"أحمد محمد شريف سوار".. عشق الحروف حفاظاً على الخط العربي
دمشق
الصعوبات الحياتية لم تقف عائقاً بينه وبين موهبته وشغفه بالخط العربي، بل على العكس زادت من تصميمه لممارسة هذه الحرفة والحفاظ عليها من الاندثار، فاستطاع توظيف مهاراته الحاسوبية في خدمة الخط العربي؛ عبر إطلاق موقعه الإلكتروني الخاص، وتوثيق أعمال الخطاطين العرب والسوريين في ملفات إلكترونية.
مدونة وطن "eSyria" التقته في معرضه بتاريخ 20 أيلول 2018، وعن موهبته في الخط العربي والصعوبات التي واجهها، يقول: «منذ نعومة أظفاري أحببت الرسم بتشجيع من أهلي، لكنني لم أطور موهبتي، وعندما كنت في التاسعة من العمر توفيت والدتي بسبب المرض، وكان والدي يعمل بائعاً للحلويات، يغيب من الصباح حتى المساء، ترتيبي الأوسط بين ثلاثة ذكور وثلاث إناث، حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1974، وتركت الدراسة، وابتعدت عن الخط العربي بسبب ظروف الحياة واتجهت إلى العمل، وعملت في الشركة العامة للدباغة لمدة سنتين، وعن طريق زملاء العمل، تعرّفت إلى معهد "الثقافة الشعبية" في منطقة "الصالحية"، واتبعت لديهم دورة في الخط العربي عام 1976 استمرت لمدة ستة أشهر، وتتلمذت على يد الأستاذ المرحوم الخطاط "محمد رياض أبو الشامات" الذي علّمني قواعد خطي الرقعة والفارسي، وحصلت على شهادة بدرجة جيد جداً مصدقة من قبل وزارة الثقافة، وتابعت بعدها دورة في الخط الديواني وخط النسخ بتشجيع منه، وكنت أتردد إلى مكتبه وأساعده بعد تفرّغه من التدريس في المعهد، وأصبح لدي عشق دائم للخط العربي، وسجلت عدة دورات في الإلكترونيات لمدة عام ونصف العام، ودعيت بعدها لخدمة العلم عام 1979، وخلالها درست للحصول على الشهادة الثانوية (أدبي، أحرار)، ولم أنجح، وفي السنة التالية أعدت الكرة ونجحت، وتقدمت إلى مسابقة كلية الفنون الجميلة وقبلت عام 1981، ودرست اختصاص عمارة داخلية، وتخرجت فيها مهندساً للديكور عام 1987».
وعن عمله كخطاط يقول: «منذ عام 1980 كنت أكتب وأنفذ أعمال الخطوط للمطابع، ومراكز تحضير الطباعة لتأمين مصروف دراستي المكلف من مواد فنية وهندسية، ولم تسنح لي الفرصة للعمل في مهنة هندسة الديكور، فعملت في معمل تصنيع الزجاج الفني وبدأت أرسم على الزجاج عامين متتالين؛ زخارف، ورسوم بسيطة، ثم عملت خطاطاً للحروف في دولة "الكويت" لدى شركة عالمية للحاسوب، وعند عودتي إلى "دمشق"، عملت خطاطاً ومدخلاً للبيانات إلى الحاسوب، إلى جانب تنفيذ أعمال الخطوط، وتصميم الملصقات للمطابع من خلال مكتبي الصغير في شارع "خالد بن الوليد"، شاركت في معرض لخطاطي "سورية" بمكتب "عنبر"، وفي معرض "سوق عكاظ" في "السعودية" عامي 2017-2018 بمساعدة أختي التي تقيم هناك، وأقمت معرضي الفردي بعنوان: "منمنمات في الحفاظ على التراث وجمالية الخط العربي" في صالة "الرواق العربي"، الذي استمر من 16 حتى 20 أيلول 2018».
من لوحاته بالخط العربي
وفيما يتعلق بمساهمته في الحفاظ على الخط العربي، يقول: «أسست عام 2009 عدة مواقع إلكترونية، وهي: موقع "البرواز" المتخصص في جمع الطوابع والعملات؛ وهي هوايتي المفضلة، وموقع "الياسمين الشامي" المنوع، وموقع خاص باسمي، إلى جانب ملفات إلكترونية مخزنة في حاسوبي الخاص جمعت فيها سيرة وأعمال الخطاطين السوريين، والعرب، منهم: العراقيون، والمصريون، وغيرهم، بهدف المحافظة على الخط العربي، وأحاول توظيف التقنيات الحديثة في خدمة الخط العربي، منعاً من اندثاره؛ فهو فن راقٍ، وحرفة تراثية مهمة، وأستفيد من تجارب الخطاطين الآخرين لتطوير مهاراتي في هذا المجال، كما أصدرت كتيباً خاصاً لتعليم الأطفال أساسيات الخط العربي بأسلوب مبسط، لأن لدراسته تأثيراً تعليمياً وتوجيهياً مهماً، إذ تطبع أشكال الحروف والكلمات في الذاكرة، ويحفظها المتعلم بالنظر والسمع، وعند النطق بها وتعلمه يورث عادات حسن الترتيب وإتقان العمل، وينمي الميول الفنية والإبداعية».
