدما سرحت الطرف في كتب لم يتعهدها في تلك النوبة نظري، فتقصيتها حتى قضيت منها وطري، كالجامع مع شرح أبي بكر الرازي، والزيادات بكشف الحلواني، ومختصر الكرخي، وتفسير أبي الحسين القدوري، والمنتقى... وغيرها من مصنفات فقهاء الأمصار...»، ثم أشار إلى طريقته المعجمية في ترتيب الألفاظ، قال: «فقدمت ما فاؤه همزة، ثمّ ما فاؤه باء، حتى أتيت على الحروف». والناظر في هذا المعجم الفقهي ـ إن صح التعبير ـ يلحظ كثرة الاستشهاد بالحديث وتتبع رواياته، والعناية بأسماء الفقهاء والمحدثين والأماكن الواردة في الأحاديث، وقبل ذلك كله عناية بتفسير الألفاظ لغوياً وفقهياً، وخشية المطرزي من التصحيف الذي قد يخل ببعض الألفاظ دفعته إلى ذكر بعض الأخطاء التي قد تلحق الألفاظ بسبب التصحيف أو تحريف العامة، وختم معجمه المذكور بباب تناول فيه بعض المسائل النحوية والصرفية. وقد طبع الكتاب غير مرة في مجلدين.
ـ «الإيضاح في شرح المقامات»: مطبوع، وهو شرح مختصر لمقامات الحريري (ت516هـ) وطأ له بالحديث عن علمي المعاني والبيان وقواعد البديع.
ـ «الإقناع لما حوى تحت القناع»: مخطوط، وهو مختصر لغوي ألفه لابنه مسعود وهو أشبه بمعجمات الألفاظ المترادفة.
ـ «المطرزية»: مخطوط، وهو رسالة أو مقدمة في النحو.
ـ رسالة في إعجاز القرآن: مخطوط.
ـ «المصباح»: مقدمة نحوية تعليمية صنفها لابنه المذكور، جمعها من مصنفات عبد القاهر الجرجاني: «العوامل المئة» ـ «الجمل» ـ «التتمة»، وقسمها إلى خمسة أبواب: في المصطلحات النحوية، في العوامل اللفظية القياسية، في العوامل اللفظية السماعية، في العوامل المعنوية، في فصول العربية، وقد طُبعت غير مرة، وعني بها الشراح قديماً وأشهر شروحها «الضوء على المصباح» للأسفراييني (ت684هـ).
ومن مصنفاته التي لا يُعرف عنها إلا أسماؤها: «مختصر إصلاح المنطق» لابن السكيت، و«مقدمة في المنطق»، وذكر ياقوت وغيره أن للمطرزي شعراً حسناً يتعمد فيه استعمال الجناس، ومن شعره:
وزَند ندىً فواضله وَرِيّ
ورَنْدُ ربى خواضله نضير
ودُرّ خلاله أبداً ثمين
ودُرّ نواله أبداً غزير
وله في الخمر رباعيات رقيقة:
يا خليليّ اسقياني بالزجاج
حلب الكرمة من غير مزاج
أنا لا ألتذ سمعاً باللجاح
فاسقنيها قبل تغريد الدجاج
قبل أن يُؤذن صبحي بانبلاج
إن أردت الراح فاشربها صباحا
قبل أن تصحب أتراباً ملاحا
جمعوا حسناً وأنساً ومزاحا
وغدوا كالهجر علماً وسماحا
نبيل أبو عمشة
Al-Mutrazi (Nasir ibn Abdul Sayyid-) - Al-Mutrazi (Nasir ibn Abdul Sayyid-)
المطرزي (ناصر بن عبد السيد ـ)
(538 ـ610هـ/1144ـ1213م)
أبو الفتح ناصر بن عبد السيد بن علي المطرّزي، نسبة إلى تطريز الثياب، لعل أحداً من أسلافه كان يشتغل بها.
أديب، لغوي، نحوي، حنفي المذهب، من دعاة الاعتزال، ولد في جرجانية خوارزم أكبر مدن الإقليم على الشاطئ الغربي من نهر جيحون، ونشأ كأقرانه من أهل خوارزم نشأة دينية، فتفقه أولاً على والده عبد السيد وهو من علماء خوارزم، أخذ عن الأُبَّدي تلميذ المعري، ثم تفقه على أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي، خطيب خوارزم وهو من تلاميذ الزمخشري، ثم سمع الحديث عن أبي محمد علي بن أبي سعد التاجر، ووهم السيوطي فذكر أن المطرزي قرأ على الزمخشري، ولا يصح ذلك لأن المطرزي ولد في السنة نفسها وكذا في البلدة نفسها التي مات بها الزمخشري، ولذلك قيل له: خليفة الزمخشري.
ولا تذكر المصادر شيئاً عن نشاطه العلمي في بلده، وأول ما يصادَف من أخباره بعد مرحلة الطلب أنه دخل بغداد في طريقه إلى الحج سنة 601 «وجرى له فيها مباحث مع جماعة من الفقهاء والأدباء، وأخذ أهل الأدب عنه».
