استخدام الوماضات* في عملية التصوير السريع..- مشاركة: أ. بهاءالدين القزويني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استخدام الوماضات* في عملية التصوير السريع..- مشاركة: أ. بهاءالدين القزويني

    التصوير السريع…

    أود في هذه المقالة التحدث بشكل مبسط عن استخدام الوماضات* في عملية التصوير السريع. تأتي هذه المقالة بعد ورشة عملية لمدة 3 أيام مع المحاضر الدولي أ. بهاءالدين القزويني. وفي الحقيقة، إن العمل في هذا المجال لم يكن بالشيء الجديد بالنسبة لي، ولكن ما هو جديد في هذه الورشة هو تعلم واستلهام بعض الأفكار وطرق العمل، والأهم من هذا كله هو طرق الحماية (للمصور وللعدة). سنأتي على بعض نتائج هذه الورشة في معرض الحديث عن هذه الورشة وهذه التقنية.
    * الومّاض كلمة من تعريبي وقد تكون كلمة «وامض» أبلغ، والمقصود هنا مصدر الضوء المصغر (المتعارف عليه باسم «فلاش» Flash).

    التقنية
    كنت قد تحدثت ببعض الإسهاب عن طريقة عمل الومّاضات في مقالة سابقة ولكن لا مانع من المرور السريع على بعض المعلومات. يعتمد الومّاض بشكل أساسي على التوافق ما بين حركة الغالق في الكاميرا (الذي يحجب المستشعر) وتوقيت إصدار الضوء من الجهاز. وعليه، فإن هناك سرعة قصوى للغالق لا يمكن تعديها، وإلا فإن الصورة ستظهر مسودة في بعض أنحائها. للتغلب على هذه المشكلة، قامت الشركات المصنعة بابتكار آلية معينة لإصدار الضوء بشكل متتابع بومضات قصيرة الأمد (لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة) تبدأ قبل عمل الغالق بلحظات، وبهذه الطريقة سيتواجد الضوء بشكل مستمر خلال تلك الفترة السريعة التي ينفتح فيها الغالق وينغلق مرة أخرى. تخطي حاجز «سرعة المواءمة القصوى» هذا فتح الباب على مصراعيه لأساليب مبتكرة وجديدة في التصوير، ومنها التصوير السريع المتخصص في التقاط الصور لأجزاءٍ من الثانية قد تصل إلى 125 مايكروثانية (أو 1/8000 من الثانية، أو 125x10-6 ثانية). أحيانا يمكن الوصول إلى سرعات أكبر من ذلك بكثير ولكنها قد تحتاج إلى بعض الترتيبات خارج إطار هذه المقالة (حاليا!).
    ومّاض 580EX II وزر تعيين خاصية
    التصوير السريع.يمكن كذلك تعيين هذه الخاصية
    عن طريق القوائم في الكاميرا.
    أنقر للتكبير.
    تختلف تسمية هذا النظام بحسب العلامة التجارية للومّاض؛ ففي أنظمة كانون يسمى النظام بـ (High-Speed System, HSS) أي «النظام السريع»، وفي أنظمة النيكون يسمى النظام بـ (Auto Focal Plane, Auto FP) أي «المستوى البؤري الآلي» - وقد تكون التسمية في نظام النيكون مبهمة بعض الشيء ولكن الأمر عائد إلى نظام الغالق وعلاقته بالومضات المتتالية (فالغالق يحجب المستشعر عند المستوى البؤري). عند وضع الومّاض على هذه الخاصية فإنه ينشط بشكل آلي عند تعدي الكاميرا لسرعة المواءمة القصوى (ولكل كاميرا سرعتها كذلك) ويتم العمل بالنظام العادي لو كانت سرعة الغالق مساوية أو أقل من سرعة المواءمة. لذلك ينصح بعض المتمرسين في استخدام الومّاضات (أمثال المصور الأمريكي «سيل أرينا» Syl Arena) بترك خاصية نظام التصوير السريع فعالة طوال الوقت حيث أن التوافق ما بين الومّاض والكاميرا سيتم بشكل آلي دون الحاجة للرجوع إلى الومّاض بين الفينة والأخرى للتغيير من وضعيته وخصائصه في العمل، وبالتالي توفير الوقت أثناء عملية التصوير.

