اسلام (تاريخيا) Islam

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسلام (تاريخيا) Islam

    الإسلام (تاريخيا)

    اسلام (تاريخيا)

    Islam - Islam


    تاريخ الإسلام

    حين تنزل الوحي على رسول الله محمد بن عبد اللهe يأمره بالدعوة إلى الإسلام، أخذ يدعو المقربين إليه من الذين كان يثق بهم ويعلم مكانته في نفوسهم، فكانت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد أول من آمن به، ثم آمن به ابن عمه وربيبه علي بن أبي طالب، ومولاه زيد بن حارثة، وأبو بكر الصديق. وكان أبو بكر أول من أظهر إسلامه ممن تبع الرسول e، وأخذ يدعو إلى الإسلام سراً من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فكان هؤلاء الثمانية النفر الذين سبقوا إلى الإيمان بالدعوة، ثم تتابع الناس يدخلون في الإسلام، رجالاً ونساءً حتى فشا ذكره بمكة وتحدث به الناس.
    ثم إن الله عز وجل أمر نبيه محمداً e بعد بعثه بثلاث سنين أن يصدع بما أمر به وأن يدعو الناس إلى الإسلام جهراً، وكان قبل ذلك يدعوهم سراً، وقد جاءه الأمر بعلانية الدعوة في الآية الكريمة )فَاْصْدَع بما تُؤْمَر وأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكين( (الحجر 94) وفي قوله تعالى: )وَأَنْذِر عَشيرَتَك الأَقْرَبين، واخْفِضْ جَناحَك لِمَنْ اتَّبَعَك مِن المُؤْمِنين، فَإِنْ عَصَوْك فَقُل إنِّي بَريءٌ مِمّا تَعْمَلون( (الشعراء 214-216) وتشير الروايات التي نقلها كل من ابن سعد والطبري، إلى أن هذه الدعوة لم تبعد عنه قومه «ولم تعلن قريش العداء للرسول e حتى عاب الله آلهتهم التي يعبدونها من دونه، وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر، فحينئذ شنفوا لرسول الله وعادوه».
    وعلى معارضة قريش للرسول e وإجماعهم على معاداته والكيد له فإن الرسول مضى مظهراً لأمر الله لا يرده عنه شيء، وساعده على ذلك حدب عمه أبي طالب عليه ومنعه إياه وقيامه دونه، وإذا كان أمر الدعوة قد قوي بإسلام حمزة بن عبد المطلب عم الرسول e ثم بإسلام عمر بن الخطاب، فإن الإسلام لم يبدأ بالانتشار على نطاق واسع إلا بعد هجرة المسلمين والرسول r إلى المدينة، ونزول تشريع الجهاد في نهاية السنة الأولى من الهجرة (623م)، وكانت أول آية نزلت في القتال، وفق رواية ابن عباس، قوله تعالى: )أُذِنَ لِلّذينَ يُقاتَلُون بِأَنَّهُم ظُلِمُوا، وإنّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِم لَقَديرٌ، الّذين أُخْرِِجوا مِنْ دِيارِهِم بِغَيْرِ حَقّ إلا أَنْ يَقولُوا رَبُّنا اللّهُ ولَولا دَفعُ اللّهِ الناسَ بعضَهُم ببعضٍ لَهُدِّمَتْ صوامِعُ وبيَعٌ وصَلَواتٌ ومَساجِدُ يُذكرُ فيها اسمُ اللّهِ كثيراً، ولَيَنصُرَنّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُه، إن الله لقويٌّ عَزيز( (الحج 39-40).
    وقد أعطى تشريع الجهاد المجتمع الإسلامي الفتي في المدينة دفعاً جديداً أسبغ عليه ـ مع التشريعات الأخرى ـ صفة الدولة التي لا غنى لها عن مجالدة الأعداء لحماية مكتسباتها والعمل على نشر دعوتها ومبادئها. وكان رسول الله e يدرك تماماً أن استقراره في المدينة ليس إلا نقطة انطلاق لدعوته، وقاعدة لمتابعة نشر الإسلام في الجزيرة وخارجها، وأن نجاحه في مهمته مرهون بإخضاع مكة ودخول قريش في الإسلام وفي طاعة رسول الله. لذلك يؤكد ابن إسحاق في سيرته أهمية فتح مكة في قدوم الوفود على الرسول e مبايعة على الإسلام والطاعة في قوله: «وإنما كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش وأمر رسول الله e، ذلك أن قريشاً كانوا إمام الناس وهاديهم، وأهل البيت الحرام، وقادةُ العرب لا ينكرون عليهم ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله وخلافه، فلما افتُتِحت مكةُ ودانت له قريش ودخلت الإسلام، وعرفت العرب أن لا طاقة لهم بحرب الرسول ولا عداوته، فدخلوا في دين الله كما قال عز وجل في سورة النصر: )إذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلون في دِيْنِ اللَّهِ أَفواجاً، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاستَغْفِرْهُ إِنَّه كانَ تَوَّاباً(.
