من الفن التشبيهي الحر الى الفن اللاتشبيهي ٢_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الفن التشبيهي الحر الى الفن اللاتشبيهي ٢_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    بأن هذه الانطباعية انما انطباعية معمقة لا تقتصر ما تحفل به على انطباعات الشبكة البصرية . فعند بازين ينفعل الكائن بأجمعه من مشهد العالم، ويشترك في التركيب الذي يولد على اللوحة والذي تجتمع فيه وتختلط حقيقة الطبيعة الخارجية وحقيقة الفنان الداخلية . وبعبارة أخرى فإنه يدعونا إلى دخول عالم لانستطيع أن نكتشفه إلا إذا قبلنا بمغادرة الشواطئ المتينة ، لنغوص في لجة متماوجة ، براقة هي لحة مالاحد له ، مالا كيان له .

    وكان ( بيسيير Bissiere ) قد جاوز الخمسين من عمره عندما سار في الاتجاه الذي نراه يتفتح فيه فيما بعد ، مع أن أول . عهده بالتصوير يرجع إلى الزمن الذي كان فيه السابعة عشرة من عمره . وإذن فقد ظل زمناً طويلاً يبحث عن اتجاهه الحقيقي ، بعد أن اجتذبته الواقعية ثم التكعيبية . وحوالي عام عدداً من المناظر الطبيعية وفي هذه الصور نرى بقعاً صغيرة مرصوفة بعضها لصق ببعض . وهي التي تبشر ، على نحو عجيب ، بالاساوب الذي سيتبناه بعد ذلك الوقت بثلاثين سنة . إلا أنه لم يجد نفسه إلا بعد أن جال حوله في ميدان الفن البدائي . وأن اللوحة المسماة الشكلان الكبيران الواقفان ( ١٩٣٧ ) عهد الطريق إلى السجاجيد الرائعة التي ابدعها أثناء الحرب ، عن طريق جمع قطع قديمة من أقمشة مختلفة المادة ومختلفة الألوان.وفي الصور التي جاءت في أعقاب هذه النجود ، لم يعد للتشبيه فيها إلا وجود قليل كتوم . فملاك الكاتدرائية » لم يصور إلا تلميحاً ببضعة خطوط رفيعة كأنها تمتزج ببنية قماش اللوحة . وفي لوحات أخرى ، نرى رسوماً مبسطة لأشكال بشرية دميمة وحيوانات تجاور معينات هندسية ، وأخاديد ، ونجوماً وخطوطاً متكسرة متعرجة . وليس لكل هذه العناصر في الدرجة الأولى إلا قيمة تشكيلية . وإذا كان من الممكن أن تذكرنا باشارات ماقبل التاريخ ، فهي لا تحملنا على التذكر بالفنان ميرو . فبيسيير لا يرسم تلك الأشكال البشرية الدميمة بهذا المزاج المازح وأحياناً الوحشي الذي يتميز به العصور الاسباني . ذلك لأن بيسيير ينظر إلى الحياة بكثير من الجدية . وهو أيضاً شديد التواضع بحيث لا يمكن أن يهزأ من أي شي ، حتى أننا لا نجد لديه تلك السخرية الهازئة والتي تلقاها عند « كلي » . ومع ذلك ، فهو قريب من كلي بالذات، لأن النهج البدائي الذي لديه نابع عنده أيضاً من تحري التعبير البسيط النقي التلميحي .

    وفي مطلع الخمسينات اختفت الأشكال البشرية الدميمة ، في حين أن الاشارات الأخرى ظلت موجودة وأصبحت ترتبط ، في بعض اللوحات ، بألوان سمراء لكي تضفي على اللوحة منظر لوحة مصورة على قشرة الشجر أو منظر قماش قديم خلع عليه مر الأيام جمالاً ونبلاً .