    الورشة
    بسبب استعمال غالبية الأعضاء في هذه الورشة لكاميرات الكانون فقد تقرر العمل بنظام الومّاضات للكانون (ولكن الأمر لن يختلف كثيرا لأصحاب كاميرات النيكون). يتطلب الأمر أحيانا الكثير من الاستعدادات وخصوصا فيما يتعلق بترتيب ووضعية الومّاضات؛ فهناك الحوامل المخصصة للإضاءات (ويمكن بالطبع استعمال الحوامل ثلاثيات الأرجل كالمستخدمة في تثبيت الكاميرات). وهناك أيضا الاستعدادات التحفظية لحماية الومّاضات مثل تغطيتها بأكياس بلاستيكية شفافة تماما للحفاظ عليها من البلل إذا ما كان العمل مع السوائل، ويفضل كذلك الاحتفاظ بعدد من البطاريات حيث أن المحاولات ستكون عديدة ولا بد من استهلاك البطاريات. أحيانا يمكن مساعدة الومّاضات على العمل بشكل أكفأ عن طريق وصلها بما يسمى «حزمة الطاقة» (Power Pack) أو «حزمة البطاريات» (Battery Pack)، وهما نوعان مختلفان من المساعدات لإمداد الومّاضات بطاقة أكبر مما يجعلها تعمل بكفاءة لوقت أطول.
    يمين: حزمة للطاقة من إنتاج «نيصين» لومّاضات كانون.
    يسار: حزمة بطاريات من إنتاج كانون.
    المصدر
    مكان تواجد مقبس الطاقة
    في ومّاضات الكانون.
    بجانب هذا كله فإن تحضير الموقع شيء لا بد منه؛ كحمايته من البلل لو كان التعامل مع السوائل أو حمايته من الزجاج المتطاير (كما فعلنا نحن) لو كان التعامل مع الزجاج المنكسر وما إلى ذلك من أمور خاصة بظروف التصوير والتي يجب على المصور التفكير فيها مليا قبل الشروع بعملية التصوير. التحضير لعملية التصوير لساعة أو لساعتين ليس بالأمر المبالغ فيه – فحماية طاقم العمل أمر مهم، وإلا لن تغدو عملية التصوير عملية ممتعة، بل عملية محفوفة بالمخاطر ومن الأفضل تجنبها!
    أما بالنسبة للعدسات المستخدمة في مثل هذه الحالات فإنها مختلفة ومتنوعة، وهي تقع تحت رغبة المصور وما يختلجه من إبداع، ولكن في أغلب الأحيان يفضل العمل بعدسات مقرّبة والتي يكون بعدها البؤري أكبر من 50مم وخصوصا في حالة تصوير الأشياء المتناثرة كالزجاج والسوائل، وهذا حتى يبقى المصور بعيدا قدر المستطاع عن منطقة التناثر هذه، ويفضل كذلك تثبيت الكاميرا على الحامل. ويفضل كذلك وضع بعض المرشحات الخاصة بالحماية على مقدمة العدسة، إن وُجدت.
    مخطط مبسط لوضعية الومّاضات
    أثناء الورشة.
    بالنسبة إلى توزيع الومّاضات في منطقة العمل فيمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال قد يرتئيه المصور مناسبا، ولكن يجب وضع أمر مهم في الحسبان وهو: أن الومّاض عند العمل بنظام التصوير السريع سوف يعطي ومضات متتابعة قصيرة، أي بعبارة أخرى، لن تكون قوة الومضات كما هو الحال في حال تشغيل الومّاض بالنظام الاعتيادي. ولهذا السبب فإن استخدام أكثر من ومّاض في عملية التصوير السريع أمر لا بد منه في كثير من الأحيان، وأنا شخصيا أرى بأنه من الأفضل استخدام 3 ومّاضات وأكثر إن أمكن. في هذه الورشة، قمنا باستعمال 3 ومّاضات وقد وُضعت جميعها مواجهة لبعضا البعض حول نقطة وهمية في المنتصف، حيث سيكون العمل عند هذه النقطة والإضاءة من جميع الومّاضات ستتجه إلى هذه النقطة.

