المعلومات ومعالجتها . ولذلك فإن غيلفورد يلح على ان التدريب للإبداع يجب أن يكون واسعاً يشمل كل المساهمات العقلية المفيدة .
من ذلك يوجد نمط ويشير غيلفورد الى ان ثمة أنواعاً من المشكلات وأنواعاً مختلفة من القدرات المتصلة بها وذلك بحسب طبيعة المشكلة ، لكنه يرى انه بالرغم عام يسير حل المشكلات وفقاً له . وبالطبع لا توجد قدرة واحدة موحدة لحل المشكلات ولكن ثمة نظرة نظامية نموذجية لحل وهو يرى ان هذا الذي يقوله صحيح وممكن بسبب من وجود مبادىء عامة لقيام الدماغ بوظائفه .
ويرد غيلفورد على الذين يقولون : اذا كان التفكير المبدع ليس إلا حل المشكلات فلم كل هذه الضجة حوله ؟ انه يرد عليه متسائلاً هل يعرف علماء النفس كيف يكون حل المشكلات ؟
ثم ينتقل الى تساؤل بعض العلماء عما اذا كان كل التفكير المبدع حلا للمشكلات فيعترف بأنه لا يعرف الجواب الصحيح ولكنه يقول انه من السهل أن نسوي بين الاثنين في العلوم والاختراع والكتابة والتخطيط ، ولكن التسوية ليست بهذا الوضوح في مجالات الموسيقى والفنون البصرية وهو يرى ان في هذه الأمور الأخيرة يمكن موافقة بعض علماء التحليل النفسي الذين يعتقدون ان مشكلات الفنانين تنبع من ذوات نفوسهم، وهي مشكلات تتطلب التعبير عنها بصيغ فنية من أجل حلها . هذا ولا ممكن أن ننكر - على الأقل ان الفنانين يواجهون مشكلات تعبيرية خلال انتاجهم الفني .
بعض العمليات الحاسمة
تدل الخبرة المتوفرة حتى الآن كما تدل ملاحظة الأشخاص المبدعين على ان الدور الأساسي في الإبداع تلعبه عملية توليد الأفكار . ولهذا السبب فإن طرائق التدريب على الإبداع تتشدد في أهمية توليد الأفكار واذا أردنا تحسين هذه الطرائق وتحسين استخدامها في التعليم فإن من واجبنا أن نوجه انتباهنا الى الطبيعة الأساسية لعملية توليد الأفكار هذه . وللمسألة ناحيتان كمية وكيفية. ذلك بأن كثرة الأفكار وتعددها يزيدان في فرص ظهور مزيد من الأفكار بعامة والأفكار المقبولة بخاصة هذا وفيما يخص القدرات التفكيرية فإن كمية الانتاج على صلة بعوامل الطلاقة في حين ان كيفيته على صلة بعوامل المرونة . أما من حيث المعلومات فإن انتاج الأفكار يكون استرجاعاً للمعلومات من مخزن الذكريات ( إن صح التعبير ) .
۱ - استرجاع المعلومات
حين يحاول الانسان فهم أي ظاهرة من الظاهرات فإن واحدة من خير الستراتيجيات التي يمكن اتباعها هي تحديد الشروط التي تحدث الظاهرة فيها وكيفية تأثير هذه الشروط فيها . إن معرفة الشروط يجب أن توحي أن نقوم به في العمليات التعليمية بما في ذلك الأمور التي يجب أن نعملها والأمور التي يجب أن نتجنبها والصعاب التي يجب نتغلب عليها . وفي رأي غيلفورد اننا حين ننظر في نتاج المختبرات التجريبية في موضوع استرجاع المعلومات فإننا نشعر بخيبة الأمل ، وذلك على اعتبار ان معظم دراسات الاسترجاع قد أكدت الاسترجاع غير الانتقالي في حين ان الاسترجاع الهام في حل المشكلات هو الاسترجاع الانتقالي ويشكو غيلفورد من قلة الدراسات بهذا الخصوص وهو يعتقد ان الحاجة ماسة لمزيد من الدراسات ويتنبأ بأن الأمور حينئذ سوف تنعكس .
