كيروغا (هوراثي) Quiroga (Horacio-) - Quiroga (Horacio-)
كيروغا (هوراثيو ـ)
(1878 ـ 1937)
هوراثيو كيروغا Horacio Quiroga كاتب قصة قصيرة وشاعر من الأورغواي Uruguay، قورنت أكثر قصصه تارة بإدغار ألن بو[ر] E.A.Poe وتارة أخرى بوليم فوكنر[ر] W.Faulkner. ولد في مدينة سالتو Salto على نهر الأورغواي على الحدود مع الأرجنتين وتوفي في بوينس آيرس Buenos Aires في الأرجنتين. كان والده أرجنتينياً يعمل في قنصلية بلاده في الأورغواي وقد قُتل خطأً عندما كان هوراثيو لايزال طفلاً. وعلى أثر ذلك تنقلت العائلة مرات عدة بين البلدين إلى أن استقر هوراثيو في العاصمة مونتيڤيديو Montevideo حيث درس في جامعتها وأخذ ينشر قصصه القصيرة في الصحافة المحلية منذ عام 1897، ثم ترك الجامعة مهاجراً إلى باريس حيث عاش حياة بوهيمية وتأثر بالحركة الرمزية [ر] Symbolism الفرنسية، وكذلك بموباسان[ر] Maupassant وتشيخوف[ر] Chekhov وبو. وقد كتب عن تلك المرحلة «مذكرات» تفصيلية نشرت بعد وفاته عام 1950. وفي مطلع القرن العشرين عاد كيروغا إلى الأورغواي، ونشر ديوان «الأرصفة المرجانية» Los arrecifes de coral (1902) الذي مثلت قصائده النثرية تيار الحداثة [ر] Modernism، فالتفّ حول الشاعر مجموعة من الكتّاب الشباب.
كان كيروغا عام 1902 بصحبة أحد أصدقائه المقربين يفحصان مسدساً عندما خرجت الطلقة خطأً وقتلت صديقه، فغادر كيروغا إلى بوينس آيرس حيث عمل مدرساً للغة الإسبانية في المدرسة البريطانية، ثم عمل مصوراً ضوئياً لبعثة علمية إلى منطقة غابات ميسيونِس Misiones في شمال شرقي الأرجنتين قادها الشاعر ليوبولدو لوغونِس Leopoldo Lugones، وكان الهدف من البعثة كشف آثار الجماعة اليسوعية Jesuits التي طُردت من المنطقة عام 1767. سحرت الطبيعة العذراء كيروغا؛ فأمضى القسم الأكبر من حياته في مناطق الأدغال النائية، مراقباً الصراع من أجل البقاء لدى كائنات الطبيعة كافة، مستثمراً كثيراً من مشاهداته في قصصه القصيرة، مدركاً من خلال التجربة أنه لا قِبل للإنسان بالسيطرة الكاملة على الطبيعة، وأنه جزء لايتجزأ منها، لكنه يعتدي عليها بتطبيق أفكاره اللاعقلانية والغريبة على عناصرها؛ فيستفزها لتنتقم منه بعنف رهيب مرعب. فبعد تجربته الخاصة عام 1904 مدة عامين لتطويع جزء من أرض منطقة تشانو Chano لأغراض زراعية، ظهرت مجموعة قصصه المعروفة بعنوان «قصص من الأدغال» Cuentos de la selva (1918) التي عالج فيها عالم الحيوانات البسيط والعنيف في الوقت نفسه، كما عالج ضعف الإنسان وعجزه وعزلته حيال الأدغال ولاسيما بعد انتحار زوجته التي لم تحتمل الحياة هناك حيث قَبِل كيروغا بوظيفة مراقب أدغال على نهر بارانا Paraná. وفي أثناء بقائه وحيداً مع ابنته وابنه، كتب لهما عدداً لافتاً من قصص الأطفال الجميلة والمدهشة التي اشتهرت وترجمت إلى كثير من اللغات، وهي تدل على تأثره بأسلوب الكاتب الإنكليزي رديارد كبلنغ R.Kipling.
عمل كيروغا بين 1916ـ 1925 في قنصلية الأورغواي في العاصمة الأرجنتينية وتزوج مرة ثانية وكان زواجاً مخفقاً فعاد إلى الأدغال وحيداً. وفي عام 1935 منحه وطنه منصب قنصل فخري في الأرجنتين، إلا أن انتحار ولديه معاً أصابه في الصميم، فبدت عليه علائم الاضطراب العقلي، وعندما عرف في المستشفى في بوينس آيرس أنه مصاب بالسرطان انتحر.
بلغ عدد القصص التي كتبها كيروغا نحو المئتين توزعت في مجموعات عدة، منها: «الدجاجة المقطوعة الرأس وقصص أخرى» La gallina degollada y otras cuentos (1925)، و«هناك في الطرف الآخر» Mas allá (1935)، ونتيجة الشهرة التي بلغتها أعماله كتب مقالته الشهيرة والمؤثرة بعنوان «الوصايا العشر للكاتب الكامل» Decalogo del perfecto cuentista (1934)، وتعد قصته «أناكوندا» Anaconda من أشهر ما كتب، وهي تعالج على مستويات متعددة واقعية معركة الثعابين في الأدغال وفلسفيتها ورمزيتها، بين الأناكوندا غير السامة وبين الأفاعي السامة. كما نشر كيروغا روايتين لم تلقيا نجاح قصصه القصيرة التي كان لها تأثير كبير في تطور القصة القصيرة في أدب أمريكا اللاتينية.