    وعلى كثرة الوفود التي زارت المدينة، مبايعة الرسول الكريم، فإنه ظل في الجزيرة العربية فريق يحرص على دينه القديم، ولايريد أَنْ يُسْلِم قياده للدين الجديد، أو لرسول الله e، حتى نزلت سورة التوبة قبيل موسم الحج في السنة التاسعة للهجرة، تُوضِّحُ الموقف الذي يجب أن يتخذه الرسول تجاه المشركين، إذ تضمنت بعض آياتها (1-5) أن المشركين الذين لم يؤمنوا برسالة الرسول بعد، يمهلون مدة أربعة أشهر، فإن لم ينضموا إلى الصف المسلم فسيحارَبون، وسيكون الله ورسوله براء منهم، لذلك غدت القبائل التي تلكأت في إعلان إسلامها أو إرسال وفود من قبلها لبيعة الرسول معرَّضة لغزو المسلمين حتى تقر بالإسلام، وتعترف برسالة الرسول، وكان هذا حال بني الحارث بن كعب، فقد ظلت هذه القبيلة، التي كانت تنزل نجران، على الشرك حين أسلمت بقية القبائل المجاورة. ويذكر ابن إسحاق أن الرسول بعث إليها خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من السنة العاشرة للهجرة وأمره أن يدعوهم ثلاثاً إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم، فإن استجابوا قبل منهم إسلامهم وإلا وجب عليه قتالهم. وتعد سرية خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب تحولاً جديداً في تاريخ الدعوة الإسلامية، إذ إنها كانت بعكس سابقاتها لا للدفاع عن الإسلام تجاه من يهدده، ولكن لغزو من تلكأ في اعتناقه وخضوعه للرسول من المشركين.
    انتشار الإسلام في البلاد العربية والمشرق
    لما كان الجهاد شريعة من شرائع الإسلام فإن فكرة الفتح ونشر الإسلام خارج حدود الجزيرة جاءت متناسبة مع عمومية الدعوة التي تقتضي ألا تقتصر على عرب الجزيرة بل تتعداهم إلى العرب القاطنين خارج الجزيرة، وإلى أمم الأرض جميعاً. ولذلك فإن الفتوحات التي تمت في عهد الخلفاء الراشدين والتي امتدت في خلافة بني أمية لتصل الأندلس غرباً وبلاد ما وراء النهر والسند شرقاً، كان لها أثر ملحوظ في سرعة انتشار الدين الإسلامي. فدخل الإسلام هذه البلاد بدخول العرب المسلمين إليها، وما لبث على مر الزمن أن تغلب على الأديان التي وجدت قبله، وأصبح المسلمون أغلبية في تلك البلاد، ومع ذلك فالثابت أن الدولة العربية التي قامت على أساس الدعوة الإسلامية، وكان شعارها حماية ذلك الدين والقيام بنصرته، لم تضطهد أحداً من أهل الذمة أو ترغمه على ترك دينه. ذلك أن القرآن لا يرضى الإكراه في الدين وفي هذا يقول تعالى: )لا إِكْراهَ في الدين، قَدْ تَبيَّن الرُشْدُ من الغَيِّ، فَمَن يَكْفُر بالطاغوتِ ويُؤمِنْ باللّهِ فَقَد اسَتمْسَك بِالعُروَةِ الوُثقى لا انفصام لَها، واللَّهُ سميعٌ عَليم( (البقرة 256). وفي قوله سبحانه تعالى مخاطباً الرسول )وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ في الأرضِ كُلُّهُم جَميعاً، أَفأَنتَ تُكْرِه الناسَ حتَّى يَكونُوا مُؤْمِنين( (يونس 99) وإلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي تفيد هذا المعنى، وكان العرب في عصر الخلفاء يخيرون أهالي البلاد المفتوحة بين أمور ثلاثة، الإسلام أو الجزية أو الحرب، وكانت هذه الدعوة أولى الخطا في الفتوحات وعنوان هذه الحركة ومبعثها.