٢ - بعض الشروط التقليدية للاسترجاع Recall
من بين الشروط التقليدية التي يعرف بأنها تؤثر في الاسترجاع كمال الاشارات والمبالغة في التعلم وحداثة التدريب وحالة . الاسترخاء . وسنحاول الالتفات بسرعة الى الطرائق التي تجعل هذه الشروط فعالة في انتاج الأفكار. أما كمال الاشارات Completeness of Cues فيتصل بصورة أكثر مباشرة بالاسترجاع غير الانتقالي ، ولكننا نستطيع الإفادة منه اذا استبدلت الاشارات بما يسمى ( بنموذج البحث Search Model ) ، وسنعود الى هذه النقطة فيما بعد .
أما المبالغة في التعلم فتستحق إمعان النظر من حيث صلتها بانتقال الاسترجاع ولكننا لا نستطيع أن نقوم بأكثر من التأمل في هذا الصدد . ففيما يخص الاسترجاع غير الانتقالي يكون للمبالغة في التعلم وظيفة تقليل إمكانيات تشوش المعلومات وتداخلها إن المبالغة في التعلم تعمق التمييز والتفريق وبهذا تحسن ترميز المعلومات. وينتج عن ذلك تقليل خطر الانتقال السلبي وزيادة إمكانية الانتقال الايجابي . إن مسألة الانتقال . يجب أن تكون هامة في سياق التدريب المبدع .
وأما حداثة التدريب فهي شرط هام في صالح استرجاع المعلومات الخاصة ، ولكنها قد تكون أقوى من اللازم حينما لا نريد استرجاع تلك المعلومات الخاصة بينها. انها كثيراً ما تكون عائقاً في سبيل استرجاع معلومات نريدها . وهكذا يكون واحداً من العلاجات الواضحة إدخال فترة زمنية فاصلة أي أخذ فترة تفريخ بالنسبة للمشكلة الخاصة النسبية للفكرة غير المرغوب فيها ستخف مع مرور الزمن أما شرط الاسترخاء فقد يعني أموراً عديدة . ان واحداً الاسترخاء حالة عامة من تخفيض التوتر العضلي . وشكل آخر هو الإرسال في طلب المعلومات ثم الاسترخاء في انتظار ورودها وشكل ثالث هو ما يسميه ( أوزبورن ) بتعليق الحكم ، وهو يعني الاسترخاء في الجري وراء مطاليب التقويم . وبهذا نسمح لمزيد من الأفكار بالورود على الخاطر .
٣ - بعض الشروط الجديدة التي تحتاج الى إعمال النظر
فيما يخص مشكلات الاسترجاع الانتقالي لا بد من الانتباه الى شرطين مع اعترافنا بوجود شروط أخرى. لقد سبق أن أشرنا الى انموذج البحث Search Model الذي يعمل عمل الاشارات في اثارة الاسترجاع الانتقالي . ولا حاجة الى القول بأنه كلما كانت الفكرة المستهدفة أوضح وأدق تعريفاً ، وذلك فيما يخص النتاج المطلوب ، كان استرجاع النوع المطلوب من المعلومات أسهل وأدق ان ما يسميه غيلفورد بأنموذج البحث مبني على انموذجه لبناء العقل الذي يرى انه مكون من خمس عمليات هي : التقويم والانتاج المفرق والانتاج المجمع والذاكرة والتمييز ، ومن ستة نتاجات هي : الوحدات والصنوف والعلاقات والمنظومات والتحولات والتضمينات . ومن أربعة محتويات هي : الصوري والرمزي والسلوكي والدلالي ( دلالات الألفاظ Semantic )