    وحوالي ١٩٥٥ أخذت الاشارات البدائية تختفي بدورها بصورة عامة ، أخذت الخطوط تكتفي بنفسها ، وتشكل شبكة تغطي سطح اللوحة ، وتسكن الألوان بين قطبها . ويلاحظ وجود اتجاهين فحسب ، العمودي والأفقي ، في حين استبعد تماماً خط الزوايا . ولا نجد في اللوحة أي خط منحني يرسم توثباً مندفعاً . وإذن فليس ثمة حركة أو ، على الأقل ليس ثمة شكلاً واضحاً في الفراغ فإن بسيير برصفه البقع الملونة واحدة إلى جنب واحدة ، دون أن تفصل بينها دائماً خطوط ، يبدو وكأنه يفتح أمامنا عدداً كبيراً من النوافذ . ذلك لأن البقع تشير إلى مستويات مختلفة . وأن السطح الذي يبدو لأ عيننا انما هو سطح خافق ، ولكن ، على أي شيء تطل هذه النوافذ ؟ ؟ انها تطل على حقيقة يختلط فيها العالم الخارجي بالعالم الداخلي ، كما هو الأمر لدى بازين .

    أما إلى وجود الطبيعة في هذا الفن ، فأمر يستحيل الشك فيه . اننا نجد فيه ملونة كاملة من الأخضر الذي تعطيه للمروج الربيعية والخريفية ، الألوان الزهرية والليلكية التي تحييها في الأزهار ، إلى النشوة الحلوة التي تسبغها على سماء الصبح ، إلى النيران التي توقدها الشمس قبل أن تغوص في الليل . ولكننا نجد أيضاً في فن ( بيسيير ) أصباغاً و انسجامات تعبر عما لابد من تسميته حالات نفسية : فألوان حمراء تخشع ، وزرقاء تتأمل وخضراء تتذكر وسوداء تحمل الهدوء والمصالحة. والخلاصة أن كل شيء في هذه الأعمال يحمل طابع حساسية رقيقة ، كل شي فيها يشهد بنمكر لا يحاول أن يؤثر على العالم. فكر ينأى عن تعجل المجتمع المعاصر، فكر أقرب إلى حياة الأشجار والنباتات الهادئة منه إلى النشاط البشري المتعجرف .

    وحوالي عام ١٩٣٥ كان بيسيير مدرساً في أكاديمية رانسون ، وقد التف حوله عدد من الشبان أمثال مانيسيه وبرتول ولوال الذين حفظوا له أبداً بوافر الامتنان ، ذكرى نصائحه لهم وتشجيعه اياهم سيكون مختلفاً ومتميزاً عنه كما عن سائر رفاقه فكان منيسيه مصوراً دينياً قبل كل شيء ، ويبدو أنه تأمل ، حتى أكثر من رووو في تعاليم الصور الزجاجية المنفذة في القرون الوسطى ، أو على الأقل نقول ان فنه يبدو وكأنه قد بني على أساس الواقع لابد أن يتحقق منه كل من ينظر إلى هذه الزجاجيات ، أي واقع التأثر بالألوان قبل التعرف إلى الموضوع . فالتشبيه لا يلعب فيها سوى دور ثانوي ويمكن اهماله ، دون أن يفقد العمل مقدرته على اثارة المشاعر .
    وفي اللوحة المسماة ( حجاج عمداس ) التي صورها مانيسيه عام ١٩٤٤ ، نجد أن الطابع الديني فيها لا يأتي من الوضعيات والتعابير بقدر


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.56 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	78.3 كيلوبايت 
الهوية:	144515 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.56 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	88.8 كيلوبايت 
الهوية:	144516 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.57_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.2 كيلوبايت 
الهوية:	144517 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.57 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	73.8 كيلوبايت 
الهوية:	144518 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 01.57 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	86.4 كيلوبايت 
الهوية:	144519

  • #2

    May that this impressionism is a deep impressionism that is not limited to the impressions of the visual network. According to Bazin, the whole being gets excited by the world's view, and participates in the composition that is born on the canvas, in which the external reality of nature and the artist's internal reality come together and mix. In other words, it invites us to enter a world that we cannot discover unless we accept to leave the solid shores, to plunge into an undulating, glamorous abyss that is the glimpse of the limitless, the sublime of its being.

