الرواد ١_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرواد ١_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    الرواد

    التصوير

    يستقي الفن الحي المعاصر مصادره من الموروث الذي يرفضه بالذات وفي الحقيقة ان الانطباعيين الذين تعود اليهم أصول هذا الفن ، بدأوا بالتقرب من كوربيه Courbet الواقعي ، وظل اهتمامهم متجهاً باستمرار نحو العالم الخارجي ، حتى أنهم يعتبرون أن الظواهر الضوئية والجوية ، أشياء لم يتمعن فيها الناس بعد بصورة كافية . فعمد هؤلاء الانطباعيون حوالي عام ۱۸۷۰ إلى تنفيذ لوحاتهم في الهواء الطلق كي يتمكنوا من تسجيل هذه الظواهر الضوئية والجوية بشكل أفضل ولتتجاوب الأشياء التي يرسمونها على لوحاتهم مع حقيقة الأشياء المرئية. وكذلك حملتهم رغبتهم الواقعية على رفض مواضيع التصوير المعترف به رسمياً » كآله الحرب ( مارس ) وإلهة الجمال فينوس » و « جونون الغيورة و مخطوبات كورنثيا » و « ولادة بندار » و « موت موسى » . لقد عزفوا عن هذه المواضيع ليصوروا ( المراكب الشراعية في آرجنتوى ) ، و « الفيضان في بور - مارلي ) و ( العربة في لوفوسيين ) أو حفلة راقصة في ( طاحونة لانجاليت في باريس ) .

    وثمة نوعان من الاهتمامات حملت الانطباعيين على الابتعاد عن كوربيه وعن المفاهيم العامة للواقعية آنذاك .

    أولاً : ينحصر ( الشيء ) بالنسبة اليهم بالصورة التي يطبعها على الشبكية . فهو أي هذا الشيء» يفقد ماهو ملموس فيه لصالح مظاهره أو بالاحرى لصالح ما لتلك المظاهر من آنية . وبتعبير آخر يهتم الانطباعيون بالصورة المتغيرة وغير الملموسة التي يعطيها النور والجو للشيء الذي تحيط به ، اكثر مما يهتمون بالشيء نفسه وبتركيبه وبمادته من هنا يأتي تفضيل الانطباعيين للمناظر الطبيعية حيث يحتل اللاملموس حيزاً كبيراً من المكان وتفضيلهم للانعكسات الضوئية على الماء والحركات السحب في السماء .

    ويضاف إلى ذلك أنهم لا يكتفون بتسجيل انطباعاتهم بل يعمدون إلى تحليلها . فهم اذ يعرفون أن النور مركب من الألوان الأصلية كما يظهرها الموشور أو قوس قزح ، فيستعينون بهذه الألوان الاصلية لتصوير تأثيراتها . وهكذا لا نلبث أن نجد انفسنا في طريق « اللاواقعية » ، اذ ان المصور حين ينقل إلى الآخرين أحاسيس العين فقط يتيح لذاتيته أن يتقدم على الواقع الموضوعي . فالمصور الانطباعي اذ يستخدم الألوان الأصلية للتعبير عن الظواهر الضوئية متخذاً الألوان الحارة للاقسام المضاءة ، والألوان الباردة للظلال ( بحيث تتحول هذه الظلال من اللون الداكن لتصبح زرقاء أو خضراء أو بنفسجية ) ، ينتهي الانطباعي باسلوبه هذا ، إلى أن يعرض علينا صورة عن العالم الخارجي، فيها نصيب غير قليل من الابتكار ، خاصة وأن رغبته في الحفاظ على نقاء ألوانه تحمله على أن يراعي - إلى حد ما – قانون التكامل ، وبموجب هذا القانون ، اذا ماجاور الأحمر الأخضر ، والبرتقالي الأزرق والأصفر البنفسجي ، يظهر كل منهما رونق الآخر بينما اذا خلطا يدكنان ويذبلان .

