الصناعات الميكانيكية
تمتد جذور الصناعات الميكانيكية عميقاً في التاريخ، لكنها بدأت فعلاً بالتبلور مع بداية الثورة الصناعية الأولى، التي كان لاختراع المحرك البخاري في نهاية القرن الثامن عشر وانتشاره في القرن التاسع عشر ـ الفضل الأول في انطلاقتها؛ إذ سمح هذا المحرك بانتشار صناعة آلات النسيج البخارية ثم السفن البخارية، ومن ثم صناعة القطارات والسكك الحديدية، مما أدى إلى ازدياد الطلب على المعادن؛ فازدهرت صناعاتها وفي مقدمتها الحديد والفولاذ.
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أخذت تبرز ملامح الثورة الصناعية الثانية، مع اختراع الكهرباء واكتشاف البترول مصادر جديدة للطاقة، وقد سمح ذلك لاحقاً بانتشار صناعة السيارات ثم الطائرات انتشاراً واسعاً، خصوصاً في النصف الثاني من القرن العشرين، ورافق ذلك تطور هائل في الصناعات المعدنية وغير المعدنية وفي مقدمتها المواد اللدائنية.
تنتشر حول العالم في الوقت الحاضر مئات الآلاف من المؤسسات الصناعية الميكانيكية، التي تعمل على تصميم وتصنيع منتجات ميكانيكية عديدة جداً، تراوح بين القطع الميكانيكية البسيطة، التي تُصنَّع في ورش ميكانيكية تقليدية صغيرة، وبين صناعة الطائرات والسفن، وصناعة المكنات والعدد الصناعية.
أنواع الصناعات الميكانيكية
تنظم المعامل التابعة للمؤسسات الصناعية الميكانيكية استناداً إلى كمية المنتجات وتنوعها؛ فإذا كان المطلوب مثلاً إنتاج 50دراجة، فإن تنظيم المعمل يختلف عنه في حالة إنتاج 50000دراجة. أو إذا كان المطلوب إنتاج نوع واحد أو أنواع مختلفة من الدراجات. ومن ثَمَّ فإنه يُشاهد في هذه المؤسسات أنواع مختلفة من معامل التصنيع الميكانيكي، أهمها وأكثرها انتشاراً: الورش التقليدية، وخطوط الإنتاج، وورش عاملة بالدفعات.
ـ ورش التصنيع التقليدية: تتوزع الآلات والمكنات في هذه الورش على أقسام بحيث تتجمع في كل قسم آلات من نوع واحد ( مثاقب، مخارط). تعمل هذه الورش عامة على تصنيع منتجات ميكانيكية بكميات قليلة ولكنها كثيرة التنوع.
ـ خطوط الإنتاج: تصمم هذه الخطوط على نقيض سابقتها، لتصنيع أنواع قليلة جداً من المنتجات ولكن بكميات كبيرة، كما هي الحال في معامل السيارات أو الأجهزة المنزلية، حيث تصطف الآلات على طرفي خط الإنتاج، وفق تسلسل يناسب العمليات التي ستنفذها على المُنْتَج، الذي ينتقل من بداية خط الإنتاج إلى نهايته.
ـ ورش عاملة بالدفعات: تعد هذه الورش حلاً وسطاً بين النوعين السابقين، ويمكن أن تأخذ شكل مجموعة من الخلايا التصنيعية؛ إذ تقوم كل منها بتصنيع نوع من القطع، إنها تعمل على نظام الدفعات التي تراوح من بضعة آلاف إلى عدة آلاف من كل نوع من المنتجات.
كذلك، يمكن تصنيف الصناعات الميكانيكية وفق معايير مختلفة، مثل المستوى التقاني للصناعة أو حجم الإنتاج، ويمكن أن يكون نوع المنتج هو المعيار، مثل صناعة السيارات وصناعة آلات النسيج وغيرها.
