الفرج (عبد الله -)
(1836-1901)
عبد الله بن محمد الفرج، شاعرٌ موسيقي، مغنّ، من المشتغلين بالنحت والرسم، يُعد الرائد الأول للغناء والتلحين في الخليج العربي عامة والكويت خاصة.
ولد عبد الله في الكويت لأب كانت حياته موزعة بين الزيارة في قطر حيث ولد، والكويت التي انتقل إليها واستقر فيها، والهند مجال عمله وتجارته، وقد كوّن محمد الفرج ثروة طائلة من عمله في الملاحة والتجارة، وامتلك أسطولاً من المراكب الشراعية الضخمة كانت تتردد بين موانئ الخليج والهند للنقل والتجارة.
كان عبد الله الفرج وحيد والديه، لذا نشأ في مهاد الثروة والدلال، وبعد أن أمضى طفولته في الكويت انتقل في العاشرة من عمره إلى الهند حيث مقر عمل والده التجاري، وهناك ألحقه والده بمدارس الهند ليتلقى تعليمه العام، وأحضر له مدرّسين عرباً لتعليمه أصول اللغة العربية، فألمّ في أثناء إقامته باللغة الهندية والإنكليزية أيضاً، وبرزت موهبته الموسيقية والشعرية في أثناء تعليمه فاقترح مدرسوه على والده إدخاله في معهد موسيقي فلبّى والده الطلب وألحقه بأحد المعاهد الموسيقية حيث استوعب الموسيقى الهندية بأصولها.
وفي عام 1853 توفي والده بالسكتة القلبية فآلت إليه ثروة والده الكبيرة، ولكنه بدد هذه الثروة في اهتماماته الموسيقية والشعرية؛ إذ كان يجمع في بيته الفنانين والشعراء من مختلف الجنسيات وبخاصة العرب فيستمعون إلى مختلف الأغاني والإيقاعات الهندية والعربية.
وفي الثلاثين من عمره وبعد أن نفدت ثروته عاد إلى الكويت، واستقر في بيت والده وفتح ديوانه بعد العشاء للزوار من هواة الفن والموسيقى في غرفة خصصها للعزف والغناء.
واستطاع عبد الله الفرج من بفصل إلمامه بالتراث الموسيقي في الخليج واطّلاعه على الموسيقى الهندية وعلى الأصول الحديثة للموسيقى أن يضع أسس النهضة الموسيقية في الكويت والخليج العربي. فبعد أن كان الغناء عند أهل سواحل الخليج متأثراً إلى حد بعيد بالألحان العدنية المصطبغة بالنغم الإفريقي؛ عمل عبد الله الفرج على مزج الألحان العدنية بالأنغام الهندية وحررها من الارتجال والعفوية بإخضاعها «للنوتة» الموسيقية، وغنّى بها على العود والكمان، فلقيت هذه الألحان استجابة كبيرة في منطقة الخليج، وأخذها عنه كثير من المغنين، ومازالت أغانيه وألحانه تتردد حتى اليوم.
وقد وضع عبد الله الفرج لكل لون من ألوان الصوت أسلوباً خاصاً به، وأوجد أسلوباً للعزف بآلة العود وآلة المرواس الإيقاعية، وأطلق أسماء خاصة على أوتار العود، كما كان يكتب الأشعار لكل لون غنائي ويلحن الأغاني من مختلف المقامات العربية الأصلية.
تنقل عبد الله الفرج بين الكويت والبحرين والعراق وإيران حيث نشر فنه وألحانه؛ حتى أصبح له تلاميذ يحتذون طريقته في الغناء في هذه البلاد. وإضافة إلى شهرته في مجال الغناء والموسيقى، فقد كان شاعراً كبيراً من شعراء القرن التاسع عشر في منطقة الخليج، إذ ساد في هذه الفترة الشعر العام، فكان له الحظ الأكبر من نشاط عبد الله الإبداعي، وقد أدخل فيه من خلال اطّلاعه على تراث الشعر العربي، تعابير البلاغة والبديع. وقد قام ابن عمه الشاعر خالد الفرج بجمع أشعاره بعد وفاته بعد أن ضاع قسم كبير منها وطبع ديوانه للمرة الأولى في بومباي بالهند عام 1338هـ، ثم أصدر طبعة ثانية في دمشق عام 1953م.
أقامت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2001م احتفالية بمناسبة مرور مئة عام على وفاته، وأصدرت بهذه المناسبة طبعة ثالثة من ديوانه أضيفت إليها بعض القصائد التي عثر عليها.
وهكذا أثبت عبد الله الفرج العلاقة الوثيقة بين الشعر والموسيقى والغناء بالممارسة العملية لهذه الفنون حزمة متكاملة.