    ومهما يقول موني Monet المؤسس الرئيسي للحركة : «اننا نصور كما يغرد العصفور » ، فانه يؤول بالنتيجة الشيء المرئي أكثر مما ينقله . وحين صور موني في عام ۱۸۷۱ برلمان لندن استخدم الواناً أعطت للاشياء مظاهر فيها قدر كاف من الموضوعية بينما حين رسم المشهد ذاته في عام ١٩٠٤ أصبح المبنى في هذه المرة أزرق اللون أن كان رمادياً في اللوحة الأولى ، وبالوقت ذاته أخذت الشمس التي تثقب الضباب تدخل ألواناً صفراء وبرتقالية وحمراء خالصة ، كما أن طريقة صناعة التصوير تغيرت فأصبحت أوسع وأسرع وأكثر إيمائية ، وبكلمة واحدة أصبحت اللوحة أقل واقعية بينما ازدادت شاعرية وغناء .

    ولم يلبث موني أن ابتعد اكثر فاكثر عن نقطة انطلاقه . فلوحاته التي صورها بين عام ۱۹۰۰ وعام ۱۹۲٥ ، ومنها « غدران النيلوفر و « الحدائق المزهرة وغيرها » ليست سوى بقع ألوان ، واليد التي وضعتها تقصد الايحاء أكثر من الوصف . وأصبح منذ ذلك الحين المهم هو اسلوب الفنان في التعبير أكثر بكثير من « الشيء » المعبر عنه ، وهذا الاسلوب نزق لذيذ يعبر عن أحاسيس الفنان محركاً اللوحة بمجموعة من الشارات النابضة .

    وحين شرع موني بتنفيذ أعماله الأخيرة ، كانت الانطباعية قد فقدت صفتها كحركة طليعية قبل ذلك بفترة طويلة ، وكانت الحركات الطليعية بوقوفها ضد موني . وظهرت بسرعة من قلب فئة الانطباعيين ، حركة مقاومة لنظرية الجمال لدى «موني»، ويأتي مصدر هذه المقاومة خاصة من رفض فكرة تفتيت الأشياء والتضحية برسم اللوحة وبهيكلها .

    ورونوار يفضل رسم الناس على رسم المناظر الطبيعية وهو من الحسية بحيث لايدع الجسم البشري يذوب في مجموعة من الاهتزازات الضوئية . ويعبد » رونوار Renoir الضوء والحرارة معاً ، ويعبر عن المتعة التي يعطيها الاثنان معاً باسباغه مظهر فاكهة غضة لأحد الوجوه أو بمداعبته انحناءات . عار متفتح ومتلامع . وبالفعل يسير «رونوار» على خطى ( تيسيان ) Titien و روبنز Rubens ، ويعود اليه الفضل دمج الانطباعية بالتقليد الذي سنه هذان الاستاذان ومع فهو ينكر كل حشو » كما انه يهمل مفاهيم أسلافه الانسانية . وأكثر ما يقدر في الشابات من النساء ، وهن نماذجه المفضلة . أنهن يتحن له ، وهو لا يعالجهن بشكل يختلف عن معالجته لزهور أو لفواكه.

    و ديغا Degas يتبنى أيضاً موقفاً مماثلاً . فمنذ عام ١٨٦٥ حين حاد عن طريقة «» آنغر Ingres » في التصوير ، تلك الطريقة التي كان انتهجها في أعماله الأولى ، لم يعد الانسان بالنسبة اليه هذا المخلوق السيد ، كما كان بالنسبة ل رافاييل » و « • میکیل آنج » و ا « رامبرانت» ول « دولا كروا أو ( دومي ) . وعوضاً عن أن يكون الانسان بطلا يكسف بوقاره بكرامته وبمصيره كل ماتبقى ، أصبح موضوعاً من جملة مواضيع التصوير ينظر اليه الفنان بفضول أكثر مما ينظر اليه بتودد واحترام . ولذلك ، يجهد الفنان في يرينا ما يمكن أن يكون لأشخاصه من طابع غريب اذا مانظرنا اليها من زاوية أو باضاءة غير اعتيادتين ، لا أن يرينا مافي أشخاصه من مظاهر مؤثرة . ان البحث عن المواضيع المبتكرة التي لم يعالجها غيره ، حمل ( ديغا ) على استخدام تكوينات وتشكيلات يكتنفها الغموض أحيانا فيصادفنا أن نشاهد اجزاء مختلفة من الجسم البشري يصعب علينا للوهلة الأولى أن نصل بينها . وهنا ، اذا صح القول ، انقاص لقيمة الانسان ، الانسان بصفته نموذجاً فقط وهذا يتمشى مع تأكيد سلطة الفنان وحريته هذه الملامح ، تستحق التشديد عليها ، على الأخص لأنها أعطت الفن الحديث - بكامله تقريباً - طابعه المميز ، كما برزت هذه الملامح فيما بعد بشكل خاص في القرن العشرين .

