امين (احمد) Amin (Ahmad-) كاتب ومفكر ومؤرخ عربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امين (احمد) Amin (Ahmad-) كاتب ومفكر ومؤرخ عربي

    أمين (أحمد-)

    امين (احمد)

    Amin (Ahmad-) - Amin (Ahmad-)

    أمين (أحمد ـ)
    (1295 - 1373هـ/1878 - 1954م)

    أحمد أمين ابن إبراهيم الطباخ، كاتب ومفكر ومؤرخ عربي من مصر. نشأ في كنف والده الذي كان يعمل في نسخ المخطوطات والكتب، فأحب أمين التراث والثقافة عامة.
    درس في الأزهر، ثم في مدرسة القضاء الشرعي وعين مدرساً فيها، ثم عمل قاضياً شرعياً في المحاكم المصرية. وتنقل بين التدريس والقضاء حتى عام 1926 حين انتقل إلى التدريس في كلية الآداب بالجامعة المصرية. وانتخب عميداً لهذه الكلية عام 1939، ثم مُنح درجة الدكتوراه الفخرية عام 1948. وكان عضواً في المجامع اللغوية بدمشق والقاهرة وبغداد.
    أحب أحمد أمين التدريس، لأنه يصله بالمجتمع، ورأى أن على الطالب أن يتعود الاعتماد على النفس في البحث والدراسة، وأن يكون حراً في تفكيره يوجه النقد من دون خوف. وآمن بالمنزلة العظيمة للجامعة في البحث العلمي، ووجد فيها مناراً للكشف عن روائع الأدب والتراث. واحتك بالمستشرقين الذين كانوا يشاركونه في التدريس الجامعي، وكان لهذا الاحتكاك أثر بارز في تكوين منهجه العلمي الذي ظهر في مؤلفاته المختلفة. وتابع رسالته في إصلاح الجامعة، هو وطائفة من الأساتذة على رأسهم طه حسين[ر].
    أسس عام 1924 مع مجموعة من الأساتذة لجنة التأليف والترجمة والنشر، واختير رئيساً لها، وظل في رئاستها حتى وفاته.
    كان أحمد أمين من أكثر الكتّاب تصنيفاً، ولم تكن مؤلفاته على نسق واحد. ففيها البحث والدراسة والمقالة والرسالة والترجمة. ولكنه اتبع فيها كلها منهجاً واحداً مبنياً على الصدق والأمانة العلمية والإخلاص بحثاً عن الحقيقة، وتوصلاً إلى تقريرها.
    اتجه أول الأمر إلى الفلسفة، فوضع كتاب «الأخلاق»، وترجم «مبادئ الفلسفة» لرابوبورت. ثم عُني بدراسة تاريخ الحياة العقلية العربية في الإسلام، وتحليلها تحليلاً علمياً دقيقاً. وقد صدرت مؤلفاته عن ثقافة عربية وإسلامية راسخة، ومنهج علمي محكم، أفاد فيها من دراسات المستشرقين ونظراتهم في حياة العرب الاجتماعية في الجاهلية.
    تعد كتب أحمد أمين في التأريخ لحياة العرب في الإسلام: «فجر الإسلام» و«ضحى الإسلام» و«ظهر الإسلام» مصادر للبحث والدرس في أدب العرب وفكرهم ومعتقداتهم في القرون الأربعة الأولى من حياتهم. أما كتاب «يوم الإسلام» فهو من الآثار الأخيرة للكاتب، تناول فيه أصول الإسلام وما طرأ عليه من أحداث أفادته أحياناً وأضرت أخرى، وبيّن المعاملة الطيبة التي كان المسلمون، أيام قوتهم، يعاملون بها أصحاب الديانات الأخرى، وردّ أولئك على المسلمين عندما انقلبت الحال. وأوضح فيه أن معرفة أسباب الضعف لا تتأتى إلا بالرجوع إلى التاريخ لإصلاح واقع الحال، وكان لهذه الغاية أكبّ من قبل على دراسة طائفة من المصلحين في عدة بلدان عربية وإسلامية وسلكهم في كتاب «زعماء الإصلاح في العصر الحديث». والبارز في ترجمة هؤلاء ثورتهم على ما استقر بعصرهم في مختلف النواحي الدينية والفكرية والتربوية والسياسية والعلمية. وكانت عدة هؤلاء المصلحين عشرة (محمد بن عبد الوهاب ومدحت باشا وجمال الدين الأفغاني وأحمد خان وأمير علي وخير الدين التونسي وعلي مبارك وعبد الله نديم وعبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده) بحث أحمد أمين في نشأتهم ومنابع ثقافتهم ومبادئ أعمالهم وجهادهم وآثار إصلاحهم. وكان يرى في هذه الشخصيات ما يتمنى لنفسه أن تكونه.
    شهد أحمد أمين في صباه وشبابه التطورات السياسية والاجتماعية التي عصفت بمصر، وخاض غمار السياسة بقلمه. فكتب في الصحف والمجلات مجموعة كبيرة من المقالات في ذلك. وأصدر في 3 كانون الثاني 1939م مجلة «الثقافة»، وأشرف على تحريرها، ونشر فيها وفي غيرها من الصحف والمجلات كثيراً من المقالات جمعها في كتاب «فيض الخاطر»، اتسم أسلوبه فيها بالسهولة والبعد عن التكلف والصنعة اللفظية. وله كتابان: «إلى ولدي» و«حياتي» ضم الأول مجموعة الرسائل التي بعث بها إلى ابنه في غربته للدراسة. وترجم في الثاني لحياته الشخصية. ولأحمد أمين أيضاً طائفة أخرى من الكتب منها: «النقد الأدبي» و«الصعلكة والفتوة في الإسلام» و«المهدي والمهدوية» و«حي بن يقظان» وشارك الدكتور زكي نجيب محمود في سلسلة كتب «قصة الفلسفة اليونانية» و«قصة الفلسفة الحديثة» و«قصة الأدب في العالم». واشترك في تحقيق طائفة من الكتب التراثية منها: «الإمتاع والمؤانسة» و«خريدة القصر وجريدة العصر». كما اشترك في إعداد بعض الكتب المدرسية التي تتناول الأدب العربي.
    كان أحمد أمين، في حياته ومؤلفاته، يتصف بالصراحة في البحث والتحليل وإبداء الملاحظات وتوجيه النقد. وقد عالج قضايا الدين واللغة والأدب والمجتمع بمنهج تحليلي وأسلوب منطقي عقلي بعيد عن الأفكار المسبقة الراسخة في النفوس. وكان يعبر عن مدرسة تمكنت من القديم واطلعت على تراث السلف، وعرفت مواطن القوة والضعف فيه، فعالجته بالتقويم، كما أُعجبت بروائع الأدب الغربي ومذاهبه، فاستخلصت لنفسها ما وافق الطبع والذوق، وبقيت مشدودة إلى تاريخ الإسلام وحضارته.
    كتب أحمد أمين مقالاته بروح الأديب، أما تاريخ الأدب فكتبه بروح العالم المجرد وأناة الباحث. وأسلوبه، في كل ما كتب، جيد السبك سهل الألفاظ بسيط العبارة. وكان شعاره: «اكتب على سجيتك وفكر بلغة العصر وروحه». ولهذا ضاق بالتعبير القائم على الزخرف والتنميق والاهتمام باللفظ والرصف. وكان من دعاة تيسير العربية لتكون أكثر مرونة ومطاوعة لألفاظ الحضارة ومصطلحاتها.

    نهلة الحمصي
    الموضوعات ذات الصلة
يعمل...
X