ولم تذكر المصادر أيضاً من تلاميذه إلا القاسم بن الحسين بن أحمد الخوارزمي النحوي المعروف بصدر الأفاضل، الذي قتله التتار سنة 617هـ وهو صاحب كتاب «التخمير»، أحد شروح المفصل للزمخشري.
توفي المطرزي في خوارزم، ورثي ـ فيما قيل ـ بأكثر من ثلاثمئة قصيدة، بعد أن خلف طائفة من المؤلفات في اللغة والفقه والنحو تظهر منزلته، وأشهر هذه المؤلفات هي:
ـ «المُعْرِب»: تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها فقهاء الحنفية من الغريب، وهو مفقود.
ـ «المُغْرِب في ترتيب المُعْرِب»: أشهر مؤلفاته، اختصر فيه كتابه السابق وهذبه وأضاف عليه ورتبه، وقد اشتهر عند الحنفية، حتى قيل: هو للحنفية بمنزلة كتاب الأزهري للشافعية. وأبان المطرزي في مقدمة هذا الكتاب عن شيء من مضمونه ومنهجه، قال: «هذا ما سبق به الوعد من تهذيب مصنفي المترجم بـ «المعرب» وتنميقه وترتيبه على حروف المعجم وتلفيقه، اختصرته لأهل المعرفة.. بعدما سرحت الطرف في كتب لم يتعهدها في تلك النوبة نظري، فتقصيتها حتى قضيت منها وطري، كالجامع مع شرح أبي بكر الرازي، والزيادات بكشف الحلواني، ومختصر الكرخي، وتفسير أبي الحسين القدوري، والمنتقى... وغيرها من مصنفات فقهاء الأمصار...»، ثم أشار إلى طريقته المعجمية في ترتيب الألفاظ، قال: «فقدمت ما فاؤه همزة، ثمّ ما فاؤه باء، حتى أتيت على الحروف». والناظر في هذا المعجم الفقهي ـ إن صح التعبير ـ يلحظ كثرة الاستشهاد بالحديث وتتبع رواياته، والعناية بأسماء الفقهاء والمحدثين والأماكن الواردة في الأحاديث، وقبل ذلك كله عناية بتفسير الألفاظ لغوياً وفقهياً، وخشية المطرزي من التصحيف الذي قد يخل ببعض الألفاظ دفعته إلى ذكر بعض الأخطاء التي قد تلحق الألفاظ بسبب التصحيف أو تحريف العامة، وختم معجمه المذكور بباب تناول فيه بعض المسائل النحوية والصرفية. وقد طبع الكتاب غير مرة في مجلدين.
ـ «الإيضاح في شرح المقامات»: مطبوع، وهو شرح مختصر لمقامات الحريري (ت516هـ) وطأ له بالحديث عن علمي المعاني والبيان وقواعد البديع.
ـ «الإقناع لما حوى تحت القناع»: مخطوط، وهو مختصر لغوي ألفه لابنه مسعود وهو أشبه بمعجمات الألفاظ المترادفة.
ـ «المطرزية»: مخطوط، وهو رسالة أو مقدمة في النحو.
ـ رسالة في إعجاز القرآن: مخطوط.
ـ «المصباح»: مقدمة نحوية تعليمية صنفها لابنه المذكور، جمعها من مصنفات عبد القاهر الجرجاني: «العوامل المئة» ـ «الجمل» ـ «التتمة»، وقسمها إلى خمسة أبواب: في المصطلحات النحوية، في العوامل اللفظية القياسية، في العوامل اللفظية السماعية، في العوامل المعنوية، في فصول العربية، وقد طُبعت غير مرة، وعني بها الشراح قديماً وأشهر شروحها «الضوء على المصباح» للأسفراييني (ت684هـ).
ومن مصنفاته التي لا يُعرف عنها إلا أسماؤها: «مختصر إصلاح المنطق» لابن السكيت، و«مقدمة في المنطق»، وذكر ياقوت وغيره أن للمطرزي شعراً حسناً يتعمد فيه استعمال الجناس، ومن شعره:
وزَند ندىً فواضله وَرِيّ
ورَنْدُ ربى خواضله نضير
ودُرّ خلاله أبداً ثمين
ودُرّ نواله أبداً غزير
وله في الخمر رباعيات رقيقة:
يا خليليّ اسقياني بالزجاج
حلب الكرمة من غير مزاج
أنا لا ألتذ سمعاً باللجاح
فاسقنيها قبل تغريد الدجاج
قبل أن يُؤذن صبحي بانبلاج
إن أردت الراح فاشربها صباحا
قبل أن تصحب أتراباً ملاحا
جمعوا حسناً وأنساً ومزاحا
وغدوا كالهجر علماً وسماحا
نبيل أبو عمشة