كندي (يعقوب اسحاق) Al-Kindi (Ya'qub ibn Ishaq-) - Al-Kindi (Ya'qub ibn Ishaq-)
الكندي (يعقوب بن إسحاق ـ)
نحو (185 ـ 260هـ/801 ـ 873م)
أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معد كرب القحطاني، يرقى بنسبه إلى ملوك دولة كندة التي كان لها دورها الحضاري. اختلف الرواة في عام ولادته وفي عام وفاته، والمرجح أنه كان حياً بين عام 185 ـ 260هـ/801 ـ 873م. ولد في الكوفة وتوفي في بغداد.
عالم موسوعي متعدد المواهب يقول كارادي فو: «إنه من الاثنى عشر عبقرياً ظهروا في العالم». وسعت علومه ومؤلفاته علوم الطب والرياضيات والفلك والكيمياء والفلسفة والمنطق والعربية والموسيقى والجغرافية.
كانت نشأته الأولى في الكوفة حيث كان والده أميراً عليها في خلافة هارون الرشيد العباسي، وقيل في روايات أخرى إنه من مواليد البصرة. أخذ علومه من مجالس علماء البصرة وكان من جلساء الإمام أبي حنيفة النعمان منذ صغره، ثم انتقل إلى بغداد في عهد الخليفة المأمون العباسي، وغدا من أهم جلساء عصره إذ كان يتمتع بمكانة علمية مرموقة ولهذا أوكل إليه المأمون إلى جانب كبار المترجمين ترجمة كتب أرسطو وغيره من حكماء اليونان. إلا أن عبد الرحمن بدوي في كتابه: «دور العرب في تكوين الفكر الأوربي» ينفي معرفة الكندي باللغة اليونانية، ويقول إن دوره كان مراجعة الكتب الفلسفية المترجمة عن اليونانية وإصلاحها؛ وذلك عن طريق تلافي أي انحراف للمعاني الأصلية عن المراد منها. ثم يستطرد بدوي ويقول: «وهذا هو الذي يفسر لنا اهتمام الكندي الشديد بالمعاني اللغوية والاشتقاقية للمصطلحات الفلسفية…»، ومن المعروف أنه قد تتلمذ على الكندي أكبر علماء العربية كنفطويه وحسنويه وغيرهما. كما تأثر به ابن سينا وابن النفيس.
من إبداعات الكندي ومنجزاته العلمية:
ـ أنه يُعد الأول في وضع منهج للبحث العلمي يعتمد على المقدمات والاستدلال إذ يعتقد أن العلم كل واحد، ولذلك تتطور العلوم كلها جنباً إلى جنب. ويقول: يجب تحديد كل مسألة علمية لأن لكل علم منهجاً خاصاً به، ثم طرحها بكل دقة وأمانة ثم البرهان عليها.
ـ يُعد أول فلاسفة العرب المسلمين يقول: «إن من يريد العبور إلى عالم الفلسفة لابد له من التوسل بالرياضيات ومنطقها القويم» ويقول: «إن الرياضيات لا تكون بالاقتناع بل بالبراهين، فإذا أخذناها بالاقتناع كانت ظناً من الظنون». وكان يحاول التوصل إلى صيغة يتوسل بها إلى الدمج أو التوفيق بين الفكر الديني والفكر الفلسفي، ولذلك كانت مصطلحاته الفلسفية صالحة لتكون مصطلحات دينية.
ـ أول من نادى بأن الاشتغال بالكيمياء بقصد الحصول على الذهب مضيعة للعقل والجهد. ووضع رسالته في بطلان دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة وخدعهم، أي إنه يطالب بابتعاد العلم عن الأوهام.
