النحت ٤_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النحت ٤_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    اللاشكلي يلقى إقبالاً كثيراً لدى المصورين. فالباروك في مجموعه وفي مبادئه ، يشهد بالعودة إلى الطبيعة . أو على الأقل ، برغبة شديدة في الاقتداء بها ، عندما تتكاثر بدون أي انتظام. وإذن فالباروك يتعارض مع كل ماهو عقلاني ، وكل ماهو بناء ، وكل ماهو منتظم في عالم اليوم .

    وإذا كانت الاتجاهات البنائية تنحسر وتتراجع في النحت كما في التصوير ، فهي لم تتلاشى تماماً ، بل إن إمكانيات جديدة كل الجدة في المذهب البنائي قد جرى اكتشافها على يد شوفر وهو أكثر من جميع سابقيه اهتماماً بأن تكون أعماله قريبة من أعمال المهندسين ولذلك لا يقتصر على استعمال مواد كالفولاذ والدور ألومينيوم والشبه والنحاس المصقول واللدائن . بل يحرص ، بالاضافة إلى ذلك ، على استعمال آخر ما أنتجته فتوحات العلم . وبالفعل إذا كان شوفر قد بدأ حوالى عام ۱۹۵۰ بتجميع القضبان والصفائح بحيث يشكل بها هياكل هندسية تسيطر عليها الزوايا القائمة ( كما الأمر عند مندریان ) ، فسرعان ماقاده حب الديناميكية الفضائية إلى إدخال الحركة في أعماله . ونقصد هنا الحركة الحقيقية ، لا تلك الموحى بها ... وفي عام ١٩٥٦ ، بنى بمعونة أحد المهندسين أول منحوتاته المتحركة ، وهي تتحرك بأوامر واشراف دماغ الكتروني ، وهي في تحركها ، تظهر العناصر التي تتكون منها تحت زاوية متغيرة دائماً . مما يجعل هذه العناصر تفقد فوراً قسماً من انتظامها وصلابتها .

    إلا أن شوفر اكتشف بأن في تركيباته قوة تعبيرية أكثر غرابة وذلك عندما يسلط عليها الضوء فتحدث ظلالا متحركة . ولم يلبث أن توصل إلى جعل الظلال تتلون وإذا بآلاته المنظمة تنظيماً دقيقاً تنتج مشاهد لا تعدو أن تكون تحولات مرنة ، سيالة ، لاتلمس ، بل هي خيالية . هذا ومضى شوفر في تحرياته وأبحاثه في مجال ديناميكية الضوء ، وصنع عام ١٩٦٠ جهازاً سماه ( لومينسكوب ) يعرض بواسطته على شاشة كبيرة من البلكسيجلاس أشكالاً ضوئية لها تحولات غير متوقعة إطلاقاً . فتارة يشعر الناظر أنه يشهد مولد الدنيا المبهر ، وطوراً يظن أنه يرى كوارث كونية هائلة ، من مدن تنهار في حرائق جبارة ومن أعاصير تلسع البحر أو تمزق الغيوم . وبالاختصار ، فإن هذا الفن الذي يدخل فيه كل هذه البحوث العلمية ، يؤول أمره إلى أن يضعنا أمام حوادث حياتية غير عقلانية . فإذا بنا نجد الأمر غير المنتظر في عمل فني يسيطر عليه الحساب الدقيق جداً .

    وإذا كانت هذه التركيبات المعقدة التي تضيف إليها الموسيقى بعداً إضافياً ، ولا يعقل تصورها إلا في التطور الصناعي في القرن العشرين . فإن منحوتات لار ديرا Lardera » و «جاكوبسن Jacobsen معدنية تنتمي إلى دنيا الحرفيين. وهي بعد منحوتات ساكنة ، بمعنى أن ايقاعاتها مرتبطة بأشكال لاحراك فيها . ولا رديرا مثله مثل كالدر يستعمل صفائح من المعدن ، يقصها ويثقبها بدقة . ويدخلها في الفضاء مثل شفرات الدولاب أو نصلات السكاكين . وترتيب العمل الفني واضح فالشاقولي يتعارض مع الأفقي ويتعارض المنحني مع المستقيم ، والسطح مع التجويف ، ويتعارض الطرف الواضح مع الطرف المسنن ... وواقع الأمر أننا الآن في مجال التجريد الهندسي . الا أن الدقة ليست خشنة في أعمال لارديرا ، فهي تتلائم الخفة والأناقة .