    وحب « ديغا » للغريب ، هذا الحب حمله أيضاً على زعزعة الفراغية التي وضعتها النهضة الايطالية ، فاستغنى عن خطوط المنظور وعن الأفق ، فانه يستخلص احساسات بالعمق ، بتوزيع النور من جهة ، وبالعلاقات التي يقيمها فيما بين الكتل المختلفة من جهة أخرى. فباعطائه مثلا المقياس نفسه ليد ترتكز على الحاجز في شرفة مسرح وللنصف العلوي لجسم راقصة تبدو مباشرة فوق هذه اليد ، يضع الفنان هذه الأخيرة في المقدمة ويدفع تلك إلى المسرح بطريقة تجعلنا نلحظ فجأة مسافة لو أرادت الطريقة الكلاسيكية أن تعبر عنها ، لجعلتنا نقيسها خطوة .

    ومما لاشك فيه أن ( ديغا ) كان قد استوحى بعض هذه التجديدات من الصور الفوتوغرافية وأكثر من ذلك ، من الرشم الياباني . بيد أن جميع الفنانين الطليعيين ، معاصري « ديغا ، كانوا يتأملون الدروس


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-04-2023 23.16_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	57.4 كيلوبايت 
الهوية:	142259 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-04-2023 23.16 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.4 كيلوبايت 
الهوية:	142260 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-04-2023 23.17_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.2 كيلوبايت 
الهوية:	142261 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-04-2023 23.18_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.3 كيلوبايت 
الهوية:	142262 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-04-2023 23.18 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	75.0 كيلوبايت 
الهوية:	142263

  • #2

    Pioneers

    Photography

    Contemporary living art derives its sources from the heritage that it rejects in particular. In fact, the Impressionists, who trace the origins of this art, began to approach the realistic Courbet, and their interest remained constantly directed towards the outside world, so that they consider light and atmospheric phenomena to be things that people have not considered yet. adequately. Around 1870, these Impressionists executed their paintings in the open air so that they could better record these light and atmospheric phenomena, and so that the things they painted on their paintings would respond to the reality of the visible things. Likewise, their realistic desire prompted them to reject subjects (officially recognized portrayals) such as the god of war (March), the goddess of beauty (Venus), “the jealous Junon,” “the engagements of Corinthia,” “the birth of Pindar” and “the death of Moses.” They played away from these subjects in order to portray (Sailboat in Argentine), “The Flood in Port-Marly” and “The Cart in Louvociennes” or Prom At the Langalet Mill in Paris.

    There are two types of concerns that led the Impressionists to move away from Courbet) and from the general concepts of realism at the time.

    First: (the thing) is confined to them by the image it prints on the retina. It is this thing »that loses what is tangible in it in favor of its manifestations, or rather in favor of the immediateness of those manifestations. In other words, the Impressionists care about the changing and intangible image that light and atmosphere give to the thing that surrounds it, more than they care about the thing itself, its composition, and its substance.