ـ الصناعات الخفيفة
يشمل هذا النوع العديد من الصناعات مثل التجهيزات المنزلية والمكتبية وأدوات القياس الميكانيكية والساعات والتجهيزات البصرية والطبية والعناصر الميكانيكية البسيطة وغيرها. يوجد نوعان رئيسان لمعامل التصنيع من هذه الصناعة هما: الورش التقليدية والورش العاملة بالدفعات.
ـ الصناعات المتوسطة
وفي مقدمتها صناعة المكنات الصناعية، مثل مكنات النسيج وآلات الثقب الميكانيكي وغيرها، وكذلك صناعة المركبات مثل السيارات والشاحنات والحافلات وغيرها.
يوجد في هذه الصناعة من المؤسسات الصناعية نوعان من أنواع معامل التصنيع الميكانيكي: الورش العاملة بالدفعات، وخطوط الإنتاج.
ـ الصناعات الثقيلة
ومنها على سبيل المثال، صناعات الحديد والفولاذ والطائرات والسفن والغواصات، ومصافي النفط والتكرير والمعدات العسكرية الضخمة. يوجد نوعان آخران لمعامل التصنيع في المؤسسات الصناعية من هذه الصناعة: خطوط الإنتاج المستمرة وورش المشروع.
تتميز خطوط الإنتاج المستمرة بتدفق المواد من دون انقطاع، كما هي الحال في معامل الحديد والفولاذ، إذ يُخضَع المعدن المصهور المتدفق من الفرن العالي لعددٍ من العمليات التصنيعية، إلى أن تخرج في النهاية منتجات معدنية جاهزة للتسليم.
أما ورش المشروع، فهي معامل تُجَّهز بحيث تناسب منتج واحد فقط (طائرة، سفينة، غواصة، …)، ويُرتَّب المعمل وتجهيزاته حول هذا المنتج، بما يلائم عمليات تصنيعه.
ـ الآثار البيئية للصناعات الميكانيكية:
لاريب في أن الانتشار الكبير للصناعات الميكانيكية في العالم ترك أثراً بالغاً في البيئة وتفاقمت مخاطره، إذ تتسبب هذه الصناعات في تلوث الهواء بالغازات المنبعثة من المعامل والأفران، وتلوث التربة والمياه بالفضلات الصناعية السائلة والصلبة التي تخلفها، وهنالك عنصر آخر هو الكميات الهائلة من الطاقة التي تستهلكها هذه الصناعات والتي تنبعث في الجو على شكل حرارة أو غيرها، مما يؤثر في حرارة الغلاف الجوي، ويؤدي إلى تغيرات مناخية ذات نتائج سلبية على الإنسان والطبيعة.
يضاف إلى ماسبق، إسهام منتجات هذه المؤسسات الصناعية في عملية التلوث البيئي، والمثال الأكثر سطوعاً هنا، هو أنَّ ملايين السيارات والسفن والطائرات التي تجوب العالم، تلوث البيئة بدرجةٍ أكبر بكثير من المعامل التي أنتجتها.
ـ الصناعات الميكانيكية في سورية والوطن العربي
تنتشر في سورية صناعات ميكانيكية محدودة، وهي ذات أثر متواضع في الاقتصاد السوري، وهي في معظمها صناعات خفيفة وتقليدية في القطاعين الخاص والعام، وتتضمن صناعة التجهيزات المنزلية والمكتبية وصناعة القوالب اللدائنية وغيرها. وهناك أيضاً عدد ضئيل من الصناعات المتوسطة، مثل صناعة الجرارات وصناعة الحديد والفولاذ والألمنيوم في مؤسسات صغيرة إلى متوسطة الحجم.
أما على صعيد الوطن العربي، فهناك تفاوت كبير بين دولة وأخرى، من حيث حجم الصناعات الميكانيكية وتنوعها وأهمية دورها في الاقتصاد الوطني، ففي حين تتبوأ مصر وعمان مركزاً متميزاً نسبياً في مجال تصدير المنتجات الصناعية ذات التقانة العالية، فإنَّ بلداً صغيراً مثل لبنان تنحسر صناعاته الميكانيكية إلى حدودها الدنيا. وعموماً، لايوجد بلد عربي يمكن عدّه بلداً صناعياً، بمعنى أن اقتصاده يعتمد رئيسياً على الصناعة.