    وفي حين كانت منحوتات لارديرا تتطور بصورة عامة في إتجاه الارتفاع وإتجاه العرض بحيث أصبح كل منها يبدي للناظر مشهدين ممتازين ، كانت منحوتات جاكوبسن دائبة على الايحاء للناظر بوجود البعد الثالث . وان السوق والحواجز الرقيقة يلف حول الفراغ رسم ويعانقه ويعطيه هيئة معبرة. وبالاضافة إلى هذه الأعمال الجرداء بل يصنع لنا جاكوبسن أعمالاً أخرى يسميها الدمى وهي عبارة عن تماثيل صغيرة مصنوعة من عناصر متنوعة ، يضفي عليها بروحه المرحة الماهرة جاذبية كبيرة .

    ولاشك في أنه يتذكر منحوتة ( رأس الثور ) التي صنعها بيكاسو عام ١٩٤٣ بأن جمع بين مقود الدراجة ، ومقعدها . ومهما يكن من أمر فإن جاكوبسن نفسه لا يحجم قط عن صنع حمار أذناه مشكلتان من ملعقة وشوكة طعام. كما أنه لا يحجم عن استعمال سلسلة صغيرة لكي تمثل شعر انسان. وعن استعمال قطعتين حديديتين مثقوبتين ، ليجعلهما تمثلان العينين. ومن المدهش حقاً ، إن هذا التماثيل الصغيرة لاتثير اهتمامنا فحسب ، وليست مجرد دمى مسلية ، بل أن فيها فوق ذلك ، الرصانة وشيء من الشيطانية مما نلمسه في بعض التماثيل الزنجية . وقد نجح جاكوبسن مؤخراً في تقريب الفارق بين هذه التماثيل الصغيرة وبين المنحوتات الهندسية ، فأصبحت مؤلفاته التجريدية الأخيرة أكثر تعقيداً من ذي قبل ، ولا يخلو ترتيبها من الفكاهة . وفي الوقت نفسه خلق الفنان رسوماً بارزة ذات وجوه تذكرنا بالدمى التي صنعها هو نفسه ، كما تذكرنا بصور الرجال المتخابثين والمثيرين للعطف والذين أبدعهم بول كلي . Paul Klee

    وإذا كان جاكوبسن يستعمل الحديد بعض المرات ، فإن الحديد هو المادة الأساسية عند ( روبرت موللر Robert Muller ) وهو يستعمله لكي يجمع بين الأشكال الكبيرة نوعاً ما والتي يكون بعضها حادا كالمناجل أو كسكة المحراث ؟ ، وتكون بعضها مستديرة أو جوفاء كالقساطل ، والخوذ ، أو رفاريف السيارات . وان أعماله الفنية . مجمعات سميكة إن لم نقل أنها كثيفة . وهذه الأعمال المعدنية ترنو غالباً ، إلى أن تزحف على الأرض أو تثقل عليها ، بدلاً من أن تنطلق نحو السماء . وبكل حال تنبعث منها أحاسيس تجعلنا ننسى المعدن بعض النسيان . ولبعض الأحجام شيء يشبه اللحم الانساني، شيء فيه شهوة ، بينما أن البعض الآخر يذكرنا بدروع الحشرات وبأغمدة أجنحتها .