    اعتمد الخلفاء الأول في نشر الإسلام على اقتداء الناس بالمسلمين ولاسيما المقاتلة منهم. فأصدروا تعليمات أخلاقية محكمة لجند المسلمين. فتعليمات أبي بكر لأسامة بن زيد لا يكاد يوجد لها ما يماثلها في تعليمات ملك أو أمير أو قائد جيش في التاريخ قديماً أو حديثاً. وقد استطاع القادة العرب في عهد الخلفاء الراشدين أن ينالوا ثقة سكان البلاد نتيجة للسياسة السمحة التي اتبعوها، وقد أدركوا أن أمان الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم هو أول ما يجب أن يشيع في نفوسهم، وأن يملأ عليهم آفاقهم، لأنه إذا توافرت لهم الأجواء المسالمة التي لا يفسدها الخوف فإنما تتوافر لهم الثقة بأصحاب الدعوة والإعجاب بما يؤمنون به، وقد يكون الإعجاب طريقاً للمشاركة والإيمان. من أجل هذا كانت كتب الصلح المختلفة تؤكد إعطاء الأمان للسكان على أنفسهم وأموالهم ومللهم وشرائعهم. جاء ذلك في كتاب خالد بن الوليد إلى أهل دمشق، وفي كتاب عمر بن الخطاب إلى أهل بيت المقدس، وفي كل الكتب التي كتبت لمدن الجنوب بفلسطين ومدن الشمال في الجزيرة، وفي معاهدة عمرو بن العاص مع أهل مصر، وفي الكتب التي كتبها القادة المسلمون في المدن الإيرانية والأرمنية. والشيء الأصيل في سيرة المسلمين في المناطق الإيرانية، أن العرب المسلمين أنزلوا أهلها منزلة أهل الكتاب فجعلوهم ذمة، ولم يأخذوا بالأصول النظرية التي تخير بين قبول الإسلام أو القتال لغير أهل الكتاب، وإنما عاملوا أهلها معاملتهم هؤلاء، وذلك بعد أن أكد عبد الرحمن بن عوف لعمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله e يقول: سنّوا بهم سنة أهل الكتاب، وحينما ذكر عمرو بن عوف حليف بني عامر بن لؤي أن رسول الله قبل الجزية من أهل البحرين، وكانوا مجوساً.
    كان لإسكان المقاتلة المسلمين في البصرة والكوفة وأجناد الشام والفسطاط وكرمان وأذربيجان أثر كبير في انتشار الإسلام في هذه البقاع، ويذكر البلاذري أنه حينما ولَّى الوليد بن عقبة الأشعثَ بن قيس أذربيجان، أسكنها ناساً من العرب من أهل العطاء والديوان، وأمرهم بدعوة الناس إلى الإسلام، فلما كانت خلافة علي بن أبي طالب، قَدِمها الأشعث بن قيس والياً للمرة الثانية فوجد أكثر أهلها قد أسلموا وقرؤوا القرآن.
    ومع انتشار الإسلام كان لابد من إرسال من يفقّه المسلمين أمور دينهم، فأرسل عمر بن الخطاب حِبَّان بن أبي جَبَلَة إلى مصر، وعبد الله بن مسعود إلى الكوفة، وأبا موسى الأشعري إلى البصرة مع عشرة من الأنصار في مقدمتهم أنس بن مالك، وأورد البخاري في تاريخه أن يزيد بن أبي سفيان كتب إلى عمر بن الخطاب أن أهل الشام قد كثروا وملؤوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم، فأرسل إليه معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبا الدرداء، وطلب إليهم أن يبدؤوا بحمص ثم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين.
    شجع الأمويون كذلك القبائل العربية على الاستيطان في الأقاليم المفتوحة المختلفة التي كانت نسبة العرب فيها قليلة، فالمقريزي يذكر أن الإسلام لم ينتشر في قرى مصر إلا بعد المئة الأولى من تاريخ الهجرة عندما أنزل عبيد الله بن الحبحاب قيساً بالحوف الشرقي (الحوف الشرقي من جهة الشام يشتمل على بلدان وقرى كثيرة)، فلما كانت المئة الثانية من سني الهجرة كثر انتشار المسلمين بقرى مصر ونواحيها، وقد حمل زياد بن أبيه والي العراقين (45-53هـ) خمسين ألف أسرة على أن تهاجر من البصرة والكوفة وتقيم في خراسان، وأسكن قتيبة بن مسلم الباهلي العرب في سمرقند وبخارى، ويذكر النرشخي في كتابه تاريخ بخارى أن قتيبة «أظهر الإسلام وغرسه في قلوب أهل بخارى وشدَّد عليهم بكافة الطرق». ورأى أن أفضل وسيلة لنشر الإسلام بين السكان هي أن يسكن العرب في بيوتهم، فأمر أهل بخارى أن يعطوا نصف بيوتهم للعرب ليقيموا معهم ويطلعوا على أحوالهم فيظلوا مسلمين بالضرورة، «وألزمهم قتيبة بأحكام الشريعة وبنى المسجد الجامع وأمر الناس بأداء صلاة الجمعة». ويورد البلاذري أن قتيبة أخرج الأصنام من بيوت الأصنام والنيران في سمرقند، فأُخِذت حليها ثم أحرقت، وكانت الأعاجم تقول: إن من يهتك حرمتها يهلك، فلما أحرقها قتيبة بيده ولم ينله أذى، أسلم منهم خلق كثير. وباستقرار العرب في بخارى وسمرقند استطاع قتيبة أن يجعل من هاتين المدينتين مراكز للثقافة العربية ومنابت لغرس الإسلام في آسيا الوسطى، كما كانت مرو ونيسابور في خراسان.