ويقول غيلفورد ان انموذج البحث هو معلومة لها شكل معين وغير ذلك من الخصائص، وان واحدة من الصفات المميزة هو ان هذه المعلومة يجب ان تقع ضمن واحدة من الزمر الأربع الأساسية للمعلومات صفة أخرى انها تقع ضمن واحدة من زمر الانتاج الست . وبالإضافة الى هذه التصنيفات الواسعة لا بد من إضافة صفات مميزة أخرى من أجل إعطاء نموذج البحث صفاته المميزة الفريدة ومن أجل ان نستطيع التوصل بسهولة الى ما هو مختزن في الذاكرة عن طريق نموذج البحث المحدد لا بد للمعلومة المختزنة من أن تكون مرمزة ومصنفة بطرائق مماثلة. وهكذا فإن الكثير يتوقف على الطريقة التي اختزنت المعلومات وفقاً لها. ثم ان طريقة التعليم وحفظ المعلومات هامة . ولا شك في ان الصم Rote Learning قد أدين كثيراً ولكن غيلفورد يعتقد بأنه لم يدن بصورة كافية ویری غيلفورد ان على المتعلم أن يأخذ المبادرة في تبين الأمور واكتشافها بنفسه ما أمكن . ان الأشياء التي يكتشفها المتعلم لنفسه قلما تنسى . ومن المتوقع ان تستدعى بسهولة وسرعة وذلك إذا تساوت الاعتبارات الأخرى. ومن أجل أن نجعل المعلومات المكتسبة، قابلة للانتقال يجب أن لا نجعل المعلومات معزولة بل يجب ربطها بالمعلومات الأخرى بواسطة التضمينات والعلاقات والتصنيف والتنظيم والتوحيد في كليات -
٤ - الحدس
أن تسترجع مقداراً من المعلومات الضرورية في ذاكرتك وفق نموذج
بحث ، وحتى لو كان في الأمر انتقال ، شيء وان تسترجع المعلومات بشكل منظم شيء آخر. ان هذا الحادث الأخير يشتمل على أشياء تزيد عن مجرد الاسترجاع والتذكر . وفي بعض الأحيان تكون المعلومات الناتجة مختلفة عما كان معلوماً قبلاً لدرجة لا بد معها من تسمية العملية بالحدس. ولا شك بأن ثمة درجة عالية من الجدة ظاهرة . وفي بعض الأحيان الأخرى لا يكون الأمر أمر تغيير في المعلومات المعروفة ولكنه لا يكون ربطاً بعيداً بين إشارة ومعلومات .
وعلى اعتبار ان جزءاً كبيراً من عملية الحدس يكون لا شعورياً فإن بعض علماء النفس ينفضون أيديهم من الأمر ويعتقدون انه ليس في مقدورهم أن يعلموا ما الذي يحدث في الحدس وفي رأي غيلفورد ان أمثال هؤلاء العلماء مخطئون . ان ما يمكن قوله هو ان نتاجاً جديداً للمعلومات قـد تكون ، والمشكلة في جوهرها هي نفس مشكلة إيجاد كيفية حدوث نتاج عقلي في أية ظروف أخرى .. أي ان على عالم النفس ان يستخلص كيفية حدوث هذه العملية شأنه في ذلك شأنه إزاء أية عملية أخرى . ولقد حاول بعض العلماء الآخرين دراسة التبصر ( الاستبصار ) والحدس وتوصلوا الى نتائج مقبولة .
وأياً ما كان فإنه من الواضح انه لا بد من توفر المعلومات التي تستعمل وفق طرائق جديدة للقيام بوظائف غير مألوفة . ويعتقد غيلفورد انه في مثل هذه الحالات فإن نتاج التحويل ( التحوير ) Transformation يلعب دوراً أساسياً . وسنعود الى الحديث عن التحويل أو التحوير فيما بعد. ان مقدار المعلومات التي يقدمها المجرب يمكن تنويعه وكذلك تنظيم المعلومات وتوقيت تقديمها. ويمكن حينئل ملاحظة ما إذا كان الحدس سيحدث أم لا وكذلك ملاحظة مدى حدوثه ، ثم ان حجم الثغرة الحدسية الواجب ردمها يمكن تنويعه ويمكن تضييق الثغرة بصورة نظامية . وقد درس علماء أمثال ( ويستكوت ورانزوني West cott & Ranzoni ) عام ١٩٦٣ ملامح الشخصية التي تحدد الحدس كما درس غيلفورد نفسه مسألة الحدس .