    وعندما نرنو بأبصارنا صوب مواطنه جياكوميتي ، نقف على باب عالم آخر . فمنذ عام ١٩٣٥ عاد جياكوميني إلى الكائن البشري وأخذ يصنع رؤوساً ، ريثما يعود ليصنع أجساماً . والأجسام التي عرضها عام ١٩٤٦ أصبحت رقيقة متطاولة حتى لم تعد أكثر من هيكل من خطوط . ثم أن الفراغ لا يحيط بها من كل جانب فحسب بل يضغطها ، بل يمكن أن نقول أنه يتأكلها كالصدأ ، مما نرى من حبب على سطوحها ، والمهم ليس الحجم ، وإنما خيال التمثال ، هو هذه السوق الطويلة طولاً مبالغاً فيه ، والمنتصبة خطوطاً شاقولية ، لتمثل الساقين في وضع جندي متهيء ، أو لتمثل هذه الأذرع المشدودة إلى الجذع المنبطح الهزيل ، والمهم أيضاً في هذا الفن هو الاشارات وهي المشي السريع السائر إلى ملاقاة مغامرة مخيبة . وجماع القول أن هذه الانسانية الضعيفة فيها شيء من العبث ومن الاثارة العاطفية ، وإنها لتبدو وكأنها واقفة على الدوام عند حافة العدم. وعندما مثل جياكوميتي أشخاصاً مستوحياً أخاه دييغو وأمرأته آنيت جاءت الوجوه ومعذبة أحياناً ... وبصورة عامة ، فإن التعبير بمعناه العادي الدارج ، هو أمر عظيم الأهمية بنظر هذا الفنان ، بل هو أعظم أهمية من تحري الأشكال الجديدة ذات قيمة بحد ذاتها. ومعنى هذا أنه لا ينبذ تعبير سابقيه فحسب، بل هو ينبذ أيضاً روح فنهم ، ولم يعد يستهدف الهروب من الواقعية ، وإنما إلى إعطاء الواقعية مظاهر لا يحددها العالم الخارجي ، وإنما تعبر عن احساسه بالحياة .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.43_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	75.8 كيلوبايت 
الهوية:	145195 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.43 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	84.2 كيلوبايت 
الهوية:	145196 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.43 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.6 كيلوبايت 
الهوية:	145197 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.44_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	80.1 كيلوبايت 
الهوية:	145198 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-10-2023 01.44 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	76.0 كيلوبايت 
الهوية:	145199

  • #2

    The amorphous is very popular with photographers. Baroque in its entirety and in its principles testifies to the return to nature. or at least, with a keen desire to imitate them, when they multiply without any regularity. So, Baroque contradicts everything that is rational, everything that is constructive, and everything that is regular in the world of M.

    Schoffer. And if the constructivist tendencies receded and retreated in sculpture as in photography, then they did not completely disappear, but rather new possibilities in the constructivist doctrine were discovered by (Schoffer, who is more than all his predecessors concerned that his works are close to the works of engineers and therefore he is not limited to The use of materials such as steel, round aluminum, alum, polished copper and plastics.In addition, he is keen to use the latest products produced by the conquests of science.Indeed, around the year 1950, Schover began assembling bars and plates so that he would form geometric structures with them dominated by right angles (as is the case with Mandrian), so the love of space dynamism quickly led him to introduce movement into his works. And here we mean the real movement, not the inspired one... In 1956, with the help of an engineer, he built his first moving sculptures, and they moved under the orders and supervision of an electronic brain, and in their movement, the elements that make them up appeared under an ever-changing angle. Which makes these elements immediately lose part of their regularity and solidity

    However, Schover discovered that in his compositions a more strange expressive force, when the light shines on them, and moving shadows occur. And he didn't stay That he reached to make the shadows become colored, and if with his meticulously organized machines, he produced scenes that are nothing more than flexible, fluid transformations, that do not touch, but are imaginary. Schover continued his investigations and researches in the field of light dynamics, and in 1960 he built a device he called (Luminscope) by means of which light shapes were displayed on a large Plexiglas screen that had completely unexpected transformations. Sometimes the beholder feels that he is witnessing the dazzling birth of the world, and at another time he thinks that he is witnessing massive cosmic catastrophes, such as cities collapsing in huge fires, and hurricanes that sting the sea or tearing apart the clouds. In short, this art, in which all this scientific research is included, tends to put us before irrational life events. So we find the unexpected in a work of art dominated by a very accurate calculation.

