البانيا تاريخ Albanieاعمارها يعود الى عصور ماقبل تاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البانيا تاريخ Albanieاعمارها يعود الى عصور ماقبل تاريخ

    البانيه(تاريخ)

    Albania - Albanie

    تاريخ ألبانية ونشأة الدولة

    يرجع إعمار الأرض الألبانية إلى عصور ما قبل التاريخ الحجرية، لكن تاريخها المعروف يبدأ مع سكانها الأوائل المعروفين بالإليرييّن نسبة إلى إليرية الاسم القديم للقسم الغربي والشمالي من شبه جزيرة البلقان. والإليريـون شعب هندي ـ أوربي ظهر في الألف الثاني قبل الميلاد، واستقرت إحدى قبائله في منطقة مدينة دورس في الألف الأول قبل الميلاد. وقد مارس الإليريون التجارة مع شعوب البحر المتوسط. كما غزا اليونان سواحلهم على البحر الأدرياتي في القرن الثامن ق.م. وكان الإليريون أسلاف الألبان قبائل تجمعها قبيلة أو زعيم قبيلة قوية مكونة مملكة تعيش أجيالاً. وكان آخرها المملكة الإليرية التي قامت في منطقة سكودر (شكودرة اليوم) وملكها أغرون Agron في النصف الثاني من القرن الثالث ق.م. وتشير الوثائق إلى أن سكان السواحل منهم مارسوا التجارة وأعمال القرصنة في البحر الأدرياتي وخارجه.
    تعرضت إليرية لغزو جيرانها الرومان بعد سنوات طويلة من النزاع انتهت باحتلال رومة شبه جزيرة البلقان عام 168ق.م، فتحولت إلى ولاية رومانية عام 27م، امتدت من نهر درن جنوباً حتى إسترية Istria شمالاً، وحتى نهر السافا Sava شرقاً. وجرى تقسيم إليرية إلى مقاطعات ووحدات إدارية شملت مساحات من مقدونية وآخية وإيبيروس كما انتشرت فيها المستعمرات الرومانية، وتحولت إليرية التي مارس زعماء قبائلها نوعاً من الاستقلال الذاتي، إلى بلد وسيط للتجارة والتعامل بين رومة وأوربة الشرقية. كما جند أباطرة رومة المحاربين الإليريين في جيوشهم.
    أعقب الاحتلال الروماني ظهور القوط والهون بين القرنين الثالث والخامس للميلاد وغزوهم الامبراطورية الرومانية والقضاء على إليرية، لكن التغيير الكبير فيها كان على يد السلافيين الذين تدفقوا على البلقان في القرن السابع وتسببوا في تغيير البنية الإثنية للسكان المتكلمين بالإليرية، وتراجع السكان المتكلمين بالألبانية ذات الأصل الإليري إلى حدود ألبانية الراهنة وكوسوفة وأجزاء من مقدونية وشمالي اليونان. ويعتقد أن استعمال تسمية «ألبانية» و«ألبانيون» بدأ في العهد البيزنطي الذي دام سنين طويلة رافقها انتشار الإقطاعيات في ألبانية. وقد ظلت ألبانية تابعة لبيزنطة على الرغم من محاولات شارل الأول من الأسرة الحاكمة في نابولي في إيطالية إعلان تبعية ألبانية لحكمه وتسمية نفسه ملك ألبانية، ودام ذلك حتى أخذ الصرب بالتوسع في المنطقة واحتلال أجزاء من ألبانية في أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، مما سبب نزوح أفواج من الألبانيين إلى اليونان. لكن الغزو الصربي والاضطرابات التي عانتها ألبانية والصراعات القبلية والخلافات المحلية التي عاشتها انتهت بالغزو العثماني الذي بدأ في النصف الثاني من القرن الرابع عشر وانتصار جيوش السلطان مراد على جيش التحالف الصربي في كوسوفة عام 1389م. فأصبحت ألبانية جزءاً من الامبراطورية العثمانية على الرغم من مقاومة الألبان للحكم العثماني، وقيام ثورات وانتفاضات عدة عليه، أهمها حركة المقاومة التي قادها جيرج كاستريوتي G.Kastrioti الملقب بـ «اسكندر بك» عام 1443، الذي حقق عدة انتصارات عسكرية على العثمانيين، انتهت بسقوط قلعة كرويا معقل المقاومة الألبانية بيد الأتراك عام 1478، واحتلالهم ألبانية كاملة.
