برع الفنان المسلم في نظم الزخارف بأنواعها هندسية ونباتية وخطية
كتابة: Marwa Mohamed آخر تحديث: 15 أبريل 2023 , 00:37
برع الفنان المسلم في نظم الزخارف بأنواعها هندسية ونباتية وخطية
برع الفنان المسلم في نظم الزخارف بأنواعها هندسية ونباتية وخطية، فقد عرف المسلمون الصور الآدمية ورسوم الحيوانات، ولم يكن تمثيل تلك الكائنات الحية محبوبًا في الإسلام بشكل عام، ولذا فقد تأثرت طبيعة الفنون الإسلامية بتلك الكراهية، وكانت نتيجة ذلك انصراف المسلمين إلى إتقان أنواع أخرى من الزخرفة، كي يبعدوا عن تصوير الطبيعة الحية أو تجسيدها ولقد تفوقوا في هذا المجال، وصارت تلك العناصر الزخرفية التي ابتدعوها طابعًا على فنونهم.
كما راع المسلمون عدم اللجوء لرسوم الكائنات الحية في المساجد كلها، فأصبحت دور العبادة الإسلامية تخلو من الصور التي كان يستعان بها في شرح العقائد الدينية، ولقد نالت مكانة الخطاطين في الإسلام مكانة عظيمة، وذلك لعنايتهم بكتابة القرآن الكريم، ولأن فنهم هذا لم يكن مكروهًا فزاد الإقبال على منتجات هؤلاء الفنانين، وارتفع سعر تلك المنتجات، وكان من من أهم الخطاطين في ذلك الوقت كعبًا ابن مقلة، وابن البواب، وياقوت المستعصمي.
نظم الزخارف الهندسية الإسلامية
تنوعت الفنون التي سبقت الإسلام إلى اكثر من نوع من الرسوم الهندسية، فكانت تستخدم غالبًا مع غيرها من الزخارف، أما في الإسلام فقد أصبحت الرسوم الهندسية عنصرًا أساسيًا من عناصر الزخرفة، ولا نعني بهذا اقتصار الزخارف الهندسية على الرسوم والأشكال المبسطة كالمثلثات والمربعات والمعينات وكذلك الأشكال الخماسية والسداسية ولكننا نعني الرسوم الهندسية التي انفردت بها الفنون الإسلامية وخاصةً في عهد المماليك بمصر، ومن أمثلتها التراكيب الهندسية ذات الأشكال النجمية متعددة الأضلاع وهي التي انتشرت في مصر واستخدمت زخارف التحف الخشبية والنحاسية كما استخدمت في الصفحات المذهبة في المصاحف والكتب وفي زخارف أسقف المساجد.
اهتم الأستاذ برجوان (Bourgoin) الفرنسي بدراسة الزخارف الهندسية الإسلامية الني اتسمت بالتعقيد، وتبسيطها إلى أبسط أشكالها، ليتأكد من براعة المسلمين وتفوقهم في استخدام الزخارف الهندسية والتي لم تكن قائمة على الموهبة الطبيعية فحسب بل كانت قائمة على علم الهندسة العلمية، كما أُعجب الغرب بروعة تلك الرسوم الهندسية وقام بعضهم بتقليدها، كما قال ليوناردو دافينشي بأنه كان يحب قضاء ساعات طويلة يرسم ويبدع بتلك الزخارف الهندسية الإسلامية.
وتعود الزخارف الهندسية إلى الفن المصري القديم، حيث كانت تظهر في زخارف السجاجيد والخيام التي قام بتصنيعها الأقوام الذين كانو يعيشون بأواسط آسيا، ولقد انتقلت تلك الزخارف من البيزنطيين إلى أيرلندا، حيث استخدموها في تزيين المخطوطات وتزوديدها بالصور التوضيحية، ولكنها لم تكن مثل روعة الزخارف الهندسية التي استخدمها وبرع فيها المسلمون.
تحولت تلك الفنون الإسلامية حتى رُسمت بطابع الرسومات الهندسية، والدليل على ذلك اهتمام العالم الفرنسي برجوان بتلك الفمون الهندسية حتى قام بتحليلها وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام، ألا وهي: الفن الياباني والإغريقي، والإسلامي، وأقر العالم الفرنسي بأن الفن الإسلامي كثر فيه استخدام تلك الأشكال الهندسية متعددة الأضلاع بجميع أشكالها.