    And if these complex compositions to which music adds an additional dimension, and it is not possible to imagine them except in the industrial development in the twentieth century. The Lardera and Jacobsen metal sculptures belong to the realm of craftsmen. After all, they are static sculptures, in the sense that their rhythms are linked to motionless forms. Nor is Rudera, like Calder, who uses sheets of metal, which he cuts and pierces with precision. And enters it into space like wheel blades or knife blades. The arrangement of the work of art is clear: the vertical conflicts with the horizontal, the curved conflicts with the straight, the surface with the cavity, and the clear end conflicts with the serrated end... In fact, we are now in the field of geometric abstraction. However, the accuracy is not rough in Lardera's work, as it is compatible with lightness and elegance.

    And while Lardera's sculptures were generally developing in the direction of height and direction of width so that each of them showed the viewer two excellent scenes, Jacobsen's sculptures were constantly suggesting to the viewer the existence of the third dimension. And that the market and the thin barriers wrap around the void a drawing and embrace it and give it an expressive form. In addition to these barren works, Jacobsen even makes other works for us that he calls dolls.

    There is no doubt that he remembers the sculpture (The Head of the Bull) that Picasso made in 1943 by combining the handlebars of a bicycle with its seat. Be that as it may, Jacobsen himself never shied away from making a donkey whose ears were formed from a spoon and a fork. Nor does he refrain from using a small chain to represent human hair. And about the use of two pierced iron pieces, to make them represent the eyes. It is really surprising that these small statues not only arouse our interest, and they are not just amusing dolls, but that they contain, above that, sobriety and a bit of Satanism, which we see in some Negro statues. Jacobsen has recently succeeded in approximating the difference between these small statues and the geometric sculptures, so his recent abstract compositions have become more complex than before, and their arrangement is not devoid of humor. At the same time the artist created reliefs with faces reminiscent of the puppets he had made himself, as well as the rambunctious and sympathetic men of Paul Klee. Paul Klee

    And if Jacobsen used iron sometimes, then iron is the basic material for (Robert Muller) and he uses it to combine somewhat large shapes, some of which are sharp like sickles or plowshares? Some of them are round or hollow, such as pipes, helmets, or car fenders. And his artwork. Thick complexes, if not dense. And these metal works often tend to crawl on or weigh down on the ground, rather than shooting up toward the sky. In any case, it emits sensations that make us forget about metal. And for some it is The sizes are something like human flesh, something lustful, while others are reminiscent of the shields of insects and their wing-sheaths.

    Here, movement, and when we turn our eyes towards his compatriot Giacometti, we stand at the door of another world. Since 1935, Giacomini has returned to the human being and started making heads, until he returns to making bodies. And the bodies that he displayed in 1946 became thin and elongated until they were no longer more than a structure of lines. Then the void not only surrounds it on all sides, but also compresses it, rather we can say that it erodes it like rust, from what we see of the grains on its surfaces. In the position of a prepared soldier, or to represent these arms clenched to the lean, prone torso, and what is also important in this art is the signs, which are the quick walking walking to meet a disappointing adventure. All in all, this weak humanity has a bit of absurdity and emotional excitement, and it seems as if it is always standing on the brink of nothingness. And when Giacometti represented people inspired by his brother Diego (and his wife, Annette), the faces came, sometimes tortured... In general, the expression in its usual sense is of great importance in the eyes of this artist. This is that he not only renounces the expression of his predecessors, but also renounces the spirit of their art, and no longer aims to escape from realism, but rather to give realism manifestations that are not determined by the outside world, but rather express his sense of life.

    تعليق

    يعمل...
    X