قراءة الشعر التجريدي نموذج تطبيقي
مع مطلع الأربعينيات من القرن الماضي شقّ الشعر التفعيلي طريقه، وتواترت قصائده وتتابعت، إلى أن أصبح في منتصف الستينيات تقريبًا (وبعد رحيل عباس محمود العقَّاد ألدّ خصومه سنة 1964م ) واقعًا مفروضًا لا سبيل إلى إنكاره. عندها فترت عزيمة المناضلين لاقتلاعه.
ومع عدم إيماننا المطلق بمصطلح الحداثة الشعرية؛ لأن كلمة (حداثة) تنطلق من إطار زمني سرعان ما يصبح قابلاً للتلاشي مع مرور الأيام، ولأن كل تجربة جديدة ومبتكرة إنما هي حداثة وإن كانت اجترارًا من الماضي. فنحن نستطيع أن نقول – باطمئنان وثقة – إن تجربة محمود سامي البارودي (ت 1904م ) هي تجربة حداثية؛ وإن كانت تقليدية في جوهرها. ذلك لأنها تخالف السياق العام المواكب لها؛ ذلك السياق القائم على اجتلاب الزخرف اللفظي والحلي الصوتية الجوفاء. فتجربة البارودي حداثية لأنها خروج عن المألوف المواكب لها. نعود ونقول: مع عدم إيماننا المطلق باصطلاح الحداثة الشعريّة إلا أننا نسلم مُذعنين بأنها قد ارتبطت أو كادت ترتبط بشكل كبير – للأسف الشديد – بهذا التيار الشعريّ التفعيلي الذي استقطب شعراءَ كبارًا أصبحوا من أعلامه وروّاده.
وفي سياق الحداثة الشعرية يمكن رصد تيارين شعريين كبيرين، لكل منهما توجه إبداعي مستقل وروَّاد متميزون، وبين هذين التيارين تتراوح الإبداعات الشعرية قربا وبعدا، وهذان التياران هما: تيار التعبير و تيار التجريد.
والقصائد التعبيرية لا تتضمن إضمارا كثيرا، فهي تذكر وتعبر وتفصح عن مؤشراتها السياقية، وهي تضع هذه المؤشرات" في عنوانها تارة، وفي ذكر طرف من الأحداث والأشخاص تارة أخرى، بحيث يستطيع المتلقي – دائما– أن يبني في تصوره دلائل الموضوع الذي تشير إليه بشكل ما" (1) ، وليس هذا التعبير قدحًا في شعريتها، أو إنقاصا من قيمتها الفنيـة فليس من الضرورة أن تكون شديدة المباشرة والتقريرية؛ وإنما المقصود بتعبيريتها هو: قدرة المتلقي على الدخول السريع إلى عالمها الفني دون معاناة طويلة في الربط والتأويل.
ولعل أهم أعلام هذا الاتجاه الشعري التعبيري الشاعر السوري: نزار قباني (ت 1998م)، والشاعر المصري: فاروق شوشة ، والشاعرة الكويتية: سعاد الصبّاح.
مع مطلع الأربعينيات من القرن الماضي شقّ الشعر التفعيلي طريقه، وتواترت قصائده وتتابعت، إلى أن أصبح في منتصف الستينيات تقريبًا (وبعد رحيل عباس محمود العقَّاد ألدّ خصومه سنة 1964م ) واقعًا مفروضًا لا سبيل إلى إنكاره. عندها فترت عزيمة المناضلين لاقتلاعه.
ومع عدم إيماننا المطلق بمصطلح الحداثة الشعرية؛ لأن كلمة (حداثة) تنطلق من إطار زمني سرعان ما يصبح قابلاً للتلاشي مع مرور الأيام، ولأن كل تجربة جديدة ومبتكرة إنما هي حداثة وإن كانت اجترارًا من الماضي. فنحن نستطيع أن نقول – باطمئنان وثقة – إن تجربة محمود سامي البارودي (ت 1904م ) هي تجربة حداثية؛ وإن كانت تقليدية في جوهرها. ذلك لأنها تخالف السياق العام المواكب لها؛ ذلك السياق القائم على اجتلاب الزخرف اللفظي والحلي الصوتية الجوفاء. فتجربة البارودي حداثية لأنها خروج عن المألوف المواكب لها. نعود ونقول: مع عدم إيماننا المطلق باصطلاح الحداثة الشعريّة إلا أننا نسلم مُذعنين بأنها قد ارتبطت أو كادت ترتبط بشكل كبير – للأسف الشديد – بهذا التيار الشعريّ التفعيلي الذي استقطب شعراءَ كبارًا أصبحوا من أعلامه وروّاده.
وفي سياق الحداثة الشعرية يمكن رصد تيارين شعريين كبيرين، لكل منهما توجه إبداعي مستقل وروَّاد متميزون، وبين هذين التيارين تتراوح الإبداعات الشعرية قربا وبعدا، وهذان التياران هما: تيار التعبير و تيار التجريد.
والقصائد التعبيرية لا تتضمن إضمارا كثيرا، فهي تذكر وتعبر وتفصح عن مؤشراتها السياقية، وهي تضع هذه المؤشرات" في عنوانها تارة، وفي ذكر طرف من الأحداث والأشخاص تارة أخرى، بحيث يستطيع المتلقي – دائما– أن يبني في تصوره دلائل الموضوع الذي تشير إليه بشكل ما" (1) ، وليس هذا التعبير قدحًا في شعريتها، أو إنقاصا من قيمتها الفنيـة فليس من الضرورة أن تكون شديدة المباشرة والتقريرية؛ وإنما المقصود بتعبيريتها هو: قدرة المتلقي على الدخول السريع إلى عالمها الفني دون معاناة طويلة في الربط والتأويل.
ولعل أهم أعلام هذا الاتجاه الشعري التعبيري الشاعر السوري: نزار قباني (ت 1998م)، والشاعر المصري: فاروق شوشة ، والشاعرة الكويتية: سعاد الصبّاح.
تعليق