الطفل المبدع في المدرسة ١_a .. كتاب الإبداع وتربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطفل المبدع في المدرسة ١_a .. كتاب الإبداع وتربية

    الفصل الثالث

    الطفل المبدع في المدرسة

    هل التربية متحاملة على الإبداع ؟

    في معظم الكتابات التي كتبها المربون والكتاب والعلماء وسواهم في الأيام الأخيرة والتي أبرزوا فيها الحاجة الى التغيير والمرونة في التربية كان هناك نقد عنيف للظلم الفاضح الذي يمارسه النظام التربوي الذي يطالب بأن يلتزم الطلاب أنماطاً محددة من التصرف والتفكير والذي يشجع الببغائية أكثر مما يشجع التفكير ، كما كانت هناك حملات على المعلمين القابعين في قواقعهم والذين يحاربون كل إبداع ويتنكرون له، مع ان من المفروض في المعلم أن يكون خالقاً مبدعاً لا سيما وان المادة التي يتعامل بها هي النفس البشرية .

    ولعلنا لا نخطىء حين ننتقد المدارس - الابتدائية والثانوية والجامعات - لفقدان عنصر التشجيع والتعزيز الإبداع والنتاجات المبدعة . وقد يكون من الصحيح الزعم بأن عدداً من الأفراد المبدعين تعجز المدرسة عن الاحتفاظ بهم وتشجيعهم وإفساح المجال الرحب أمام كفاياتهم ، وهذا أمر ثبتت صحته حتى في بلد متقدم مثل الولايات المتحدة الأمريكية . على انه لا بد لنا ونحن نقول ما نقول - من أن نذكر ان المدارس ليست إلا مؤسسات مخصصة لنقل الحضارة والمعايير الاجتماعية وتنمية الفرد ضمن حضارة معينة . والمؤسسات كما هو معلوم - تبنى على أساس من أهداف محددة، ولذلك فهي بطبيعتها - بطيئة التغير ولا تستطيع أن تتسامح إلا بقدر محدد من الانحراف عن المبادىء والقواعد التي يعتبرها خالقو تلك المؤسسات ضرورية لتحقيق الأهداف العامة التي أنشئت من أجلها. وبهذا المعنى نستطيع القول بأن المؤسسات والأفراد المبدعين ضدان طبيعيان. ومن هنا فإنه ليس من المدهش أن نجد المفرقين غير راضين، وذلك باعتبارهم على خلاف المؤسسات القائمة وأهدافها المرسومة. إن هؤلاء مع المفرقين يخرجون على القواعد التي ترسمها المؤسسات ويصرون على أن تكون لهم طرقهم الخاصة ، بل انهم قد يذهبون الى حد التنكر التام للمؤسسات وقد يغادرونها غير آسفين . ومن هنا كان قول بعض المفكرين ان سنة أو أكثر يقضيها المبدع خارج المدرسة - بجميع درجاتها تكون ذات فائدة عظيمة له. وبكلمات أخرى فإن الفرد المبدع يكون كثير من الأحيان التكيف مع المؤسسة ، وهو قول أصح القول بالعكس ، أي القول بأن المؤسسة غير مناسبة ، ذلك بأنها تكون مناسبة للكثرة الكاثرة ممن يرتادونها وان كانت غير مناسبة للفرد المبدع بذاته . ولعل للمدرسة فائدة كبيرة - بوصفها مؤسسة – ألا وهي انها تصبح هدفاً لتمرد المبدع ورمزاً لهجومه ومقته . إن المبدع حين يهاجم المدرسة ورتابتها يستشعر الراحة وينطلق الى رحاب أوسع وفي هذا ما فيه - أو على الأقل ما قد يكون فيه - من عمل على إصلاح المدرسة وتغييرها ، ولو كانت المدرسة توافق هواه فما عساه أن يبقى
    لثورته وتمرده ؟

