خط المحقق والريحانى
تأتي كلمة المحقق في اللغة: من "حَقّقَ" "يحقق" "تحقيقا". وشئٌ محقق: محكم ومنظم، وثوب محقق: محكم النسيج، وأطلق هذا الاسم على نوع من الخطوط، وهو الخط المحقق. يتميز هذا الخط إلى جانب جماله بضبط حروفه، وانضباط شكله، إذا تأملته ستجده يخلو من الالتفافات والتداخلات.
أما الريحانى فينسب اسمه إلى أعواد الريحان، ذلك الزهر اللطيف العطر ولهذا دُعِىَ هذا الخط بالريحان، ففيه لون الريحان وشكله ، ولطافتها التي هي أشبه بالزهر، وقد ذَكَرَ هذا الخط بعض الشعراء ووصفوا جماله.
ويُعد المحقق من أحسن الخطوط و أصعبها وأكثرها تعقيدًا للكاتب وقلائل من الخطاطين يجيدون كتابته، في بداية الأمر قد تعتقد أن المحقق والريحان شبيهين بالثلث ، لكن الدقة بين هذه الحروف واضحة، والحركات والضوابط فى المحقق ألطف مما عليه في الثلث وأكثر رقة ودقة.
لا نعلم تحديدًا فترة نشأة الخط المحقق، لكن يرجع ظهوره إلي العصر العباسي عصر نضوج الخط وتجويده. لكن ابن النديم (فى الفهرست) أشار إلى أن هناك خطأ في تسميته بالخط العراقي أو الوراقى، وهو المحقق..." وظل يحسن حتى انتهى الأمر الى المأمون، فأخذ أصحابه وكُتابه بتجويد خطوطهم، فتفاخر الناس فى ذلك.
وأثر ظهور هذا الخط على تحسين الخطوط العربية الأخرى وتهذيبها. ويبدو أن لديه خط قلم مستقل منفرد بذاته.
ويرى كُتّاب آخرون : أن ابن مقلة هو واضع أصول " المحقق"، وهو من الأقلام المضبوطة، فى حين نسبة كُتّاب آخرون إلى ابن البواب، وذُكر أن الخط الريحانى تم اشتقاقه من المحقق على يد ابن البواب، كما كان هذا الخط (المحقق) من الأقلام المختارة عند ياقوت المستعصمي، وكتب به أساتذة الخط ونُسَخَ به القرآن والكتب النفيسة، بعد أن وضعوا فيه مهارتهم وبراعتهم.
وتم اكتشاف خط "الريحان" بعد خط "المحقق" بسنين كثيرة، فكان من مشتقاته .. وتطور هذان الخطان: (المحقق والريحان) في عهد ابن البواب. حيث بلغ درجة الكمال، حتى جاء عصر ياقوت المستعصمي وتلاميذه، الذين بلغوا شهرة عالية في هذا العصر. وظل كل من خطي المحقق والريحان يستخدمان فى الممالك الإسلامية حتى القرن العاشر والحادى عشر فى كتابة المصاحف، وأحيانا فى الدواوين ، ولكن مكانتهما أخذت في التراجع قليلا بسبب البُطء والعُسر في كتابتهما، كما أن اتقانهما يحتاج إلى وقت طويل . ومع ذلك فقد ظل هذان الخطان الجميلان يرمزان إلى عصر التنوير و الإجادة والإبداع للحضارة العريقة.
الطومار
من مقادير قطع الورق وهي تعني الصحيفة، واستخدمه السلطان لكتابه علاماته على المُكاتبات، كما استُخدم فى كتابة اللوحات الكبيرة وعلى الجدران وقد تولد عنه مختصر الطومار والثلث وأقلام أخرى.
وإذا تأملت خط الطومار سوف تجده يتميز بضخامة الحجم ووضوح المعالم ودقة النهايات وابتكره (إبراهيم الشجري) من خط الجليل، وشاع استعماله في ديوان الإنشاء وفي المراسلات السلطانية.