    ومع أن قتيبة غزا بلاد الشاش وفرغانة سنة 95هـ، وبلغ سنة 96هـ بجيشه بلاد كاشغر من أرض تركستان الصينية، وبعث رسله إلى ملك الصين يدعوه إلى الإسلام أو دفع الجزية، فقد حال موت الوليد ومقتل قتيبة في السنة نفسها دون استقرار الإسلام في تلك الأرجاء. وإذا كان العرب قد انتصروا سنة 134هـ/ 751م في معركة طلس التي هُزم فيها الجيش الصيني في عهد أسرة تانغ (618-906م) وكان من نتائجها تقوقع الصين وتجنبها الانفتاح على العالم الخارجي، فإن الإسلام لم يستقر في المناطق الغربية والشمالية الغربية من الصين ولاسيما مقاطعتي كانسو ويونان إلا في عهد أسرة يوان المغولية (Yuan (1368- 1260.
    وإذا كان للأمويين فضل في نشر الإسلام في الشرق فيجب أن لا يغفل دور خلفاء بني العباس في عملية نشر الإسلام في ما وراء النهر كذلك، ويورد البلاذري «أن المأمون كان يكتب إلى عماله على خراسان في غزو من لم يكن على الطاعة والإسلام من أهل ما وراء النهر، ويوجه رسله فيفرضون لمن رغب في الديوان وأراد الفريضة من أهل تلك النواحي وأبناء ملوكهم، ويستميلهم بالرغبة، فإذا وردوا بابه شرَّفهم وأسنى صلاتهم وأرزاقهم». وتابع المعتصم سياسة المأمون حتى «صار جل شهود عسكره من جند أهل ماوراء النهر من الصغد والفراغنة وإشروسنة وأهل الشاش وغيرهم»، «وصار أهل تلك البلاد يغزون مَن وراءهم فيما وراء النهر». وساعد ظهور الدولة السامانية (261هـ -389هـ) في ما وراء النهر التي اتخذت من بخارى عاصمة لها على نشر الإسلام سلماً بين الأتراك الرحل المقيمين على حدود دولتهم، ويذكر ابن الأثير في أحداث سنة 349هـ أنه أسلم من الترك الغز بزعامة أبناء سلجوق نحو مئتي ألف خركاه (كلمة فارسية معناها الخيمة الكبيرة)، وكان من نتيجة سيطرة فرع من الأتراك السلاجقة، عرفوا بسلاجقة الروم، على أقسام من آسيا الصغرى وتأسيسهم دويلات فيها في القرن الخامس الهجري أن ازداد الإسلام انتشاراً إذ بدأت آسيا الصغرى تصطبغ بالصبغة التركية، وكان معظم ترك الأناضول من قبائل الغز (الأوغوز) التي دخلت مع السلاجقة ثم أضيف إليهم اللاجئون الفارون من غزوات التتر في المشرق ولاسيما من سلطنة خوارزم، وظلَّ كثير من قبائل الترك يحتفظ بالمعتقدات الدينية السابقة للإسلام بعد أن طبعوها بطابع هذا الدين الذي دخلوا فيه، وكان انتشار هذا الطابع الإسلامي نتيجة للدعوة التي قام بها الدراويش الجوالون الذين عرفوا بالقلندرية والحيدرية، وقد تشربت دعوتهم بالأفكار الصوفية مع غلبة الآراء الشيعية عليها.
    أما الحكام والطبقات العليا في المجتمع فقد دخلوا في الإسلام على مذهب أهل السنة أيام السلاجقة شأنهم في ذلك شأن الدول السلجوقية الأخرى كما أن المذهب الحنفي أصبح المذهب الرسمي السائد في الأناضول ثم في السلطنة العثمانية. بيد أن الطبقات العليا من المجتمع لم تخلُ من صوفية قوية كان مصدرها خراسان التي خرج منها جلال الدين الرومي وقد عاش في بلاط آل سلجوق بمدينة قونية وأثر قروناً في الثقافة التركية العثمانية، وما يزال ضريحه وأضرحة أتباعه من رؤساء الدراويش (المولوية) موضع تبريك عند الأتراك.