    ومع انتشار الحكم العثماني وتركزه في المدن والسهول، واستمرار النفوذ العثماني لأكثر من خمسة قرون أخذ الإسلام بالانتشار، واندمج الألبان المسلمون في الحياة العثمانية. فدرسوا الدين في المدارس الدينية العثمانية، وأسهموا في العمل الإداري وخدموا في الجيوش العثمانية ووصل الكثير من رجالاتهم إلى مناصب عالية في الجيش والإدارة. ومع ذلك قامت انتفاضات على العثمانيين في ألبانية ولاسيما في شماليها، حيث سعى زعماء من أسرة بوشاتي إلى الاستقلال في القرن السابع عشر والثامن عشر باءت كلها بالإخفاق، ورسخت أقدام السلطة العثمانية. وقد أدخل العثمانيون كثيراً من الإصلاحات الإدارية والاجتماعية المعروفة باسم «التنظيمات»، لدعم نفوذهم في البلاد، لكنها جاءت متأخرة في عهد أفول نجم الامبراطورية العثمانية في أوربة.
    اتسمت نهاية القرن التاسع عشر بقيام الثورات الألبانية على الحكم العثماني والعمل على تحرير ألبانية واستقلالها، في زمن تحالفت فيه الدول الأوربية على إخراج العثمانيين من أوربة والقضاء على امبراطوريتهم، واتفقت في معاهدة سان ستيفانو وفي مؤتمر برلين عام 1878 على اقتسام تركة العثمانيين ورسم خريطة جديدة لأوربة، وكان ذلك وبالاً على ألبانية لأن أجزاء حيوية من أراضيها سلخت منها وضمت إلى صربية والجبل الأسود وغيرها، فكان على الألبان القتال في مواجهة العثمانيين والدول الكبرى والدول المجاورة لألبانية التي تطمع في أراض منها. ودام هذا الصراع من أجل استقلال ألبانية وحريتها.
    واتسع نطاق القتال بين أعوام 1908 - 1912، وحقق فيه الألبانيون نجاحات ومكاسب لم تعجب جيرانهم، فعقدوا حلفاً عسكرياً هدفه تجزئة ألبانية ومنع قيامها دولة مستقلة؛ فكان الرد الألباني إعلان استقلال دولتهم في 28 تشرين الثاني 1912 برئاسة إسماعيل كمال فلورة، في مدينة فلورة، وبذلك كان أول رئيس حكومة ألبانية مستقلة.
    ألبانية المستقلة
    لم يرق للصرب وحلفائهم تحرر ألبانية واستقلالها فزحفوا لاحتلال دورس، كما أعلنت اليونان ضم جنوبي ألبانية إليها. فهبت القوى الأوربية المتنافسة يؤيد كل منها أحد الطرفين الصرب أو اليونان. فكانت النتيجة قبول استقلال ألبانية في كانون الأول 1912 تفادياً لحرب تنشب بين المتنافسين، لكنه وفي مرحلة رسم حدود الدولة الجديدة قامت صربية باقتطاع إقليم كوسوفة الذي يعيش فيه 800.000 ألباني. كما تركت حدودها مع اليونان غير واضحة أو نهائية، وأعقب ذلك تحويل اليونان جنوبي ألبانية إلى جزء منها وأطلقت عليه اسم «إيبيروس الشمالية» ومنحته حكماً ذاتياً، كما قامت دولة الجبل الأسود باحتلال شكودرة، واندلعت بسبب ذلك ثورة واضطرابات محلية استمرت حتى نشوب الحرب العالمية الأولى.
    تحولت ألبانية في أثناء الحرب العالمية الأولى إلى ساحة قتال بين الأطراف المتنازعة من الصرب واليونان والإيطاليين والنمسويين والهنغاريين والجبل الأسود. كما خضعت لاحتلال القوى الأجنبية بحسب معاهدة لندن السرية عام 1915 بين روسية وفرنسة وإنكلترة وإيطالية التي نصت على تقسيم ألبانية بين إيطالية وصربية والجبل الأسود واليونان مع بقاء دويلة ألبانية صغيرة تحت النفوذ الإيطالي. وكان الرد انعقاد مؤتمر قومي ألباني في بلدة لوشنية في كانون الثاني عام 1920، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني يرأسها سليمان دلفينا واختيار تيرانة عاصمة مؤقتة للبلاد. ونجحت الحكومة والمقاومة الألبانية المسلحة في تحرير البلاد واعترفت بها الدول الأوربية، وقبلت عضواً في عصبة الأمم في نهاية عام 1920.