ـ أول من نفى أثر الأجرام السماوية وحركاتها على حياة الإنسان ومعرفة مستقبله ووضع نظرته في رسالته «العلة القريبة الفاعلة للكون والفساد». ويقول في معرض حديثه عن الشمس والقمر وأثرهما على الأرض وما يترتب في ذلك من ظاهرات: «ويمكن تقديرهما من حيث الكم والكيف والزمان والمكان»، أي إنه يطالب بابتعاد العلم عن الشعوذة والاعتماد على العقل المتحرر من الأوهام.
ـ أبدع نظرية في كيفية نشوء الحياة وظهورها على الكرة الأرضية.
ـ أبدع تعليلاً علمياً لزرقة السماء بقوله: «إن اللون الأزرق لا يختص في السماء، بل هو مزيج من سواد السماء والأضواء الأخرى الناتجة من ذرات الغبار وبخار الماء الموجود في الجو». وذلك في رسالته «زرقة السماء»، وفي رسالته «اختلاف المناظر»، وقد كان لهاتين الرسالتين أكبر الأثر في علماء أوربا في القرون الوسطى إذ ترجمتا إلى اللاتينية. وكانت نظرته للبصريات وفيسيولوجية الرؤية كعالم رياضي وفيلسوف طبيعي، وعلى هذا فقد نقد إقليدس وصحح بعض أخطائه في نظرية «الإبصار».
ـ أول من نادى أن الموسيقى إيقاع، والإيقاع أهم سمة من سمات الرياضيات. وقد سبق علماء أوربا المحدثين بذلك؛ كما يقول بتأثير الموسيقى على النفس الإنسانية.
ـ يقول المستشرق دي بور: «الواقع أن الكندي بنى فعل هذه الأدوية ـ أي الأدوية المركبةـ كما بنى فعل الموسيقى على التناسب الهندسي والأمر في الأدوية أمر تناسب الكيفيات المحسوسة وهي الحار والبارد والرطب واليابس.» ثم يستطرد ويقول: «ويظهر أن الكندي عوّل على الحواس، ولاسيما حاسة الذوق في الحكم على هذا الأمر حتى قد نستطيع أن نرى في فلسفته شيئاً من فكرة التناسب بين الإحساسات». وهذه من أروع ما أبدعه الكندي في نظرياته العلمية غير المسبوقة، كما حاول إيجاد قاعدة (رياضية/هندسية) لمعرفة قوى الأدوية المركبة، وذلك بوضع العلاقة بين القوة أي كيفية الدواء وتأثيره الكيفي وكأنه عالم يؤمن بالتجربة وبالتجربة فقط.
مؤلفات الكندي كثيرة يقول عنها أبو حيان التوحيدي في كتابه «المقابسات»: «وله رسائل ومؤلفات في علوم شتى، نفقت عند الناس نفوقاً عجيباً، وأقبلوا عليها إقبالاً مدهشاً…».
أحصاها النديم في «فهرسه» وذكر أنها تزيد على (230) مؤلفاً وصنفها على (17) نوعاً. وجاء في مصادر أخرى أنها تنوف على (300) مؤلف وذكرها ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» وقدرها بـ (270)، ثم ذكرها قدري طوقان في كتابه «تراث العرب في الرياضيات والفلك» وقدرها بـ (240) مؤلفاً ووزعها حسـب موضوعاتها كما يلي: (22) كتاباً في الفلسفة، (9) في المنطق، (11) في الجدل، (5) في النفـس، (10) في الأحكاميات، (19) في النجوم، (16) في الفلك، (11) في الحساب، (23) في الهندسة، (12) في الطبيعيات، (8) في الكريات، (22) في الطب، (14) في الأحداثيات، (8) في الأبعاديات، (7) في الموسيقى. ترجم بعض هذه المؤلفات إلى اللاتينية وانتشرت في أوربا، وكان لها الأثر الكبير في فكرها العلمي والفلسفي. ومن مؤلفاته في الفلسفة والمنطق والنفس كتاب «الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد»، و«الفلسفة الداخلة والمسائل المنطقية وما فوق الطبيعية»، وكتاب في أن الفلسفة لا تُنال إلا بالرياضيات، وكتاب في النفس نسخته الخطية في المكتبة البريطانية بلندن، ورسالة في الحيلة في دفع الأحزان نشرها هلموت ريتَّر بالاشتراك مع فلتشر وظهرت بعنوان Studi Su Al Kindi في روما عام 1938م. وصدرت عن أكاديمية لنشاي ويقول عبد الرحمن بدوي في كتابه «موسوعة المستشرقين»: «… وهذه النشرة حافلة بالأخطاء التي نبهنا عليها في نشرتنا المحققة لهذه الرسالة ضمن كتابنا «فلسفة الكندي والفارابي وابن باجة وابن عدي» نشرت في بنغازي عام 1973م، نسختها الخطية في مكتبة بغدالي وهبي باصطنبول».
