فرح (إسكندر -)
(1851-1916)
إسكندر فرح مسرحي لبناني يُعدُّ بحق أحد رواد المسرح العربي. ولد في بيروت وتعرَّف المسرح عبر الفرق المسرحية الأوربية التي كانت تزور سورية. وأول عهده بالتمثيل، كان في ولاية مدحت باشا في دمشق. وقد انضم إلى فرقة أبي خليل القباني، وكان دوره تطوير فن التمثيل الدرامي في الفرقة، في حين اهتم القباني بتدريب أعضاء الفرقة على الغناء والموسيقى. وعندما سافر القباني إلى مصر عام 1884، كان إسكندر فرح من مرافقيه، واستمر بالعمل ضمن فرقة القباني في الإسكندرية.
في عام 1886 انفصل إسكندر فرح عن فرقة القباني، وأسس فرقة خاصة به انضم إليها سلامة حجازي. وقام إسكندر فرح - بمساعدة من شريف باشا- ببناء مسرح خشبي لفرقته في منطقة العتبة بالقاهرة، وقدمت الفرقة في تلك الفترة عدداً من المسرحيات الناجحة، منها «شقاء المحبين» المقتبسة من مسرحية «روميو وجولييت» لشكسبير.
قامت الفرقة بجولة واسعة في أقاليم مصر بين عامي 1896-1899. وفي عام 1899 بدأت مرحلة جديدة في مسيرتها، عندما قام إسكندر فرح بإنشاء مسرح متطور، يساير المسارح الأوربية من حيث فن المعمار والديكور. وهو ثاني مسرح في مصر يضاء بالكهرباء بعد دار الأوبرا، وأُعدّت فيه أماكن خاصة للعائلات. وقدمت فرقة فرح عروضها على المسرح الجديد مدة ست سنوات، منتقلة من نجاح إلى نجاح. وفي عام 1905، توقفت عن النشاط، بعد أن انسحب منها سلامة حجازي، نتيجة خلاف بينه وبين قيصر شقيق إسكندر فرح.
وما لبث أن أعاد إسكندر تشكيل فرقته من جديد، وكان من أعضائها الشــيخ أحمد الشامي، وعــزيز عيد، وأمين عطا الله، وعلي يوسف، وأحمــد محرم، ومحمود كامل، ومن الممثلات ماري صوفيان. واتجهت الفرقة إلى تقديم المسرحيات الأدبية الخالية من الغناء، ونجح في ذلك إلى حد كبير. وقدَّم في تلك المرحلة مسرحيات «الإفريقية»، و«البرج الهائل»، و«العواطف الشريفة»، و«عرابي باشا»، و«مكائد الغرام» وغيرها. وكل هذه المسرحيات قدمها في عام واحد، لتتعثر الفرقة من جديد بموت بطلتها ماري صوفيان عام 1906.
وبعد فترة قصيرة أعاد إسكندر فرح تشكيل فرقته، لتضم أسماء جديدة منها نجيب الريحاني، ومنسي فهمي. وظهر الغناء من جديد في الفرقة، بعد غيابه في المسرحيات السابقة.
ابتدع إسكندر فرح بدعة جديدة لجذب أكبر عدد من المتفرجين إلى مسرحه، وذلك بتقديم عروض السينما الصامتة في نهاية عروض المسرحية، وكانت السينما حديثة العهد في مصر. ونالت البدعة استحسان الجمهور، لكن الفرقة سرعان ما توقفت بعد وفاة قيصر شقيق إسكندر، الذي كان بمنزلة يده اليمنى في الفرقة.
في عام 1909 شكل إسكندر فرح فرقته الأخيرة، التي لم تستمر أكثر من شهر واحد، وعلى الرغم من قصر الفترة، قدمت الفرقة عدداً من المسرحيات القديمة، ومسرحية جديدة واحدة هي «الكونت دي كولانج». وبعدها أخذ إسكندر فرح يؤجر مسرحه لفرق مسرحية أخرى، وليكون ذلك آخر عهده بالمسرح قبل أن يرحل.