    من الأناضول بدأ الإسلام يدخل إلى البلقان، إذ إن العثمانيين الذين كانوا قد أسسوا إمارة تركية في النصف الثاني من القرن السابع الهجري/ القرن الثالث عشر الميلادي في شمال غرب الأناضول قرب بحر مرمرة، بدأوا بتوطيد أقدامهم في البر الأوربي فاستولوا سنة 755هـ/ 1354م على شبه جزيرة غاليبولي Gallipoli ثم على أدريانوبل Adrianople (أدرنة) سنة 764هـ/ 1362م واتخذوها عاصمة لهم وفي سنة 799هـ/ 1396م انتصر الجيش العثماني على الهنغار في معركة نيكوبولس Nicopolis وعلى تحالف الدول الأوربية في معركة فارنا عام 848هـ/ 1444م وفي سنة 857هـ/ 1453م (وهي السنة التي استولى فيها العثمانيون على القسطنطينية) تمَّ إخضاع البلقان للحكم العثماني فسيطروا على بلاد الصرب والبوسنة والهرسك وبلغارية وبلاد اليونان ووصلت جيوشهم إلى فيينة (النمسة).
    عاش القسم الأعظم من سكان البلقان مدة تقارب خمسة قرون تحت الحكم الإسلامي إذ كانت السلطة الحاكمة دولة إسلامية وليست تركية، وبما أن المسلمين وحدهم كان يحق لهم أن يلتحقوا بالقوّات العسكرية أو يعينوا في المناصب الإدارية فإن قسماً كبيراً من سكان البلقان اعتنقوا الإسلام وأخذوا يشغلون أعلى المراكز في الجهاز الإداري والعسكري ويؤلفون قاعدته الرئيسية نتيجة لتطبيق نظام الدفشرمة devsirme في البلقان، حيث كانت السلطة العثمانية تأخذ كل خمس سنوات أو أربع صبياً من بين أربعة صبيان في الأسرة الواحدة ليرسل إلى الآستانة ويربى تربية إسلامية، وكان الأكفاء من هؤلاء الصبية يدربون في مدرسة البلاط إدارياً ثم يعينون في المناصب الإدارية المختلفة في كل أنحاء السلطنة. أما الأولاد الآخرون فكانوا يدربون للالتحاق بالجيش الانكشاري.
    ومع أن الحكومة أظهرت تسامحاً كبيراً تجاه أهل الذمة، فإن الوضع الاجتماعي لهم لم يكن بمستوى الوضع الاجتماعي للمسلمين، كما أنه كان يفرض على هؤلاء ضرائب أثقل من تلك التي فرضت على المسلمين، وكانوا يدفعون ضريبة إضافية مقابل إخضاعهم للجندية ويقدمون مبالغ مالية وخدمات معينة في أوقات الحرب، ولكن هذه الإجراءات لم تُغر سكان البلقان بالدخول في الإسلام جماعاتٍ باستثناء البوسنة وألبانية، فقد كانت الخلافات الدينية في البوسنة تمزق البلاد في العصور الوسطى، واستمرت ولكن على نحو آخر تحت الاحتلال العثماني ولذلك فضلت الطبقة النبيلة فيها الدخول في الإسلام والتخلي عن الكاثوليكية الرومانية على المذهب البوغوملي Bogomili (طائفة مسيحية في البلقان كانت تشجع العزوبية وتمنع أكل اللحوم وتقديس الأيقونات وكان الأباطرة البيزنطيون يحاولون استئصالها) حرصاً على مصالحها من جهة ورغبة في الاحتفاظ بأراضيها، وهكذا دخلت أعداد من الصقالبة البوسنيين في الإسلام وتولى كثير منهم مناصب متميزة في الإدارة التركية.
    أما في ألبانية فإن العثمانيين اكتفوا باعتراف الأمراء الإقطاعيين الألبان بسيادة السلطان العثماني إضافة إلى خراج سنوي معين.
