الصَّباح (حسن كامل ـ)
(1312ـ 1354هـ/1894ـ 1935م)
حسن كامل الصَّباح عالم بالكهرباء ومخترع كبير. ولد في النبطية، وهي كبرى حواضر جبل عامر في لبنان، من أب تاجر هو الحاج علي الصباح، وأم مثقفة أديبة هي الحاجة آمنة رضا. تلقى تعليمه الابتدائي في النبطية، وبرهن خلال دراسته على ذكاء لافت للنظر.
وفي عام 1908 التحق بالمدرسة الإعدادية السلطانية في بيروت وأظهر تفوقاً على أقرانه، وساعده خاله أحمد رضا على توسيع آفاق ثقافته، حيث كان يزوده باستمرار بأعداد مجلة «المقتطف» ومجلة «العرفان» اللتين كانتا تزخران بالأبحاث العلمية والأدبية القيِّمة.
استدعي إبان الحرب العالمية الأولى لأداء الخدمة الإلزامية، حيث التحق بسريَّة البرق اللاسلكي في كاشان. ولدى انتهاء الحرب عيِّن مدرساً للرياضيات في مدرسة التجهيز بدمشق، إلا أن طموحه كان أكبر من ذلك بكثير.
ففي عام 1921 عاد إلى بيروت ومنها سافر بحراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث التحق بجامعة مساشوستس لمدة عامين، ثم انتقل إلى جامعة إلينويز وحاز منها على شهادة الهندسة الكهربائية.
وفي 20 آب 1923 وقَّع عقد عمل مع شركة جنرال الكتريك تعهَّد بموجبه أن تكون جميع اختراعاته ملكاً للشركة، وقد سجل خلال عمله فيها 52براءة اختراع؛ سبعةً وثلاثين اختراعاً منها على انفراد، وخمسة عشر بالمشاركة مع زملاء آخرين في الشركة. وقد امتد عمل المهندس حسن في شركة جنرال الكتريك حتى 31 آذار عام 1935 حيث وافته المنية إثر حادث سير أليم، نقل على إثره بالباخرة إلى موطنه الأصلي، ودفن في الأول من حزيران في ذلك العام في مسقط رأسه النبطية.
تجدر الإشارة إلى أنه كتب قبل وفاته بيومين رسالة لأهله يقول فيها: «إنني اجتاز الآن مرحلة صعبة خطيرة، أسأل الله أن ينجيني منها، فادعوا لي لأن دعاءكم ورضاكم قد يخلِّصاني من أعداء ألداء يكيدون لي دائماً ويسعون لزحزحتي من طريقهم»، مما جعل الكثيرين يشكّون في أن حادث السير الذي مات فيه حادث مفتَعل ومكيدة خبيثة.
لقد تناولت بحوث هذا العَالِم موضوعات عديدة تركَّزت في نقل الطاقة الكهربائية والتلفزة والإفادة من الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية.
وبالطبع لا يمكن الحديث عن جهاز التلفاز باعتباره ابتكاراً من ابتكارات فرد من الأفراد، بل هو نتاج جهد العديد من العلماء في أوربا وأمريكا، وكان للصباح الفضل بأنه قدم مساهمات هامة في مسيرة وضع التلفزة موضع التطبيق العملي، وقد نشرت له جريدة النهار في عددها رقم 539 الصادر بتاريخ 31/5/1935 مقالاً يقول فيه: إنه تمكن من استنباط بطارية كهربائية ثانوية تولِّد تياراً كهربائياً بمجرد تعريضها للشمس. وألقى بعض الضوء على هذه البطارية ومميزاتها في اختراع سجله برقم 1747988 يحمل عنوان: «Transmission of Pictures & Views» أي إرسال الصور والمناظر، يشير فيه إلى أن هذا الاختراع يشتمل على لوحة من سلفات الثاليوم تحوِّل الصورة إشارات كهربائية، استخدمها الصبّاح لتحويل أشعة الشمس إلى تيار كهربائي. وما الخلايا الشمسية solar cellsالمعروفة اليوم، واللوحات الشمسية solar panels التي تجهَّز بها محطات البث في المناطق النائية إلا ضَرْبَاً من وسائل تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية كتلك التي فكَّر بها العالم حسن كامل الصباح، الذي كان يسعى للعودة إلى وطنه كي يفيد أبناء جِلْدته من ابتكاراته التي توصَّل إليها لولا أن اختطفته يد المنية في بلاد الغربة.
لقد عاش حسن كامل الصباح أربعين عاما،ً إلا أنه خلَّف إنتاجاً علمياً وابتكارات أفادت منها دول عديدة، ولم تحرم منها أمته التي أنجبته وكرَّمته، إذ بادر أحد الفضلاء بإنشاء منحة جامعية في مجالي الفيزياء والرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت تعرف باسم «منحة الصباح» تعطى كل عام لطالب لبناني متفوِّق في أحد هذين المجالين.