    In addition, they are not content with recording their impressions, but rather analyze them. They know that light is composed of the original colors as shown by a prism or a rainbow, so they use these original colors to depict their effects. Thus, we soon find ourselves on the path of "unrealism", because when the photographer conveys to others the sensations of the eye, he only allows his subjectivity to take precedence over objective reality. The impressionist painter uses the original colors to express the light phenomena, adopting the warm colors of the lit sections, and the cold colors of the shadows (so that these shades turn from dark color to blue, green, or violet). It has a significant share of innovation, especially since its desire to preserve the purity of its colors leads it to take into account - to some extent - the law of complementarity, according to 6 Al-Musawwir This law, if adjacent to red green, orange blue, and yellow violet, shows each other's splendor, while if they mix, they darken and wither.

    after whatever Monet (the main founder of the movement) says: “We portray as the bird sings,” he interprets the visible thing more than it transmits. When (Monet) portrayed in 1871 the London Parliament, he used colors that gave things appearances that had a sufficient degree of objectivity. Whereas when he painted the same scene in 1904, this time the building became blue, if it was gray in the first painting, and at the same time the sun piercing the fog began to enter pure yellow, orange and red colors, and the method of making photography changed, becoming wider, faster and more gestural, in a word The painting became less realistic while it became more poetic and lyrical.

    Soon, Mooney moved further and further away from his starting point. His paintings, which he photographed between 1900 and 1925, including “The Treachery of the Nile” and “Blooming Gardens and Others,” are nothing but spots of color, and the hand that put them is more suggestive than descriptive. Since then, the important thing has become the artist's style of expression, much more than the "thing" being expressed.

    When "Money" began to implement his last works, Impressionism had lost its character as an avant-garde movement long before that, and the avant-garde movements, by standing against (Money), appeared quickly.

    From the heart of the Impressionists, a movement of resistance to Mooney's theory of beauty, and the source of this resistance comes especially from rejecting the idea of ​​fragmenting things and sacrificing the painting and its structure.

    Body and Renoir (He prefers drawing people to painting landscapes, and he is so sensual that he does not allow the human body to dissolve in a group of light vibrations. He worships “Renoir” (light and heat together), and expresses the pleasure that the two give together by giving him the appearance of a juicy fruit to one of the faces, or by caressing him with curves. An open and brilliant disgrace. Indeed, Renoir follows in the footsteps of Titien and Rubens, and he is credited with merging Impressionism with the tradition enacted by these two professors, although he denies all "tautology" and neglects the humanistic concepts of his predecessors. Most of what he appreciates in young women is Women, who are his favorite models.

    And Degas) also adopts a similar position. Since 1865, when he deviated from the “Ingres” method of painting, which was the method he used in his first works, man was no longer for him this master creature, as it was with regard to Raphael, Michael Ang and Rembrandt. For “Dola Croix” or “Dome”. Instead of man being a hero whose dignity, his dignity, and his destiny eclipses all that remains, he has become a subject among the subjects of photography that the artist looks at with curiosity more than he looks at him with courtship and respect. Therefore, the artist strains to show us what might be His people have a strange character if we look at them from an unusual angle or lighting, not to show us the impressive appearances of his people. The search for innovative topics that no one else has dealt with, led Degas to use formations and formations that are sometimes shrouded in ambiguity. Here, if it is correct to say, a devaluation of the human being, the human being as a model only, and this is in line with the assertion of the artist’s authority and freedom. Twentieth century .

    The line and love of "Degas" for the stranger, this love also led him to destabilize the emptiness set by the Italian Renaissance, so he dispensed with the lines of perspective and the horizon. By giving, for example, the same measure of a hand resting on the parapet in the balcony of a theatre, and of the upper half of a dancer's body looking directly above this hand, the artist puts the latter in the foreground (and pushes that to the stage in a way that makes us suddenly notice a distance that, if the classical method wanted to express it, would make us measure it step by line

    Undoubtedly, Degas had been inspired by some of these innovations from photographs, and more than that, from Japanese painting. However, all avant-garde artists, contemporaries of «Degas», were contemplating the lessons

    تعليق

    يعمل...
    X