ه - التوسيع
عملية التوسيع تذكر أحياناً بوصفها الخطوة النهائية في النتاج الإبداعي الكلي . والتوسيع يعني ايجاد التفصيلات للنتاج الكلي . ومن وجهة نظر المعلومات يكون التوسيع مسألة انتاج تضمينات متنوعة . انه اقتراح تكميلات وتجميلات وزيادات قد تقود الى زيادات أخرى . وقد دلت - ملاحظة الأطفال الأكثر إبداعاً على أنهم يميلون الى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية الى رسومهم وقصصهم ( تورانس ١٩٦٣ ) .
٦ - التحويل ( التحوير )
لقد تحدثنا عن التحويل حين تحدثنا عن الحدس ، ولكن من الممكن أن نضيف أشياء اخرى عن هذا النتاج وطبيعته وعلاقته بالتدريب الخاص .
التحوير هو نوع من التغيير في المعلومات . انه إعادة تعريف (ومثال ذلك إعطاء شيء ما معنى مختلفاً أو استعمالاً مغايراً ) وهو مراجعة (ومثال ذلك إعادة تنظيم منظومة ما ( وقد يكون إعادة صياغة ) ومثال ذلك مراجعة نظرية ما ، وهكذا فقد نزيد أو تنقص أو نحول أو نقلب أو غير ذلك من العمليات .
٧ - بناء منظومة
من العمليات التي تهمل عادة في التدريب الحاضر على عمليات التفكير المبدع بالرغم من كونها من أهم العمليات هي عملية بناء المنظومات . إن هذه العملية هي العمود الفقري في الإبداع. وهذه المنظومات قد تتخذ شكل القطعة الموسيقية أو القصيدة أو المعادلة الرياضية أو غير ذلك من أجزاء هذه المنظومات في مختلف الميادين .
ومن هنا كانت أهمية انتباه المربين الى بناء هذه المنظومات وكيفية حدوث ذلك وخطواته الساعة الحال فإن الطرق المتبعة تختلف من ميدان الى آخر .
من ذلك يوجد نمط ويشير غيلفورد الى ان ثمة أنواعاً من المشكلات وأنواعاً مختلفة من القدرات المتصلة بها وذلك بحسب طبيعة المشكلة ، لكنه يرى انه بالرغم عام يسير حل المشكلات وفقاً له . وبالطبع لا توجد قدرة واحدة موحدة لحل المشكلات ولكن ثمة نظرة نظامية نموذجية لحل وهو يرى ان هذا الذي يقوله صحيح وممكن بسبب من وجود مبادىء عامة لقيام الدماغ بوظائفه .
ويرد غيلفورد على الذين يقولون : اذا كان التفكير المبدع ليس إلا حل المشكلات فلم كل هذه الضجة حوله ؟ انه يرد عليه متسائلاً هل يعرف علماء النفس كيف يكون حل المشكلات ؟
ثم ينتقل الى تساؤل بعض العلماء عما اذا كان كل التفكير المبدع حلا للمشكلات فيعترف بأنه لا يعرف الجواب الصحيح ولكنه يقول انه من السهل أن نسوي بين الاثنين في العلوم والاختراع والكتابة والتخطيط ، ولكن التسوية ليست بهذا الوضوح في مجالات الموسيقى والفنون البصرية وهو يرى ان في هذه الأمور الأخيرة يمكن موافقة بعض علماء التحليل النفسي الذين يعتقدون ان مشكلات الفنانين تنبع من ذوات نفوسهم، وهي مشكلات تتطلب التعبير عنها بصيغ فنية من أجل حلها . هذا ولا ممكن أن ننكر - على الأقل ان الفنانين يواجهون مشكلات تعبيرية خلال انتاجهم الفني .