    التحضير
    للبدء بالعمل علينا التحكم بالومّاضات جميعها طبعا، وهذا ممكن بوساطة عدة طرق، ولعل أنسبها هو التحكم عن طريق الموجات الراديوية. ولكن قبل الولوج في هذه الطرق علي أن أبين بعض المصطلحات للمبتدئ في استخدام الومّاضات. في عالم الومّاضات هناك نوعان من أساسيان من «التعاملات»، إن صح التعبير، التي تربط الومّاضات ببعضها البعض. أولا، هناك الومّاض الذي سيكون «الرئيس» أو الرئيسي (Master)، وهو المسؤول الأول عن انبعاث الإشارات (مهما كان نوعها) إلى باقي الومّاضات حتى تبدأ العمل. ومن ناحية أخرى، فإن الومّاضات التي ستستقبل هذه الإشارات يجب أن تكون في وضعية ما يسمى بـ «الخادم» (Slave). هناك بعض الومّاضات التي تكون فيها خاصية الخادم فقط دون الرئيس ولهذا من الضروري جدا فحص مواصفات الومّاض حتى قبل شرائه. أحيانا، وخصوصا عند استخدام الموجات الراديوية، قد تكون الومّاضات كلها في وضعية الخادم بينما يتولى الرئاسة أو إرسال الأوامر إليها جهاز إرسال منفصل يثبت في مقام الومّاض على الكاميرا (المنصة النشطة فوق الكاميرا). نأتي الآن على عرض سريع لعملية الربط فيما بين الومّاضات:

    أ. الربط اللاسلكي بالأشعة تحت الحمراء: وهي الطريقة المتوفرة في الكثير من الومّاضات (خصوصا من كانون) حيث تنطلق الأوامر من الومّاض الرئيس إلى الخادم عن طريق هذه الأشعة مع الوميض (أو قبل الوميض بأجزاء من الثانية). يُعاب على هذه الطريقة إنها لن تعمل في الغالب تحت أشعة الشمس في الخارج (لكونها مصدرا للتشويش) ولا يبلغ مداها أكثر من 10 أمتار متى ما سمحت الظروف بذلك. علاوة على ذلك، فإنه لا يمكن تشغيل نظام التصوير السريع (HSS) بهذه الطريقة (ولكن يوجد جهاز إرسال خاص يمكّن من تشغيل هذه الخاصية ويعمل عمل الرئيس).
    جهاز إرسال يعمل بالأشعة تحت الحمراء وله
    القدرة على تفعيل خاصية التصوير السريع للومّاضات.

    ب. الربط السلكي: تتوفر هناك بعض الأسلاك الخاصة لنقل الإشارات بين الكاميرا والومّاض الرئيس، ومن ثم يعمل هذا الومّاض على إرسال الإشارات بالأشعة تحت الحمراء إلى الخادم. قد يمكن العمل بنظام التصوير السريع بهذه الطريقة ولكن من سيئاتها تواجد الأسلاك التي يمكنها أن تعرقل الحركة في منطقة العمل. بالرغم من توفر هذه الأسلاك بأطوال مختلفة إلا أنها قد تحد من حركة المصور. تعتبر أسلاك الربط من الحلول الرخيصة نسبيا.
    صورة توضيحية لأحد الأسلاك الرابطة من إنتاج «ڤيللو» (Vello).
    قد يصل طول بعض هذه الأسلاك إلى 10 أمتار.
    المصدر

