التراث الشعبي ( Folklore )
☰ جدول المحتويات
ظهور التراث الشعبي
خصائص التراث الشعبي
أنواع التراث الشعبي
الأساطير
الحكايات الشعبية
القصص البطولية
الأغاني الشعبيّة
المعتقدات الخرافية والعادات
العطلات
التراث الشعبي والفنون
التراث الشعبي والمجتمع
التراث الشعبي عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية.
والتراث الشعبي قديم قدم الإنسان. وتحتوي المُدَوَّنَات المخطوطة التي تركها الناس قديمًا على أمثلة للتراث الشعبي. وعندما طور الناس نظام الكتابة، بدأوا في تسجيل أو تدوين القصص الشعبية. ليس من الضروري أن يكون التراث الشعبي مدونًا أو مكتوبًا، إذ إن كثيرًا منه قد تناقله الناس شفهيًا من شخص لآخر. وحتى في يومنا هذا، فإن بعض الشعوب ليست لها لغة مكتوبة، ولكن لديها الأغاني الشعبية والأساطير والخرافات وعناصر التراث الشعبي الأخرى. وفي بعض الأحيان ينتقل التراث الشعبي عن طريق المحاكاة والتقليد. ولقرون عديدة، تعلَّم الأطفال الألعاب مثل القفز، ولعب البِلْيَة (كرة زجاجيّة أو رخاميّة صغيرة يلعب بها الأطفال) وذلك عن طريق مشاهدة ومحاكاة وتقليد صغار الأطفال الآخرين.
وعندما يهاجر الناس من بلد لآخَر فإنهم يأخذون معهم التراث الشعبي الخاص بهم، ويقومون بتكييفه مع بيئاتهم ومحيطهم الجديد، ومن القرن السادس عشر الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، على سبيل المثال، تم ترحيل الآلاف من غربي إفريقيا إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية حيث استُعبدوا.
تحتوي الحكايات الشعبية لغربي إفريقيا على قصص حول عنكبوت ماكر يسمى أنانسي، وعلى مر السنين واصل الناس سرد الحكايات عن أنانسي، ومع ذلك فقد تغيرت القصص حول العنكبوت بصورة تدريجية لتعكس الحياة في العالم الجديد، واليوم أصبح الأنانسي رمزاً شعبياً محبوبًا في التراث الشعبي الإفريقي أو الزنجي في كل من غربي إفريقيا والمنطقة الكاريبية.
ظهور التراث الشعبي
اعتقد العلماء الغربيون في القرن التاسع عشر الميلادي أن التراث الشعبي في أزمنة غابرة كان مشتركًا بين كل أفراد المجتمع. كما كان معظم الناس آنذاك يعيشون في المجتمعات الريفية. وعبر القرون، انتقل عديد من الناس إلى المدن وبدأوا تدريجيًا يفقدون الاتصال بما سموه بالتقاليد الشعبية الأصيلة. ووفقًا لما ذكره علماء القرن التاسع عشر، فقد حُفظت تلك التقاليد بوساطة (الشعب)، أي الفلاحين غير المتعلمين الذين لم يتغير أسلوب حياتهم لمئات السنين إلا قليلاً.
كان من بين علماء التراث الشعبي الرئيسيين، الأخوان الألمانيان جَاكُوبْ وفيلْهلْم جِريم. ففي الفترة مابين 1807م إلى 1814م، قام الأخوان بجمع الحكايات الشعبيّة من القرويين الذين عاشوا قرب مدينة كَاسُل في ألمانيا. واعتقد الأخوان أنهما بجمع هذه الحكايات فإنهما يحفظان موروثات كل الألمان على مدى الزمن. وأصبحت الحكايات التي جمعاها مشهورة بحكايات جريم الخرافية للأخوين جريم.
ولكن صورًا من تلك الحكايات وجدت في أماكن أخرى من أوروبا، والشرق الأدنى، وآسيا. واليوم، يعرِّف العلماء، الشعب بمعناه الخاص بأنه مجموعة من الناس تشترك في عامل تواصل مشترك واحد على الأقل. هذا العامل ربما يكون الجغرافيا، كما في التراث الشعبي لمنطقة جبال الأوزاك في الولايات المتحدة، أو الدين كما في التراث الشعبي الإسلامي، أو المهنة كما في التراث الشعبي لرعاة البقر، أو الخلفية العرقية كما في التراث الشعبي الأيرلندي.
َيعتقد بعض العلماء أن مصطلح الشعب يمكن إطلاقه حتى على الأسرة وذلك لأن العديد من الأسر لها تقاليدها الخاصة بها.