    مواقف المعلمين والطلاب

    طلب ( غنزلس وجاكسون ) عام ١٩٦٢ الى المعلمين أن يصنفوا طلابهم بحسب درجة سرورهم سرور (المعلمين ) بوجود الطلاب في الصف، وكانت النتيجة ان الطلاب ذوي حاصل الذكاء العالي كانوا مرغوباً فيهم أكثر من الطلاب المتوسطين . أما الطلاب المبدعون بدرجة عالية فقد صنفوا في مستوى متوسط . وهذا بالرغم من أن انجازاتهم المدرسية لم تكن تقل عن إنجازات الطلاب الأول ذوي حاصلات الذكاء العالية وأحسن مما كان يتوقع منهم بالنسبة لحاصلات ذكائهم الخاصة .. وقد توصل (تورانس ) عام ١٩٦٢ الى نتائج مماثلة . كما توصل (حسن وبوتشر ) عام ١٩٦٦ حين أعادا تجربة ( غتزلس وجاكسون ) في اسكتلندا الى النتائج عينها ... ان الطلاب المفرقين قد يكونون - بالطبع - غريبي الأطوار وغير مرغوب فيهم في غرفة الضف. ان تحررهم العقلي وقيمهم المختلفة قد تقودهم الى أن يكونوا معيقين ، والاعاقة و ( الشيطنة ) قـد تكونان جزءاً من إشعاعة الإبداع. ان أمثال هؤلاء الطلاب لهم طرائقهم الخاصة في النظر الى الأمور ، وهذا يقودهم الى أسئلة غريبة وغير متوقعة في أوقات غير مناسبة مما يبعث الضيق في نفس المعلم العادي. ويروي ( كروبلي Copley ) عام ١٩٦٧ حادثة جرت في مدرسة ابتدائية كندية حيث طلبت المعلمة المشغولة بتصحيح بعض الأوراق من رأس فوقف أحد الأطفال ليسأل المعلمة عما إذا كان المطلوب رسم الرأس من الداخل أم من الخارج ؟ ولم يكن من الغريب أن تنفجر المعلمة المشغولة وتعنف الطالب .

    أضف الى ذلك ان الأطفال المبدعين قد يرون إمكانيات في مسألة أو تجربة يعالجها المعلم لم تخطر للمعلم في بال حين حضر درسه ، ولذلك فإن المعلم يستشعر الضيق والحرج. وكل هذا يقود الى صعوبات في الصف، أن بالرغم من المعلم المتمكن من مادته المتمرس بعمله يستطيع أن يواجه مثل هذه الأمور دون حرج. ومهما يكن من أمر فإن معظم المعلمين يتخذون موقفاً أقل عطفاً من الطالب المبدع ( أو المعيق ) ويفضلون عليه الطالب العادي الملتزم .

    وهكذا فإن التلامذة المفرقين قد يواجهون موقفاً عدائياً من المعلم ولكن ماذا عن شعبيتهم بين رفاقهم ؟ لقد لاحظ ( تورانس ) عام ١٩٦٧ ان الصبيان المفرقين في السنين المدرسية الثلاث الأولى قد الأطفال يسميهم الآخرون ( سخفاء ) أو ( مجانين) في حين ان البنات المفرقات لا تكون لهن مثل هذه السمعة . والخطر في الأمر انه في مثل هذا الضغط الاجتماعي فإن الصبيان ما يكادون يبلغون التاسعة أو العاشرة من أعمارهم حتى يصبحوا ( انعزاليين ) ، متباعدين ويحتفظوا بأفكارهم لأنفسهم وقد تكون نتيجة ذلك إضاعة شرارة الأصالة الثمينة ومع ذلك فإن ( هادون وليتون Haddon and Lytton ) عام ١٩٦٨ وجدا ان الشعبية تتمشى مع القدرة الإبداعية وذلك في المدارس التي تقيم وزناً للطرق غير الرسمية وللتعلم . المبدع ، في حين ان الشعبية ( اياها ) تتمشى مع حاصل الذكاء العالي في المدارس التي تحبذ الطرائق الصورية الرسمية. وفي انكلترا بالذات وجدا ان مستوى الشعبية يرتبط بحاصل الذكاء في المدارس الاكاديمية Grammar Schools وبالإبداع في بعض المدارس الثانوية الحديثة ، الأمر الذي يظهر القيم المختلفة التي تؤمن بها هذه الأنواع من المدارس ولا شك في ان البحوث الكثيرة التي أجريت في مجال الإبداع قد غيرت القيم والمواقف والمفاهيم في كثير من مدارس البلاد المتقدمة من مثل اميركا وانكلترا، وان يكن هذا التغيير لم يصل الى مدارسنا في البلاد الأسف.

