عناصر التصوير التشكيلي
للتصوير التشكيلي عناصر عدة أهمها: 1- الخط 2- اللون 3- الكتلة 4- الفراغ 5- الملمس.
وهذه العناصر مهمّة للفنان بنفس قدر أهمية الكلمات أو المفردات اللغوية للكاتب أو الشاعر. وبالتركيز على بعض هذه العناصر يستطيع الفنان أن يزيد القيمة التعبيرية للّوحة ويوضحها ويعطيها طابعًا خاصًا.
فتوزيع الألوان يمكن أن يحدد مقصد الفنان من لوحته، ويوضح مهارة الفنان. أما الخطوط فهي التي تساعد على بناء اللوحة، وذلك بتشابك أنواعها المختلفة وتداخلها باتجاهاتها المتباينة. والخطوط تكوِّن الرسم، وبإضافة عنصر اللون للرسم تتكوّن اللوحات. ففي لوحة الفنان بيكاسو البهلوانيان والكلب (1905م) استخدم الخطوط لتحديد أطراف الأشكال المرسومة. وبالخطوط استطاع بيكاسو توضيح استدارة الأشكال، ورشاقة حركتها.
وعندما يريد الفنان أن يعبر عن شعوره بالأوزان وثقل الأحجام فإنه يلجأ إلى توضيح الكتلة ؛ وهذا مافعله بيكاسو نفسه في لوحات عدة خاصة في مثل لوحة الأم والطفل (1921م) وما فعله غيره من المصورين التشكيليين.
يتحقق عنصر الفراغ في اللوحة بتنظيم الخطوط والألوان والفواتح والغوامق بطرق معينة ويشعر المشاهد بالأبعاد والعمق في العمل رغم علمه بأن اللوحة منفذة أصلاً على مساحة صغيرة مسطحة. أما الملمس فالمقصود به مظهر اللوحه المرسومة، فالألوان قد تكون سميكة وخشنة أو خفيفة وناعمة. ويتصرف الفنان في اختيار الملمس المناسب لموضوعه لتوضيح مشاعره وعواطفه.
الخامات والأساليب التقنية
تتلخص عملية التصوير التشكيلي في وضع الألوان (البوية) أو توزيعها على سطح قماش، أو خشب، أو ورق أو غيرها. ويتأثر مظهر اللوحة بالسطح الذي ترسم عليه، وبأنواع الألوان المستخدمة، وبالسوائل التي تُخَفّف وتُمزج بها الألوان.
كان الفنانون الأوائل ينتجون خامات التصوير بمزج المساحيق اللونية التي يستحضرونها من الأرض ويمزجونها بمواد لاصقة. أما اليوم فالألوان المختلفة يتم إعدادها بطرق حديثة وسهلة. وتأتي الألوان في علب أو أنابيب مركّزة. وعندما يستخدمها الفنان فإنه يخففها باستخدام السوائل المناسبة. فالألوان المائية تُخفّف بالماء، والزيتية بالزيت وهكذا. وعند العمل بها فإن الفنان يستخدم الفُرشاة ، أو مدية التلوين.وأفضل أنواع الفرش هي تلك التي تُستخرج من شعر السمّور وبعض الحيوانات الأخرى. وتأتي الفرش بأحجام مختلفة لتمكن الفنان من اختياراللمسات بالمساحات التي يريدها.
والمواد والسطوح التي يرسم عليها الفنانون مختلفة تشمل الجدران والأخشاب والأقمشة وغيرها. ومنذ عصر النهضة أصبحت اللوحات القماشية هي المفضلة لدى أغلب الفنانين. ورغم هذا فقد استخدم الفنانون المعاصرون خامات أخرى كالتيل واللدائن المطاطية والأوراق ليرسموا عليها. ولوحة بيكاسو السابقة الذكر البهلوانيان والكلب منفّذة على قطعة من الورق المقوى. والورق قديم في هذا المجال ؛ فقد استخدمه قدماء المصريين منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، وتلاهم الصينيون. أما الأوروبيون فلم يستخدموه إلا في القرن التاسع الميلادي بعد أن أدخله العرب إليهم.