خصائص التراث الشعبي:
يمكن أن يكون التراث الشعبي قصيرًا وبسيطًا أو طويلاً ومعقدًا. من النماذج الشهيرة للتراث الشعبي الأمثال السائرة المختصرة مثل "الزمن يمضي أو يطير" أو "المال يتحدث" ومن ناحية أخرى نجد المسرحيَّات الشعبيَّة الإندونيسية تبدأ عند مغيب الشمس وتنتهي في الفجر.
من الصعوبة بمكان اصطناع التراث الشعبي، ولاشك أن الأغاني والقصص والمواد الأخرى التي صارت تراثًا شعبيًا، هي بالطبع أفكار وتأملات مختلف الأفراد. غير أن أولئك الأفرادكانوا قد ملكوا قدرات فنية مكنتهم من إبداع فكرة أو أسلوب راقٍ للآخرين عبر السنين.
يدوم التراث الشعبي فقط إذا احتفظ بذلك الإغراء، إذ الناس لايسردون قصصًا ولا يتقيدون بعادات لا معنى لها بالنسبة لهم. وهذا هو السبب في مواصلة الناس تداول التراث الشعبي نفسه بصورة مكررة.
ولكي يُعَدَّ التراث الشعبي تراثًا أصيلاً يجب أن يكون للشيء أو الفقرة المعنية صورتان على الأقل، كما يجب أن تكون قد وجدت في أكثر من فترة واحدة ومكان واحد. على سبيل المثال ميَّز العلماء أكثر من 1,000 رواية مختلفة لقصة سندريلا. وتطورت تلك النصوص عبر مئات السنين في العديد من البلدان، منها الصين، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا.
غالبًا ما تحدث التغييرات في التراث الشعبي عندما تنتقل القصة من شخص لآخر. وهذه التغييرات التي تسمّى التباينات تعد من أقوى الدلائل على أن الموضوع تراث شعبي حقيقي. وتظهر التباينات غالبًا في كل من كلمات وموسيقى الأغاني الشعبيَّة. وربما تستخدم نفس كلمات الأغنية الشعبيِّة مع ألحان مختلفة، أو توضع كلمات مختلفة على نفس اللحن.
☰ جدول المحتويات
ظهور التراث الشعبي
خصائص التراث الشعبي
أنواع التراث الشعبي
الأساطير
الحكايات الشعبية
القصص البطولية
الأغاني الشعبيّة
المعتقدات الخرافية والعادات
العطلات
التراث الشعبي والفنون
التراث الشعبي والمجتمع
رقصة المزمار الشعبية من التراث الشعبي في المملكة العربية السعودية. |
والتراث الشعبي قديم قدم الإنسان. وتحتوي المُدَوَّنَات المخطوطة التي تركها الناس قديمًا على أمثلة للتراث الشعبي. وعندما طور الناس نظام الكتابة، بدأوا في تسجيل أو تدوين القصص الشعبية. ليس من الضروري أن يكون التراث الشعبي مدونًا أو مكتوبًا، إذ إن كثيرًا منه قد تناقله الناس شفهيًا من شخص لآخر. وحتى في يومنا هذا، فإن بعض الشعوب ليست لها لغة مكتوبة، ولكن لديها الأغاني الشعبية والأساطير والخرافات وعناصر التراث الشعبي الأخرى. وفي بعض الأحيان ينتقل التراث الشعبي عن طريق المحاكاة والتقليد. ولقرون عديدة، تعلَّم الأطفال الألعاب مثل القفز، ولعب البِلْيَة (كرة زجاجيّة أو رخاميّة صغيرة يلعب بها الأطفال) وذلك عن طريق مشاهدة ومحاكاة وتقليد صغار الأطفال الآخرين.
وعندما يهاجر الناس من بلد لآخَر فإنهم يأخذون معهم التراث الشعبي الخاص بهم، ويقومون بتكييفه مع بيئاتهم ومحيطهم الجديد، ومن القرن السادس عشر الميلادي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، على سبيل المثال، تم ترحيل الآلاف من غربي إفريقيا إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية حيث استُعبدوا.
تحتوي الحكايات الشعبية لغربي إفريقيا على قصص حول عنكبوت ماكر يسمى أنانسي، وعلى مر السنين واصل الناس سرد الحكايات عن أنانسي، ومع ذلك فقد تغيرت القصص حول العنكبوت بصورة تدريجية لتعكس الحياة في العالم الجديد، واليوم أصبح الأنانسي رمزاً شعبياً محبوبًا في التراث الشعبي الإفريقي أو الزنجي في كل من غربي إفريقيا والمنطقة الكاريبية.
