البساطة
وهي هنا تختلف عما ذكرناه في معرض حديثنا عن «توازن العناصر»، حيث أن تلك تدعى «مدرسة التبسيط». أما البساطة المقصودة هنا هي المبدأ العام لتبسيط الصورة وعدم خنق الصورة بالعناصر حتى لا يضيع المغزى الرئيسي من الصورة ويتعرف المشاهد بشكل جلي وواضح إلى الموضوع.
كغيرها من المبادئ المذكورة مسبقا، فهي قاعدة قابلة للكسر، ومن الممكن أن يسأل المصور نفسه أحيانا: أليس من الممكن أن يكون زحام العناصر في الصورة هو موضوع الصورة في الأساس؟ خيال وعبقرية المصور هي الجواب على هذا السؤال.
الخاتمة
هذه «بعض» القواعد العامة في عالم التصوير (والرسم). جميعها قابلة للكسر ولكن يجب اعتبارها عاملا مساعدا في تشكيل النظرة الفنية للمصور عند التقاط الصورة. من الأمور الهامة التي يجب استيعابها عند استخدام آلة التصوير، أن العين البشرية والكاميرا ينظران بشكل مختلف تماما، ولهذا كان لزاما على المصور أن يعوّد عينيه على النظر الفني من خلال الكاميرا ذاتها حتى يمكنه التنبؤ بالنتيجة النهائية ومعرفة ماهية الصورة التي يمكن تشكيلها.
عند التفكير مليا بهذه القواعد وتجريبها لبعض الوقت بشكل مقصود، فإن هذا يساعد مستقبلا على «برمجة» عقل المصور ولو كان في هذا الأمر بعض الخطورة كما قال بذلك المصور بروس بارنباوم. ولكن هذا الأمر ضروري أحيانا لترتيب أفكار المصور وبحث كيفية التقاط الصورة بشكل منظم. على أن هناك عددا من المصورين الذين اتجهوا إلى بعض ممارسات التأمل (وبعض منها جزء من الطقوس البوذية والزِن اليابانية) لتدريب العقل على الرؤية من غير وضع اعتبارات مسبقة للمواضيع في البيئة المحيطة بنا. إنها تجربة جديرة بالاهتمام وقد وُضعت كتب مخصصة لهذه التمارين، وتسمى هذه التجربة أحيانا بـ «التصوير التأملي» (Contemplative Photography)، ويصر أصحاب هذه المدرسة بأن هذه الممارسات والتأملات ليست مدرسة فنية بالمعنى الصحيح، ولكنها مجرد تجربة وتمرين للعقل والعين لمساعدة المصور على إضفاء رونق ما إلى الصورة من خلال تحرير العقل والفكر من توترات الحياة والبيئة. إذن يمكن القول بأن هذا المذهب الفني هو مغاير تماما لفكرة القواعد العامة المذكورة أعلاه، وفي الحقيقة كِلا العالمين يستحقان زيارة ذهنية مركزة لتوظيفهما في شتى مجالات التصوير. هذا، وحتى نلتقي في الأسبوع القادم إن شاء الله…
وهي هنا تختلف عما ذكرناه في معرض حديثنا عن «توازن العناصر»، حيث أن تلك تدعى «مدرسة التبسيط». أما البساطة المقصودة هنا هي المبدأ العام لتبسيط الصورة وعدم خنق الصورة بالعناصر حتى لا يضيع المغزى الرئيسي من الصورة ويتعرف المشاهد بشكل جلي وواضح إلى الموضوع.
كغيرها من المبادئ المذكورة مسبقا، فهي قاعدة قابلة للكسر، ومن الممكن أن يسأل المصور نفسه أحيانا: أليس من الممكن أن يكون زحام العناصر في الصورة هو موضوع الصورة في الأساس؟ خيال وعبقرية المصور هي الجواب على هذا السؤال.
الخاتمة
هذه «بعض» القواعد العامة في عالم التصوير (والرسم). جميعها قابلة للكسر ولكن يجب اعتبارها عاملا مساعدا في تشكيل النظرة الفنية للمصور عند التقاط الصورة. من الأمور الهامة التي يجب استيعابها عند استخدام آلة التصوير، أن العين البشرية والكاميرا ينظران بشكل مختلف تماما، ولهذا كان لزاما على المصور أن يعوّد عينيه على النظر الفني من خلال الكاميرا ذاتها حتى يمكنه التنبؤ بالنتيجة النهائية ومعرفة ماهية الصورة التي يمكن تشكيلها.
كتاب «ممارسة التصوير التأملي» المصدر |