ويحرص الفنانون على أن تكون لوحاتهم التي يرسمون عليها جيدة الإعداد. ويتم إعداد السطح قبل أن يُرسم عليه بطلائه بمادة معينة تسمى الأرضية. ففي حالات اللوحات الزيتية تتكوّن مادة هذه الأرضية من مادة بيضاء مثل الرصاص الأبيض أو الزنك الأبيض وزيت الكتان الممزوج بمادة زيت الصنوبر.
التصوير الجصي (الفريسكو):
يُستخدم التصوير الجصي في تزيين المباني من الداخل والخارج. ويكون التصوير الجصّي على الجص وهو رطب قبل أن يجف تمامًا. وتمتاز الصور الجصية بأنها لاتكون لامعة، وبهذا فإنها لاتعكس الضوء إلى عين المشاهد.
واشتهر الفنانون الإيطاليون في فن التصوير الجصّي وبلغوا شأوًا عظيمًا في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين. ومن أشهر الفنانين الذين أبدعوا لوحات جصية جيوتو وأندريا مانتينا، ومايكل أنجلو. وخلال القرن العشرين أحيا الفنانون المكسيكيون التصوير الجصي وزينوا به عددًا كبيرًا من المباني.
التصوير بالألوان المائية:
تُصنع الألوان المائية الشفَّافة من الأصباغ المخلوطة بالصمغ العربي. وعند التلوين بها فإن المصور يخففها بالماء، ويمكنه استغلال لون الأرضية الأبيض. وهناك نوع آخر من الألوان يُخلط بالماء أيضًا لكنه يستخدم اللون الأبيض لتخفيف بقية الألوان. وهذا النوع هو مايسمَّى ألوان الغواش. وألوان الغواش تُصنع -كالألوان المائية- من الأصباغ الممزوجة بالصمغ العربي غير أنه يُضاف إليها قليل من الطباشير أو أي مادة بيضاء لتجعل الألوان معتمة ولاتشف عما خلفها. وتحفظ ألوان الغواش عادة بحالة رطبة في عُلَب، أما الألوان المائية فتحفظ في شكل دوائر أو مستطيلات جافة تُبَل بالفرشاة عند الاستخدام، أو على هيئة معجون داخل أنابيب.
ومن ميزات الألوان المائية أنها تجف بسرعة، ولهذا يستخدمها الفنانون عادة في الرسوم الخارجية السريعة للمناظر الطبيعية وغيرها. وقد استخدم الفنانون القدامى الألوان المائية في مصر القديمة وآسيا، وفي أوروبا في العصور الوسطى. أما في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين فقد اشتهرت بها إنجلترا وفرنسا وهولندا.
التصوير بالألوان الشمعية المثبتة بالحرارة:
يستخدم الفنانون في هذه الطريقة الشمع الساخن المُذاب المضاف إليه قليل من زيت الكتان، ويضيفون إليه الأصباغ الجافة على لويحة خلط ألوان (بلتة) ساخنة. ولابد للفنان الذي يصور بهذه الطريقة أن يستخدم لمسات فرشاة قصيرة لأن الألوان لا تختلط بسهولة. وبعد هذا يُسخّن سطح اللوحة أو تُحمَى بعض السكاكين اللونية لجعل الألوان تختلط بالطريقة التي يريدها الفنان. وقد نشأ هذا النوع من التصوير في اليونان قبل القرن الخامس قبل الميلاد واستمر في أوروبا حتى القرن التاسع عشر الميلادي.وعاد بعض المصورين التشكيليين لاستخدامه في القرن العشرين لا في الجداريات فحسب بل على اللوحات الصغيرة أيضًا (لوحات الحامل).
ألوان الأقلام الملونة (الباستيل):
تُصنع ألوان الأقلام هذه من أصباغ مُضافٍ إليها كمية قليلة من المواد اللاصقة مثل صمغ الكَثِيراء. وتستخدم هذه المواد اللاصقة لتجعل هذه الألوان في شكل أقلام، وتُعطي أقلام الألوان أفضل نتائجها على الأوراق المقوّاة أو على أوراق الرسم المعتادة. وكثيرًا مايرش المصورون التشكيليون صورهم بمثبت حتى لاتمحى. وأشهر فناني القرن التاسع عشر الذين استخدموا ألوان الباستيل هم إدوارد مانيه وأوجست رينوار وإدجار ديجا.