ظهور التراث الشعبي
اعتقد العلماء الغربيون في القرن التاسع عشر الميلادي أن التراث الشعبي في أزمنة غابرة كان مشتركًا بين كل أفراد المجتمع. كما كان معظم الناس آنذاك يعيشون في المجتمعات الريفية. وعبر القرون، انتقل عديد من الناس إلى المدن وبدأوا تدريجيًا يفقدون الاتصال بما سموه بالتقاليد الشعبية الأصيلة. ووفقًا لما ذكره علماء القرن التاسع عشر، فقد حُفظت تلك التقاليد بوساطة (الشعب)، أي الفلاحين غير المتعلمين الذين لم يتغير أسلوب حياتهم لمئات السنين إلا قليلاً.
كان من بين علماء التراث الشعبي الرئيسيين، الأخوان الألمانيان جَاكُوبْ وفيلْهلْم جِريم. ففي الفترة مابين 1807م إلى 1814م، قام الأخوان بجمع الحكايات الشعبيّة من القرويين الذين عاشوا قرب مدينة كَاسُل في ألمانيا. واعتقد الأخوان أنهما بجمع هذه الحكايات فإنهما يحفظان موروثات كل الألمان على مدى الزمن. وأصبحت الحكايات التي جمعاها مشهورة بحكايات جريم الخرافية للأخوين جريم.
ولكن صورًا من تلك الحكايات وجدت في أماكن أخرى من أوروبا، والشرق الأدنى، وآسيا. واليوم، يعرِّف العلماء، الشعب بمعناه الخاص بأنه مجموعة من الناس تشترك في عامل تواصل مشترك واحد على الأقل. هذا العامل ربما يكون الجغرافيا، كما في التراث الشعبي لمنطقة جبال الأوزاك في الولايات المتحدة، أو الدين كما في التراث الشعبي الإسلامي، أو المهنة كما في التراث الشعبي لرعاة البقر، أو الخلفية العرقية كما في التراث الشعبي الأيرلندي.
َيعتقد بعض العلماء أن مصطلح الشعب يمكن إطلاقه حتى على الأسرة وذلك لأن العديد من الأسر لها تقاليدها الخاصة بها.
خصائص التراث الشعبي:
يمكن أن يكون التراث الشعبي قصيرًا وبسيطًا أو طويلاً ومعقدًا. من النماذج الشهيرة للتراث الشعبي الأمثال السائرة المختصرة مثل "الزمن يمضي أو يطير" أو "المال يتحدث" ومن ناحية أخرى نجد المسرحيَّات الشعبيَّة الإندونيسية تبدأ عند مغيب الشمس وتنتهي في الفجر.
من الصعوبة بمكان اصطناع التراث الشعبي، ولاشك أن الأغاني والقصص والمواد الأخرى التي صارت تراثًا شعبيًا، هي بالطبع أفكار وتأملات مختلف الأفراد. غير أن أولئك الأفرادكانوا قد ملكوا قدرات فنية مكنتهم من إبداع فكرة أو أسلوب راقٍ للآخرين عبر السنين.
يدوم التراث الشعبي فقط إذا احتفظ بذلك الإغراء، إذ الناس لايسردون قصصًا ولا يتقيدون بعادات لا معنى لها بالنسبة لهم. وهذا هو السبب في مواصلة الناس تداول التراث الشعبي نفسه بصورة مكررة.
ولكي يُعَدَّ التراث الشعبي تراثًا أصيلاً يجب أن يكون للشيء أو الفقرة المعنية صورتان على الأقل، كما يجب أن تكون قد وجدت في أكثر من فترة واحدة ومكان واحد. على سبيل المثال ميَّز العلماء أكثر من 1,000 رواية مختلفة لقصة سندريلا. وتطورت تلك النصوص عبر مئات السنين في العديد من البلدان، منها الصين، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا.
غالبًا ما تحدث التغييرات في التراث الشعبي عندما تنتقل القصة من شخص لآخر. وهذه التغييرات التي تسمّى التباينات تعد من أقوى الدلائل على أن الموضوع تراث شعبي حقيقي. وتظهر التباينات غالبًا في كل من كلمات وموسيقى الأغاني الشعبيَّة. وربما تستخدم نفس كلمات الأغنية الشعبيِّة مع ألحان مختلفة، أو توضع كلمات مختلفة على نفس اللحن.