الآفاق المستقبلية
لاشك في أن الصناعات الميكانيكية ستتابع توسعها وتطورها الحثيثين، وفق عدد من المحاور الأساسية أولها: تحسين جودة المنتجات من حيث المواصفات الفنية والدقة والوثوقية، وبصورة أعمّ تطوير مفهوم الجودة الشاملة للمؤسسة. والمحور الثاني، هو تخفيض التكلفة عن طريق زيادة الإنتاجية والحصول على الشروط المثلى لعمليات التصنيع والتجميع. ويسعى المحور الثالث إلى تقصير زمن تصنيع المنتج وتسليمه للزبون في الوقت المحدد في كل مرة. أما المحور الرابع فيعمل على تطبيق مبدأ المرونة في الإنتاج، بحيث يتم التكيّف بأسرع وقت ممكن مع متطلبات الزبائن المختلفة والمتغيرة. هناك أيضاً متابعة لتحسين شروط العمل وبيئته باستمرار.
ولتحقيق هذه الأهداف، تستفيد الصناعات الميكانيكية من التقدم المذهل للتقانات الحديثة، وخاصة المعلوماتية والاتصالات. من هذا المنطلق، فإن معظم الآلات الحديثة هي آلات ذات تحكم رقمي، كما يُلاحظ دخول الإنسان الآلي الصناعي في العديد من المعامل، وخاصة معامل السيارات، لتنفيذ عمليات اللحام والتجميع وغيرها. من جهة أخرى، يُفاد من هذه التقانات ـ وبوجه متسارع ـ في تصميم المنتجات وإجراء الحسابات والمحاكاة الرقمية لسلوكها قبل المباشرة في تصنيعها. وتؤدي هذه التقانات دوراً حيوياً في تنظيم العمل وإدارة الإنتاج بصورة مؤتمتة داخل المؤسسات الصناعية.
غسان عاصي
تمتد جذور الصناعات الميكانيكية عميقاً في التاريخ، لكنها بدأت فعلاً بالتبلور مع بداية الثورة الصناعية الأولى، التي كان لاختراع المحرك البخاري في نهاية القرن الثامن عشر وانتشاره في القرن التاسع عشر ـ الفضل الأول في انطلاقتها؛ إذ سمح هذا المحرك بانتشار صناعة آلات النسيج البخارية ثم السفن البخارية، ومن ثم صناعة القطارات والسكك الحديدية، مما أدى إلى ازدياد الطلب على المعادن؛ فازدهرت صناعاتها وفي مقدمتها الحديد والفولاذ.
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أخذت تبرز ملامح الثورة الصناعية الثانية، مع اختراع الكهرباء واكتشاف البترول مصادر جديدة للطاقة، وقد سمح ذلك لاحقاً بانتشار صناعة السيارات ثم الطائرات انتشاراً واسعاً، خصوصاً في النصف الثاني من القرن العشرين، ورافق ذلك تطور هائل في الصناعات المعدنية وغير المعدنية وفي مقدمتها المواد اللدائنية.
تنتشر حول العالم في الوقت الحاضر مئات الآلاف من المؤسسات الصناعية الميكانيكية، التي تعمل على تصميم وتصنيع منتجات ميكانيكية عديدة جداً، تراوح بين القطع الميكانيكية البسيطة، التي تُصنَّع في ورش ميكانيكية تقليدية صغيرة، وبين صناعة الطائرات والسفن، وصناعة المكنات والعدد الصناعية.
أنواع الصناعات الميكانيكية
تنظم المعامل التابعة للمؤسسات الصناعية الميكانيكية استناداً إلى كمية المنتجات وتنوعها؛ فإذا كان المطلوب مثلاً إنتاج 50دراجة، فإن تنظيم المعمل يختلف عنه في حالة إنتاج 50000دراجة. أو إذا كان المطلوب إنتاج نوع واحد أو أنواع مختلفة من الدراجات. ومن ثَمَّ فإنه يُشاهد في هذه المؤسسات أنواع مختلفة من معامل التصنيع الميكانيكي، أهمها وأكثرها انتشاراً: الورش التقليدية، وخطوط الإنتاج، وورش عاملة بالدفعات.