وله كتاب في المدخل المنطقي باستبقاء القول به، وكتاب في الاحتراس من خدع السوفسطائيين، وكتاب في أن النفس جوهر بسيط غير داثر مؤثر في الأجسام.
ومن مؤلفاته في الأحكاميات والنجوم والفلك رسالة في القضاء على الكسوف، أي الحكم على الكسوف من وجهة نظر علم التنجيم، نسختها الخطية في مكتبة الإسكوريال في مدريد، و«إصلاح كتاب المطالع لأبقلاوس» ترجمه قسطا بن لوقا، ومقالة في تحاويل السنين نسختها الخطية في مكتبة الإسكوريال، ورسالة «ذات الحلق» نسخها الخطية في مكتبة باريس الوطنية، ورسالة في الأمطار والرياح مترجمة إلى اللاتينية وطبعت في البندقية، ورسالة في أحداث الجو نسخها الخطية في مكتبة الفاتح وفي مكتبة الحميدية باصطنبول، ورسالة في الشعاعات الشمسية نسخها الخطية في مكتبة خدابخش في بتنه بالهند.
ومن مؤلفاته في الحساب والهندسة مقالة في المدخل إلى الأرثماطيقي (الحساب) حققها محمد عبد الهادي أبو ريده بمصر، ورسالة في تأليف الأعداد، حققها محمد عبد الهادي أبو ريدة، ورسالة في أن الكرة أعظم الأشكال الجرمية والدائرة أعظم من جميع الأشكال المنبسطة حققها أبو ريدة، ورسالة في إيضاح أبعاد ما بين الناظر ومراكز أعمدة الجبال وعمق الآبار وعروض الأنهار وغير ذلك، نسختها الخطية في آياصوفيا باصطنبول، وكتاب «استخراج خط نصف النهار وسمت القبلة» بالهندسة.
ومن مؤلفاته في الطب والكيمياء كتاب في معرفة الأدوية المفردة نسخته الخطية في مكتبة باير الوطنية في مونيخ ضمن مجموع، وكتاب في تقويم الصحة بالأسباب الستة: نسخته الخطية في مكتبة كوبرلي باصطنبول ضمن مجموع، ورسالة في الأطعمة نسختها الخطية في مكتبة ملكي بطهران، وكتاب في كيمياء العطر والتصعيدات وسمي «بعطر نامه» أو الترفق بالعطر، حققه ونشر أصله العربي مع ترجمة بالألمانية المستشرق K.Gerber في لايبزيغ Leipzig عام 1948م عن نسخة نادرة في آياصوفيا باصطنبول.
نسخه الخطية في:
ـ دار الكتب المصرية، مصورة عن نسخة كوبرللي باصطنبول، وله نسخة مصورة بمعهد التراث العلمي العربي بحلب.
ـ مكتبة ملكي بطهران.
ـ مكتبة سراي أحمد باصطنبول.
ـ رسالة في كيفية الدماغ.