ألوان التمبرا:
تُصنع ألوان التمبرا بخلط الأصباغ الجافة بصفار البيض. وطريقة صنع هذه الألوان سهلة، فما على الفنان إلا أن يخلط ألوانه الجافة بالماء حتى تصير في شكل عجينة، ثم يضيف إليها صفار البيض ويستمر في الخلط. وعند الاستخدام يخفِّف الألوان بالماء. ومن مميزات هذه الألوان أنها تجفّ في وقت قصير جدًا كما أنها بعد جفافها تكون مقاومة للماء. غير أن الفنانين يتحاشون استخدام طبقات سميكة من ألوان التمبرا لأنها قد تتشقق. وتحتاج اللوحة المنفذة بألوان التمبرا إلى أن تُغلَّف بطبقة من الورنيش حتى لاتتسخ أو تُخدش. وازدهرت ألوان التمبرا في أوروبا في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين واختفت لتظهر في القرن العشرين في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.
ألوان الزيت:
يتم إعداد ألوان الزيت بخلط مساحيق الألوان الجافة بالزيوت النباتية. وأكثر الزيوت استخدامًا في هذا المجال هو زيت الكتان. وتصنع الألوان الزيتية اليوم بطرق متقدمة وتباع في أنابيب مختلفة الأحجام. وعندما يشرع الفنان في التصوير فإنه يمزج هذه الألوان بزيت الكتان، أو التربنتين.
ومن مميزات الألوان الزيتية أنها لاتجف بسرعة، وبذلك فإنها تُعطي الفنان فرصة ليغير ويمزج لمسات الفرشاة حتى يصل للصورة التي يريدها تمامًا. ومن مميزاتها أيضًا أنها لا تتشقق وبهذا تتيح للفنان فرصة استخدام طبقة سميكة لإعطاء تأثيرات محدَّدة. وللفنان أن يستخدم الطريقة المباشرة بأن يضع التفاصيل من البداية، أو أن يستخدم الطريقة غير المباشرة بأن يُخطط اللوحة أولاً بألوان غامقة، وبعد أن تجف يُكْمِل التفاصيل. وقد اشتهرت الألوان الزيتية في الأوساط الفنية منذ القرن السادس عشر الميلادي. وهي تُعدّ إلى يومنا هذا الألوان الرئيسية في التصوير التشكيلي.
تطوير الألوان:
طوّر المنتجون الألوان التي يستخدمها الفنانون خلال العصور المتلاحقة. غير أنهم لم يطوروا كثيرًا في المواد اللاصقة التي تجعل الألوان متماسكة وثابتة على السطوح. وقد بدأ التطوير في هذا المجال منذ عام 1946م حيث عمد بعض المنتجين إلى أن يستبدلوا بالصمغ العربي والغراء وصفار البيض، مواد صناعية مُستَخرَجة من الفحم أو النفط فأنتجوا بذلك ألوانًا أقوى وأكثر مرونةً، وأشدّ مقاومةً للماء.
وأهم هذه الألوان الحديثة هي الألوان الأكريلية وألوان الفِينِيل التي يمكن أن تُستخدم في عدد كبير من السطوح كالأوراق والأخشاب والأقمشة وغيرها. ومن مميزات هذه الألوان أنها تجمع خواص كل الألوان السابقة فيمكن استخدامها في لمسات خفيفة جدًا، ويمكن وضعها في شكل طبقات سميكة. كما يمكن إيجاد ملامس ناعمة أوخشنة بهذه الألوان.
للتصوير التشكيلي عناصر عدة أهمها: 1- الخط 2- اللون 3- الكتلة 4- الفراغ 5- الملمس.