    لكن الإسلام لم يبدأ بالانتشار الواسع إلا بعد فتح القسطنطينية واستقرار الحكم العثماني. وأسهم هذا الاستقرار والازدهار في تحول الألبان التدريجي نحو الإسلام الذي وصل إلى ذروة انتشاره في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. وكان المسلمون الألبان يتلقون ثقافتهم في المدارس التركية ويصلون إلى مراكز كبيرة في الجيش والإدارة، وفي القرن التاسع عشر كان ثلثا السكان الألبان من المسلمين، ووحدت البكطاشية (البكتاشية) الكثير من الأتباع في ألبانية بعد طردهم من تركية في أوائل القرن العشرين، وفي سنة 1967 أغلقت الحكومة الألبانية أماكن العبادة، وفي سنة 1976 منع الدستور الألباني كل الأديان ولكن هذه الإجراءات لم تؤد إلى انحسار الإسلام فقد أظهرت إحصاءات سنة 1998 أن المسلمين في ألبانية يؤلفون 80% من سكانها.
    انتشار الإسلام في الهند وشرقي آسيا وجنوب شرقيها
    استولى محمد بن القاسم الثقفي في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي (75-95هـ) على الديبُل (كراتشي) سنة 89هـ، واختط للمسلمين مسجداً فيها وأنزلها أربعة آلاف من المسلمين، وبعد مقتل الملك داهر غلب محمد بن القاسم على بلاد السند كلها، واستطاع بحسن سياسته وقدرته على تدبير أمور الحكم أن يتألف قلوب أهلها حتى إنهم بكوا عليه حينما حُمل مقيّداً إلى العراق سنة 96هـ، وحُبس في واسط في خلافة سليمان بن عبد الملك.
    كان من الطبيعي بعد ما جرى لهذا الفاتح أن تثور القلاقل في البلاد المفتوحة، مما اضطر والي السند إلى خوض الحرب من جديد لاسترداد ما فتحه محمد بن القاسم من قبل، فلما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ) كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام على أن يملكهم، ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وقد كانت بلغتهم سيرته ومذهبه فأسلم عدد منهم وتسموا بأسماء عربية.
    ومع أن المسلمين أُخرجوا من الهند في ولاية تميم بن زيد القيني في خلافة هشام بن عبد الملك (105-125هـ) فإن فضل غرس الإسلام في تلك المنطقة يعود إلى هذه الحقبة من التاريخ. ولكن فتح المسلمين الهند لم ينطلق من السند وإنما بدأ من أفغانستان، وكانت أول دولة إسلامية شبه مستقلة تألفت في كابل هي تلك التي أنشأها يعقوب بن ليث الصفّار في سجستان، ثم حل بعد هذه الدولة ولاة للسامانيين ومنهم ألب تكين الذي وضع أساس الدولة الأفغانية الإسلامية المستقلة الأولى في غزنة التي أصبحت عاصمة لدولة عظمى هي الدولة الغزنوية (579-351هـ/ 1183-962)، وكانت زحوف الغزنويين على الهند واستقرارهم في لاهور بداية تأسيس حكومة إسلامية قوية فيها، وفي عهد الغوريين (543-612هـ/ 1148- 1215م) قام محمد الغوري بنفسه وبوساطة قادته بحملات مكنتهم من فتح شمالي الهند حتى مصب الغانج، ونصب مملوكه قطب الدين أيبك والياً عاماً على دهلي (دلهي اليوم)، فلما مات محمد الغوري سنة 602هـ/ 1206م أعلن مملوكه قطب الدين نفسه حاكماً على الهند، فكانت دولته أول دولة إسلامية حكمت في الهند فقط، وهي أول خمس دول إسلامية حكمت أجزاء واسعة من الهند قبل أن يسيطر عليها أبو الفتوح جلال الدين محمد شاه أكبر سنة 944هـ/ 1537 ويقيم سلطنة من السلالة التيمورية، سمّاها الأوربيون امبراطورية المغول العظام، وعاشت حتى القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي.
    من الهند أخذ الإسلام يتجه شرقاً في الملايو والهند الصينية ويدخل إلى الأرخبيل الإندونيسي من الجهة الشمالية الغربية من سومطرة (مملكة أتجة 920-1321هـ/ 154-1903م) والمناطق الساحلية من جاوة. وكان ذلك على يد التجار المسلمين ولاسيما تجار الهند الكجراتيين والعرب والعجم، ثم أخذ في الانتشار باتجاه شرق الأرخبيل ووسطه، واعتنقه بعض حكام البلاد، كما حدث في سلطنة ديماك Demak التي كان سلطانها أول من اعتنق الإسلام من راجاوات إندونيسية، وكان له فضل نشر الإسلام في جاوة حتى غدا أكثر حكامها في القرن الثامن للهجرة (14م) من المسلمين، وكان ذلك السبب المباشر في سقوط امبراطورية الماجابهيت بين عامي 1512-1520م.