نبيل الحفار
كيروغا (هوراثيو ـ)
(1878 ـ 1937)
هوراثيو كيروغا Horacio Quiroga كاتب قصة قصيرة وشاعر من الأورغواي Uruguay، قورنت أكثر قصصه تارة بإدغار ألن بو[ر] E.A.Poe وتارة أخرى بوليم فوكنر[ر] W.Faulkner. ولد في مدينة سالتو Salto على نهر الأورغواي على الحدود مع الأرجنتين وتوفي في بوينس آيرس Buenos Aires في الأرجنتين. كان والده أرجنتينياً يعمل في قنصلية بلاده في الأورغواي وقد قُتل خطأً عندما كان هوراثيو لايزال طفلاً. وعلى أثر ذلك تنقلت العائلة مرات عدة بين البلدين إلى أن استقر هوراثيو في العاصمة مونتيڤيديو Montevideo حيث درس في جامعتها وأخذ ينشر قصصه القصيرة في الصحافة المحلية منذ عام 1897، ثم ترك الجامعة مهاجراً إلى باريس حيث عاش حياة بوهيمية وتأثر بالحركة الرمزية [ر] Symbolism الفرنسية، وكذلك بموباسان[ر] Maupassant وتشيخوف[ر] Chekhov وبو. وقد كتب عن تلك المرحلة «مذكرات» تفصيلية نشرت بعد وفاته عام 1950. وفي مطلع القرن العشرين عاد كيروغا إلى الأورغواي، ونشر ديوان «الأرصفة المرجانية» Los arrecifes de coral (1902) الذي مثلت قصائده النثرية تيار الحداثة [ر] Modernism، فالتفّ حول الشاعر مجموعة من الكتّاب الشباب.
كان كيروغا عام 1902 بصحبة أحد أصدقائه المقربين يفحصان مسدساً عندما خرجت الطلقة خطأً وقتلت صديقه، فغادر كيروغا إلى بوينس آيرس حيث عمل مدرساً للغة الإسبانية في المدرسة البريطانية، ثم عمل مصوراً ضوئياً لبعثة علمية إلى منطقة غابات ميسيونِس Misiones في شمال شرقي الأرجنتين قادها الشاعر ليوبولدو لوغونِس Leopoldo Lugones، وكان الهدف من البعثة كشف آثار الجماعة اليسوعية Jesuits التي طُردت من المنطقة عام 1767. سحرت الطبيعة العذراء كيروغا؛ فأمضى القسم الأكبر من حياته في مناطق الأدغال النائية، مراقباً الصراع من أجل البقاء لدى كائنات الطبيعة كافة، مستثمراً كثيراً من مشاهداته في قصصه القصيرة، مدركاً من خلال التجربة أنه لا قِبل للإنسان بالسيطرة الكاملة على الطبيعة، وأنه جزء لايتجزأ منها، لكنه يعتدي عليها بتطبيق أفكاره اللاعقلانية والغريبة على عناصرها؛ فيستفزها لتنتقم منه بعنف رهيب مرعب. فبعد تجربته الخاصة عام 1904 مدة عامين لتطويع جزء من أرض منطقة تشانو Chano لأغراض زراعية، ظهرت مجموعة قصصه المعروفة بعنوان «قصص من الأدغال» Cuentos de la selva (1918) التي عالج فيها عالم الحيوانات البسيط والعنيف في الوقت نفسه، كما عالج ضعف الإنسان وعجزه وعزلته حيال الأدغال ولاسيما بعد انتحار زوجته التي لم تحتمل الحياة هناك حيث قَبِل كيروغا بوظيفة مراقب أدغال على نهر بارانا Paraná. وفي أثناء بقائه وحيداً مع ابنته وابنه، كتب لهما عدداً لافتاً من قصص الأطفال الجميلة والمدهشة التي اشتهرت وترجمت إلى كثير من اللغات، وهي تدل على تأثره بأسلوب الكاتب الإنكليزي رديارد كبلنغ R.Kipling.
عمل كيروغا بين 1916ـ 1925 في قنصلية الأورغواي في العاصمة الأرجنتينية وتزوج مرة ثانية وكان زواجاً مخفقاً فعاد إلى الأدغال وحيداً. وفي عام 1935 منحه وطنه منصب قنصل فخري في الأرجنتين، إلا أن انتحار ولديه معاً أصابه في الصميم، فبدت عليه علائم الاضطراب العقلي، وعندما عرف في المستشفى في بوينس آيرس أنه مصاب بالسرطان انتحر.
بلغ عدد القصص التي كتبها كيروغا نحو المئتين توزعت في مجموعات عدة، منها: «الدجاجة المقطوعة الرأس وقصص أخرى» La gallina degollada y otras cuentos (1925)، و«هناك في الطرف الآخر» Mas allá (1935)، ونتيجة الشهرة التي بلغتها أعماله كتب مقالته الشهيرة والمؤثرة بعنوان «الوصايا العشر للكاتب الكامل» Decalogo del perfecto cuentista (1934)، وتعد قصته «أناكوندا» Anaconda من أشهر ما كتب، وهي تعالج على مستويات متعددة واقعية معركة الثعابين في الأدغال وفلسفيتها ورمزيتها، بين الأناكوندا غير السامة وبين الأفاعي السامة. كما نشر كيروغا روايتين لم تلقيا نجاح قصصه القصيرة التي كان لها تأثير كبير في تطور القصة القصيرة في أدب أمريكا اللاتينية.
نبيل الحفار