ماجد الحكواتي
(1836-1901)
عبد الله بن محمد الفرج، شاعرٌ موسيقي، مغنّ، من المشتغلين بالنحت والرسم، يُعد الرائد الأول للغناء والتلحين في الخليج العربي عامة والكويت خاصة.
ولد عبد الله في الكويت لأب كانت حياته موزعة بين الزيارة في قطر حيث ولد، والكويت التي انتقل إليها واستقر فيها، والهند مجال عمله وتجارته، وقد كوّن محمد الفرج ثروة طائلة من عمله في الملاحة والتجارة، وامتلك أسطولاً من المراكب الشراعية الضخمة كانت تتردد بين موانئ الخليج والهند للنقل والتجارة.
كان عبد الله الفرج وحيد والديه، لذا نشأ في مهاد الثروة والدلال، وبعد أن أمضى طفولته في الكويت انتقل في العاشرة من عمره إلى الهند حيث مقر عمل والده التجاري، وهناك ألحقه والده بمدارس الهند ليتلقى تعليمه العام، وأحضر له مدرّسين عرباً لتعليمه أصول اللغة العربية، فألمّ في أثناء إقامته باللغة الهندية والإنكليزية أيضاً، وبرزت موهبته الموسيقية والشعرية في أثناء تعليمه فاقترح مدرسوه على والده إدخاله في معهد موسيقي فلبّى والده الطلب وألحقه بأحد المعاهد الموسيقية حيث استوعب الموسيقى الهندية بأصولها.
وفي عام 1853 توفي والده بالسكتة القلبية فآلت إليه ثروة والده الكبيرة، ولكنه بدد هذه الثروة في اهتماماته الموسيقية والشعرية؛ إذ كان يجمع في بيته الفنانين والشعراء من مختلف الجنسيات وبخاصة العرب فيستمعون إلى مختلف الأغاني والإيقاعات الهندية والعربية.
وفي الثلاثين من عمره وبعد أن نفدت ثروته عاد إلى الكويت، واستقر في بيت والده وفتح ديوانه بعد العشاء للزوار من هواة الفن والموسيقى في غرفة خصصها للعزف والغناء.
واستطاع عبد الله الفرج من بفصل إلمامه بالتراث الموسيقي في الخليج واطّلاعه على الموسيقى الهندية وعلى الأصول الحديثة للموسيقى أن يضع أسس النهضة الموسيقية في الكويت والخليج العربي. فبعد أن كان الغناء عند أهل سواحل الخليج متأثراً إلى حد بعيد بالألحان العدنية المصطبغة بالنغم الإفريقي؛ عمل عبد الله الفرج على مزج الألحان العدنية بالأنغام الهندية وحررها من الارتجال والعفوية بإخضاعها «للنوتة» الموسيقية، وغنّى بها على العود والكمان، فلقيت هذه الألحان استجابة كبيرة في منطقة الخليج، وأخذها عنه كثير من المغنين، ومازالت أغانيه وألحانه تتردد حتى اليوم.
وقد وضع عبد الله الفرج لكل لون من ألوان الصوت أسلوباً خاصاً به، وأوجد أسلوباً للعزف بآلة العود وآلة المرواس الإيقاعية، وأطلق أسماء خاصة على أوتار العود، كما كان يكتب الأشعار لكل لون غنائي ويلحن الأغاني من مختلف المقامات العربية الأصلية.
تنقل عبد الله الفرج بين الكويت والبحرين والعراق وإيران حيث نشر فنه وألحانه؛ حتى أصبح له تلاميذ يحتذون طريقته في الغناء في هذه البلاد. وإضافة إلى شهرته في مجال الغناء والموسيقى، فقد كان شاعراً كبيراً من شعراء القرن التاسع عشر في منطقة الخليج، إذ ساد في هذه الفترة الشعر العام، فكان له الحظ الأكبر من نشاط عبد الله الإبداعي، وقد أدخل فيه من خلال اطّلاعه على تراث الشعر العربي، تعابير البلاغة والبديع. وقد قام ابن عمه الشاعر خالد الفرج بجمع أشعاره بعد وفاته بعد أن ضاع قسم كبير منها وطبع ديوانه للمرة الأولى في بومباي بالهند عام 1338هـ، ثم أصدر طبعة ثانية في دمشق عام 1953م.
أقامت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2001م احتفالية بمناسبة مرور مئة عام على وفاته، وأصدرت بهذه المناسبة طبعة ثالثة من ديوانه أضيفت إليها بعض القصائد التي عثر عليها.
وهكذا أثبت عبد الله الفرج العلاقة الوثيقة بين الشعر والموسيقى والغناء بالممارسة العملية لهذه الفنون حزمة متكاملة.
ماجد الحكواتي