هل تقيس اختبارات الإبداع الإبداع حقاً ؟
من يمكن النظر الى الاختبارات التي يستخدمها علماء النفس وسائل لقياس الإبداع وتبين نواحي التفكير الخلاقة باعتبارها شظايا تافهة وفقيرة مما تحاول أن تقيسه . وعما انها لا تزيد عن نتف من السلوك فإن السؤال هو : هل تنتمي الى نفس الصنف من الانتاج الذي تنتمي اليه أعمال ( مايكل أنجلو ) أو ( دارون ) أو ( موزارت ) ؟ وهل صحيح ان شخصاً نوع ليوناردو دافنشي أو اينشتاين يمكن انتقاؤه من باقي رفاقه بواسطة سجله في اختبار ( الاستعمالات غير العادية ) أو اختبار ( مشكلة عيدان الكبريت ) ؟ ونستدرك فنقول ان تطبيق هذا المعيار ، معيار كون الانسان من مستوى دافنشي أو اينشتاين ، في اختبار الاختبارات ومدى صلاحيتها للدلالة على الإبداع أمر غير عملي ، ذلك بأن شخصاً من مثل دافنشي أو اينشتاين انما يحكم عليه بعمل يدوم مدى الحياة ولا يتم الحكم عادة إلا بعد الممات .
إن علينا أن نقنع بمعايير ميسورة مقبولة . والحق ان الاختبارات المفرقة يمكن أن تكون مفيدة اذا استطاعت أن تدلنا على درجات معقولة من القدرة الإبداعية الكامنة وهي لا شك صحيحة ما دمنا نتوقع أن تلعب ( الأصالة ) أو ( القدرة على التحويل ) دوراً هاماً في العمل الإبداعي الأصيل . ولقد كانت إحدى الطرق المتبعة في اكتشاف ما اذا كانت الاختبارات تكتشف الانجاز في الحياة الحقيقية المهندسين المعماريين والباحثين العلميين وغيرهم من يعترف لهم زملاؤهم ورؤساؤهم بعلو الكعب في القدرات الإبداعية. ولقد ظهر ان صلاحية هذه الاختبارات في مثل هذه الحالات دنيئة ، ومع ذلك فإن الإخفاق في إيجاد ترابطات ذات بال بين هذه المعايير وبين الاختبارات قد يكون مردوداً الى سوء المعايير أو سوء الاختبارات على حد سواء .
ولقد افترض أيضاً ان الأشخاص المبدعين في جميع ميادين الحياة رسامين ، كتاباً ، علماء - يمكن اختبارهم بالاختبارات المفرقة ذات أي محتوى كان . ولكن من المعقول أن نتوقع كون الأنواع المختلفة من المحتويات الصوري ، الدلالي والرمزي قابلة للتطبيق في المجالات المختلفة من الفاعلية . ولذلك فإنه ليس من المدهش أن لا يجد ( بيتيل Beittel ) عام ١٩٦٤ علاقة ذات معنى حين حسب معامل الترابط بين الاختبارات الدلالية وبين معايير الانجاز المبدع لطلاب الفنون الجامعيين، في حين ان ( ايليوت عام ١٩٦٤ ) استعمل نفس النوع من المحتوى وحصل على علاقة إيجابية ذات معنى بين هذه المعايير وبين القدرة الإبداعية في الاعلان والعلاقات العامة .
ولقد نجحت بعض البحوث المتأخرة في إيجاد نوع من الصدق (الصحة) في الاختبارات المفرقة ، وذلك بربطها بالفاعليات الاضافية على المنهج المتزامنة معها . وقد علل ذلك بأن هذا النوع من الفاعليات هو أقرب الى ما يقوم به الانسان في السنين التي تتلو سني الدراسة ( والاش وونغ Wallaach and Wing عام ١٩٦٩ ) . اقد وجد هؤلاء العلماء ان الانجازات المبدعة غير المدرسية من مثل علامات الزعامة والمواهب المتجلية في الفنون البصرية والفاعليات الأدبية والعلمية كانت مرتبطة ارتباطاً قوياً بالنتاج والانتاج الفكريين. ولكنها ليست مرتبطة بمثل هذه القوة بما يمكن أن نسميه بالأفكار الاستثنائية Uniqueness of Ideas كما انها غير مرتبطة بالحالة الذكائية . ومن أجل إيضاح هذه النقطة الأخيرة لا بد من ذكر الطلاب المجرب عليهم كانوا ذوي ذكاء عال .