الزخارف النباتية الإسلامية
كان للعنصر النباتي تأثيرًا رائعًا في الزخارف الإسلامية، حيث كانوا يستخدمون الجذع وورق الشجر لتكوين زخارف نباتية رائعة، والتي كان من أشهرها وأكثرها شيوعًا هي الأرابيسك، وكان يطلق اسم الأرابيسك على جميع الزخارف النباتية الإسلامية، ولكن في الواقع فإن الأرابيسك هي تلك الزخارف التي تتكون من فروع نباتية وجذوع متشابكة ومثنية على بعضها، وفيها أشياء زخرفية ترمز وتشير إلى الوريقات والزهور.
بدأ ظهور الأرابيسك في القرن التاسع الميلادي، فكنا نراها في التحف والزخارف التي كانت تغطي جدران مدينة سامرا في العراق، كما ظهر الأرابيسك في التحف الخشبية في تلك المدينة، وبلغ غاية تطوره في العصر الفاطمي وتزدهر الزخارف النباتية في العالم الإسلامي منذ القرن الثالث عشر، والدليل على هذا هو إتقان المسلمين واحترافهم لأنواع أخرى من الزخارف النباتية غير الأرابيسك. [1]
برع الفنان المسلم في نظم الزخارف النباتية، سواء كان استخدامه لها بمفردها أو بالاشتراك مع الأنواع الرئيسية الأخرى للزخرفة بهدف تزيين المباني والمخطوطات والمنسوجات التي تنتج في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وشهدت القرون الأولى من العصر الإسلامي التجارب الأولى لاستخدام تلك الزخارف النباتية، وبعد ذلك كانت هناك تجارب واسعة النطاق ومتنوعة للغاية كي تناسب الاهتمامات والأذواق المختلفة.[2]
نظم الزخارف الخطية الإسلامية
هذا النوع من الزخارف كان أكثر ما يميز الفنون الإسلامية، وكان هذا النوع يستخدم في الكتابة على الجدران والتحف، ومن المعروف أن الخط العربي ينقسم إلى الخط الكوفي والخط النسخي العادي، فكان يستخدم الخط الكوفي حتى أواخر القرن الثاني عشر مزينًا الحوائط والجدران وفي المصاحف، حتى آخر القرن الثاني عشر وتطور الخط الكوفي منذ القرن التاسع ميلاديًا، ثم استخدم مع ذلك الخط الزخارف النباتية المتشابكة ليطلق عليه اسم الخط الكوفي المزهر.
كان الخط الكوفي من المعتاد أنه كان يستخدم في الكتابات على النقود والأحجار والمصاحف، وبدأ استخدام الخط النسخي بعد ذلك في أغراض مختلفة في منتتصف القرن الثاني عشر على الأبنية بدلا من الخط الكوفي بعد أن كان استخدامه يقتصر على المخطوطات العادية، وأبدع الفنانون في استخدامهم للخط الكوفي المتداخل مثل استخدام العبارات المكتوبة على شكل مستطيل أو مربع.
بدأت تلك الزخارف الإسلامية في الظهور على صفحات المصاحف، مثل استخدامه على بداية السور والفواصل بين الآيات والأجزاء والأحزاب، بالإضافة إلى أول ورقتين وهما سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة، كما استخدمت تلك الزخارف في المخطوطات غير القرانية مثل عناوين الكتب.[1]
الزخارف الهندسية الإسلامية
ترتبط الزخارف الهندسية بالفن الإسلامي ارتباطًا وثيقًا، وذلك بسبب جودتها الأنيقة، ولم يقتصر استخدامها في أسطح العمارات الإسلامية فحسب، بل أصبحت من أهم العناصر الزخرفية، وهي تتكون من أشكال بسيطة كالدائرة والمربع ويتم دمج تلك الأنماط الهندسية وتكرارها وإعادة ترتيبها وتداخلها في مجموعات معقدة أكثر، لتصبح الزخارف الهندسية ومن أهم وأكثر السمات المميزة للفن الإسلامي، وهناك أربعة أشكال أساسية تستخدم في الزخارف الهندسية، ويتم تكرارها وهي:
يتم دمج الأشكال السابقة في عدد غير محدود من التصميمات والمصفوفات، كي تخلق تلك العناصر البسيطة تصميمات معقدة بها نمو لا نهائي من تكرار العناصر وتوسيعها، وتتميز تلك الزخارف بإحساس قوي بالتوازن نتيجة التناسق بين جميع العناصر، ويعود استخدام تلك الأنماط الهندسية إلى العصور المبكرة للإسلام، ولكنها تطورت خلال القرون المتتالية
كتابة: Marwa Mohamed آخر تحديث: 15 أبريل 2023 , 00:37
برع الفنان المسلم في نظم الزخارف بأنواعها هندسية ونباتية وخطية
برع الفنان المسلم في نظم الزخارف بأنواعها هندسية ونباتية وخطية، فقد عرف المسلمون الصور الآدمية ورسوم الحيوانات، ولم يكن تمثيل تلك الكائنات الحية محبوبًا في الإسلام بشكل عام، ولذا فقد تأثرت طبيعة الفنون الإسلامية بتلك الكراهية، وكانت نتيجة ذلك انصراف المسلمين إلى إتقان أنواع أخرى من الزخرفة، كي يبعدوا عن تصوير الطبيعة الحية أو تجسيدها ولقد تفوقوا في هذا المجال، وصارت تلك العناصر الزخرفية التي ابتدعوها طابعًا على فنونهم.