من جهته "يوسف ناصر" أمين سرّ اتحاد "الفنانين التشكيليين" يقول: «أعرفه منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 1987، فنان يتميز بالحيوية والنشاط، والبحث الدؤوب والمستمر للارتقاء بفنه وأعماله، وغيور على الخط العربي، بينه وبين القلم والحروف علاقة مميزة تشبه علاقة الروح والجسد، وهو معطاء في هذا المجال بلا حدود، محب وطموح في نشر ثقافته لكافة فئات المجتمع، يتمتع بروح محبة للخير وعلاقة طيبة مع جميع من حوله، ويقدر كل من له فضل عليه في شتى المجالات الفنية وغيرها، طموحه المتواصل أثمر عن عدة مشاركات، آخرها معرضه الخاص في صالة "لؤي كيالي" في "الرواق العربي"، الذي عرض فيه خلاصة تجاربه في مجال الخط العربي، وتميزت أعماله بالإتقان والتفنن والإبداع، مع طابع إسلامي في عدد من اللوحات التي خطها بيده، وهو يساهم في إغناء الحركة الفنية في بلدنا الغالي في هذا المجال، أتمنى له المزيد من الإبداع والرقي بكافة الفنون».
أثناء العمل
الجدير بالذكر، أن الخطاط "أحمد محمد شريف سوار" من مواليد "دمشق" 26 تشرين الثاني عام 1959، حيّ "قبر عاتكة" الدمشقي، حاصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة، قسم "العمارة الداخلية" في جامعة "دمشق"، لديه العديد من الشهادات في الخط العربي، وشهادات في تقنيات وبرمجة الحاسوب من معاهد متعددة، يعمل حالياً مدرّساً للخط في عدة مراكز تدريبية.
كتيب لتعليم الخط للأطفال
- رامه الشويكي..
دمشق
الصعوبات الحياتية لم تقف عائقاً بينه وبين موهبته وشغفه بالخط العربي، بل على العكس زادت من تصميمه لممارسة هذه الحرفة والحفاظ عليها من الاندثار، فاستطاع توظيف مهاراته الحاسوبية في خدمة الخط العربي؛ عبر إطلاق موقعه الإلكتروني الخاص، وتوثيق أعمال الخطاطين العرب والسوريين في ملفات إلكترونية.
مدونة وطن "eSyria" التقته في معرضه بتاريخ 20 أيلول 2018، وعن موهبته في الخط العربي والصعوبات التي واجهها، يقول: «منذ نعومة أظفاري أحببت الرسم بتشجيع من أهلي، لكنني لم أطور موهبتي، وعندما كنت في التاسعة من العمر توفيت والدتي بسبب المرض، وكان والدي يعمل بائعاً للحلويات، يغيب من الصباح حتى المساء، ترتيبي الأوسط بين ثلاثة ذكور وثلاث إناث، حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1974، وتركت الدراسة، وابتعدت عن الخط العربي بسبب ظروف الحياة واتجهت إلى العمل، وعملت في الشركة العامة للدباغة لمدة سنتين، وعن طريق زملاء العمل، تعرّفت إلى معهد "الثقافة الشعبية" في منطقة "الصالحية"، واتبعت لديهم دورة في الخط العربي عام 1976 استمرت لمدة ستة أشهر، وتتلمذت على يد الأستاذ المرحوم الخطاط "محمد رياض أبو الشامات" الذي علّمني قواعد خطي الرقعة والفارسي، وحصلت على شهادة بدرجة جيد جداً مصدقة من قبل وزارة الثقافة، وتابعت بعدها دورة في الخط الديواني وخط النسخ بتشجيع منه، وكنت أتردد إلى مكتبه وأساعده بعد تفرّغه من التدريس في المعهد، وأصبح لدي عشق دائم للخط العربي، وسجلت عدة دورات في الإلكترونيات لمدة عام ونصف العام، ودعيت بعدها لخدمة العلم عام 1979، وخلالها درست للحصول على الشهادة الثانوية (أدبي، أحرار)، ولم أنجح، وفي السنة التالية أعدت الكرة ونجحت، وتقدمت إلى مسابقة كلية الفنون الجميلة وقبلت عام 1981، ودرست اختصاص عمارة داخلية، وتخرجت فيها مهندساً للديكور عام 1987».