من مؤلفاته في الموسيقى رسالة في خبر صناعة التأليف، نشر هذه الرسالة وترجمها إلى الألمانية المستشرق روبرت لاخمَن R.Lachman، ومحمود أحمد الحنفي بمصر. وطبعت في لايبزيغ عام 1931 بعنوان: «رسالة في خبر تأليف الألحان». وحققها أيضاً مع شرح بالإنكليزية يوسف شوقي في القاهرة عام 1969م، كما حققها زكريا يوسف ضمن كتابه «مؤلفات الكندي الموسيقية» ببغداد 1962م.
وله كتاب «المصوتات الوترية من ذات الوتر الواحد إلى ذات العشر أوتار» نسخته الخطية في مكتبة المجمع العلمي العراقي. مصورة عن نسخة بخزانة زكريا يوسف الخاصة ببغداد، حققه زكريا يوسف ببغداد عام 1962م، و«مختصر الموسيقى في تأليف النغم وصنعة العود» نسخته الخطية في مكتبة المجمع العلمي العراقي ببغداد، حقق هذه الرسالة زكريا يوسف ببغداد 1962، والرسالة في التأليف أو الكتاب الأعظم في التأليف، نسخها الخطية في خزانة المجمع العلمي العراقي ببغداد، ورسالة المؤنس في علم الموسيقى: ذكرها صاعد في كتابه «طبقات الأمم».
ومن مؤلفاته في الطبيعيات: رسالة في العلة للمد والجزر، نسخها الخطية في مكتبة البودليان. ترجمت إلى اللاتينية ونشرها فيدمن، ورسالة في علة اللون اللازوردي الذي يرى في الجو جهة السماء ويظن أنه لون السماء، نسخها الخطية في: مكتبة آياصوفيا باصطنبول، مكتبة بودليانا، ورسالة في العلة التي يبرد أعلى الجو ويسخن ماقرب الأرض، نسخها الخطية في مكتبة آيا صوفيا باصطنبول، ورسالة في علة كون الضباب في آياصوفيا باصطنبول.
زهير حميدان
الكندي (يعقوب بن إسحاق ـ)
نحو (185 ـ 260هـ/801 ـ 873م)
أبو يوسف، يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس بن معد كرب القحطاني، يرقى بنسبه إلى ملوك دولة كندة التي كان لها دورها الحضاري. اختلف الرواة في عام ولادته وفي عام وفاته، والمرجح أنه كان حياً بين عام 185 ـ 260هـ/801 ـ 873م. ولد في الكوفة وتوفي في بغداد.
عالم موسوعي متعدد المواهب يقول كارادي فو: «إنه من الاثنى عشر عبقرياً ظهروا في العالم». وسعت علومه ومؤلفاته علوم الطب والرياضيات والفلك والكيمياء والفلسفة والمنطق والعربية والموسيقى والجغرافية.
كانت نشأته الأولى في الكوفة حيث كان والده أميراً عليها في خلافة هارون الرشيد العباسي، وقيل في روايات أخرى إنه من مواليد البصرة. أخذ علومه من مجالس علماء البصرة وكان من جلساء الإمام أبي حنيفة النعمان منذ صغره، ثم انتقل إلى بغداد في عهد الخليفة المأمون العباسي، وغدا من أهم جلساء عصره إذ كان يتمتع بمكانة علمية مرموقة ولهذا أوكل إليه المأمون إلى جانب كبار المترجمين ترجمة كتب أرسطو وغيره من حكماء اليونان. إلا أن عبد الرحمن بدوي في كتابه: «دور العرب في تكوين الفكر الأوربي» ينفي معرفة الكندي باللغة اليونانية، ويقول إن دوره كان مراجعة الكتب الفلسفية المترجمة عن اليونانية وإصلاحها؛ وذلك عن طريق تلافي أي انحراف للمعاني الأصلية عن المراد منها. ثم يستطرد بدوي ويقول: «وهذا هو الذي يفسر لنا اهتمام الكندي الشديد بالمعاني اللغوية والاشتقاقية للمصطلحات الفلسفية…»، ومن المعروف أنه قد تتلمذ على الكندي أكبر علماء العربية كنفطويه وحسنويه وغيرهما. كما تأثر به ابن سينا وابن النفيس.