    وبما أن الثقافتين البراهمانية والبوذية دخلتا الأرخبيل عن طريق الهند وكان لهما تأثير عظيم في سكانه، فقد بدا الإندونيسيون أكثر تقبلاً للإسلام القادم من الهند أيضاً، وساعدت على اتساع انتشار الإسلام في جزر الأرخبيل باستثناء جزيرة بالي عوامل عدة، من بينها انتشاره سلماً عن طريق التجار المسلمين والبعثات الدينية وزواج الكثير منهم من نساء البلاد، وتحسن أوضاع السكان المحليين باعتناقهم دين المسلمين من أصحاب النفوذ، وسماحة الإسلام، وجشع المستعمرين الغربيين، والمنافسة التجارية والسياسية بينهم، وسوء معاملتهم أهل البلاد، مما دفع هؤلاء إلى تفضيل الإسلام على المسيحية دين المستعمر الأوربي.
    ومنذ أن أصبحت مَلَقة في أرخبيل الملايو سلطنة إسلامية (1511-1414م) استطاعت أن تفرض نفوذها على جانبي المضيق المسمى باسمها وتنشره بعيداً في المناطق الجنوبية الشرقية، وارتبط انتشار الإسلام هناك بتوسع سلطنة ملقة مع حكم مظفر شاه (864-850هـ/ 1459-1446م). وانتقل الإسلام من ملقة إلى جزيرة سليبس (سلاويسي اليوم) فأسلم سكانها من البوغيين في القرن السابع عشر، وهم شعب محارب مشهور بمهارته في البحار، وبلغت مراكب صيدهم سواحل أسترالية وغينية الجديدة، وكانت لهم أيام جهاد في مواجهة البرتغاليين.
    أما الفيليبين فقد بدأ دخول الإسلام إليها عن طريق التجار في القرن الخامس عشر الميلادي، وكان أول دخوله إلى جزيرة مندناو Mindanao وجزر السولو Sulu عن طريق بروني Brunei، ثم انتشر شمالاً إلى مانيلة، بيد أن وصول الكشوف الأوربية التي بدأت ببعثة ماجلان سنة 1521 ثم احتلال الإسبان سواحل بلاوان (الفيليبين) بالقوة سنة 1565م وإكراه السكان على اعتناق الكاثوليكية بالقوة حيناً وبالتبشير أحياناً، حال دون انتشار الإسلام في بقية الأرخبيل باستثناء بلاد المورو (مندناو) وأرخبيل السولو في الجنوب الغربي من الفيليبين التي لم تخضع للإسبان إطلاقاً.
    انتشار الإسلام في بلاد المغرب وإفريقية السوداء
    كان انتشار الإسلام في بلاد المغرب سريعاً، لأن الخروج من الوثنية إلى الإسلام كان أقرب إلى الواقع وأسهل إلى التحقيق من الخروج من المسيحية أو غيرها إلى الإسلام، وكانت سياسة الروم بإفريقية سبباً في القضاء على ماكان قد انتشر من المسيحية بين أهلها، إذ وقف هؤلاء موقف العداء من الروم وكل ما يتصل بهم من دين وحضارة، ويمكن تصور مدى اضمحلال المسيحية في إفريقية إذا ما علم أن عدد الأسقفيات في البلاد كان خمسمئة أسقفية قبل الغزو الفندالي في حين لم يزد عددها على 100 أسقفية في سنة 534م. ويبدو أن الإسلام بدأ ينتشر في شمالي إفريقية منذ غزو برقة في ولاية عمرو بن العاص الأولى، إلا أن الفتوح في إفريقية توقفت نتيجة الفتنة الأولى وتوقف معها انتشار الإسلام ولما استقر الأمر لمعاوية بن أبي سفيان وأصبح خليفة استأنف المسلمون نشاطهم في غزاة معاوية بن حديج، وعقبة بن نافع.
    أدرك عقبة (ت 63هـ) أن الإسلام لن ينتشر في ربوع المغرب إلا باستقرار المسلمين فيه، فعزم على بناء حاضرة «يتخذها المسلمون معسكراً وتكون عزاً للمسلمين إلى آخر الدهر»، فبنى مدينة القيروان. وقد استتبع إنشاء القيروان نتائج على درجة كبيرة من الأهمية، إذ لم يكد يتم تخطيطها حتى ظهرت إلى الوجود ولاية إفريقية، وبدأت أنظار العرب تتجه إليها، وأصبح لهم فيها عاصمة أو مركز يتبعه الإقليم المحيط به. ويقول ابن عذاري: «عندما أخذ العرب في بناء السور والمساجد والمساكن شدّ الناس المطايا من كل بلد إليها».