أعرفه منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 1987، فنان يتميز بالحيوية والنشاط، والبحث الدؤوب والمستمر للارتقاء بفنه وأعماله، وغيور على الخط العربي، بينه وبين القلم والحروف علاقة مميزة تشبه علاقة الروح والجسد، وهو معطاء في هذا المجال بلا حدود، محب وطموح في نشر ثقافته لكافة فئات المجتمع، يتمتع بروح محبة للخير وعلاقة طيبة مع جميع من حوله، ويقدر كل من له فضل عليه في شتى المجالات الفنية وغيرها، طموحه المتواصل أثمر عن عدة مشاركات، آخرها معرضه الخاص في صالة "لؤي كيالي" في "الرواق العربي"، الذي عرض فيه خلاصة تجاربه في مجال الخط العربي، وتميزت أعماله بالإتقان والتفنن والإبداع، مع طابع إسلامي في عدد من اللوحات التي خطها بيده، وهو يساهم في إغناء الحركة الفنية في بلدنا الغالي في هذا المجال، أتمنى له المزيد من الإبداع والرقي بكافة الفنون
وعن عمله كخطاط يقول: «منذ عام 1980 كنت أكتب وأنفذ أعمال الخطوط للمطابع، ومراكز تحضير الطباعة لتأمين مصروف دراستي المكلف من مواد فنية وهندسية، ولم تسنح لي الفرصة للعمل في مهنة هندسة الديكور، فعملت في معمل تصنيع الزجاج الفني وبدأت أرسم على الزجاج عامين متتالين؛ زخارف، ورسوم بسيطة، ثم عملت خطاطاً للحروف في دولة "الكويت" لدى شركة عالمية للحاسوب، وعند عودتي إلى "دمشق"، عملت خطاطاً ومدخلاً للبيانات إلى الحاسوب، إلى جانب تنفيذ أعمال الخطوط، وتصميم الملصقات للمطابع من خلال مكتبي الصغير في شارع "خالد بن الوليد"، شاركت في معرض لخطاطي "سورية" بمكتب "عنبر"، وفي معرض "سوق عكاظ" في "السعودية" عامي 2017-2018 بمساعدة أختي التي تقيم هناك، وأقمت معرضي الفردي بعنوان: "منمنمات في الحفاظ على التراث وجمالية الخط العربي" في صالة "الرواق العربي"، الذي استمر من 16 حتى 20 أيلول 2018».
من لوحاته بالخط العربي
وفيما يتعلق بمساهمته في الحفاظ على الخط العربي، يقول: «أسست عام 2009 عدة مواقع إلكترونية، وهي: موقع "البرواز" المتخصص في جمع الطوابع والعملات؛ وهي هوايتي المفضلة، وموقع "الياسمين الشامي" المنوع، وموقع خاص باسمي، إلى جانب ملفات إلكترونية مخزنة في حاسوبي الخاص جمعت فيها سيرة وأعمال الخطاطين السوريين، والعرب، منهم: العراقيون، والمصريون، وغيرهم، بهدف المحافظة على الخط العربي، وأحاول توظيف التقنيات الحديثة في خدمة الخط العربي، منعاً من اندثاره؛ فهو فن راقٍ، وحرفة تراثية مهمة، وأستفيد من تجارب الخطاطين الآخرين لتطوير مهاراتي في هذا المجال، كما أصدرت كتيباً خاصاً لتعليم الأطفال أساسيات الخط العربي بأسلوب مبسط، لأن لدراسته تأثيراً تعليمياً وتوجيهياً مهماً، إذ تطبع أشكال الحروف والكلمات في الذاكرة، ويحفظها المتعلم بالنظر والسمع، وعند النطق بها وتعلمه يورث عادات حسن الترتيب وإتقان العمل، وينمي الميول الفنية والإبداعية».
من جهته "يوسف ناصر" أمين سرّ اتحاد "الفنانين التشكيليين" يقول: «أعرفه منذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 1987، فنان يتميز بالحيوية والنشاط، والبحث الدؤوب والمستمر للارتقاء بفنه وأعماله، وغيور على الخط العربي، بينه وبين القلم والحروف علاقة مميزة تشبه علاقة الروح والجسد، وهو معطاء في هذا المجال بلا حدود، محب وطموح في نشر ثقافته لكافة فئات المجتمع، يتمتع بروح محبة للخير وعلاقة طيبة مع جميع من حوله، ويقدر كل من له فضل عليه في شتى المجالات الفنية وغيرها، طموحه المتواصل أثمر عن عدة مشاركات، آخرها معرضه الخاص في صالة "لؤي كيالي" في "الرواق العربي"، الذي عرض فيه خلاصة تجاربه في مجال الخط العربي، وتميزت أعماله بالإتقان والتفنن والإبداع، مع طابع إسلامي في عدد من اللوحات التي خطها بيده، وهو يساهم في إغناء الحركة الفنية في بلدنا الغالي في هذا المجال، أتمنى له المزيد من الإبداع والرقي بكافة الفنون».
أثناء العمل
الجدير بالذكر، أن الخطاط "أحمد محمد شريف سوار" من مواليد "دمشق" 26 تشرين الثاني عام 1959، حيّ "قبر عاتكة" الدمشقي، حاصل على إجازة من كلية الفنون الجميلة، قسم "العمارة الداخلية" في جامعة "دمشق"، لديه العديد من الشهادات في الخط العربي، وشهادات في تقنيات وبرمجة الحاسوب من معاهد متعددة، يعمل حالياً مدرّساً للخط في عدة مراكز تدريبية.
كتيب لتعليم الخط للأطفال