من إبداعات الكندي ومنجزاته العلمية:
ـ أنه يُعد الأول في وضع منهج للبحث العلمي يعتمد على المقدمات والاستدلال إذ يعتقد أن العلم كل واحد، ولذلك تتطور العلوم كلها جنباً إلى جنب. ويقول: يجب تحديد كل مسألة علمية لأن لكل علم منهجاً خاصاً به، ثم طرحها بكل دقة وأمانة ثم البرهان عليها.
ـ يُعد أول فلاسفة العرب المسلمين يقول: «إن من يريد العبور إلى عالم الفلسفة لابد له من التوسل بالرياضيات ومنطقها القويم» ويقول: «إن الرياضيات لا تكون بالاقتناع بل بالبراهين، فإذا أخذناها بالاقتناع كانت ظناً من الظنون». وكان يحاول التوصل إلى صيغة يتوسل بها إلى الدمج أو التوفيق بين الفكر الديني والفكر الفلسفي، ولذلك كانت مصطلحاته الفلسفية صالحة لتكون مصطلحات دينية.
ـ أول من نادى بأن الاشتغال بالكيمياء بقصد الحصول على الذهب مضيعة للعقل والجهد. ووضع رسالته في بطلان دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة وخدعهم، أي إنه يطالب بابتعاد العلم عن الأوهام.
ـ أول من نفى أثر الأجرام السماوية وحركاتها على حياة الإنسان ومعرفة مستقبله ووضع نظرته في رسالته «العلة القريبة الفاعلة للكون والفساد». ويقول في معرض حديثه عن الشمس والقمر وأثرهما على الأرض وما يترتب في ذلك من ظاهرات: «ويمكن تقديرهما من حيث الكم والكيف والزمان والمكان»، أي إنه يطالب بابتعاد العلم عن الشعوذة والاعتماد على العقل المتحرر من الأوهام.
ـ أبدع نظرية في كيفية نشوء الحياة وظهورها على الكرة الأرضية.
ـ أبدع تعليلاً علمياً لزرقة السماء بقوله: «إن اللون الأزرق لا يختص في السماء، بل هو مزيج من سواد السماء والأضواء الأخرى الناتجة من ذرات الغبار وبخار الماء الموجود في الجو». وذلك في رسالته «زرقة السماء»، وفي رسالته «اختلاف المناظر»، وقد كان لهاتين الرسالتين أكبر الأثر في علماء أوربا في القرون الوسطى إذ ترجمتا إلى اللاتينية. وكانت نظرته للبصريات وفيسيولوجية الرؤية كعالم رياضي وفيلسوف طبيعي، وعلى هذا فقد نقد إقليدس وصحح بعض أخطائه في نظرية «الإبصار».
ـ أول من نادى أن الموسيقى إيقاع، والإيقاع أهم سمة من سمات الرياضيات. وقد سبق علماء أوربا المحدثين بذلك؛ كما يقول بتأثير الموسيقى على النفس الإنسانية.
ـ يقول المستشرق دي بور: «الواقع أن الكندي بنى فعل هذه الأدوية ـ أي الأدوية المركبةـ كما بنى فعل الموسيقى على التناسب الهندسي والأمر في الأدوية أمر تناسب الكيفيات المحسوسة وهي الحار والبارد والرطب واليابس.» ثم يستطرد ويقول: «ويظهر أن الكندي عوّل على الحواس، ولاسيما حاسة الذوق في الحكم على هذا الأمر حتى قد نستطيع أن نرى في فلسفته شيئاً من فكرة التناسب بين الإحساسات». وهذه من أروع ما أبدعه الكندي في نظرياته العلمية غير المسبوقة، كما حاول إيجاد قاعدة (رياضية/هندسية) لمعرفة قوى الأدوية المركبة، وذلك بوضع العلاقة بين القوة أي كيفية الدواء وتأثيره الكيفي وكأنه عالم يؤمن بالتجربة وبالتجربة فقط.