كما راع المسلمون عدم اللجوء لرسوم الكائنات الحية في المساجد كلها، فأصبحت دور العبادة الإسلامية تخلو من الصور التي كان يستعان بها في شرح العقائد الدينية، ولقد نالت مكانة الخطاطين في الإسلام مكانة عظيمة، وذلك لعنايتهم بكتابة القرآن الكريم، ولأن فنهم هذا لم يكن مكروهًا فزاد الإقبال على منتجات هؤلاء الفنانين، وارتفع سعر تلك المنتجات، وكان من من أهم الخطاطين في ذلك الوقت كعبًا ابن مقلة، وابن البواب، وياقوت المستعصمي.
نظم الزخارف الهندسية الإسلامية
تنوعت الفنون التي سبقت الإسلام إلى اكثر من نوع من الرسوم الهندسية، فكانت تستخدم غالبًا مع غيرها من الزخارف، أما في الإسلام فقد أصبحت الرسوم الهندسية عنصرًا أساسيًا من عناصر الزخرفة، ولا نعني بهذا اقتصار الزخارف الهندسية على الرسوم والأشكال المبسطة كالمثلثات والمربعات والمعينات وكذلك الأشكال الخماسية والسداسية ولكننا نعني الرسوم الهندسية التي انفردت بها الفنون الإسلامية وخاصةً في عهد المماليك بمصر، ومن أمثلتها التراكيب الهندسية ذات الأشكال النجمية متعددة الأضلاع وهي التي انتشرت في مصر واستخدمت زخارف التحف الخشبية والنحاسية كما استخدمت في الصفحات المذهبة في المصاحف والكتب وفي زخارف أسقف المساجد.
اهتم الأستاذ برجوان (Bourgoin) الفرنسي بدراسة الزخارف الهندسية الإسلامية الني اتسمت بالتعقيد، وتبسيطها إلى أبسط أشكالها، ليتأكد من براعة المسلمين وتفوقهم في استخدام الزخارف الهندسية والتي لم تكن قائمة على الموهبة الطبيعية فحسب بل كانت قائمة على علم الهندسة العلمية، كما أُعجب الغرب بروعة تلك الرسوم الهندسية وقام بعضهم بتقليدها، كما قال ليوناردو دافينشي بأنه كان يحب قضاء ساعات طويلة يرسم ويبدع بتلك الزخارف الهندسية الإسلامية.
وتعود الزخارف الهندسية إلى الفن المصري القديم، حيث كانت تظهر في زخارف السجاجيد والخيام التي قام بتصنيعها الأقوام الذين كانو يعيشون بأواسط آسيا، ولقد انتقلت تلك الزخارف من البيزنطيين إلى أيرلندا، حيث استخدموها في تزيين المخطوطات وتزوديدها بالصور التوضيحية، ولكنها لم تكن مثل روعة الزخارف الهندسية التي استخدمها وبرع فيها المسلمون.
تحولت تلك الفنون الإسلامية حتى رُسمت بطابع الرسومات الهندسية، والدليل على ذلك اهتمام العالم الفرنسي برجوان بتلك الفمون الهندسية حتى قام بتحليلها وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام، ألا وهي: الفن الياباني والإغريقي، والإسلامي، وأقر العالم الفرنسي بأن الفن الإسلامي كثر فيه استخدام تلك الأشكال الهندسية متعددة الأضلاع بجميع أشكالها.
الزخارف النباتية الإسلامية
كان للعنصر النباتي تأثيرًا رائعًا في الزخارف الإسلامية، حيث كانوا يستخدمون الجذع وورق الشجر لتكوين زخارف نباتية رائعة، والتي كان من أشهرها وأكثرها شيوعًا هي الأرابيسك، وكان يطلق اسم الأرابيسك على جميع الزخارف النباتية الإسلامية، ولكن في الواقع فإن الأرابيسك هي تلك الزخارف التي تتكون من فروع نباتية وجذوع متشابكة ومثنية على بعضها، وفيها أشياء زخرفية ترمز وتشير إلى الوريقات والزهور.
