قاهرة زريق
آخر تحديث: 14 فبراير 2011
رسومات كاريكاتيرية معبرة: حين يكون الفن في خدمة الضمير الإنساني للفنان كارلوس لطوف
في زمن تكمم فيه الأفواه وتحاصر فيه الأفكار ويصبح التعبير جريمة يعاقب عليها القانون، استطاع الكثيرون إيصال أصواتهم إلى العالم دون أن ينطقوا بحرف واحد، فرسموا أفكارهم ونقلوا من خلالها معاناة شعوب ترزح تحت ثقل القهر والمعاناة، ومن هؤلاء بطل حرية التعبير وفنان الضمير كارلوس لطّوف “Carlos Latuff”.
البرازيلي كارلوس لطّوف أحد أولئك الذين يسعون جاهدين من أجل العدالة في جميع أنحاء العالم، منعته أخلاقه من أن يصبح رهينة للإمبريالية، فاحتُقر من الكثيرين وعلى رأسهم الصهاينة، ولم يمنعه ذلك من أن يشارك العالم آلامهم، وأن ينقل معاناتهم من خلال رسوماته الكاريكاتورية التي سنشاهد الكثير منها في هذا الموضوع:
انتشر هذا الكاريكاتير بكثرة في رسائل البريد الإلكتروني منذ فترة ولفت انتباهي اسم “لطّوف” الذي تكرر كثيراً في عدة رسومات تمس قضايا الشرق الأوسط، فخاطبت كارلوس لطّوف لمعرفة سر هذا الاهتمام بقضايانا فأجاب:
بدأت مشاركتي في شؤون الشرق الأوسط عام 1999، وذلك بعد جولة سياحية لمدة 15 يوما في الضفة الغربية، ومنذ ذلك الحين أصبحت من مؤيدي القضية الفلسطينية، ولديَّ رسومات كاريكاتورية عن العدوان الأمريكي على العراق وأفغانستان، ودعمت نضال الشعب في تونس ومصر:
ويكمل كارلوس قائلاً: الناس يميلون الى الاعتقاد بأن عملي كان مساندةً للعرب لأن جدي هو اللبناني نجيب لطوف، ولكن تأييدي لأسباب مختلفة، ودعمي ليس فقط في العالم العربي، فهناك نضال الشعب في بوليفيا والانقلاب في هندوراس، ووحشية الشرطة/الفساد حيث والدتي في البرازيل، وأيضاً انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، هدفي هو وضع رسوماتي الفنية في خدمة نضال الناس أينما كانوا، في الواقع لديَّ شغف بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة بالنسبة للفلسطينيين:
(حرب الإبادة على غزة .. ومنع أمريكا العالم من التدخل)
أضيف إلى ما قال كارلوس: لقد لمس كارلوس معاناة الشعب الفلسطيني من الإحتلال الصهيوني، وقطع على نفسه عهداً بأن ينقل هذه المعاناة وأن يجعل العالم يرى الحقيقة التي شوهها الإعلام الصهيوني والتي طالما تجاهلها الإعلام العالمي، مما جعل اسمه يدخل القائمة السوداء، ومُنع على أثرها من دخول الأراضي الفلسطينية:
(منع أهل غزة من دخول الأراضي المصريّة أثناء حرب الإبادة)
(منع قافلة الحريّة من الوصول إلى أهل غزة)
وهنا رسالة يوجهها كارلوس لطّوف لأهل الصمود في فلسطين في الفيديو التالي:
وفي زيارة له إلى الأردن منذ وقت ليس بالبعيد تضامناً مع الشعب الفلسطيني، يقول فيها أن رسوماته لا تحتاج إلى توضيح، فهي مثل اشارات المرور التي نفهمها أينما ذهبنا.
وقد قام بزيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وذلك أثناء زيارته الأخيرة للمنطقة، وهذه رسالة يوجهها للشعبين اللبناني والفلسطيني، وللأسر التي فقدت أحبائها أثناء الهجوم الإسرائيلي على لبنان وما رافقه من صمت عربي وعالمي، ولكل من يهتم بمعاناة الشعبين:
وقد قام كارلوس أيضاً بالتعبير عن رأيه في موقع ويكيليكس، الذي أثار ضجة عالمية جعلت المفسدين في الأرض يتوارون في جحورهم:
(دعم كارلوس لصاحب موقع ويكيليكس “Julian Assange”)
(الضوضاء التي يحدثها موقع ويكيليكس)
كما وأن كارلوس قد شارك الفلسطينيين معاناتهم فقد كانت له مشاركة أيضاً في الأحداث الأخيرة في تونس:
(محمد البوعزيزي شهيد الثورة التونسيّة)
ولم تتوقف مساندته للشعوب، فرسوماته الأخيرة والتي غطت أحداث الثورة البيضاء في مصر، وجعلت مؤشر البحث في تويتر Twitter يدل على أن اسمه كان من بين أكثر الأسماء متابعةً لأحداث نهاية حكم دام 30 عاماً:
كلنا خالد سعيد
استيقظي يا مصر
الإنتفاضة المصرية
الثورة البيضاء .. ثورة انترنت
الشرطة المصرية وتأثير الدومينو
الحرية
مبارك فصل الإنترنت .. ومصر ستفصل مبارك
استمرار الصراع رغم توقف الإنترنت
غادر مصر الآن
المقلاة !! ..
الرقابة والتضييق على قناة الجزيرة ..
الذراع الحديدية للشعب المصري ..
وتشرق شمس الحرية من ميدان التحرير ..
قوة اتحاد الديانات السماوية ..
مهاجمة الصحفيين في مصر ..
سياسة اوباما .. ومساندة الديكتاتور ..
سافر وخذ معك الكرسي ..
زراعة الديمقراطيّة في ميدان التحرير ..
وفي تغطية أحداث مصر مع كارلوس وهذا الفيديو:
ومنذ يومين قال لطّوف على تويتر: إذا أردتم الكتابة عني لا تقولوا الفنان البرازيلي، اليوم أنا مصري بقلبي، وهذا ما كتبه حرفياً:
If you will write anything ’bout me today, don’t say “Brazilian artist”. Today I’m Egyptian at heart
يقول كارلوس: أعمالي ليست للبيع.. هي متاحة للجميع، المهم إيصال الحقيقة إلى أكبر عدد ممكن من الناس، يكفي تعتيماً عما يحصل في العالم من قهر ومعاناة، ادخلوا موقع كارلوس وخذوا ما تشائون من رسومات، اطبعوها ووزعوها وعلقوها على الجدران وفي كل مكان وانشروا الحقيقة، كونوا أنتم صوت المظلومين إلى جميع أنحاء العالم.
نص الرسالة التي أرسلها:
My involvement with Middle East affairs started in 1999, after a 15-day tour in West Bank. I became a supporter of Palestinian cause since then. But I also made cartoons about US war of agression on Iraq and Afghanistan. And now supporting people’s struggle in Tunisia and Egypt. People tend to believe that my action on behalf of Arabs is due the fact that my grandfather, Nagib Latouf, was Lebanese. However, I’ve been a supporter of different causes, not only in the Arab world. The people struggle in Bolivia, against the coup d’etat in Honduras, the police brutality/corruption in my mother land, Brazil, the human rights abuses in Turkey, etc. My goal is to put my art at the service of people’s struggle anywhere. Actually, I have a passion for Middle East, specially for Palestinians
__________________________________________________ __________________
من مواضيعي المفضلة القصة الحقيقية: المحتال الذي باع برج إيفل .. لطفاً .. اقلب الصفحة.