    جـ. الموجات الراديوية: وهي الطريقة الأمثل ولكنها مكلفة. تعتمد هذه الطريقة على الربط بين الومّاضات بالموجات الراديوية وتتمكن هذه الموجات من اختراق الحواجز ويمكنها الوصول إلى مسافات بعيدة تفوق نظيرتها الأشعة تحت الحمراء. أنتجت كانون مؤخرا آخر ومّاض من سلسلة ومّاضاتها وهو يعمل على إرسال واستقبال الإشارات الراديوية لا الأشعة تحت الحمراء (نموذج: 600 EX-RT). وهذا النوع هو ما تم استخدامه في هذه الورشة (عددها 3 كما ذكرنا).
    جهاز إرسال واستقبال للموجات الراديوية
    للربط بين الكاميرا والومّاض من إنتاج «ڤيللو» (Vello).
    المصدر
    ومّاض كانون 600EX-RT
    المصدر
    هناك بعض الأمور الأخرى والتي لم أود طرحها حتى لا أطيل الشرح، وهي أمور تتعلق فيما يسمى بالقنوات (Channels) والمجموعات (Groups) وهذه الأمور تعنى بترتيب وتقسيم الومّاضات في منطقة العمل كما تحرص القنوات في طريقة الموجات الراديوية على تشغيل الومّاضات الموضوعة على نفي القناة المعينة من قبل المصور، وهذا أمر حتمي بالأخص للمصورين الصحفيين ومصوري الأحداث حيث قد يرسل ومّاض ما (أو جهاز إرسال) الإشارات إلى ومّاض آخر لمصور آخر، وعليه فإن الجميع يتفق في التحكم ووضع القنوات كل حسب رغبته حتى لا يتحكم مصور بومّاض مصور آخر. في عملنا هذا طبعا تكون الوضعية غير معقدة ولكن من المهم وضع جميع الومّاضات على نفس القناة.

    العمل
    متحسس من صنع «اوبرترونيكس» (Ubertronix)
    المصدر
    من مميزات هذه الورشة هو العمل بروح الفريق. لقد كانت لي تجاربي الخاصة في عملية التصوير السريع ولكنني كنت دائما ما أقوم بها وحدي. القيام بهذا النوع من التصوير من قبل شخص واحد (هو المصور) يتطلب الكثير من الجهد وبعض الأدوات الإضافية كأجهزة التحسس (ولنسمِّها إختصارا: المتحسسات)، والتي تعمل على إرسال الإشارات إلى الكاميرا أو إلى الومّاض عند صدور الأصوات أو أي اختلاف في مستوى الإضاءة العامة أو عن طريق رصد أي جسم متحرك؛ والمتحسسات أنواع وتختلف في طريقة عملها كلّ بحسب طريقة صنعه.
    مقبس البرونتو-كومبور
    إحدى الطرق البدائية في التصوير السريع (والتي في الحقيقة لا تعتمد على خاصية التصوير السريع في الومّاض) – هي طريقة إشعال الومّاض عن طريق ما يسمى بـ «مقبس البرونتور-كومبور» (Prontor-Compor, PC). يتم توصيل دارة كهربائية إلى هذه الوصلة المتواجدة على الومّاض وتعمل هذه الدارة على تحسس الأصوات (ويمكن التحكم عادة بدرجة الحساسية لهذه الأصوات) وعند صدور أي صوت معين ترسل الدارة الإشارة المطلوبة إلى الومّاض للعمل. في هذه الطريقة البدائية يتم ضبط جميع الإعدادات على الومّاض ولا تتحكم الكاميرا بأي شيء سوى بعملية التصوير فقط، ولهذا السبب يتم العمل عادة في الظلمة وضبط الكاميرا على تعريض لمدة 30 ثانية وإصدار أي صوت؛ وبهذه الطريقة فإن مصدر الضوء الوحيد في الصورة سيكون الومّاض لا غير. المتحسسات الأكثر تقدما هي تلك التي تتحكم في الكاميرا، وأما الومّاض فيكون تحت تحكم الكاميرا ذاتها. هناك بعض المتحسسات التي يمكنها العمل بالنظامين كذلك (التحكم بالكاميرا أو الومّاض).
    صورة ملتقطة بالتفعيل
    الصوتي بوساطة النقود المتساقطة.
    في قصتنا هذه، وفي هذه الورشة العملية للتصوير السريع، فإن العمل كان يدويا تماما دون أي مساعدات آلية تُذكر. لهذه الطريقة مزاياها بالرغم من إنها تبدو بدائية بعض الشيء مع وجود أجهزة متحسسة:
    أ. تساعد على تنمية روح الفريق لدى العاملين على التصوير.
    ب. تساعد على ضبط ومواءمة ملاحظة العين وحركة اليد (عند الضغط على زر الغالق لالتقاط الصورة).
    جـ. تعمل على العمل بسرعة أكثر لا سيما في التحضير للتصوير.
    د. لا يخلو الأمر من متعة العمل الجماعي.