وهذه العناصر مهمّة للفنان بنفس قدر أهمية الكلمات أو المفردات اللغوية للكاتب أو الشاعر. وبالتركيز على بعض هذه العناصر يستطيع الفنان أن يزيد القيمة التعبيرية للّوحة ويوضحها ويعطيها طابعًا خاصًا.
البهلوانيان والكلب لبابلو بيكاسو 1905م، 75x105سم. |
وعندما يريد الفنان أن يعبر عن شعوره بالأوزان وثقل الأحجام فإنه يلجأ إلى توضيح الكتلة ؛ وهذا مافعله بيكاسو نفسه في لوحات عدة خاصة في مثل لوحة الأم والطفل (1921م) وما فعله غيره من المصورين التشكيليين.
يتحقق عنصر الفراغ في اللوحة بتنظيم الخطوط والألوان والفواتح والغوامق بطرق معينة ويشعر المشاهد بالأبعاد والعمق في العمل رغم علمه بأن اللوحة منفذة أصلاً على مساحة صغيرة مسطحة. أما الملمس فالمقصود به مظهر اللوحه المرسومة، فالألوان قد تكون سميكة وخشنة أو خفيفة وناعمة. ويتصرف الفنان في اختيار الملمس المناسب لموضوعه لتوضيح مشاعره وعواطفه.
الخامات والأساليب التقنية
تتلخص عملية التصوير التشكيلي في وضع الألوان (البوية) أو توزيعها على سطح قماش، أو خشب، أو ورق أو غيرها. ويتأثر مظهر اللوحة بالسطح الذي ترسم عليه، وبأنواع الألوان المستخدمة، وبالسوائل التي تُخَفّف وتُمزج بها الألوان.
كان الفنانون الأوائل ينتجون خامات التصوير بمزج المساحيق اللونية التي يستحضرونها من الأرض ويمزجونها بمواد لاصقة. أما اليوم فالألوان المختلفة يتم إعدادها بطرق حديثة وسهلة. وتأتي الألوان في علب أو أنابيب مركّزة. وعندما يستخدمها الفنان فإنه يخففها باستخدام السوائل المناسبة. فالألوان المائية تُخفّف بالماء، والزيتية بالزيت وهكذا. وعند العمل بها فإن الفنان يستخدم الفُرشاة ، أو مدية التلوين.وأفضل أنواع الفرش هي تلك التي تُستخرج من شعر السمّور وبعض الحيوانات الأخرى. وتأتي الفرش بأحجام مختلفة لتمكن الفنان من اختياراللمسات بالمساحات التي يريدها.
أدوات الفنان تشمل الألوان والمُخفِّفات، والفُرش والمُدَى. وتوضّح هذه الصورة كيف يرتب الفنان هذه الأدوات عندما يقوم برسم لوحة زيتية. |
ويحرص الفنانون على أن تكون لوحاتهم التي يرسمون عليها جيدة الإعداد. ويتم إعداد السطح قبل أن يُرسم عليه بطلائه بمادة معينة تسمى الأرضية. ففي حالات اللوحات الزيتية تتكوّن مادة هذه الأرضية من مادة بيضاء مثل الرصاص الأبيض أو الزنك الأبيض وزيت الكتان الممزوج بمادة زيت الصنوبر.
التصوير الجصي أسلوب وَضْع الطلاء اللوني على البياض المبتل الذي أُلصق حديثًا. وقد كان التصوير الجصي معروفًا بشكل واسع لتزيين جدران المباني مثل إحدى المكتبات التي في كلية دارتماوث في نيوهامبشاير بالولايات المتحدة (أعلاه). |
يُستخدم التصوير الجصي في تزيين المباني من الداخل والخارج. ويكون التصوير الجصّي على الجص وهو رطب قبل أن يجف تمامًا. وتمتاز الصور الجصية بأنها لاتكون لامعة، وبهذا فإنها لاتعكس الضوء إلى عين المشاهد.
واشتهر الفنانون الإيطاليون في فن التصوير الجصّي وبلغوا شأوًا عظيمًا في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين. ومن أشهر الفنانين الذين أبدعوا لوحات جصية جيوتو وأندريا مانتينا، ومايكل أنجلو. وخلال القرن العشرين أحيا الفنانون المكسيكيون التصوير الجصي وزينوا به عددًا كبيرًا من المباني.