أحمد بوبس
(1851-1916)
إسكندر فرح مسرحي لبناني يُعدُّ بحق أحد رواد المسرح العربي. ولد في بيروت وتعرَّف المسرح عبر الفرق المسرحية الأوربية التي كانت تزور سورية. وأول عهده بالتمثيل، كان في ولاية مدحت باشا في دمشق. وقد انضم إلى فرقة أبي خليل القباني، وكان دوره تطوير فن التمثيل الدرامي في الفرقة، في حين اهتم القباني بتدريب أعضاء الفرقة على الغناء والموسيقى. وعندما سافر القباني إلى مصر عام 1884، كان إسكندر فرح من مرافقيه، واستمر بالعمل ضمن فرقة القباني في الإسكندرية.
في عام 1886 انفصل إسكندر فرح عن فرقة القباني، وأسس فرقة خاصة به انضم إليها سلامة حجازي. وقام إسكندر فرح - بمساعدة من شريف باشا- ببناء مسرح خشبي لفرقته في منطقة العتبة بالقاهرة، وقدمت الفرقة في تلك الفترة عدداً من المسرحيات الناجحة، منها «شقاء المحبين» المقتبسة من مسرحية «روميو وجولييت» لشكسبير.
قامت الفرقة بجولة واسعة في أقاليم مصر بين عامي 1896-1899. وفي عام 1899 بدأت مرحلة جديدة في مسيرتها، عندما قام إسكندر فرح بإنشاء مسرح متطور، يساير المسارح الأوربية من حيث فن المعمار والديكور. وهو ثاني مسرح في مصر يضاء بالكهرباء بعد دار الأوبرا، وأُعدّت فيه أماكن خاصة للعائلات. وقدمت فرقة فرح عروضها على المسرح الجديد مدة ست سنوات، منتقلة من نجاح إلى نجاح. وفي عام 1905، توقفت عن النشاط، بعد أن انسحب منها سلامة حجازي، نتيجة خلاف بينه وبين قيصر شقيق إسكندر فرح.
وما لبث أن أعاد إسكندر تشكيل فرقته من جديد، وكان من أعضائها الشــيخ أحمد الشامي، وعــزيز عيد، وأمين عطا الله، وعلي يوسف، وأحمــد محرم، ومحمود كامل، ومن الممثلات ماري صوفيان. واتجهت الفرقة إلى تقديم المسرحيات الأدبية الخالية من الغناء، ونجح في ذلك إلى حد كبير. وقدَّم في تلك المرحلة مسرحيات «الإفريقية»، و«البرج الهائل»، و«العواطف الشريفة»، و«عرابي باشا»، و«مكائد الغرام» وغيرها. وكل هذه المسرحيات قدمها في عام واحد، لتتعثر الفرقة من جديد بموت بطلتها ماري صوفيان عام 1906.
وبعد فترة قصيرة أعاد إسكندر فرح تشكيل فرقته، لتضم أسماء جديدة منها نجيب الريحاني، ومنسي فهمي. وظهر الغناء من جديد في الفرقة، بعد غيابه في المسرحيات السابقة.
ابتدع إسكندر فرح بدعة جديدة لجذب أكبر عدد من المتفرجين إلى مسرحه، وذلك بتقديم عروض السينما الصامتة في نهاية عروض المسرحية، وكانت السينما حديثة العهد في مصر. ونالت البدعة استحسان الجمهور، لكن الفرقة سرعان ما توقفت بعد وفاة قيصر شقيق إسكندر، الذي كان بمنزلة يده اليمنى في الفرقة.
في عام 1909 شكل إسكندر فرح فرقته الأخيرة، التي لم تستمر أكثر من شهر واحد، وعلى الرغم من قصر الفترة، قدمت الفرقة عدداً من المسرحيات القديمة، ومسرحية جديدة واحدة هي «الكونت دي كولانج». وبعدها أخذ إسكندر فرح يؤجر مسرحه لفرق مسرحية أخرى، وليكون ذلك آخر عهده بالمسرح قبل أن يرحل.
أحمد بوبس