إسماعيل الصفوي
اسماعيل صفوي
Ishmael Al-Safawi - Ismaël Al-Safawi
إسماعيل الصفوي
(892 ـ 930هـ/ 1487ـ 1523م)
إسماعيل بن حيدر بن جنيد الصفوي، مؤسس الأسرة الصفوية في إيران، من أحفاد الشيخ صفي الدين (650-735هـ/ 1252-1334م) الذي استقرَّ بأردبيل من أعمال أذربيجان، ويقال إنه من نسل الإمام موسى الكاظم.
ظهر الصفويون منافسين لحكم جهان شاه زعيم القره قيونلو في إيران، وكانت الحركة الصفوية قد تطورت في عهد جُنيد جد إسماعيل من حركة دينية إلى حركة تسعى للاستيلاء على السلطة، وعدّ جهان شاه هذه الحركة تهديداً له، فأمر جُنيداً بمغادرة أردبيل، وإلا تعرضت للخراب والدمار، فهرب جنيد إلى بلاط أوزون حسن زعيم الآق قيونلو في ديار بكر. ومع وجود الخلاف المذهبي بين جنيد الشيعي وأوزون حسن السني فإنهما تحالفا على الوقوف في وجه جهان شاه، الذي كان قد استغل وفاة شاه رخ التيموري (في ما وراء النهر) سنة 850هـ/ 1447م ليمد سلطته إلى أقصى اتساعها. وتأيد هذا التحالف حين تزوج جنيد أخت أوزون حسن، خديجة بيكُم. فلما قُتل جُنيد سنة 861هـ في حربه مع صاحب شروان، بايع أتباعُهُ الشيخ حيدر بن جنيد وزَوَّجه خالُه، أوزون حسن، ابنته حليمة بيكُم، وأعاده إلى أردبيل إثر انتصاره على جهان شاه (872هـ/ 1468م) وسيطرته على كل ممتلكات القره قيونلو.
ولما توفي أوزون حسن سنة 883هـ / 1478م،استحكم العداء بين حيدر الذي ازداد نفوذه في أردبيل ويعقوب بن أوزون حسن (884هـ - 896هـ)، وأعان يعقوب حاكم شروان في حربه مع حيدر الذي قُتل في طبرستان قرب دربند سنة 893هـ، واستولى يعقوب على أردبيل، ونقل أولاد حيدر إلى قلعة اصطخر في فارس حيث سُجنوا أربع سنوات ونصفاً (من ربيع الثاني سنة 894هـ إلى شوّال سنة 898هـ)، وحينما أدرك رستم حفيد أوزون حسن سنة 899هـ أن تزايد الدعم الشعبي للصفويين قد يهدد حكمه، أمر بقتل ابن حيدر الأكبر، يار علي، ثم ابنه إبراهيم، ونجا إسماعيل من القتل، ونجح فيما أخفق فيه أجداده، إذ التحق به في خريف سنة 906هـ/ 1500م سبعة آلاف من القِزِل باش وهم مقاتلون من القبائل التركمانية القاطنة في شرقي الأناضول، وشمالي سورية والمرتفعات الأرمينية، كانوا من أتباع الطريقة الصفوية ومن مريدي مشايخ الصفويين في أردبيل. وكان هؤلاء يتميزون من غيرهم بلباس رأس أمر حيدر أتباعه بلبسه، وهو عمامة قرمزية، ومن هذه العمامة اشتق لقبهم «قِزِل باش» أي «الرأس الأحمر».
استطاع إسماعيل بالاعتماد على مُقاتلة القِزِل باش أن يهزم الآق قيونلو في معركة شَرور، وأن ينتقم لوالده وجده من صاحب شروان. ثم استولى على أذربيجان سنة 907هـ/ 1501م واتخذ تبريز عاصمة له. وأعلن نفسه شاهاً في السنة نفسها، واتخذ من المذهب الاثني عشري مذهباً رسمياً للدولة الصفوية.
مدّ إسماعيل في العقد التالي سلطانه على مناطق متعددة، فاستولى على فارس والعراق العجمي (908-909هـ) ومازندران وجرجان ويزد (909هـ)، وديار بكر (911-913هـ) ثم بغداد والعراق سنة 914هـ. واعترف الحكام المحليون في خوزستان ولورستان وكردستان بسلطانه. وفي عام 916هـ/ 1510م هزم شاه إسماعيل الأوزبك بقيادة محمد شيباني خان (سيد ما وراء النهر وخراسان) هزيمة ساحقة بالقرب من مرو، فأصبح إسماعيل بهذا سلطان خراسان كلها، واتخذ هراة قاعدة ثانية لمملكته، وغدت هراة مقراً دائماً لأمير من الأمراء الصفويين، وخاصة ولي العهد، الذي كان يوضع تحت رعاية حاكم خراسان من القِزِل باش.