    تميزت المرحلة الأولى من قيام الدولة بمقاومة الإقطاع والسعي إلى إقامة حكم ديمقراطي، واتصفت بالصراع على السلطة بين الاتجاه الديمقراطي ـ البرجوازي والاتجاه المحافظ والإقطاعي ـ العشائري. وحُسم الصراع في بداية عام 1925 بإعلان الجمهورية وتنصيب أحمد زوغو أول رئيس لها، لكن زوغو أعلن نفسه ملكاً على الألبان سنة 1928 مع إصدار دستور جديد للبلاد. وكان أبرز مظاهر هذه المرحلة ازدياد التأثير الاقتصادي والثقافي، وكذلك النفوذ السياسي لإيطالية نتيجة اتفاقيات ألبانية ـ إيطالية أدت في نهاية المطاف إلى احتلال إيطالية البلاد عسكرياً في 7 نيسان 1939، ودمج ألبانية بإيطالية.
    قاوم الألبان الاحتلال الإيطالي والفاشية بقيادة الجبهة القومية التي تأسست سنة 1939، والحزب الشيوعي الألباني الذي تأسس عام 1941 بمساعدة يوغسلافية، حتى بعد أن قامت رومة بضم كوسوفة إلى ألبانية عام 1948. وقد تمكن الاتجاه اليساري الشيوعي من السيطرة على الأمور في نهاية عام 1944 بعد تصفية قوات الجبهة القومية وغيرها من القوى التي كانت تتشبث ببقاء كوسوفة مع ألبانية. وفي 11 كانون الثاني عام 1946 أعلن المجلس الدستوري المنتخب ألبانية «جمهورية شعبية». وقد عقدت بين عامي 1945 و1948 عدة اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والسياسي بين ألبانية ويوغسلافية وكادت أن تؤدي إلى الاتحاد بينهما، لولا تبني ألبانية موقف البلدان الاشتراكية المناهض لتيتو ويوغسلافية في الخلاف مع ستالين عام 1948. ونتج عن ذلك تدهور العلاقات الألبانية ـ اليوغسلافية في أثناء عام 1950. وقد عاشت العلاقات المذكورة حالات تحسن وتدهور عدة مرات في حياة تيتو وبعده. وفي هذه الأثناء ومع تصاعد النزاع الأيديولوجي السوفييتي ـ الصيني عام 1960، انحازت ألبانية إلى الصين بين عامي 1960- 1977 مع تذبذب علاقاتها مع يوغسلافية مداً وجزراً، مما أثر على أوضاع البلاد الاقتصادية والاجتماعية. وزاد موقف ألبانية من المؤسسات الدينية وسحب اعترافها بها في عزلتها عن البلدان الإسلامية والعربية منذ 1967، لكنها ومنذ مطلع الثمانينات أخذت تعمل على تحسين علاقاتها مع دول كثيرة مثل تركية واليونان وبلدان أوربة الشرقية والغربية وكذلك العربية، وأدى انفتاحها هذا إلى إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع عدد كبير من الدول. وفي عام 1985 أنهت اليونان حالة الحرب التي كانت قائمة بينها وبين ألبانية منذ عام 1940، كما تراجعت عن مطالبتها بإقليم «إيبيروس الشمالية". وبعد وفاة أنور خوجا وتولي رامز عليا رئيساً للدولة والحزب الوحيد ارتبطت ألبانية ولأول مرة بشبكة السكك الحديدية الدولية بافتتاح خط شكودرة ـ تيتوغراد في يوغسلافية.
    ومع الانفتاح البطيء على الجوار الذي بدأ في عهد الرئيس الجديد إلا أن التطورات التي هزت أوربة الشرقية بعد سقوط جدار برلين (1989) شملت ألبانية التي كانت تعد آخر حصون الستالينية في أوربة. وهكذا بعد المظاهرات الطلابية في نهاية 1990 أرغم النظام على السماح بالتعددية السياسية وحرية الأديان، وبعد إجراء أول انتخابات ديمقراطية فاز الحزب الديمقراطي المعارض بالأغلبية في البرلمان (92 مقعداً من أصل 140)، وانتخب البرلمان الجديد صالح بريشا S.Bresha أول رئيس غير شيوعي لألبانية منذ إعلان الجمهورية.
