الاباما
Alabama - Alabama
ألابامة
ألابامة Alabama ولاية أمريكية، تقع في جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، تحدها ولاية جورجية من الشرق، وولاية تنسي من الشمال، وولاية المسيسبي من الغرب، ويفصلها شريط ضيق من أراضي ولاية فلوريدة عن خليج المكسيك من الجنوب، كما أنها تطل على خليج موبيل Mobile من الجنوب الغربي. مساحتها 134032كم2 وعدد سكانها 4.135.543 نسمة (1992)، وحاضرتها مدينة مونتغمري Montgomery.
يعدُّ الهنود الأمريكيون أول من سكن ولاية ألابامة، إذ توجد مواقع استيطانهم ومراكزهم الدينية ومقابرهم وكهوفهم في هوامش سلاسل جبال الأبالاش [ر] شمال شرقي الولاية. ومع بداية الكشوف الأوربية في القرن السادس عشر قدمت إليها مجموعات من اليونان والإسبان الباحثين عن الثروة، في حين أسس الفرنسيون، مستوطنات دائمة منذ عام 1702، كما وصلها عدد من الزنوج عام 1719.
تغلب الطبيعة الجبلية على الأجزاء الشمالية الشرقية من ولاية ألابامة إذ تكوّن الهوامش الجنوبية لسلاسل الأبالاش الجبلية، والسهول مرتفعة في القسم الشمالي وتأخذ بالانحدار تدريجياً باتجاه الجنوب. ويمكن تقسيم ولاية ألابامة من الشمال إلى الجنوب إلى خمس مناطق طبيعية كما يلي:
1ـ سهول الأبالاش المرتفعة.
2ـ إقليم وادي المرتفعات.
3ـ السفوح الجبلية.
4ـ السهول الداخلية الواطئة.
5ـ سهل الخليج الساحلي.
وتؤلف سهول الأبالاش المرتفعة وإقليم وادي المرتفعات والسفوح الجبلية بعضها مع بعض جزءاً من إقليم الأبالاش الواسع، ويبلغ متوسط ارتفاع القسم الشمالي الشرقي 400م عن مستوى سطح البحر. ويغلب فيه انتشار الأحجار الكلسية، في حين يغطي سهل الخليج الساحلي وما تبقى من الولاية الصخور الرسوبية الأقل حداثة.
يبلغ متوسط درجة الحرارة في شمالي الولاية نحو 17ْ درجة مئوية، ونحو 19ْ درجة مئوية في جنوبيها، ويبلغ متوسط التهطال السنوي 1320مم، وقد يزيد على ذلك في بعض المناطق، وفي ظل الأوضاع المناخية الغالبة فإن فصل النمو يدوم من 200 يوم في الشمال إلى 300 يوم في الجنوب، والتربة خصبة صالحة للزراعة في هذه المناطق، وتغلب عليها الحياة الرعوية. وكان ما يقرب من نصف السكان يعتمدون اعتماداً كلياً على الرعي حتى ستينات القرن العشرين، إلا أن مهنة الرعي تراجعت مع بداية الثمانينات وتقلص عدد الذين يعتمدون عليها إلى أقل من 40% من السكان.
يعدُّ نهر ألابامة من الأنهار المهمة في ولاية ألابامة، وقد تكوّن من نهري كوسا Coosa وتالابوسا Tallapoosaعلى مسافة 11كم شرقي مدينة مونتغمري، ثم ينحرف مجراه باتجاه الغرب إلى سلما Selma، ثم يتجه جنوباً. ويبلغ عرضه (180- 270م) وعمقه نحو (1- 2م) وطوله (511.7كم). ويلتقي نهر كاهابا Cahaba (321.8كم) مع نهر ألابامة على بعد نحو 27كم جنوب مدينة سلما، ثم يلتقي مع نهر تومبغبي Tombigbee على بعد 70.8كم شمال مدينة موبيل ليكوّنا أنهار موبيل وتنسو Tensaw حيث يصبان في خليج المكسيك.
تنمو النباتات الطبيعية في ولاية ألابامة نمواً خصباً لغزارة الهطل، واعتدال المناخ، وتغطي الغابات، والأراضي التي تنمو فيها الأشجار نحو ثلثي مساحة الولاية وهي أنواع أشجار خشبها قاس مثل البلوط، الكستناء، وخشب الطوبال (وهو نوع من الأشجار الصمغية الضخمة)، وأشجار الصمغ الأسود، والسرو.
وتنتشر في ولاية ألابامة أنواع قليلة من الثدييات ولاسيما في المستنقعات جنوباً، ومن أنواعها السائدة، الدب الأسود، والأيل ذو الذنب الأبيض الذي يعيش في وسط ألابامة، وحيوان الراكون (ثديي من اللواحم)، والأبوسوم (حيوان جرابي)، وابن عرس، وثعلب الماء، وأنواع من الجرذان والفئران والأرانب، وأنواع متعددة من الطيور بما فيها النسور والصقور.
عانت ولاية ألابامة في الماضي من استغلال مفرط لمواردها الطبيعية ولاسيّما الغابات، وتعرضت تربتها إلى الانجراف والتعرية جراء الأمطار الغزيرة مما أفقدها خصوبتها، وفقدت كذلك بعض حيواناتها بسبب الصيد غير المنظم، غير أنه في الثلاثينات من القرن العشرين بدأت في ولاية ألابامة حملة دعائية اشتركت فيها وسائل الإعلام المختلفة للتوعية الزراعية وحماية البيئة، وزراعة الأشجار، واتخذت إجراءات لوقف تعرية التربة وانجرافها، وأحدثت إثر ذلك جمعيات وهيئات بأسماء متنوعة لحماية البيئة. وتزايد هذا الاهتمام إذ بدئ عام 1971 البحث في تلوث الهواء والماء وتقصي مشكلاته في برامج منظمة.
وتعدُّ كل من مدينة مونتغمري ومدينة موبيل من أمهات المدن في ولاية ألابامة، وتقعا على شبكة من الأنهار تؤلف شرياناً للمواصلات، وهما بذلك تؤثرا تأثيراً نوعياً على التطورات الاقتصادية في الولاية.
وتتركز صناعة الحديد والفولاذ في ولاية ألابامة في برمنغهام القريبة من مكامن فلز الحديد والفحم الحجري والأحجار الكلسية، إضافة إلى صناعة النفط والغاز والإلكترونيات والأخشاب والمواد الغذائية والإطارات وتربية الماشية، وفي ثلاثينات القرن العشرين تمَّ بناء محطات كهرمائية في وادي تنسي، فانخفض سعر كلفة الكهرباء لتوافرها، وتطورت نتيجة لذلك صناعات أخرى كالألمنيوم والنسيج والورق والكيمياويات وغيرها. وفي منتصف السبعينات جهزت الولاية بثلاثة مفاعلات نووية إضافة إلى شبكة من خطوط النقل والمواصلات الجيدة التي تصل أجزاء الولاية، وفيها معاهد وجامعات منها جامعة ألابامة.
ج.ت