مؤلفات الكندي كثيرة يقول عنها أبو حيان التوحيدي في كتابه «المقابسات»: «وله رسائل ومؤلفات في علوم شتى، نفقت عند الناس نفوقاً عجيباً، وأقبلوا عليها إقبالاً مدهشاً…».
أحصاها النديم في «فهرسه» وذكر أنها تزيد على (230) مؤلفاً وصنفها على (17) نوعاً. وجاء في مصادر أخرى أنها تنوف على (300) مؤلف وذكرها ابن أبي أصيبعة في كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» وقدرها بـ (270)، ثم ذكرها قدري طوقان في كتابه «تراث العرب في الرياضيات والفلك» وقدرها بـ (240) مؤلفاً ووزعها حسـب موضوعاتها كما يلي: (22) كتاباً في الفلسفة، (9) في المنطق، (11) في الجدل، (5) في النفـس، (10) في الأحكاميات، (19) في النجوم، (16) في الفلك، (11) في الحساب، (23) في الهندسة، (12) في الطبيعيات، (8) في الكريات، (22) في الطب، (14) في الأحداثيات، (8) في الأبعاديات، (7) في الموسيقى. ترجم بعض هذه المؤلفات إلى اللاتينية وانتشرت في أوربا، وكان لها الأثر الكبير في فكرها العلمي والفلسفي. ومن مؤلفاته في الفلسفة والمنطق والنفس كتاب «الفلسفة الأولى فيما دون الطبيعيات والتوحيد»، و«الفلسفة الداخلة والمسائل المنطقية وما فوق الطبيعية»، وكتاب في أن الفلسفة لا تُنال إلا بالرياضيات، وكتاب في النفس نسخته الخطية في المكتبة البريطانية بلندن، ورسالة في الحيلة في دفع الأحزان نشرها هلموت ريتَّر بالاشتراك مع فلتشر وظهرت بعنوان Studi Su Al Kindi في روما عام 1938م. وصدرت عن أكاديمية لنشاي ويقول عبد الرحمن بدوي في كتابه «موسوعة المستشرقين»: «… وهذه النشرة حافلة بالأخطاء التي نبهنا عليها في نشرتنا المحققة لهذه الرسالة ضمن كتابنا «فلسفة الكندي والفارابي وابن باجة وابن عدي» نشرت في بنغازي عام 1973م، نسختها الخطية في مكتبة بغدالي وهبي باصطنبول».
وله كتاب في المدخل المنطقي باستبقاء القول به، وكتاب في الاحتراس من خدع السوفسطائيين، وكتاب في أن النفس جوهر بسيط غير داثر مؤثر في الأجسام.
ومن مؤلفاته في الأحكاميات والنجوم والفلك رسالة في القضاء على الكسوف، أي الحكم على الكسوف من وجهة نظر علم التنجيم، نسختها الخطية في مكتبة الإسكوريال في مدريد، و«إصلاح كتاب المطالع لأبقلاوس» ترجمه قسطا بن لوقا، ومقالة في تحاويل السنين نسختها الخطية في مكتبة الإسكوريال، ورسالة «ذات الحلق» نسخها الخطية في مكتبة باريس الوطنية، ورسالة في الأمطار والرياح مترجمة إلى اللاتينية وطبعت في البندقية، ورسالة في أحداث الجو نسخها الخطية في مكتبة الفاتح وفي مكتبة الحميدية باصطنبول، ورسالة في الشعاعات الشمسية نسخها الخطية في مكتبة خدابخش في بتنه بالهند.