    الانجازات

    جميعهم متفوقين تبين لنا من الفقرة السابقة ان ( غتزلس وجاكسون ) قد أظهرا ان القدرات المفرقة العالية لا نقل دلالة على الانجاز المدرسي العالي عن حاصل الذكاء وذلك في المدرسة الثانوية . ثم ان والاش( و ونغ Wallach and Wing ) عام ١٩٦٩ وجدا أن المفرقين العالين والمجمعين العالين كانوا وبالتساوي - في الإنجاز المدرسي بالنسبة للجماعة التي يمثلونها ، وذلك بالرغم من ان القابليات المجمعة والمفرقة تبدو قليلة التداخل ( أي ان الترابط فيما بين الزمرتين دنيء ) . أما (حسن وبوتشر) عام ١٩٦٦ فقد أكدا في دراستها الاسكوتلندية ان مقدار الإبداع يمكن أن يتنبأ عن الإنجاز في اللغة الانكليزية والحساب شأنه في ذلك شأن حاصل الذكاء .

    وثمة طريقة أخرى في النظر الى الصلة بين القابلية التفريقية والإنجاز المدرسي . إن الطريقة التي يحصل وفقاً لها الطالب على المعلومات والمهارات تؤثر في الاكتساب النهائي. والواقع ان ( تورانس ) عام ١٩٦٧ ينقل عن عدد من الدراسات التي أجريت فيما بين عام ١٩٣٤ وعام ١٩٦٣


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.18_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	62.6 كيلوبايت 
الهوية:	141473 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.18 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	89.9 كيلوبايت 
الهوية:	141474 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.19_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	79.0 كيلوبايت 
الهوية:	141475 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.19 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	82.7 كيلوبايت 
الهوية:	141476 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-03-2023 01.19 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	76.8 كيلوبايت 
الهوية:	141477

  • #2

    Chapter III

    The mandate of the creative child begins at school

    Is education prejudiced on creativity?

    In most of the writings written by educators, writers, scholars, and others in recent days, in which they highlighted the need for change and flexibility in education, there was a fierce criticism of the flagrant injustice practiced by the educational system, which demands that students adhere to specific patterns of behavior and thinking, which encourages parroting more than it encourages thinking, as well as There were campaigns against teachers who are in their shells and who fight all creativity and deny it, even though the teacher is supposed to be a creative creator, especially since the material he deals with is the human soul.

    Perhaps we are not mistaken when we criticize schools - primary, secondary and universities - for losing the element of encouragement and promotion of creativity and creative outcomes. It may be true to claim that a number of creative individuals are unable to be retained and encouraged by the school, and allow ample room for their talents, and this is something that has been proven true even in a developed country such as the United States of America. However, when we say what we say - we must mention that schools are nothing but institutions dedicated to the transfer of civilization and social standards and the development of the individual within a specific civilization. Institutions, as is well known, are built on the basis of specific goals, and therefore, by their nature, they are slow to change and can only tolerate a specific amount of deviation from the principles and rules that the creators of these institutions consider necessary to achieve the general goals for which they were established. In this sense, we can say that creative institutions and individuals are natural opposites. Hence, it is not surprising that we find the dispersed dissatisfied, given that they are at odds with the existing institutions and their set goals. Those with the divided deviate from the rules drawn by the institutions and insist that they have their own ways. They may even go to the extent of completely denying the institutions and may leave them without regret. Hence the saying of some thinkers that a year or more that a creative person spends outside school - with all its grades - will be of great benefit to him. In other words, the creative individual often adapts to the institution, and it is a more correct saying to say the opposite, that is, to say that the institution is not suitable, because it is suitable for the large number of people who go to it, even if it is not suitable for the creative individual himself. Perhaps the school has a great benefit - as an institution - which is that it becomes a target for the creator's rebellion and a symbol of his attack and hatred. When the creator attacks the school and its monotony, he feels comfortable and sets out for a broader space, and this is what he has - or at least what he might be in - working to reform and change the school.
    For his revolution and rebellion?