ولقد وجد ( ديوينع De Wing ) عام ۱۹۷۰ علاقة إيجابية فريق غير منتقى من أبناء الثانية عشرة في استراليا ، بين الانجاز بحسب اختبارات مينيزوتا للتفكير المبدع وبين مزيج من المعايير الخارجية من مثل الفاعليات فوق المنهجية وتصنيف المعلمين وتصنيف الرفاق والكتابة التخيلية .
وهكذا يتضح ان الدلالة القائمة بين سجلات الاختبارات المفرقة وبين الانجازات المبدعة للحياة الحقيقية ليست شديدة القوة . ولعل ذلك يعود - بصورة جزئية الى ان عوامل الشخصية من مثل الاندفاع في مجال للعمل وحيد ، أو المحاكمة غير الملتزمة تلعب دوراً هاماً في العمل المبدع في حين انها لا تكون ماثلة في الهمسات القصيرة المباشرة . ان السذاجة أن نوحد بين التفكير المفرق والإبداع . ومع ذلك فإن الكثير من البحوث تفترض ان التفكير المبدع يساوي الإبداع وان التفكير المجمع هو العكس .
لقد اقترح ( هدسون ) عام ١٩٦٦ ان المفرقين يميلون الى الاهتمام بالآداب والفنون ويجنحون الى التخصص بهما ، وان المجمعين من جهة أخرى ، يميلون الى العلوم ، وان هذا لا يمنعهم ، أو على الأقل لا يمنع قسماً كبيراً منهم، من أن يكونوا مبدعين . وهكذا فإنه لا يحق لنا أن نستنتج ان المفرقين وحدهم لا يكونون المنتجين في أوضاع الحياة الحقيقية العلاقة بين التفكير المفرق والإبداع في العلوم والتكنولوجيا أكثر تعقيداً من ذلك . وان بحوثنا الراهنة لم تصل الى الحد الذي يكشف عن هذه الأمور كشفاً تاماً .
من يمكن النظر الى الاختبارات التي يستخدمها علماء النفس وسائل لقياس الإبداع وتبين نواحي التفكير الخلاقة باعتبارها شظايا تافهة وفقيرة مما تحاول أن تقيسه . وعما انها لا تزيد عن نتف من السلوك فإن السؤال هو : هل تنتمي الى نفس الصنف من الانتاج الذي تنتمي اليه أعمال ( مايكل أنجلو ) أو ( دارون ) أو ( موزارت ) ؟ وهل صحيح ان شخصاً نوع ليوناردو دافنشي أو اينشتاين يمكن انتقاؤه من باقي رفاقه بواسطة سجله في اختبار ( الاستعمالات غير العادية ) أو اختبار ( مشكلة عيدان الكبريت ) ؟ ونستدرك فنقول ان تطبيق هذا المعيار ، معيار كون الانسان من مستوى دافنشي أو اينشتاين ، في اختبار الاختبارات ومدى صلاحيتها للدلالة على الإبداع أمر غير عملي ، ذلك بأن شخصاً من مثل دافنشي أو اينشتاين انما يحكم عليه بعمل يدوم مدى الحياة ولا يتم الحكم عادة إلا بعد الممات .
إن علينا أن نقنع بمعايير ميسورة مقبولة . والحق ان الاختبارات المفرقة يمكن أن تكون مفيدة اذا استطاعت أن تدلنا على درجات معقولة من القدرة الإبداعية الكامنة وهي لا شك صحيحة ما دمنا نتوقع أن تلعب ( الأصالة ) أو ( القدرة على التحويل ) دوراً هاماً في العمل الإبداعي الأصيل . ولقد كانت إحدى الطرق المتبعة في اكتشاف ما اذا كانت الاختبارات تكتشف الانجاز في الحياة الحقيقية المهندسين المعماريين والباحثين العلميين وغيرهم من يعترف لهم زملاؤهم ورؤساؤهم بعلو الكعب في القدرات الإبداعية. ولقد ظهر ان صلاحية هذه الاختبارات في مثل هذه الحالات دنيئة ، ومع ذلك فإن الإخفاق في إيجاد ترابطات ذات بال بين هذه المعايير وبين الاختبارات قد يكون مردوداً الى سوء المعايير أو سوء الاختبارات على حد سواء .