منظر لهارلم رسمه جاكوب فان روزديل حوالي عام 1670م. زيت على مشمع. 62x56 سم. |
تُصنع الألوان المائية الشفَّافة من الأصباغ المخلوطة بالصمغ العربي. وعند التلوين بها فإن المصور يخففها بالماء، ويمكنه استغلال لون الأرضية الأبيض. وهناك نوع آخر من الألوان يُخلط بالماء أيضًا لكنه يستخدم اللون الأبيض لتخفيف بقية الألوان. وهذا النوع هو مايسمَّى ألوان الغواش. وألوان الغواش تُصنع -كالألوان المائية- من الأصباغ الممزوجة بالصمغ العربي غير أنه يُضاف إليها قليل من الطباشير أو أي مادة بيضاء لتجعل الألوان معتمة ولاتشف عما خلفها. وتحفظ ألوان الغواش عادة بحالة رطبة في عُلَب، أما الألوان المائية فتحفظ في شكل دوائر أو مستطيلات جافة تُبَل بالفرشاة عند الاستخدام، أو على هيئة معجون داخل أنابيب.
ومن ميزات الألوان المائية أنها تجف بسرعة، ولهذا يستخدمها الفنانون عادة في الرسوم الخارجية السريعة للمناظر الطبيعية وغيرها. وقد استخدم الفنانون القدامى الألوان المائية في مصر القديمة وآسيا، وفي أوروبا في العصور الوسطى. أما في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين فقد اشتهرت بها إنجلترا وفرنسا وهولندا.
الألوان الشمعية المثبتة لا تتلف بسهولة. وهذه اللوحة الشمعية المثبتة عمرها 2,000 سنة تقريبا وما زالت تبدو جديدة. |
يستخدم الفنانون في هذه الطريقة الشمع الساخن المُذاب المضاف إليه قليل من زيت الكتان، ويضيفون إليه الأصباغ الجافة على لويحة خلط ألوان (بلتة) ساخنة. ولابد للفنان الذي يصور بهذه الطريقة أن يستخدم لمسات فرشاة قصيرة لأن الألوان لا تختلط بسهولة. وبعد هذا يُسخّن سطح اللوحة أو تُحمَى بعض السكاكين اللونية لجعل الألوان تختلط بالطريقة التي يريدها الفنان. وقد نشأ هذا النوع من التصوير في اليونان قبل القرن الخامس قبل الميلاد واستمر في أوروبا حتى القرن التاسع عشر الميلادي.وعاد بعض المصورين التشكيليين لاستخدامه في القرن العشرين لا في الجداريات فحسب بل على اللوحات الصغيرة أيضًا (لوحات الحامل).
اللوحات المرسومة بالباستيل معروفة برقة ألوانها. يستعمل الفنانون الباستيل في شكل عصا ويضربون اللون مباشرة على سطح اللوحة. | المجدِّفون في شاتو للفنان بيير أوجست رينوار 1879م. رسم بالزيت على القماش. 100x81سم. |
تُصنع ألوان الأقلام هذه من أصباغ مُضافٍ إليها كمية قليلة من المواد اللاصقة مثل صمغ الكَثِيراء. وتستخدم هذه المواد اللاصقة لتجعل هذه الألوان في شكل أقلام، وتُعطي أقلام الألوان أفضل نتائجها على الأوراق المقوّاة أو على أوراق الرسم المعتادة. وكثيرًا مايرش المصورون التشكيليون صورهم بمثبت حتى لاتمحى. وأشهر فناني القرن التاسع عشر الذين استخدموا ألوان الباستيل هم إدوارد مانيه وأوجست رينوار وإدجار ديجا.