ـ ورش التصنيع التقليدية: تتوزع الآلات والمكنات في هذه الورش على أقسام بحيث تتجمع في كل قسم آلات من نوع واحد ( مثاقب، مخارط). تعمل هذه الورش عامة على تصنيع منتجات ميكانيكية بكميات قليلة ولكنها كثيرة التنوع.
ـ خطوط الإنتاج: تصمم هذه الخطوط على نقيض سابقتها، لتصنيع أنواع قليلة جداً من المنتجات ولكن بكميات كبيرة، كما هي الحال في معامل السيارات أو الأجهزة المنزلية، حيث تصطف الآلات على طرفي خط الإنتاج، وفق تسلسل يناسب العمليات التي ستنفذها على المُنْتَج، الذي ينتقل من بداية خط الإنتاج إلى نهايته.
ـ ورش عاملة بالدفعات: تعد هذه الورش حلاً وسطاً بين النوعين السابقين، ويمكن أن تأخذ شكل مجموعة من الخلايا التصنيعية؛ إذ تقوم كل منها بتصنيع نوع من القطع، إنها تعمل على نظام الدفعات التي تراوح من بضعة آلاف إلى عدة آلاف من كل نوع من المنتجات.
كذلك، يمكن تصنيف الصناعات الميكانيكية وفق معايير مختلفة، مثل المستوى التقاني للصناعة أو حجم الإنتاج، ويمكن أن يكون نوع المنتج هو المعيار، مثل صناعة السيارات وصناعة آلات النسيج وغيرها.
ـ الصناعات الخفيفة
يشمل هذا النوع العديد من الصناعات مثل التجهيزات المنزلية والمكتبية وأدوات القياس الميكانيكية والساعات والتجهيزات البصرية والطبية والعناصر الميكانيكية البسيطة وغيرها. يوجد نوعان رئيسان لمعامل التصنيع من هذه الصناعة هما: الورش التقليدية والورش العاملة بالدفعات.
ـ الصناعات المتوسطة
وفي مقدمتها صناعة المكنات الصناعية، مثل مكنات النسيج وآلات الثقب الميكانيكي وغيرها، وكذلك صناعة المركبات مثل السيارات والشاحنات والحافلات وغيرها.
يوجد في هذه الصناعة من المؤسسات الصناعية نوعان من أنواع معامل التصنيع الميكانيكي: الورش العاملة بالدفعات، وخطوط الإنتاج.
ـ الصناعات الثقيلة
ومنها على سبيل المثال، صناعات الحديد والفولاذ والطائرات والسفن والغواصات، ومصافي النفط والتكرير والمعدات العسكرية الضخمة. يوجد نوعان آخران لمعامل التصنيع في المؤسسات الصناعية من هذه الصناعة: خطوط الإنتاج المستمرة وورش المشروع.
تتميز خطوط الإنتاج المستمرة بتدفق المواد من دون انقطاع، كما هي الحال في معامل الحديد والفولاذ، إذ يُخضَع المعدن المصهور المتدفق من الفرن العالي لعددٍ من العمليات التصنيعية، إلى أن تخرج في النهاية منتجات معدنية جاهزة للتسليم.
أما ورش المشروع، فهي معامل تُجَّهز بحيث تناسب منتج واحد فقط (طائرة، سفينة، غواصة، …)، ويُرتَّب المعمل وتجهيزاته حول هذا المنتج، بما يلائم عمليات تصنيعه.