    ولعل النقطة «ب» هي من أهم النقاط لهذه الورشة، ذلك لأن مواءمة التوقيت ما بين ملاحظة العين واليد وسرعة البديهة في التقاط الصورة، كل هذه هي من الأمور الحيوية للمصورين لا سيما مصوري الحياة البرية، حيث تعتبر الحركات السريعة معياراً وقاعدةَ في مثل تلك البيئة.
    بشكل عام، وبرغم اختلاف التجارب التي قمنا بها في هذه الورشة، فإن خطوات العمل كانت ثابتة ومرتبة بشكل روتيني. ولكن قبل هذا كله، على المصور التقاط بعض الصور التجريبية للموضوع لملاحظة بعض الأمور قبل البدء بالعمل:

    أ. ضبط شدة الإضاءة وزاويتها والتأكد من عمل الومّاضات بشكل صحيح.
    ب. «إخماد» الإضاءة المحيطة (وسنأتي على شرحها).
    جـ. ضبط العدسة (البعد، الزاوية، الفتحة... الخ).

    أما بالنسبة لإخماد الإضاءة المحيطة، فالأمر بسيط للغاية ويعتمد أساسا على مبدئٍ متعارف عليه عند التصوير بالومّاضات: فتحة العدسة تتحكم بشدة الإضاءة الداخلة من الومّاض، وسرعة الغالق تتحكم بشدة الإضاءة الداخلة من المكان ذاته. أي، من بعد ضبط الفتحة المطلوبة، كلما ازدادت سرعة الغالق فإن ذلك سيمنع إضاءة المكان من التسرب إلى الكاميرا بشكل أكبر. هذا الأمر مهم في عملية تصوير من هذا النوع لأننا نريد أن تكون القيادة في الإضاءة للومّاضات لا للإضاءة الموجودة في المكان أصلا. والحقيقة بأن في التصوير السريع سيحدث هذا الأمر بشكل طبيعي لأن سرعة الغالق المطلوبة لتثبيت الحدث تخمد الإضاءة المحيطة تلقائيا. أما السرعة ذاتها فهي قابلة للتغير بحسب الحدث؛ وهنا سيضطر المصور أو الفريق إلى إجراء تجربة فعلية لتجربة سرعة الغالق وقدرتها على تثبيت الحدث، فإن لم يكن الأمر كذلك فالزيادة في السرعة مطلوبة.
    Explosion (إنفجار)
    عدسة كانون 50مم، ب/13، 1/2500 ث، ح200.
    من نتائج الورشة.
    عند ضبط فتحة العدسة فإنه يراعى الحصول على عمق ميدان كبير (أي زيادة العدد البؤري: ب/س). وذلك لأن عند إجراء التجربة (وخصوصا مع قطرات الماء المتناثرة) فإنه يهمنا الحصول على أجسام حادة وغير متأثرة بالغشاوة نتيجة خروج هذه القطرات مثلا خارج نطاق عمق الميدان الواقع عند عملية التصوير. لذلك ينصح بعدم خفض العدد البؤري إلى ما دون ب/8، بل ويفضل بعدم خفضها دون ب/11 حتى يمكن ضمان وقوع جميع أجزاء التجربة تحت مستوٍ مقبول من الحدة. رفع العدد البؤري يعني تصغير قطر فتحة العدسة وهذا يعني بدوره دخول إضاءة أقل من طرف الومّاض كما أشرنا، وعليه فإن قوة الومّاض لا بد من أن تُرفع تباعا، مما يعني استهلاكا أكبر للبطاريات. لذلك يجب تجهيز عدد كبير من البطاريات في الموقع. ومن ناحية أخرى يمكن تجهيز حزم الطاقة إذا كانت متوفرة وهي التي تدوم لفترة أطول نسبيا. في هذا المقام في تلكم الورشة فقد كان العمل بالبطاريات (لا سيما أن حزم الطاقة عالية الجهد ومن الخطر إبقائها في منطقة عمل مبللة). يمكن التغلب على مشكلة الإضاءة هذه كذلك بزيادة حساسية المستشعر قليلا، وذلك يعتمد على صناعة المستشعر في الكاميرا؛ ومن المتعارف عليه أن المستشعرات الصغيرة (كالذي في كانون إيوس 7د) من الممكن رفع الحساسية فيها عند التصوير إلى 400 دون أن يكون هناك زيادة قوية في مستوى الضوضاء الرقمية، ولكن المستشعرات الأكبر (كالذي في كاميرات كانون 5د) ستتحمل أضعاف هذه الحساسية دون أن يكون للضوضاء الأثر البالغ على الصورة.