    Attitudes of teachers and students

    In 1962, Gonzales and Jackson asked teachers to rate their students according to the degree of their pleasure (teachers) to have students in the classroom, and the result was that students with high IQ were more desirable than average students. As for the highly creative students, they were classified as medium. This is despite the fact that their school achievements were not less than the achievements of the first students with high IQs and better than what was expected of them with regard to their own IQs. Torrance in 1962 reached similar results. As (Hassan and Butcher) reached in 1966, when they repeated the experiment (Getzels and Jackson) in Scotland, to the same results ... that the separated students may, of course, be eccentric and undesirable in the guest room. Their mental emancipation and their different values ​​may lead them to be disabled, and disability and (demonization) may be part of the radiation of creativity. Such students have their own ways of looking at things, and this leads them to strange and unexpected questions at inappropriate times, which causes distress in the same ordinary teacher. And (Copley) narrates in 1967 an incident that took place in a Canadian elementary school, where the busy teacher asked to correct some papers from the head, and one of the children stopped to ask the teacher whether it was required to draw the head from the inside or from the outside? It was not strange for the busy teacher to explode and abuse the student.

    In addition, creative children may see possibilities in an issue or experience that the teacher deals with that did not occur to the teacher in his mind when he attended his lesson, and therefore the teacher feels distress and embarrassment. All of this leads to difficulties in class, despite the fact that a teacher who is well versed in his subject and experienced in his work can face such matters without embarrassment. However, most teachers take a less sympathetic attitude towards the creative (or handicapped) student and prefer the normal, committed student.

    Thus, the separated students may face a hostile attitude from the teacher, but what about their popularity among their peers? Torrance noticed in 1967 that boys separated in the first three years of school may be called by others (silly) or (crazy), while separated girls do not have such a reputation. The danger in the matter is that in such social pressure, the boys hardly reach the age of nine or ten until they become (isolationists), distant and keep their ideas to themselves, and the result of this may be wasting the precious spark of originality. Nevertheless, (Haddon and Lytton) in 1968 found Popularity goes hand in hand with creativity in schools that value informal ways of learning. creative, while the popularity (it) is consistent with the high IQ in schools that favor formal formal methods. In England in particular, they found that the level of popularity is related to the IQ in academic schools, Grammar Schools, and creativity in some modern secondary schools, which shows the different values ​​that these types of schools believe in. There is no doubt that the many researches conducted in the field of creativity have changed values, attitudes, and concepts. In many schools in developed countries such as America and England, although this change did not reach our schools in the country, unfortunately.

    Achievements

    They are all superior. From the previous paragraph, we found out that (Getzels and Jackson) have shown that the high separating abilities do not convey an indication of high school achievement on IQ in secondary school. Then Wallach (and Wing and Wing) in 1969 found that the high dividers and the high collectors were equally - in scholastic achievement for the group they represent, despite the fact that the collector and disparate abilities seem to have little overlap (that is, the correlation between the two groups is low). As for (Hassan and Butcher) in 1966, they confirmed in their Scottish study that the amount of creativity can predict achievement in the English language and arithmetic, as is the IQ.

    Another way is to look at the link between differential susceptibility and scholastic achievement. The manner in which the student obtains information and skills affects the final acquisition. In fact, Torrance in 1967 quotes a number of studies conducted between 1934 and 1963.

    تعليق

    يعمل...
    X