بدأ ظهور الأرابيسك في القرن التاسع الميلادي، فكنا نراها في التحف والزخارف التي كانت تغطي جدران مدينة سامرا في العراق، كما ظهر الأرابيسك في التحف الخشبية في تلك المدينة، وبلغ غاية تطوره في العصر الفاطمي وتزدهر الزخارف النباتية في العالم الإسلامي منذ القرن الثالث عشر، والدليل على هذا هو إتقان المسلمين واحترافهم لأنواع أخرى من الزخارف النباتية غير الأرابيسك. [1]
برع الفنان المسلم في نظم الزخارف النباتية، سواء كان استخدامه لها بمفردها أو بالاشتراك مع الأنواع الرئيسية الأخرى للزخرفة بهدف تزيين المباني والمخطوطات والمنسوجات التي تنتج في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وشهدت القرون الأولى من العصر الإسلامي التجارب الأولى لاستخدام تلك الزخارف النباتية، وبعد ذلك كانت هناك تجارب واسعة النطاق ومتنوعة للغاية كي تناسب الاهتمامات والأذواق المختلفة.[2]
نظم الزخارف الخطية الإسلامية
هذا النوع من الزخارف كان أكثر ما يميز الفنون الإسلامية، وكان هذا النوع يستخدم في الكتابة على الجدران والتحف، ومن المعروف أن الخط العربي ينقسم إلى الخط الكوفي والخط النسخي العادي، فكان يستخدم الخط الكوفي حتى أواخر القرن الثاني عشر مزينًا الحوائط والجدران وفي المصاحف، حتى آخر القرن الثاني عشر وتطور الخط الكوفي منذ القرن التاسع ميلاديًا، ثم استخدم مع ذلك الخط الزخارف النباتية المتشابكة ليطلق عليه اسم الخط الكوفي المزهر.
كان الخط الكوفي من المعتاد أنه كان يستخدم في الكتابات على النقود والأحجار والمصاحف، وبدأ استخدام الخط النسخي بعد ذلك في أغراض مختلفة في منتتصف القرن الثاني عشر على الأبنية بدلا من الخط الكوفي بعد أن كان استخدامه يقتصر على المخطوطات العادية، وأبدع الفنانون في استخدامهم للخط الكوفي المتداخل مثل استخدام العبارات المكتوبة على شكل مستطيل أو مربع.
بدأت تلك الزخارف الإسلامية في الظهور على صفحات المصاحف، مثل استخدامه على بداية السور والفواصل بين الآيات والأجزاء والأحزاب، بالإضافة إلى أول ورقتين وهما سورة الفاتحة وبداية سورة البقرة، كما استخدمت تلك الزخارف في المخطوطات غير القرانية مثل عناوين الكتب.[1]
الزخارف الهندسية الإسلامية
ترتبط الزخارف الهندسية بالفن الإسلامي ارتباطًا وثيقًا، وذلك بسبب جودتها الأنيقة، ولم يقتصر استخدامها في أسطح العمارات الإسلامية فحسب، بل أصبحت من أهم العناصر الزخرفية، وهي تتكون من أشكال بسيطة كالدائرة والمربع ويتم دمج تلك الأنماط الهندسية وتكرارها وإعادة ترتيبها وتداخلها في مجموعات معقدة أكثر، لتصبح الزخارف الهندسية ومن أهم وأكثر السمات المميزة للفن الإسلامي، وهناك أربعة أشكال أساسية تستخدم في الزخارف الهندسية، ويتم تكرارها وهي:
- الدوائر والدوائر المتداخلة.
- المربعات أو المضلعات رباعية الجوانب.
- نمط النجم في كل مكان، المشتق في نهاية المربعات والمثلثات النقوشة داخل دائرة.
- المضلعات متعددة الجوانب.
يتم دمج الأشكال السابقة في عدد غير محدود من التصميمات والمصفوفات، كي تخلق تلك العناصر البسيطة تصميمات معقدة بها نمو لا نهائي من تكرار العناصر وتوسيعها، وتتميز تلك الزخارف بإحساس قوي بالتوازن نتيجة التناسق بين جميع العناصر، ويعود استخدام تلك الأنماط الهندسية إلى العصور المبكرة للإسلام، ولكنها تطورت خلال القرون المتتالية