في سنة 917هـ/ 1511م وصلت قوات شاه إسماعيل إلى سمرقند لدعم الأمير التيموري بابُر الذي كان يأمل، بمساعدة هذه القوات، أن يستعيد سلطانه على مناطق ما وراء النهر، ولكن جيشاً كبيراً من الأوزبك دحر القوات الصفوية إلى ما وراء نهر جيحون، وعُقدت هدنة مع الأوزبك استمرت ثماني سنوات، وأخفق إسماعيل في إيجاد حل دائم لقضية الدفاع عن حدوده الشمالية الشرقية.
وفي عام 920هـ/ 1514م التقى الجيشان الصفوي والعثماني في معركة غالديران (جالديران) الشهيرة، إذ كان وجود أعداد كبيرة من القبائل التركمانية، التي تدين بالولاء للصفويين ضمن أراضي الدولة العثمانية، يعد تهديداً للعثمانيين لا يمكن تجاهله. وقد انتصر السلطان سليم الأول في هذه الموقعة انتصاراً ساحقاً واحتل تبريز، ولكنه اضطر إلى مغادرتها حينما بلغه أن قانصوه الغوري سلطان المماليك أرسل جيشاً من مصر لنجدة الشاه إسماعيل.
كان لهزيمة إسماعيل في معركة غالديران نتائج مهمة، فقد خسر ديار بكر ومرعش، وقُتل في المعركة عدد كبير من زعماء القزل باش وثلاثة من علمائهم البارزين؛ وفقد شاه إسماعيل إيمانه بقوته ومنعته، فلم يخض بنفسه بعد ذلك معركة واحدة طوال السنوات العشر الأخيرة من حكمه، كما أثرت فيه الخسائر التي مني بها على الجبهة الشرقية أيضاً، فقد خسر بلخ سنة 922هـ/ 1516-1517م وقندهار سنة 928 هـ/ 1522م وكاد يخسر هراة نفسها سنة 927هـ و930هـ، فتضاءل اهتمامه بأمور الدولة، وتأثرت العلاقة بينه وبين مريديه القزل باش، الذين كانوا ينظرون إليه نظرة تقديس، فدب الخلاف من جديد بين قبائل القزل باش بعد أن نجحت الدعوة الصفوية في تحويل طاقاتها إلى هدف أسمى، وانخرطت في حرب أهلية دامت نحو عشر سنوات بعد موت شاه إسماعيل (930-940هـ/ 1524-1533م) وكادت تعصف بالدولة الصفوية كلها.
توفي إسماعيل في تبريز، ودفن في أردبيل حيث مقابر الصفويين، وخلفه ابنه طهماسب (930-984هـ)
نجدة خماش
اسماعيل صفوي
Ishmael Al-Safawi - Ismaël Al-Safawi
إسماعيل الصفوي
(892 ـ 930هـ/ 1487ـ 1523م)
إسماعيل بن حيدر بن جنيد الصفوي، مؤسس الأسرة الصفوية في إيران، من أحفاد الشيخ صفي الدين (650-735هـ/ 1252-1334م) الذي استقرَّ بأردبيل من أعمال أذربيجان، ويقال إنه من نسل الإمام موسى الكاظم.
ظهر الصفويون منافسين لحكم جهان شاه زعيم القره قيونلو في إيران، وكانت الحركة الصفوية قد تطورت في عهد جُنيد جد إسماعيل من حركة دينية إلى حركة تسعى للاستيلاء على السلطة، وعدّ جهان شاه هذه الحركة تهديداً له، فأمر جُنيداً بمغادرة أردبيل، وإلا تعرضت للخراب والدمار، فهرب جنيد إلى بلاط أوزون حسن زعيم الآق قيونلو في ديار بكر. ومع وجود الخلاف المذهبي بين جنيد الشيعي وأوزون حسن السني فإنهما تحالفا على الوقوف في وجه جهان شاه، الذي كان قد استغل وفاة شاه رخ التيموري (في ما وراء النهر) سنة 850هـ/ 1447م ليمد سلطته إلى أقصى اتساعها. وتأيد هذا التحالف حين تزوج جنيد أخت أوزون حسن، خديجة بيكُم. فلما قُتل جُنيد سنة 861هـ في حربه مع صاحب شروان، بايع أتباعُهُ الشيخ حيدر بن جنيد وزَوَّجه خالُه، أوزون حسن، ابنته حليمة بيكُم، وأعاده إلى أردبيل إثر انتصاره على جهان شاه (872هـ/ 1468م) وسيطرته على كل ممتلكات القره قيونلو.