ـ الآثار البيئية للصناعات الميكانيكية:
لاريب في أن الانتشار الكبير للصناعات الميكانيكية في العالم ترك أثراً بالغاً في البيئة وتفاقمت مخاطره، إذ تتسبب هذه الصناعات في تلوث الهواء بالغازات المنبعثة من المعامل والأفران، وتلوث التربة والمياه بالفضلات الصناعية السائلة والصلبة التي تخلفها، وهنالك عنصر آخر هو الكميات الهائلة من الطاقة التي تستهلكها هذه الصناعات والتي تنبعث في الجو على شكل حرارة أو غيرها، مما يؤثر في حرارة الغلاف الجوي، ويؤدي إلى تغيرات مناخية ذات نتائج سلبية على الإنسان والطبيعة.
يضاف إلى ماسبق، إسهام منتجات هذه المؤسسات الصناعية في عملية التلوث البيئي، والمثال الأكثر سطوعاً هنا، هو أنَّ ملايين السيارات والسفن والطائرات التي تجوب العالم، تلوث البيئة بدرجةٍ أكبر بكثير من المعامل التي أنتجتها.
ـ الصناعات الميكانيكية في سورية والوطن العربي
تنتشر في سورية صناعات ميكانيكية محدودة، وهي ذات أثر متواضع في الاقتصاد السوري، وهي في معظمها صناعات خفيفة وتقليدية في القطاعين الخاص والعام، وتتضمن صناعة التجهيزات المنزلية والمكتبية وصناعة القوالب اللدائنية وغيرها. وهناك أيضاً عدد ضئيل من الصناعات المتوسطة، مثل صناعة الجرارات وصناعة الحديد والفولاذ والألمنيوم في مؤسسات صغيرة إلى متوسطة الحجم.
أما على صعيد الوطن العربي، فهناك تفاوت كبير بين دولة وأخرى، من حيث حجم الصناعات الميكانيكية وتنوعها وأهمية دورها في الاقتصاد الوطني، ففي حين تتبوأ مصر وعمان مركزاً متميزاً نسبياً في مجال تصدير المنتجات الصناعية ذات التقانة العالية، فإنَّ بلداً صغيراً مثل لبنان تنحسر صناعاته الميكانيكية إلى حدودها الدنيا. وعموماً، لايوجد بلد عربي يمكن عدّه بلداً صناعياً، بمعنى أن اقتصاده يعتمد رئيسياً على الصناعة.
الآفاق المستقبلية
لاشك في أن الصناعات الميكانيكية ستتابع توسعها وتطورها الحثيثين، وفق عدد من المحاور الأساسية أولها: تحسين جودة المنتجات من حيث المواصفات الفنية والدقة والوثوقية، وبصورة أعمّ تطوير مفهوم الجودة الشاملة للمؤسسة. والمحور الثاني، هو تخفيض التكلفة عن طريق زيادة الإنتاجية والحصول على الشروط المثلى لعمليات التصنيع والتجميع. ويسعى المحور الثالث إلى تقصير زمن تصنيع المنتج وتسليمه للزبون في الوقت المحدد في كل مرة. أما المحور الرابع فيعمل على تطبيق مبدأ المرونة في الإنتاج، بحيث يتم التكيّف بأسرع وقت ممكن مع متطلبات الزبائن المختلفة والمتغيرة. هناك أيضاً متابعة لتحسين شروط العمل وبيئته باستمرار.
ولتحقيق هذه الأهداف، تستفيد الصناعات الميكانيكية من التقدم المذهل للتقانات الحديثة، وخاصة المعلوماتية والاتصالات. من هذا المنطلق، فإن معظم الآلات الحديثة هي آلات ذات تحكم رقمي، كما يُلاحظ دخول الإنسان الآلي الصناعي في العديد من المعامل، وخاصة معامل السيارات، لتنفيذ عمليات اللحام والتجميع وغيرها. من جهة أخرى، يُفاد من هذه التقانات ـ وبوجه متسارع ـ في تصميم المنتجات وإجراء الحسابات والمحاكاة الرقمية لسلوكها قبل المباشرة في تصنيعها. وتؤدي هذه التقانات دوراً حيوياً في تنظيم العمل وإدارة الإنتاج بصورة مؤتمتة داخل المؤسسات الصناعية.
غسان عاصي