القصة بدأت من هنا . بلاد الرافدين
٢٦ مارس، الساعة ١١:٤١ ص ·
المراحل التطورية للكتابة
لم يقتصر السومريون على ابتكار الكتابة بل طوروها وجعلوا منها اداة ناجحة للتدوين ونقل الافكار ومرت هذه الكتابة بمراحل وهي كالاتي :
المرحلة الصورية
المرحلة الرمزية
المرحلة الصوتية
1- المرحلة الصوتية
لقد بدأ الخط المسمارية بهيئة صورية قوامها علامات تمثل الاشياء المراد تدوينها اي ان كل صورة تمثل كلمة فمثلاً ، عبر الكاتب الرافدي القديم عن كلمة سمكة برسم صورة لها ، كما عبر عن كلمة قدم برسم صورة للقدم ، وهكذا ..
وتعتبر هذه المرحلة من اقدم المراحل في تاريخ الكتابة وقد وصلتنا نماذج منها من الطبقة الرابعة من الوركاء " اوروك" مدونة بهذا النوع وتتضمن نصوصاً اقتصادية وجداول بإسماء المواد التي كانت كافية لتؤدي الغرض المطلوب .
وعثر ايضاً على لوح من الحجر عليه كتابة صورية يضم نصاً اقتصادياً من مدينة كيش ( تل الاحمير ).
() تطور الخط
٢- المرحلة الرمزية:-
اهتدى الكاتب السومري الى ابتكار الطريقة الرمزية لكي يتمكن بواسطتها من تدوين الافكار والاشياء المعنوية وذلك برسم صور لها بهيئة مختصرة،
فاصبحت العلامات لا تعبر عن الشيء الذي تصوره بل تعبر عن افكار ذات صلة بما تمثله تلك العلامة او بعبارة اخرى استخدم الكاتب قيماً جديدة لعلامات كانت قائمة سابقاً، مصدرها افكار تتعلق بالمعنى الاصلي للشيء ذاته، فمثلا اصبحت صورة القدم لاتستخدم لتدوين القدم او الرجل بل اتخذ لها معانٍ جديدة مستمدة من معناها الاصلي مثل
(ذهب، وقف ، مشى، قام ، اتى )
وصارت صورة الشمس تعبر ايضا عن المعاني المشتقة منها كالضوء والحرارة والليل والنهار . وبالمثل اصبحت علامة المحراث تعبر عن معاني اخرى مثل الفعل (حرث) وكذلك تعبر عن كل فلاح .
كما قاموا بدمج علامتين او اكثر فمثلا اذا اراد الكاتب التعبير عن (اكل) رسم صورة فم وبداخلها قطعة من الخبز واذا اراد التعبير عن الفعل (شَرَبَ) رسم صورة الفم وبداخله صورة الماء ، وبجمع المرحلتين الصورية والرمزية صار بالامكان التعبير عن معانٍ وجمل كثيرة ولكن بقيت الكتابة ناقصة بسبب استحالة التعبير بهذه الطريقة عن مختلف شؤون الحياة فدعتهم الحاجة لتلافي هذا النقص باستخدام العلامات بهيئة مقاطع لكتابة الكلمات والجمل المختلفة وهذه المرحلة هي :
٢- المرحلة الصوتية
تمثل هذه المرحلة اخر المراحل التي توصل اليها الكاتب السومري في استخدام الخط المسماري لانهم لم يصلوا الى الطور الهجائي . والمقصود بالمرحلة الصوتية هو اعطاء اصوات للعلامات تتناسب ولغتهم مجردة عن مدلولاتها الصورية والرمزية ، وهذه المرحلة ظهرت في الطبقة الثالثة من عصر اوروك (الوركاء) ،
اذ كشف في هذه الطبقة عن نص مسماري استخدم فيه المصطلح السومري - ti - لكي يدل على كلمة سهم كما استخدم لفظ او صوت العلامة لاداء معنى كلمة (حياة)
،ومن هنا يتضح لنا ان لكل من العلامتين (سهم وحياة) لفظاً متطابقاً بالرغم من اختلاف معنيهما . وبهذه الطريقة استطاع السومريون كتابة الاسماء والاشياء على هيئة مقاطع صوتية فمثلا اذا ارادوا ان يكتبوا اسم حسين كتبوه بهيئة مقطعية hu - se - en فالعلامة huتعني سمكة والعلامة se تعني قرن والعلامة en تعني السيد . وهذا يعني انهم اخذوا لفظ او صوت العلامة بغض النظر عن معانيها في كتابة الاسم .
سلسلة حضارة العراق - الجزء الاول ١٩٨٥
وسام هاتف