ولما توفي أوزون حسن سنة 883هـ / 1478م،استحكم العداء بين حيدر الذي ازداد نفوذه في أردبيل ويعقوب بن أوزون حسن (884هـ - 896هـ)، وأعان يعقوب حاكم شروان في حربه مع حيدر الذي قُتل في طبرستان قرب دربند سنة 893هـ، واستولى يعقوب على أردبيل، ونقل أولاد حيدر إلى قلعة اصطخر في فارس حيث سُجنوا أربع سنوات ونصفاً (من ربيع الثاني سنة 894هـ إلى شوّال سنة 898هـ)، وحينما أدرك رستم حفيد أوزون حسن سنة 899هـ أن تزايد الدعم الشعبي للصفويين قد يهدد حكمه، أمر بقتل ابن حيدر الأكبر، يار علي، ثم ابنه إبراهيم، ونجا إسماعيل من القتل، ونجح فيما أخفق فيه أجداده، إذ التحق به في خريف سنة 906هـ/ 1500م سبعة آلاف من القِزِل باش وهم مقاتلون من القبائل التركمانية القاطنة في شرقي الأناضول، وشمالي سورية والمرتفعات الأرمينية، كانوا من أتباع الطريقة الصفوية ومن مريدي مشايخ الصفويين في أردبيل. وكان هؤلاء يتميزون من غيرهم بلباس رأس أمر حيدر أتباعه بلبسه، وهو عمامة قرمزية، ومن هذه العمامة اشتق لقبهم «قِزِل باش» أي «الرأس الأحمر».
استطاع إسماعيل بالاعتماد على مُقاتلة القِزِل باش أن يهزم الآق قيونلو في معركة شَرور، وأن ينتقم لوالده وجده من صاحب شروان. ثم استولى على أذربيجان سنة 907هـ/ 1501م واتخذ تبريز عاصمة له. وأعلن نفسه شاهاً في السنة نفسها، واتخذ من المذهب الاثني عشري مذهباً رسمياً للدولة الصفوية.
مدّ إسماعيل في العقد التالي سلطانه على مناطق متعددة، فاستولى على فارس والعراق العجمي (908-909هـ) ومازندران وجرجان ويزد (909هـ)، وديار بكر (911-913هـ) ثم بغداد والعراق سنة 914هـ. واعترف الحكام المحليون في خوزستان ولورستان وكردستان بسلطانه. وفي عام 916هـ/ 1510م هزم شاه إسماعيل الأوزبك بقيادة محمد شيباني خان (سيد ما وراء النهر وخراسان) هزيمة ساحقة بالقرب من مرو، فأصبح إسماعيل بهذا سلطان خراسان كلها، واتخذ هراة قاعدة ثانية لمملكته، وغدت هراة مقراً دائماً لأمير من الأمراء الصفويين، وخاصة ولي العهد، الذي كان يوضع تحت رعاية حاكم خراسان من القِزِل باش.
في سنة 917هـ/ 1511م وصلت قوات شاه إسماعيل إلى سمرقند لدعم الأمير التيموري بابُر الذي كان يأمل، بمساعدة هذه القوات، أن يستعيد سلطانه على مناطق ما وراء النهر، ولكن جيشاً كبيراً من الأوزبك دحر القوات الصفوية إلى ما وراء نهر جيحون، وعُقدت هدنة مع الأوزبك استمرت ثماني سنوات، وأخفق إسماعيل في إيجاد حل دائم لقضية الدفاع عن حدوده الشمالية الشرقية.
وفي عام 920هـ/ 1514م التقى الجيشان الصفوي والعثماني في معركة غالديران (جالديران) الشهيرة، إذ كان وجود أعداد كبيرة من القبائل التركمانية، التي تدين بالولاء للصفويين ضمن أراضي الدولة العثمانية، يعد تهديداً للعثمانيين لا يمكن تجاهله. وقد انتصر السلطان سليم الأول في هذه الموقعة انتصاراً ساحقاً واحتل تبريز، ولكنه اضطر إلى مغادرتها حينما بلغه أن قانصوه الغوري سلطان المماليك أرسل جيشاً من مصر لنجدة الشاه إسماعيل.
كان لهزيمة إسماعيل في معركة غالديران نتائج مهمة، فقد خسر ديار بكر ومرعش، وقُتل في المعركة عدد كبير من زعماء القزل باش وثلاثة من علمائهم البارزين؛ وفقد شاه إسماعيل إيمانه بقوته ومنعته، فلم يخض بنفسه بعد ذلك معركة واحدة طوال السنوات العشر الأخيرة من حكمه، كما أثرت فيه الخسائر التي مني بها على الجبهة الشرقية أيضاً، فقد خسر بلخ سنة 922هـ/ 1516-1517م وقندهار سنة 928 هـ/ 1522م وكاد يخسر هراة نفسها سنة 927هـ و930هـ، فتضاءل اهتمامه بأمور الدولة، وتأثرت العلاقة بينه وبين مريديه القزل باش، الذين كانوا ينظرون إليه نظرة تقديس، فدب الخلاف من جديد بين قبائل القزل باش بعد أن نجحت الدعوة الصفوية في تحويل طاقاتها إلى هدف أسمى، وانخرطت في حرب أهلية دامت نحو عشر سنوات بعد موت شاه إسماعيل (930-940هـ/ 1524-1533م) وكادت تعصف بالدولة الصفوية كلها.
توفي إسماعيل في تبريز، ودفن في أردبيل حيث مقابر الصفويين، وخلفه ابنه طهماسب (930-984هـ)
نجدة خماش