بعض العمليات الحاسمة
تدل الخبرة المتوفرة حتى الآن كما تدل ملاحظة الأشخاص المبدعين على ان الدور الأساسي في الإبداع تلعبه عملية توليد الأفكار . ولهذا السبب فإن طرائق التدريب على الإبداع تتشدد في أهمية توليد الأفكار واذا أردنا تحسين هذه الطرائق وتحسين استخدامها في التعليم فإن من واجبنا أن نوجه انتباهنا الى الطبيعة الأساسية لعملية توليد الأفكار هذه . وللمسألة ناحيتان كمية وكيفية. ذلك بأن كثرة الأفكار وتعددها يزيدان في فرص ظهور مزيد من الأفكار بعامة والأفكار المقبولة بخاصة هذا وفيما يخص القدرات التفكيرية فإن كمية الانتاج على صلة بعوامل الطلاقة في حين ان كيفيته على صلة بعوامل المرونة . أما من حيث المعلومات فإن انتاج الأفكار يكون استرجاعاً للمعلومات من مخزن الذكريات ( إن صح التعبير ) .
۱ - استرجاع المعلومات
حين يحاول الانسان فهم أي ظاهرة من الظاهرات فإن واحدة من خير الستراتيجيات التي يمكن اتباعها هي تحديد الشروط التي تحدث الظاهرة فيها وكيفية تأثير هذه الشروط فيها . إن معرفة الشروط يجب أن توحي أن نقوم به في العمليات التعليمية بما في ذلك الأمور التي يجب أن نعملها والأمور التي يجب أن نتجنبها والصعاب التي يجب نتغلب عليها . وفي رأي غيلفورد اننا حين ننظر في نتاج المختبرات التجريبية في موضوع استرجاع المعلومات فإننا نشعر بخيبة الأمل ، وذلك على اعتبار ان معظم دراسات الاسترجاع قد أكدت الاسترجاع غير الانتقالي في حين ان الاسترجاع الهام في حل المشكلات هو الاسترجاع الانتقالي ويشكو غيلفورد من قلة الدراسات بهذا الخصوص وهو يعتقد ان الحاجة ماسة لمزيد من الدراسات ويتنبأ بأن الأمور حينئذ سوف تنعكس .
٢ - بعض الشروط التقليدية للاسترجاع Recall
من بين الشروط التقليدية التي يعرف بأنها تؤثر في الاسترجاع كمال الاشارات والمبالغة في التعلم وحداثة التدريب وحالة . الاسترخاء . وسنحاول الالتفات بسرعة الى الطرائق التي تجعل هذه الشروط فعالة في انتاج الأفكار. أما كمال الاشارات Completeness of Cues فيتصل بصورة أكثر مباشرة بالاسترجاع غير الانتقالي ، ولكننا نستطيع الإفادة منه اذا استبدلت الاشارات بما يسمى ( بنموذج البحث Search Model ) ، وسنعود الى هذه النقطة فيما بعد .
أما المبالغة في التعلم فتستحق إمعان النظر من حيث صلتها بانتقال الاسترجاع ولكننا لا نستطيع أن نقوم بأكثر من التأمل في هذا الصدد . ففيما يخص الاسترجاع غير الانتقالي يكون للمبالغة في التعلم وظيفة تقليل إمكانيات تشوش المعلومات وتداخلها إن المبالغة في التعلم تعمق التمييز والتفريق وبهذا تحسن ترميز المعلومات. وينتج عن ذلك تقليل خطر الانتقال السلبي وزيادة إمكانية الانتقال الايجابي . إن مسألة الانتقال . يجب أن تكون هامة في سياق التدريب المبدع .
وأما حداثة التدريب فهي شرط هام في صالح استرجاع المعلومات الخاصة ، ولكنها قد تكون أقوى من اللازم حينما لا نريد استرجاع تلك المعلومات الخاصة بينها. انها كثيراً ما تكون عائقاً في سبيل استرجاع معلومات نريدها . وهكذا يكون واحداً من العلاجات الواضحة إدخال فترة زمنية فاصلة أي أخذ فترة تفريخ بالنسبة للمشكلة الخاصة النسبية للفكرة غير المرغوب فيها ستخف مع مرور الزمن أما شرط الاسترخاء فقد يعني أموراً عديدة . ان واحداً الاسترخاء حالة عامة من تخفيض التوتر العضلي . وشكل آخر هو الإرسال في طلب المعلومات ثم الاسترخاء في انتظار ورودها وشكل ثالث هو ما يسميه ( أوزبورن ) بتعليق الحكم ، وهو يعني الاسترخاء في الجري وراء مطاليب التقويم . وبهذا نسمح لمزيد من الأفكار بالورود على الخاطر .
