يقع الجسر العملاق عند سفح منحدرات البازلت، على طول ساحل البحر، على حافة هضبة أنترم، في أيرلندا الشمالية. ويتكون من حوالي 40.000 عمود من البازلت الأسود والضخم (أحجار بركانية)، والخارجة من البحر.
ساهمت الدراسات الجيولوجية لهذه التكوينات، على مدى الـ300 عام الماضية، مساهمةً كبيرة في تطوير علوم الأرض. وأظهرت أن هذا المشهد المذهل، سببه النشاط البركاني خلال العصر الثالث، منذ حوالي 50-60 مليون سنة.
يعدّ الجسر وساحل المنطقة (كوزواي)، مميزاً وفريداً من نوعه، كون العدد الكبير من الأحجار، كبيرة الحجم ومتعددة الأضلع، رسمت بانتظام، في أقسام أفقية مثالية، لوحةً فنية مذهلة، ما شكل رصيفاً.
وعرفت المنطقة بأنها نقطة جذب للزوار، لما لا يقل عن 300 عام، كما أصبح المعلم يعدّ رمزاً لأيرلندا الشمالية. وتشكل المعلم، منذ عشرات ملايين السنوات، جعله "منطقة كلاسيكية" لدراسة البراكين البازلتية، بحسب موقع "اليونسكو" الرسمي.
وساعدت ميزات الموقع على أن يكون بمثابة مفتاح لفهم تسلسل النشاط في التاريخ الجيولوجي للأرض. ومن مميزاته، جمال الطبيعة الاستثنائي هناك، إذ يتحد مدى الأجزاء الصخرية المرئية ونوعية الأعمدة المكشوفة في الجرف، وعلى الطريق السريع.
ويتضح النشاط الجيولوجي للعصر الثالث بوضوح، من خلال تعاقب تدفقات الحمم البركانية والطبقات البركانية الموجودة على ساحل كوزواي. وهو ما سمح بإجراء تحليل مفصل للحوادث الثلاثية، في شمال المحيط الأطلسي.
ويرى الخبراء أن الوصل العمودي المنتظم للغاية، والمشكل من بازلت الثولييت، ميزة مذهلة، تُعرض بطريقة مثالية، على الساحل العملاق، ما يجعل منه تشكيلاً فريداً وقسماً أفقياً فائقاً، من خلال الحمم البازلتية العمودية. وسجل الموقع، البالغة مساحته 70 هكتاراً، على أنه واقع في ملكية وإدارة الصندوق الوطني.
يمكن الوصول إلى الساحل، من خلال نظام ممرات المشاة، إذ تتيح بدورها للزوار فرصة مشاهدة المناظر الساحلية من قمم الجرف، كما فحص الميزات الجيولوجية من مسافة قريبة.
يتم مراقبة المسار وصيانته لإبقائه في حالة آمنة، كما أنه غير مزعج عموماً. والجرف وحجارة الجسر، أي السمات الرئيسية للمعلم، هي محمية اليوم بواسطة الملكية الدائمة من قبل الصندوق الوطني، ما وضع حداً لفعل إزالة الأحجار "التذكارية" من الجسر، قبل حماية المنطقة، منذ فترة طويلة.