الصوفي (عبد الرحمن ـ)
(291ـ 376 هـ/903ـ 986 م)
أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر ابن محمد بن سهل الصوفي. عالم بالفلك، ولد بالري بالقرب من طهران، عاصمة إيران، وكان معروفاً بحدة ذكائه ودقته، خاصة في رصد النجوم، وكان كريم الأخلاق، حَسَن المعشر.
يذكر بول كونيترك في «موسوعة علماء العلوم» أنه: «من الصعب معرفة الكثير عن عبد الرحمن الصوفي، ولكنه يُعتبر من العلماء المشهورين في علم الفلك، وذلك نتيجة كتابيه، الأول: كتاب في الكواكب الثابتة، والثاني: كتاب العمل بالأسطرلاب، اللذين صارا متداولين في جميع أنحاء المعمورة. وقد احتضنه عضد الدولة البويهي في بغداد لشهرته الفائقة في علم الفلك».
استند الصوفي في كتابه «الكواكب الثابتة» على كتاب المجسطي لبطلميوس، لكنه لم يقتنع بمتابعته، بل رصد النجوم جميعاً نجماً نجماً، وعيّن أماكنها وأقدارها بدقة فائقة تثير الإعجاب، وقد اكتفى الصوفي عند البحث في أماكنها بتصحيحها وفق النسبة إلى مبادرة الاعتدالين. ذكر الصوفي أن بطلميوس وأسلافه راقبوا حركة دائرة البروج، فوجدوها درجة كل مئة سنة، أما هو فوجدها درجة كل /66/سنة. وهي اليوم درجة كل /71/سنة ونصف السنة.
عللّ الصوفي استخدام منجمي العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمري، وأشار إلى أن الكثيرين يحسبون عدد النجوم الثابتة /1025/، والحقيقة أن عدد النجوم الظاهرة أكثر من ذلك، والنجوم الخفية أكثر من أن تُحصى. عدّ /1022/ من النجوم، و/360/ منها في الصور الشمالية، و/346/ في دائرة البروج، و/316/ في الصور الجنوبية.
حصل الصوفي على تقدير من ولاة الأمر في بغداد، وكان صديقاً للملك عضد الدولة البويهي، أحد ملوك بني بويه، ولقي عنده التقدير الكبير لثلاثة أسباب: السبب الأول شهرته العلمية بين علماء عصره، أما السبب الثاني فإنه كان معلمّاً لكثيرين من قادة البلاد، والسبب الثالث نقده البناء لعلماء اليونان. وكان عضد الدولة إذا افتخر بالعلم والمعلمين يقول: معلمي في النحو «أبو علي الفارسي»، ومعلمي في حل الزيج «الشريف بن الأعلم» ومعلمي في الكواكب الثابتة وأماكنها وسيرها «الصوفي».
ومن مؤلفات الصوفي: كتاب «الكواكب الثابتة»، ويمتاز برسومه الملونة للأبراج وبقية الصور السماوية، وقد مثلها على هيئة الأناسي والحيوانات، فمنها: ما هو على صورة كهل في يده اليسرى قضيب أو صولجان، وعلى رأسه قلنسوة أو عمامة فوقها تاج. ومنها ما هو على صورة رجل في يده اليمنى عصاً، أو رجل مدّ يديه، أحداهما إلى مجموعة والثانية إلى مجموعة أخرى. ومنها أيضاً ما هو على صورة أمرأة جالسة على كرسي له قائمة كقائمة المنبر. وكذلك منها ما هو على صورة دب صغير قائم الذنب، أو على صورة الأسد، أو الظباء، أو التنين وغير ذلك مما يطول الكلام فيه.
يقول «سارطون» إن كتاب «الصوفي» في الكواكب الثابتة هو أحد الكتب الرئيسية الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين. أما الكتابان الآخران فأحدهما لابن يونس والآخر لألغ بك. وللصوفي عدة كتب هي: كتاب «الأرجوزة في الكواكب الثابتة» وكتاب «التذكرة» وكتاب «مطارح الشعاعات» وكتاب «العمل بالاسطرلاب» وكتاب «صور الكواكب الثماني والأربعين».