ومن مؤلفاته في الحساب والهندسة مقالة في المدخل إلى الأرثماطيقي (الحساب) حققها محمد عبد الهادي أبو ريده بمصر، ورسالة في تأليف الأعداد، حققها محمد عبد الهادي أبو ريدة، ورسالة في أن الكرة أعظم الأشكال الجرمية والدائرة أعظم من جميع الأشكال المنبسطة حققها أبو ريدة، ورسالة في إيضاح أبعاد ما بين الناظر ومراكز أعمدة الجبال وعمق الآبار وعروض الأنهار وغير ذلك، نسختها الخطية في آياصوفيا باصطنبول، وكتاب «استخراج خط نصف النهار وسمت القبلة» بالهندسة.
ومن مؤلفاته في الطب والكيمياء كتاب في معرفة الأدوية المفردة نسخته الخطية في مكتبة باير الوطنية في مونيخ ضمن مجموع، وكتاب في تقويم الصحة بالأسباب الستة: نسخته الخطية في مكتبة كوبرلي باصطنبول ضمن مجموع، ورسالة في الأطعمة نسختها الخطية في مكتبة ملكي بطهران، وكتاب في كيمياء العطر والتصعيدات وسمي «بعطر نامه» أو الترفق بالعطر، حققه ونشر أصله العربي مع ترجمة بالألمانية المستشرق K.Gerber في لايبزيغ Leipzig عام 1948م عن نسخة نادرة في آياصوفيا باصطنبول.
نسخه الخطية في:
ـ دار الكتب المصرية، مصورة عن نسخة كوبرللي باصطنبول، وله نسخة مصورة بمعهد التراث العلمي العربي بحلب.
ـ مكتبة ملكي بطهران.
ـ مكتبة سراي أحمد باصطنبول.
ـ رسالة في كيفية الدماغ.
من مؤلفاته في الموسيقى رسالة في خبر صناعة التأليف، نشر هذه الرسالة وترجمها إلى الألمانية المستشرق روبرت لاخمَن R.Lachman، ومحمود أحمد الحنفي بمصر. وطبعت في لايبزيغ عام 1931 بعنوان: «رسالة في خبر تأليف الألحان». وحققها أيضاً مع شرح بالإنكليزية يوسف شوقي في القاهرة عام 1969م، كما حققها زكريا يوسف ضمن كتابه «مؤلفات الكندي الموسيقية» ببغداد 1962م.
وله كتاب «المصوتات الوترية من ذات الوتر الواحد إلى ذات العشر أوتار» نسخته الخطية في مكتبة المجمع العلمي العراقي. مصورة عن نسخة بخزانة زكريا يوسف الخاصة ببغداد، حققه زكريا يوسف ببغداد عام 1962م، و«مختصر الموسيقى في تأليف النغم وصنعة العود» نسخته الخطية في مكتبة المجمع العلمي العراقي ببغداد، حقق هذه الرسالة زكريا يوسف ببغداد 1962، والرسالة في التأليف أو الكتاب الأعظم في التأليف، نسخها الخطية في خزانة المجمع العلمي العراقي ببغداد، ورسالة المؤنس في علم الموسيقى: ذكرها صاعد في كتابه «طبقات الأمم».
ومن مؤلفاته في الطبيعيات: رسالة في العلة للمد والجزر، نسخها الخطية في مكتبة البودليان. ترجمت إلى اللاتينية ونشرها فيدمن، ورسالة في علة اللون اللازوردي الذي يرى في الجو جهة السماء ويظن أنه لون السماء، نسخها الخطية في: مكتبة آياصوفيا باصطنبول، مكتبة بودليانا، ورسالة في العلة التي يبرد أعلى الجو ويسخن ماقرب الأرض، نسخها الخطية في مكتبة آيا صوفيا باصطنبول، ورسالة في علة كون الضباب في آياصوفيا باصطنبول.
زهير حميدان