    وبعد انتعاش سياسي اقتصادي قصير جاء إعلان إفلاس شركات الأموال الهرمية في نهاية 1996 وبداية 1997، التي كانت تشغل مدخرات الألبان في الخارج التي كانت تقدر بربع الدخل القومي الألباني، ليؤدي إلى شبه انهيار للدولة الألبانية بعد موجة النقمة العارمة التي عمت البلاد وأدت إلى الاستيلاء على مخازن الجيش للأسلحة وانتشار السلب والنهب وقطع الطرق. وفي هذا الوضع، الذي حمل مسؤوليته الحزب الديمقراطي والرئيس بريشا، اتفقت الأحزاب على تأليف حكومة إنقاذ ائتلافية برئاسة باشكيم فينو B.Vino من الحزب الاشتراكي لإعداد انتخابات مبكرة في حزيران 1997 كما تم الاتفاق على تنظيم استفتاء في اليوم ذاته لتحديد ماهية النظام في ألبانية (جمهوري/ ملكي) بعد عودة حزب الشرعية (ملكي) إلى الحياة السياسية وعودة وريث العرش الألباني لك بن أحمد زوغو إلى ألبانية في ربيع عام 1997. وقد أسفرت الانتخابات مع الاستفتاء، على الرغم من الاتهامات بالتزوير، عن تصويت الأغلبية للحزب الاشتراكي (النظام الجمهوري).
    وقد نالت ألبانية، بعدما تدفق منها عشرات الألوف من اللاجئين إلى الدول الجاورة، دعم الاتحاد الأوربي لتعزيز الأمن والاستقرار بعد الانتخابات بسبب تداعيات الوضع السابق على الدول المجاورة. وكان من هذه التداعيات انفجار الوضع في كوسوفة التي كانت ألبانية في عهد بريشا قد اعترفت بالجمهورية التي أعلنها الألبان فيها عام 1992. ومع تدفق نحو ثلث مليون لاجئ ألباني من كوسوفة إلى ألبانية ازداد الوضع بؤساً بيد أن التدخل الدولي الواسع ساعد على استتباب الوضع وانتعاش الوضع الاقتصادي السياسي من جديد على الرغم من التحديات الجديدة التي تواجه النظام السياسي (المعارضة ونمو المافيات التي تتاجر بالمخدرات والرقيق الأبيض والوضع المضطرب في كوسوفة والبلقان وغير ذلك).
    الحياة الثقافية
    يتطرق بحث الألبانيون[ر] للحديث عن اللغة والأدب والعادات والتقاليد عند الشعب الألباني في ألبانية وخارجها، قبل نشوء الدولة وبعده. لذا يقتصر الحديث هنا على مظاهر الحياة الثقافية والفكرية في إطار الدولة الألبانية فقط وخاصة بعد الاستقلال.
    كانت المبادرات الثقافية الألبانية المبكرة منتشرة في أكثر من مركز خارج ألبانية، في رومانية وبلغارية ويوغسلافية وإيطالية وأنحاء مختلفة من الدولة العثمانية ولاسيما في مصر، وغيرها، وكذلك في داخل الأراضي الألبانية. لكنه ومع استقلال ألبانية عام 1912 تم الاعتراف الدولي بها وانضمامها إلى عصبة الأمم عام 1920، بدأت مرحلة جديدة في مسيرة الثقافة والفكر تركزت في أرض الألبان وقلبها، واستقطبت جميع الأعمال الثقافية والفكرية تقريباً، ودفعت بالأدب واللغة والمسرح والسينما والفنون المختلفة نحو الأمام والتطور. فبرزت أسماء وأعلام كبيرة في الأدب والفنون والنواحي الثقافية الأخرى.