لوحة تمبرا حديثة بمزج صفار البيض بريشة الرسام أندرو وايث. وهي تعكس الشعور بالوحدة. وقد نجح الفنان في إيجاد هذا الشعور بدمج التفاصيل الواقعية مع المساحات المضيئة والمظلمة بمهارة. |
تُصنع ألوان التمبرا بخلط الأصباغ الجافة بصفار البيض. وطريقة صنع هذه الألوان سهلة، فما على الفنان إلا أن يخلط ألوانه الجافة بالماء حتى تصير في شكل عجينة، ثم يضيف إليها صفار البيض ويستمر في الخلط. وعند الاستخدام يخفِّف الألوان بالماء. ومن مميزات هذه الألوان أنها تجفّ في وقت قصير جدًا كما أنها بعد جفافها تكون مقاومة للماء. غير أن الفنانين يتحاشون استخدام طبقات سميكة من ألوان التمبرا لأنها قد تتشقق. وتحتاج اللوحة المنفذة بألوان التمبرا إلى أن تُغلَّف بطبقة من الورنيش حتى لاتتسخ أو تُخدش. وازدهرت ألوان التمبرا في أوروبا في الفترة مابين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين واختفت لتظهر في القرن العشرين في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول.
اللوحات الزيتية يمكن أن تُرسم بالطريقة غير المباشرة أو الطريقة المباشرة. وباستعمال الطريقة غير المباشرة رسم رمبرانت بالتدريج (إلى اليمين) وذلك بمسح لون واحد على لون آخر بكل لطف. وباستعمال الطريقة المباشرة (إلى اليسار) قام الفنان فان جوخ بالرسم بسرعة بضربات فرشاة فردية لكي تقف واضحة. |
يتم إعداد ألوان الزيت بخلط مساحيق الألوان الجافة بالزيوت النباتية. وأكثر الزيوت استخدامًا في هذا المجال هو زيت الكتان. وتصنع الألوان الزيتية اليوم بطرق متقدمة وتباع في أنابيب مختلفة الأحجام. وعندما يشرع الفنان في التصوير فإنه يمزج هذه الألوان بزيت الكتان، أو التربنتين.
ومن مميزات الألوان الزيتية أنها لاتجف بسرعة، وبذلك فإنها تُعطي الفنان فرصة ليغير ويمزج لمسات الفرشاة حتى يصل للصورة التي يريدها تمامًا. ومن مميزاتها أيضًا أنها لا تتشقق وبهذا تتيح للفنان فرصة استخدام طبقة سميكة لإعطاء تأثيرات محدَّدة. وللفنان أن يستخدم الطريقة المباشرة بأن يضع التفاصيل من البداية، أو أن يستخدم الطريقة غير المباشرة بأن يُخطط اللوحة أولاً بألوان غامقة، وبعد أن تجف يُكْمِل التفاصيل. وقد اشتهرت الألوان الزيتية في الأوساط الفنية منذ القرن السادس عشر الميلادي. وهي تُعدّ إلى يومنا هذا الألوان الرئيسية في التصوير التشكيلي.
الدهان الأكريلي يتيح للفنانين إنتاج تأثيرات لونية متعددة. واللوحة التي رسمها فيرفيلد بورتر (أعلاه) تركز على الألوان الباهتة. |
طوّر المنتجون الألوان التي يستخدمها الفنانون خلال العصور المتلاحقة. غير أنهم لم يطوروا كثيرًا في المواد اللاصقة التي تجعل الألوان متماسكة وثابتة على السطوح. وقد بدأ التطوير في هذا المجال منذ عام 1946م حيث عمد بعض المنتجين إلى أن يستبدلوا بالصمغ العربي والغراء وصفار البيض، مواد صناعية مُستَخرَجة من الفحم أو النفط فأنتجوا بذلك ألوانًا أقوى وأكثر مرونةً، وأشدّ مقاومةً للماء.
وأهم هذه الألوان الحديثة هي الألوان الأكريلية وألوان الفِينِيل التي يمكن أن تُستخدم في عدد كبير من السطوح كالأوراق والأخشاب والأقمشة وغيرها. ومن مميزات هذه الألوان أنها تجمع خواص كل الألوان السابقة فيمكن استخدامها في لمسات خفيفة جدًا، ويمكن وضعها في شكل طبقات سميكة. كما يمكن إيجاد ملامس ناعمة أوخشنة بهذه الألوان.