    ومع أن الروايات تشير إلى سرعة انتشار الإسلام في المغرب فإن ابن خلدون يذكر أن الإسلام لم تثبت أقدامه هناك إلا بعد أن وجه موسى بن نصير مولاه طارق بن زياد لفتح الأندلس، وأجاز معه الكثير من رجالات البربر «وأمرهم برسم الجهاد...» فحينئذ استقر الإسلام بالمغرب وأذعن البربر لحكمه. ويمكن للدارس أن يستخلص من الروايات الواردة عند ابن خلدون في تاريخه وابن حزم في جمهرة أنساب العرب، وابن عبد الحكم في فتوح مصر وأخبارها، أن العرب الذين كانوا يرسلون إلى قبائل البربر ليعلموهم الإسلام، كانوا يصبحون رؤساء عليهم في الوقت نفسه، وقد ظل اعتبار مُعَلِّم الإسلام والإمام رئيساً فعلياً للجماعة حقبة طويلة وكأنه تقليد استقر في المغرب.
    أخذ الإسلام بعد انتشاره واستقراره في المغرب ينتقل جنوباً ولاسيما في عهد المرابطين (448-541هـ/ 1056- 1146م) الذين سيطروا على كل المنطقة الممتدة من الأطلسي غرباً إلى الجزائر شرقاً، ومن أقصى الصحراء التي تقترب من منعطف النيجر والسنغال جنوباً، وتجاوزوا حدود إفريقية شمالاً إلى آبرة (ابرو) والتاجة في وسط وشمال شبه الجزيرة الإيبرية، كذلك وجد حكام مسلمون في كانم Kanem شمال بحيرة تشاد سنة 473 ـ 490هـ. وظهرت ممالك في مالي في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) ولكن الإسلام في هذه البقاع كان دين البلاط ودين الأرستقراطية المحاربة والمثقفة، وتأخر إسلام الجماهير من القبائل الإفريقية حتى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ثم ازداد اعتناق السكان له رداً على الاستعمار الأوربي.
    وفي شرقي القارة الإفريقية، بدأ انتشار الإسلام بطيئاً منذ القرون الإسلامية الأولى عن طريق المراكز التجارية المسلمة التي أقيمت على سواحل المحيط الهندي، ثم ازداد انتشاراً حينما أصبح ميناء زيلع (المقابل لعدن) مركزاً أساسياً لنشر الإسلام في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). ومن زيلع صعد المسلمون هضاب الحبشة المرتفعة. ومع أنهم لم ينجحوا في تثبيت أقدامهم في المرتفعات فإنهم فرضوا أنفسهم بإحكام في المناطق الأقل ارتفاعاً في الشرق والجنوب ولاسيما هَرَر.
    وفي وادي النيل صمَدت مملكة النوبة حتى القرن الثامن أو التاسع الهجري، ثم أسلم السودان النيلي كله، وتبع ذلك ظهور ممالك صغيرة بين النيل وتشاد، وفي القرن الثامن عشر غدا الإسلام مسيطراً جنوبي الصحراء الكبرى من الأطلسي وحتى البحر الأحمر فيما عدا مرتفعات الحبشة.
    عاقت الغابة الاستوائية الصعبة الاجتياز على طول خليج غينية والتي كانت موبوءة بذبابة «التسِه تسِه» tsé-tsé الدعاة، وأكثرهم مسلمون، عن التوغل فيها مدة طويلة، ولكن الوضع تبدل في العصر الحديث، فمع اعتناق بعض اليوروبا (قرب لاغوس) الإسلام، وتسرب الإسلام إلى بعض القبائل التي امتنعت سابقاً عن اعتناقه، وحركة الشعوب التي تميزت بها البلاد اليوم، وتوافر المواصلات، لم تعد هذه الغابة حاجزاً، وغدت الأحوال مواتية لتمازج المسلمين الكثيرين في المناطق الداخلية والمدن الساحلية.
    وكان من الأسباب التي ساعدت على نشر الإسلام في إفريقية السوداء انتشار مدارس القرآن التي غدت مراكز للتوعية الإسلامية، ولأعداد من الدعاة إلى الإسلام من أهل البلاد الذين تربوا فيها، ولذلك لم يكن ثمة فرق في أساليب العيش بين المسلمين والوثنيين الذين نبتوا من تربة واحدة، في حين كان الفرق في مفاهيم العيش واضحاً في حال المسيحيين القادمين من أوربة، كما أن الشعوب والقبائل الإفريقية وجدت في المسيحية ديناً استعمارياً مستورداً، في حين وجدت في الإسلام مايسوغ وجودها الاجتماعي وكيانها الوطني.
    نجدة خماش
يعمل...
X