ولقد افترض أيضاً ان الأشخاص المبدعين في جميع ميادين الحياة رسامين ، كتاباً ، علماء - يمكن اختبارهم بالاختبارات المفرقة ذات أي محتوى كان . ولكن من المعقول أن نتوقع كون الأنواع المختلفة من المحتويات الصوري ، الدلالي والرمزي قابلة للتطبيق في المجالات المختلفة من الفاعلية . ولذلك فإنه ليس من المدهش أن لا يجد ( بيتيل Beittel ) عام ١٩٦٤ علاقة ذات معنى حين حسب معامل الترابط بين الاختبارات الدلالية وبين معايير الانجاز المبدع لطلاب الفنون الجامعيين، في حين ان ( ايليوت عام ١٩٦٤ ) استعمل نفس النوع من المحتوى وحصل على علاقة إيجابية ذات معنى بين هذه المعايير وبين القدرة الإبداعية في الاعلان والعلاقات العامة .
ولقد نجحت بعض البحوث المتأخرة في إيجاد نوع من الصدق (الصحة) في الاختبارات المفرقة ، وذلك بربطها بالفاعليات الاضافية على المنهج المتزامنة معها . وقد علل ذلك بأن هذا النوع من الفاعليات هو أقرب الى ما يقوم به الانسان في السنين التي تتلو سني الدراسة ( والاش وونغ Wallaach and Wing عام ١٩٦٩ ) . اقد وجد هؤلاء العلماء ان الانجازات المبدعة غير المدرسية من مثل علامات الزعامة والمواهب المتجلية في الفنون البصرية والفاعليات الأدبية والعلمية كانت مرتبطة ارتباطاً قوياً بالنتاج والانتاج الفكريين. ولكنها ليست مرتبطة بمثل هذه القوة بما يمكن أن نسميه بالأفكار الاستثنائية Uniqueness of Ideas كما انها غير مرتبطة بالحالة الذكائية . ومن أجل إيضاح هذه النقطة الأخيرة لا بد من ذكر الطلاب المجرب عليهم كانوا ذوي ذكاء عال .
ولقد وجد ( ديوينع De Wing ) عام ۱۹۷۰ علاقة إيجابية فريق غير منتقى من أبناء الثانية عشرة في استراليا ، بين الانجاز بحسب اختبارات مينيزوتا للتفكير المبدع وبين مزيج من المعايير الخارجية من مثل الفاعليات فوق المنهجية وتصنيف المعلمين وتصنيف الرفاق والكتابة التخيلية .
وهكذا يتضح ان الدلالة القائمة بين سجلات الاختبارات المفرقة وبين الانجازات المبدعة للحياة الحقيقية ليست شديدة القوة . ولعل ذلك يعود - بصورة جزئية الى ان عوامل الشخصية من مثل الاندفاع في مجال للعمل وحيد ، أو المحاكمة غير الملتزمة تلعب دوراً هاماً في العمل المبدع في حين انها لا تكون ماثلة في الهمسات القصيرة المباشرة . ان السذاجة أن نوحد بين التفكير المفرق والإبداع . ومع ذلك فإن الكثير من البحوث تفترض ان التفكير المبدع يساوي الإبداع وان التفكير المجمع هو العكس .
لقد اقترح ( هدسون ) عام ١٩٦٦ ان المفرقين يميلون الى الاهتمام بالآداب والفنون ويجنحون الى التخصص بهما ، وان المجمعين من جهة أخرى ، يميلون الى العلوم ، وان هذا لا يمنعهم ، أو على الأقل لا يمنع قسماً كبيراً منهم، من أن يكونوا مبدعين . وهكذا فإنه لا يحق لنا أن نستنتج ان المفرقين وحدهم لا يكونون المنتجين في أوضاع الحياة الحقيقية العلاقة بين التفكير المفرق والإبداع في العلوم والتكنولوجيا أكثر تعقيداً من ذلك . وان بحوثنا الراهنة لم تصل الى الحد الذي يكشف عن هذه الأمور كشفاً تاماً .
تعليق