أحمد حصري
(1312ـ 1354هـ/1894ـ 1935م)
حسن كامل الصَّباح عالم بالكهرباء ومخترع كبير. ولد في النبطية، وهي كبرى حواضر جبل عامر في لبنان، من أب تاجر هو الحاج علي الصباح، وأم مثقفة أديبة هي الحاجة آمنة رضا. تلقى تعليمه الابتدائي في النبطية، وبرهن خلال دراسته على ذكاء لافت للنظر.
وفي عام 1908 التحق بالمدرسة الإعدادية السلطانية في بيروت وأظهر تفوقاً على أقرانه، وساعده خاله أحمد رضا على توسيع آفاق ثقافته، حيث كان يزوده باستمرار بأعداد مجلة «المقتطف» ومجلة «العرفان» اللتين كانتا تزخران بالأبحاث العلمية والأدبية القيِّمة.
استدعي إبان الحرب العالمية الأولى لأداء الخدمة الإلزامية، حيث التحق بسريَّة البرق اللاسلكي في كاشان. ولدى انتهاء الحرب عيِّن مدرساً للرياضيات في مدرسة التجهيز بدمشق، إلا أن طموحه كان أكبر من ذلك بكثير.
ففي عام 1921 عاد إلى بيروت ومنها سافر بحراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث التحق بجامعة مساشوستس لمدة عامين، ثم انتقل إلى جامعة إلينويز وحاز منها على شهادة الهندسة الكهربائية.
وفي 20 آب 1923 وقَّع عقد عمل مع شركة جنرال الكتريك تعهَّد بموجبه أن تكون جميع اختراعاته ملكاً للشركة، وقد سجل خلال عمله فيها 52براءة اختراع؛ سبعةً وثلاثين اختراعاً منها على انفراد، وخمسة عشر بالمشاركة مع زملاء آخرين في الشركة. وقد امتد عمل المهندس حسن في شركة جنرال الكتريك حتى 31 آذار عام 1935 حيث وافته المنية إثر حادث سير أليم، نقل على إثره بالباخرة إلى موطنه الأصلي، ودفن في الأول من حزيران في ذلك العام في مسقط رأسه النبطية.
تجدر الإشارة إلى أنه كتب قبل وفاته بيومين رسالة لأهله يقول فيها: «إنني اجتاز الآن مرحلة صعبة خطيرة، أسأل الله أن ينجيني منها، فادعوا لي لأن دعاءكم ورضاكم قد يخلِّصاني من أعداء ألداء يكيدون لي دائماً ويسعون لزحزحتي من طريقهم»، مما جعل الكثيرين يشكّون في أن حادث السير الذي مات فيه حادث مفتَعل ومكيدة خبيثة.
لقد تناولت بحوث هذا العَالِم موضوعات عديدة تركَّزت في نقل الطاقة الكهربائية والتلفزة والإفادة من الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية.
وبالطبع لا يمكن الحديث عن جهاز التلفاز باعتباره ابتكاراً من ابتكارات فرد من الأفراد، بل هو نتاج جهد العديد من العلماء في أوربا وأمريكا، وكان للصباح الفضل بأنه قدم مساهمات هامة في مسيرة وضع التلفزة موضع التطبيق العملي، وقد نشرت له جريدة النهار في عددها رقم 539 الصادر بتاريخ 31/5/1935 مقالاً يقول فيه: إنه تمكن من استنباط بطارية كهربائية ثانوية تولِّد تياراً كهربائياً بمجرد تعريضها للشمس. وألقى بعض الضوء على هذه البطارية ومميزاتها في اختراع سجله برقم 1747988 يحمل عنوان: «Transmission of Pictures & Views» أي إرسال الصور والمناظر، يشير فيه إلى أن هذا الاختراع يشتمل على لوحة من سلفات الثاليوم تحوِّل الصورة إشارات كهربائية، استخدمها الصبّاح لتحويل أشعة الشمس إلى تيار كهربائي. وما الخلايا الشمسية solar cellsالمعروفة اليوم، واللوحات الشمسية solar panels التي تجهَّز بها محطات البث في المناطق النائية إلا ضَرْبَاً من وسائل تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية كتلك التي فكَّر بها العالم حسن كامل الصباح، الذي كان يسعى للعودة إلى وطنه كي يفيد أبناء جِلْدته من ابتكاراته التي توصَّل إليها لولا أن اختطفته يد المنية في بلاد الغربة.
لقد عاش حسن كامل الصباح أربعين عاما،ً إلا أنه خلَّف إنتاجاً علمياً وابتكارات أفادت منها دول عديدة، ولم تحرم منها أمته التي أنجبته وكرَّمته، إذ بادر أحد الفضلاء بإنشاء منحة جامعية في مجالي الفيزياء والرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت تعرف باسم «منحة الصباح» تعطى كل عام لطالب لبناني متفوِّق في أحد هذين المجالين.
أحمد حصري