    تصوير بطيء لإحدى محاولاتي في تصوير نفش بالونة مملوءة بالماء.
    لاحظ تغطية المكان والومّاضات بالبلاستيك الشفاف للحماية علاوة على ارتداء زملاء العمل للبلاستيك كذلك.
    لاحظ كذلك جهاز الإرسال الراديوي فوق كاميرتي.

    ضبط التركيز من الأمور المهمة كذلك. لضبط التركيز يفضل أولا وضع التركيز على الوضعية الآلية (ويكون الزر على سطح العدسة معنونا AF) وتحويل طريقة التركيز إلى طريقة «النقاط» أو «المناطق» (وقد شرح بعض هذه الأمور في مقالات سابقة ولا يسع المجال لشرحها الآن) وضبط آلية التركيز أو نظام القيادة إلى «اللقطة الواحدة» (Single Shot). للمساعدة في ضبط التركيز يتم الضغط على زر الغالق لنصف المسافة وتوجيه العدسة إلى الجسم المراد ضبط التركيز عليه. يمكن استخدام أي أداة ووضعها في منطقة العمل عند المنطقة المتوقع رمي الأجسام فيها (استخدمنا ملعقة خشبية)، أو في حالة التجارب الأخرى (كنفش بالونة مملوءة بالماء مثلا) فإنه يمكن الإمساك بالجسم عند نقطة معينة في الهواء وتثبيت التركيز عليه. بعد تثبيت التركيز سيُسمع صوت صفارة قصيرة دلالة على أن التركيز قد ثُبّت. من الواجب بعدها، وبأقل حركة ممكنة لجسم الكاميرا، إطفاء النظام الآلي للتركيز وضبطه على النظام اليدوي (MF)، وهذا الأمر مهم حتى لا تحاول الكاميرا تثبيت التركيز مرة أخرى عند إجراء التجربة الفعلية.


