ذو القرنين Dhu al-Qarnayn قصة بالقرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذو القرنين Dhu al-Qarnayn قصة بالقرآن

    ذو قرنين

    Dhu al-Qarnayn - Dhu al-Qarnayn

    ذو القرنين

    قصته في القرآن: وردت قصته في سورة الكهف في الآيات 83-98 كغيرها من القصص دون تحديد الزمان والمكان، ومطلعها: )وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ...( والسؤال موجه للنبي r من المشركين بأمر اليهود عن الروح وقصة ذي القرنين، وهو ليس عن ذات ذي القرنين بل عن شأنه، فكأنه قيل: ويسألونك عن شأن ذي القرنين. كان مؤمناً بالله وحده، وعبداً صالحاً أعطاه الله ملكاً واسعاً، وهذا هو الصحيح المروي عن ابن عباس، كما في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، مهَّد الله له الأسباب والوسائل التي تمكّنه من السيطرة وبسط النفوذ، أين شاء وكيف شاء، فملك مشارق الأرض ومغاربها، ودانت له البلاد، وخضعت له ملوك العرب والعجم، ومحاور قصته ثلاثة:
    الأول - أنه اتجه إلى المغرب فاتحاً مجاهداً مع جيش قوي، حتى وصل إلى عين حمئة (اختلط ماؤها وطينها) وتراءى له أن الشمس تغرب فيها، وتختفي وراءها، ورأى في أقصى المغرب قوماً ظلمة طغاة، فخيره الله تعالى بين أمرين: إما القتل جزاء كفرهم وطغيانهم، وإما الإمهال والدعوة إلى الخير، فاختار الأمر الثاني، وهدد الطغاة بعقاب الدنيا وعذاب الآخرة، ووعد المؤمنين الصالحين بإحسان القول والمعاملة الطيبة في الدنيا، والجزاء الحسن في الآخرة بدخول الجنة.
    الثاني - اتجه ثانياً إلى المشرق حتى وصل مطلع الشمس، فوجدها تطلع على قوم حفاة عراة، لا ساتر لهم من الشمس، لا من اللباس ولا من المباني والأشجار، فساعدهم بخبرته بما استطاع، ليحقق لهم المأوى والسكنى واللباس.
    الثالث - ثم اتجه من الشرق إلى الشمال، فوصل إلى سد بين الجبلين بين أرمينية وأذربيجان، ووجد في ذلك المكان قوماً لا يفهم كلامهم ولا لغتهم، من الصقالبة (السلاف) الذين يسكنون شرقي البحر الأسود، في سد منيع بين جبلين قرب مدينة باب الأبواب أو دربنت (دربند) وتقع على الساحل الغربي لبحر قزوين وسفوح جبال القوقاز الشرقية، فاشتكى له القوم مدى إفساد يأجوج ومأجوج (وهما قبيلتان من الناس، المغول شمالي آسيا) في أرضهم بالقتل والتخريب والظلم، وعرضوا عليه أجراً لاتخاذ حاجز منيع يمنعهم من الوصول إليهم، فأقام لهم سداً من قطع الحديد وصب عليه النحاس المذاب، فصار كتلة متلاصقة وجبلاً صلداً أملس، حماهم به من مفاسد المفسدين، وقد اجتازه تيمورلنك، ووصفه المؤرخ الأسباني كلافيجو في رحلته سنة 806هـ/ 1403م، الذي كان رسولاً من ملك قشتالة بالأندلس إلى تيمورلنك. وقال ذو القرنين للقوم بعد بناء السد: هذا السد نعمة وأثر من آثار رحمة الله بكم أيها القوم، لحيلولته بين يأجوج ومأجوج وبين الفساد في الأرض، وهو معرض للخراب والهدم، بحلول أجل الله بخروجهم من السد، ووعد الله بخرابه حق ثابت لا يتخلف. وتم ذلك بخروج جنكيز خان وسلالته، فدمروا معالم الحضارة الإسلامية وأسقطوا الخلافة العباسية سنة 656هـ. وهدف القصة إعلام النبي r بما مكّن الله به في الأرض لرجل عظيم، تابع انتصاراته حتى ملك المشرق والمغرب بفتوحاته في مدة قصيرة.
    ويرى كثير من المؤرخين أنه هو اسكندر بن فيلبس الرومي، تلميذ أرسطو الفيلسوف المسمى بالمعلِّم الأول، قبل الميلاد بنحو 330 سنة، من أهل مقدونيا، حارب الفرس واستولى على ملك دارا وتزوج ابنته، ثم سافر إلى الهند وحارب هناك، واستولى على مصر وبنى الإسكندرية، لأنه لم يعرف التاريخ أن أحداً من الملوك دوَّخ العالم غيره. وقال ابن كثير: هو ابن فيلبس ابن مصريم، بن يونان، بن إسحاق بن إبراهيم u. ورجح الألوسي أنه الاسكندر بن فيلقوس غالب دارا، كما هو رأي أكثر المؤرخين. أي إنه يوناني. قال الشوكاني: وهذا مشكل، لأنه كان كافراً وتلميذ أرسطو، والظاهر أنه عبد صالح أعطاه الله ملكاً واسعاً.
    ويرى أبو الريحان البيروني في كتابه «الآثار الباقية عن القرون الخالية» أنه من حِمْيَر: من الدولة الحميرية التي حكمت اليمن من سنة 115ق.م إلى 552م، من الطبقة الثانية منها، وملوكها يسمون التبابعة، واحدهم تُبَّع، لأن الأذواء كانوا من اليمن في بلاد حمير، دون بلاد اليونان. واختار هذا القول كاتب جلبي، وذكر أنه كان في عصر إبراهيم u، لكن لم يوجد في كتب التاريخ المعتبرة من سمي بعمير ابن أفريقيس في عداد ملوك اليمن. والمهم أنه رجل صالح مؤمن أوتي ملكاً عظيماً كما تقدم.
    وذكر الألوسي في تفسيره أحد عشر وجهاً في سبب تسميته بذي القرنين، ثم قال: فيها ما لا يكاد يصح، ثم ذكر وجه تسميته: أنه ملك طرفي الدنيا، وبلغ قرني الشمس، ووصل المشرق والمغرب.
    وهبة الزحيلي
يعمل...
X