وفي مكتبات أوربا ـ مكتبة الأسكوريال، ومكتبة باريس، ومكتبة أوكسفورد، ومكتبة كوبنهاغن، ومكتبة سان بطرسبورغ، نسخ من بعض هذه المؤلفات.
ذكر الصوفي السديم الذي بالمرأة المسلسلة، ولم يذكره أحد في أوربا قبل سنة 1612م، حيث ذكره سمعان ماريوس، أما الصوفي فيذكره كشيء مشاهد في عصره.
فايز فوق العادة
(291ـ 376 هـ/903ـ 986 م)
صور الكواكب ـ الصوفي مخطوطة جامعة الملك سعود رقم 289 |
يذكر بول كونيترك في «موسوعة علماء العلوم» أنه: «من الصعب معرفة الكثير عن عبد الرحمن الصوفي، ولكنه يُعتبر من العلماء المشهورين في علم الفلك، وذلك نتيجة كتابيه، الأول: كتاب في الكواكب الثابتة، والثاني: كتاب العمل بالأسطرلاب، اللذين صارا متداولين في جميع أنحاء المعمورة. وقد احتضنه عضد الدولة البويهي في بغداد لشهرته الفائقة في علم الفلك».
استند الصوفي في كتابه «الكواكب الثابتة» على كتاب المجسطي لبطلميوس، لكنه لم يقتنع بمتابعته، بل رصد النجوم جميعاً نجماً نجماً، وعيّن أماكنها وأقدارها بدقة فائقة تثير الإعجاب، وقد اكتفى الصوفي عند البحث في أماكنها بتصحيحها وفق النسبة إلى مبادرة الاعتدالين. ذكر الصوفي أن بطلميوس وأسلافه راقبوا حركة دائرة البروج، فوجدوها درجة كل مئة سنة، أما هو فوجدها درجة كل /66/سنة. وهي اليوم درجة كل /71/سنة ونصف السنة.
عللّ الصوفي استخدام منجمي العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمري، وأشار إلى أن الكثيرين يحسبون عدد النجوم الثابتة /1025/، والحقيقة أن عدد النجوم الظاهرة أكثر من ذلك، والنجوم الخفية أكثر من أن تُحصى. عدّ /1022/ من النجوم، و/360/ منها في الصور الشمالية، و/346/ في دائرة البروج، و/316/ في الصور الجنوبية.
صورة ذات الكرسي على ماترى في الكرة |
ومن مؤلفات الصوفي: كتاب «الكواكب الثابتة»، ويمتاز برسومه الملونة للأبراج وبقية الصور السماوية، وقد مثلها على هيئة الأناسي والحيوانات، فمنها: ما هو على صورة كهل في يده اليسرى قضيب أو صولجان، وعلى رأسه قلنسوة أو عمامة فوقها تاج. ومنها ما هو على صورة رجل في يده اليمنى عصاً، أو رجل مدّ يديه، أحداهما إلى مجموعة والثانية إلى مجموعة أخرى. ومنها أيضاً ما هو على صورة أمرأة جالسة على كرسي له قائمة كقائمة المنبر. وكذلك منها ما هو على صورة دب صغير قائم الذنب، أو على صورة الأسد، أو الظباء، أو التنين وغير ذلك مما يطول الكلام فيه.
يقول «سارطون» إن كتاب «الصوفي» في الكواكب الثابتة هو أحد الكتب الرئيسية الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين. أما الكتابان الآخران فأحدهما لابن يونس والآخر لألغ بك. وللصوفي عدة كتب هي: كتاب «الأرجوزة في الكواكب الثابتة» وكتاب «التذكرة» وكتاب «مطارح الشعاعات» وكتاب «العمل بالاسطرلاب» وكتاب «صور الكواكب الثماني والأربعين».
وفي مكتبات أوربا ـ مكتبة الأسكوريال، ومكتبة باريس، ومكتبة أوكسفورد، ومكتبة كوبنهاغن، ومكتبة سان بطرسبورغ، نسخ من بعض هذه المؤلفات.
ذكر الصوفي السديم الذي بالمرأة المسلسلة، ولم يذكره أحد في أوربا قبل سنة 1612م، حيث ذكره سمعان ماريوس، أما الصوفي فيذكره كشيء مشاهد في عصره.
فايز فوق العادة