    أثناء تصوير حبيبات الملح المتساقطة.
    لاحظ تعليمات الأستاذ الدولي بهاءالدين القزويني فيما يخص الومّاضات بعد اللقطة الاولى.
    بعد التقاط اللقطة يجب الانتظار لوهلة وأحيانا لثوانٍ معدودة حتى يعاود الومّاض
    شحن ذاته والعمل مرة أخرى وهذا بالطبع يعتمد على قوة الطاقة المتبقية في البطاريات.
    بعد التأكد من جاهزية كل شيء (من بعد اللقطات التجريبية لفحص الإضاءة وما إلى ذلك)، يكون العمل بالاتفاق بين أعضاء الفريق على طريقة مواءمة العمل وهي عادة ما تكون عن الطريق العد إلى 3 والبدء بالعمل. يفضل أن يكون المصور هو من يعد وذلك لمساعدته في إحكام السيطرة على كل مراحل العملية. عند الوصول إلى 3 عدّاً فإن المساعد يقوم بإحداث الحدث (نفش البالونة، إلقاء أجسام معينة في الماء، سكب السوائل… الخ) وفي نفس الوقت يقوم المصور بالضغط على زر الغالق لالتقاط الصورة. تستغرق العملية أجزاءً من الثانية وقد تبدو للوهلة الأولى عند القراءة بأنها طويلة نسبيا، ولكن عند العمل فعليا على أرض الواقع سيتضح الأمر أكثر. من الضروري تكرار العملية أكثر من مرة حتى لو تم التقاط بعض الصور الجيدة. ذلك لأن الهدف الأكبر من عملية التصوير هو تحقيق اكتساب المصور لسرعة البديهة وخفة اليد ومواءمة نظر العين مع حركة اليد. علاوة على ذلك، فإنه من الصعب الحصول على نتائج مُرضية في التجارب الأولى نظرا لطبيعة العمل اليدوي (خصوصا للمبتدئين)؛ فالفشل في التقاط صورة جيدة هنا هو أمر طبيعي جداً. يفضل ركن الكاميرا على الحامل واستخدام جهاز التحكم الموصول بها للتقليل من اهتزازات اليد، فالاهتزاز هنا قد يكون عاملا مؤثراً بشدة بالرغم من سرعة الغالق السريعة جدا نظراً لتكوّن الصورة بمساعدة الومّاضات (اللحظية) عوضاً عن الإضاءة العادية في المكان؛ أي، تتكون الصورة لحظة اهتزاز اليد وإطلاق الوميض معا فتظهر مهتزة. هذا وأخيراً، على الجميع الاستمتاع بهذا العمل، فمن غير المتعة في التصوير بشكل عام لن يظهر أي إبداع. بل سيبدو الأمر كأنه وظيفة ما لا بد من إنجازها!


    تجربة كسر الزجاج.
    لاحظ مكان وقوف الأستاذ بهاءالدين القزويني وبعده عن منطقة العمل.
    العضو الزميل مرتضى القزويني قام بعملية الكسر دون إجراءات وقائية مما أدى إلى جرحه في نهاية الأمر!

    الخاتمة
    هذه مقالة (مختصرة) عن ورشة التصوير السريع والعمل كفريق في هذه الورشة، وقد حذفت بعض الأحداث منها مثل محاولة تصوير الفقاعات الصابونية والتي تتطلب جهدا وطريقة خاصة مختلفة عما ذُكر أعلاه. للأسف لم نفلح في التقاط صورة جيدة لهذه التجربة بالذات، وما عدا ذلك فقد تم بنجاح. لا يتوقف الأمر عند هذه التجارب، فالإبداع يبدأ فقط عند معرفة الطريقة والتقنية ومن المفترض البدء بالابتكار للحصول على لقات جديدة ولحظات غريبة لم تكن في الحسبان سابقاً. وأود أن أشكر في هذه المقالة البسيطة الأستاذ الدولي بهاءالدين القزويني الذي مكّن المتدربين من القيام بالعديد من الأعمال في هذه الورشة والتي كانت مستصعبة في بادئ الأمر لولا تذليله للصعوبات التي واجهت المتدربين، فله جزيل الشكر والامتنان. ومنا لكم خالص التحية، وحتى نلتقي في مقالة قادمة إن شاء الله…
    إحدى نتائج تصوير سكب السوائل (بتصرف).
يعمل...
X