٣ - بعض الشروط الجديدة التي تحتاج الى إعمال النظر
فيما يخص مشكلات الاسترجاع الانتقالي لا بد من الانتباه الى شرطين مع اعترافنا بوجود شروط أخرى. لقد سبق أن أشرنا الى انموذج البحث Search Model الذي يعمل عمل الاشارات في اثارة الاسترجاع الانتقالي . ولا حاجة الى القول بأنه كلما كانت الفكرة المستهدفة أوضح وأدق تعريفاً ، وذلك فيما يخص النتاج المطلوب ، كان استرجاع النوع المطلوب من المعلومات أسهل وأدق ان ما يسميه غيلفورد بأنموذج البحث مبني على انموذجه لبناء العقل الذي يرى انه مكون من خمس عمليات هي : التقويم والانتاج المفرق والانتاج المجمع والذاكرة والتمييز ، ومن ستة نتاجات هي : الوحدات والصنوف والعلاقات والمنظومات والتحولات والتضمينات . ومن أربعة محتويات هي : الصوري والرمزي والسلوكي والدلالي ( دلالات الألفاظ Semantic )
ويقول غيلفورد ان انموذج البحث هو معلومة لها شكل معين وغير ذلك من الخصائص، وان واحدة من الصفات المميزة هو ان هذه المعلومة يجب ان تقع ضمن واحدة من الزمر الأربع الأساسية للمعلومات صفة أخرى انها تقع ضمن واحدة من زمر الانتاج الست . وبالإضافة الى هذه التصنيفات الواسعة لا بد من إضافة صفات مميزة أخرى من أجل إعطاء نموذج البحث صفاته المميزة الفريدة ومن أجل ان نستطيع التوصل بسهولة الى ما هو مختزن في الذاكرة عن طريق نموذج البحث المحدد لا بد للمعلومة المختزنة من أن تكون مرمزة ومصنفة بطرائق مماثلة. وهكذا فإن الكثير يتوقف على الطريقة التي اختزنت المعلومات وفقاً لها. ثم ان طريقة التعليم وحفظ المعلومات هامة . ولا شك في ان الصم Rote Learning قد أدين كثيراً ولكن غيلفورد يعتقد بأنه لم يدن بصورة كافية ویری غيلفورد ان على المتعلم أن يأخذ المبادرة في تبين الأمور واكتشافها بنفسه ما أمكن . ان الأشياء التي يكتشفها المتعلم لنفسه قلما تنسى . ومن المتوقع ان تستدعى بسهولة وسرعة وذلك إذا تساوت الاعتبارات الأخرى. ومن أجل أن نجعل المعلومات المكتسبة، قابلة للانتقال يجب أن لا نجعل المعلومات معزولة بل يجب ربطها بالمعلومات الأخرى بواسطة التضمينات والعلاقات والتصنيف والتنظيم والتوحيد في كليات -
٤ - الحدس
أن تسترجع مقداراً من المعلومات الضرورية في ذاكرتك وفق نموذج
بحث ، وحتى لو كان في الأمر انتقال ، شيء وان تسترجع المعلومات بشكل منظم شيء آخر. ان هذا الحادث الأخير يشتمل على أشياء تزيد عن مجرد الاسترجاع والتذكر . وفي بعض الأحيان تكون المعلومات الناتجة مختلفة عما كان معلوماً قبلاً لدرجة لا بد معها من تسمية العملية بالحدس. ولا شك بأن ثمة درجة عالية من الجدة ظاهرة . وفي بعض الأحيان الأخرى لا يكون الأمر أمر تغيير في المعلومات المعروفة ولكنه لا يكون ربطاً بعيداً بين إشارة ومعلومات .