    1927 photos. Bissiere was over fifty years old when he walked in the direction in which we see it blooming later on, although the first. His era in photography dates back to the time when he was seventeen years old. So, he has been searching for his true direction for a long time, after being attracted by realism and then by cubism. And about a year ago a number of landscapes, and in these pictures we see small spots paved with each other. It is the one that heralds, in a wondrous way, the approach that he will adopt thirty years later. However, he did not find himself until after he walked around him in the field of primitive art. And that the painting called “The Two Large Standing Figures” (1937) paved the way for the wonderful carpets that he created during the war, by collecting old pieces of fabrics of different materials and different colors. The angel of the cathedral "was only depicted with a hint of a few thin lines, as if they blended into the structure of the painting's canvas. In other paintings, we see simplified drawings of ugly human figures and animals adjacent to geometric lozenges, D-grooves, And stars and broken zigzag lines. And not all of these elements in the first degree only formative value. And if it is possible to remind us of signs
    Prehistory, it does not make us remember the artist Miró. Bessière does not paint these ugly human figures in the joking and sometimes brutal mood that characterizes the Spanish era. That's because Bessier looks at life very seriously. He is also so humble that he cannot make fun of anything, so that we do not find that mocking sarcasm that he received at “Klee”. However, it is close to the whole in particular, because the primitive approach that he has also stems from the search for simple, pure, allusive expression.

    At the beginning of the fifties, the ugly human figures disappeared, while the other signs remained present and became associated, in some paintings, with brown colors in order to give the painting the look of a painting on tree bark or the view of an old cloth that over the days gave it beauty and nobility.

    And around 1955, the primitive signs began to disappear in turn, in general, the lines began to suffice themselves, and form a network that covered the surface of the painting, and the colors settled between its poles. It is noted that there are only two directions, vertical and horizontal, while the line of angles was completely excluded. We do not find in the painting any curved line that draws an impulsive leap. So, there is no movement or, at least, no clear form in the void. By paving the colored spots one by one, without always being separated by lines, he seems to open before us a large number of windows. That's because the spots indicate different levels. And that the surface that appears to our eyes is a pulsating surface, but on any thing an external movement is drawn. However, These windows? ? It overlooks a reality in which the external world mixes with the internal world, as is the case with Bazin

    As for the presence of nature in this art, it is impossible to doubt it. We find in it the full color of the green it gives to spring and autumn meadows, the pink and lilac colors it enlivens in the flowers, to the sweet ecstasy it bestows on the morning sky, to the fires kindled by the sun before it sinks into the night. But we also find in the art of (Bessiere) pigments and harmonies that express what must be called psychological states: red colors are humbling, blue is contemplating, green is remembering, and black is carrying calmness and reconciliation. He tries to influence the world, a thought that distances himself from the haste of contemporary society, a thought that is closer to the quiet life of trees and plants than to arrogant human activity.

    However, each of them, and around the year 1935, Bessière was a teacher at the Ranson Academy, and a number of young men gathered around him, such as Maniseh, Bertoulle, and Loual, who always preserved for him abundant gratitude. Something, and it seems that he contemplated, even more than Roo, in the teachings of glass images executed in the Middle Ages, or at least we say that his art seems to have been built on the basis of reality that must be verified by everyone who looks at these glassware, i.e. the reality of being affected by colors before getting to know the topic . The simile does not play where only that A secondary role that can be neglected, without the work losing its ability to stir feelings In the painting called (The Pilgrims of Imadas), which Maniseh photographed in 1944, we find that the religious character in it does not come from poses and expressions as much as

    تعليق

    يعمل...
    X