    ففي الشعر استمر الاتجاه القومي مع الأب جيرج فيشتا (1871-1940)G.Fishta الذي اشتهر بلقب «الشاعر القومي لألبانية»، وظهرت الاتجاهات الاجتماعية الواقعية القومية في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين على يد فان نولي (1892-1965)F.Noli ، وميجيني (1911-1938) Migjeni وعلي أصلاني (1889-1966)A.Asllani ولاسغوش بوراديتسي (1889-1987) L.Poradeci وغيرهم. وفي مجال النثر برزت في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين أهم أسماء الأدب الألباني مثل إرنست كوليتشي (1903-1975)E.Koliqi وميتروش كوتيلي (1907-1967)M.Kuteli وستيريو سباسه (1914-1989)S.Spasse وحقي سترميلي (1914-1989)H.Stermili ومحسنة كوكالاري (1917-1983)M.Kokalari التي بقيت أبرز اسم نسائي في الأدب الألباني حتى خمسينات القرن العشرين.
    زي البلاد التقليدي الذي كانت ترتديه الألبانيات في الأعياد والاحتفالات وقد يصل وزنه نحو 18كيلو غرام
    وقد تطور الأدب والفكر بعد الحرب العالمية الثانية على قاعدة الواقعية الاشتراكية بتوجيه من الحزب الشيوعي الحاكم، فبرزت أسماء كثيرة في الشعر والقصة والرواية والمسرحية مثل ديميتر شوتريتش D.Shuteriqi (ولد 1930) ودريترو أغولي D.Agolli (ولد 1931) ونعوم بريفتي N.Prifti (ولد 1931) وإسماعيل كاداريه I.Kadare (ولد 1936) وغيرهم. ولعل إسماعيل كادارية أحد أبرزهم، سواء بسبب ترجمة الكثير من أعماله الأولى إلى لغات العالم واللغة العربية إبان الحكم الشيوعي الذي كان يعد كاداريه نجماً من نجومه، أو بسبب لجوئه إلى فرنسة في عام 1989 وانتقاده الحكم الشيوعي بعد ذلك في أعماله الجديدة. ومن أهم رواياته التي ترجمت إلى العربية «جنرال الجيش الميت» (دمشق 1980) و«الحصن» (دمشق 1986) و«من أعاد دورنتين» (بيروت 1989) و«الوحش» (بيروت 1992) و«قصر الأحلام» (بيروت 1992) وغيرها.
    أمّا الفن السينمائي فقد شهد تطوراً ونمواً ملموسين بعد الحرب العالمية الثانية، إذ بدأ إنتاج الأفلام التسجيلية والوثائقية عام 1947، ثم الأفلام الروائية عام 1953. وقد تصاعد إنتاج الأفلام حتى وصل إلى متوسط 10 -15 فيلماً سنوياً. كذلك ازدهر الفن المسرحي بعد الحرب وإثر تأسيس «مسرح الدولة» عام 1945، وفي تيرانة مسرح الأوبرا والباليه والمسرح الشعبي إضافة إلى ثمانية مسارح للأعمال الدرامية في المدن الرئيسة و15 مسرحاً للأعمال الاستعراضية و26 مسرحاً للأطفال. كما تمّ افتتاح متحف التاريخ الشعبي في تيرانة عام 1981.
    أمّا فن الموسيقى فقد تطور من فن يعتمد التراث القومي الألباني بين الحربين العالميتين، إلى موسيقى متنوعة دخلتها ألوان وأساليب جديدة. مثل الموسيقى الكلاسيكية، والأوبرا والباليه وغيرها. كما تطورت فنون الرسم والنحت والتصوير.
    ويرجع الفضل في التطور الثقافي بمجمله إلى بناء القاعدة التعليمية والمعرفية في البلاد، إذ تراجعت فيها نسبة الأمية التي كانت 90% في سنوات الاستقلال الأولى وتقلصت خاصة بعد تطبيق التعليم الإلزامي الابتدائي عام 1945 إلى أن تلاشت تماماً في نهاية خمسينات القرن العشرين. كذلك تأسست أول جامعة في ألبانية عام 1957 هي جامعة تيرانة، إضافة إلى 68 معهداً عالياً وانتشار المكتبات العامة في أنحاء البلاد كافة. وتأسس اتحاد كتاب ألبانية وفنانيها عام 1945، وأصبحت تصدر في البلاد عشرات من الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية العامة والمتخصصة في المجالات العلمية. وقد شهدت البلاد طفرة جديدة في الصحف والمجلات، في الكم والنوع، بعد إطلاق حرية الدين والتحول إلى الديمقراطية في العقد الأخير من القرن العشرين.
    محمد الأرناؤؤط

يعمل...
X