وعلى اعتبار ان جزءاً كبيراً من عملية الحدس يكون لا شعورياً فإن بعض علماء النفس ينفضون أيديهم من الأمر ويعتقدون انه ليس في مقدورهم أن يعلموا ما الذي يحدث في الحدس وفي رأي غيلفورد ان أمثال هؤلاء العلماء مخطئون . ان ما يمكن قوله هو ان نتاجاً جديداً للمعلومات قـد تكون ، والمشكلة في جوهرها هي نفس مشكلة إيجاد كيفية حدوث نتاج عقلي في أية ظروف أخرى .. أي ان على عالم النفس ان يستخلص كيفية حدوث هذه العملية شأنه في ذلك شأنه إزاء أية عملية أخرى . ولقد حاول بعض العلماء الآخرين دراسة التبصر ( الاستبصار ) والحدس وتوصلوا الى نتائج مقبولة .
وأياً ما كان فإنه من الواضح انه لا بد من توفر المعلومات التي تستعمل وفق طرائق جديدة للقيام بوظائف غير مألوفة . ويعتقد غيلفورد انه في مثل هذه الحالات فإن نتاج التحويل ( التحوير ) Transformation يلعب دوراً أساسياً . وسنعود الى الحديث عن التحويل أو التحوير فيما بعد. ان مقدار المعلومات التي يقدمها المجرب يمكن تنويعه وكذلك تنظيم المعلومات وتوقيت تقديمها. ويمكن حينئل ملاحظة ما إذا كان الحدس سيحدث أم لا وكذلك ملاحظة مدى حدوثه ، ثم ان حجم الثغرة الحدسية الواجب ردمها يمكن تنويعه ويمكن تضييق الثغرة بصورة نظامية . وقد درس علماء أمثال ( ويستكوت ورانزوني West cott & Ranzoni ) عام ١٩٦٣ ملامح الشخصية التي تحدد الحدس كما درس غيلفورد نفسه مسألة الحدس .
ه - التوسيع
عملية التوسيع تذكر أحياناً بوصفها الخطوة النهائية في النتاج الإبداعي الكلي . والتوسيع يعني ايجاد التفصيلات للنتاج الكلي . ومن وجهة نظر المعلومات يكون التوسيع مسألة انتاج تضمينات متنوعة . انه اقتراح تكميلات وتجميلات وزيادات قد تقود الى زيادات أخرى . وقد دلت - ملاحظة الأطفال الأكثر إبداعاً على أنهم يميلون الى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية الى رسومهم وقصصهم ( تورانس ١٩٦٣ ) .
٦ - التحويل ( التحوير )
لقد تحدثنا عن التحويل حين تحدثنا عن الحدس ، ولكن من الممكن أن نضيف أشياء اخرى عن هذا النتاج وطبيعته وعلاقته بالتدريب الخاص .
التحوير هو نوع من التغيير في المعلومات . انه إعادة تعريف (ومثال ذلك إعطاء شيء ما معنى مختلفاً أو استعمالاً مغايراً ) وهو مراجعة (ومثال ذلك إعادة تنظيم منظومة ما ( وقد يكون إعادة صياغة ) ومثال ذلك مراجعة نظرية ما ، وهكذا فقد نزيد أو تنقص أو نحول أو نقلب أو غير ذلك من العمليات .
٧ - بناء منظومة
من العمليات التي تهمل عادة في التدريب الحاضر على عمليات التفكير المبدع بالرغم من كونها من أهم العمليات هي عملية بناء المنظومات . إن هذه العملية هي العمود الفقري في الإبداع. وهذه المنظومات قد تتخذ شكل القطعة الموسيقية أو القصيدة أو المعادلة الرياضية أو غير ذلك من أجزاء هذه المنظومات في مختلف الميادين .
ومن هنا كانت أهمية انتباه المربين الى بناء هذه المنظومات وكيفية حدوث ذلك وخطواته الساعة الحال فإن الطرق المتبعة تختلف من ميدان الى آخر .
تعليق