فرايتاغ (غوستاڤ -)
(1816-1895)
غوستاڤ فرايتاغ Gustav Freytag كاتب روائي ومسرحي وصحفي ومنظِّر أدبي ألماني، ولد في مدينة كرويتسبورغ Kreuzburg وتوفي في مدينة ڤيزبادن Wiesbaden، كان والده طبيباً ثم صار محافظ المدينة. تلقى فرايتاغ تعليمه في مسقط رأسه ثم درس الأدب الألماني بين عام 1835-1838 في مدينة برِسْلاو Breslau ثم في برلين وحصل عام 1839 على درجة الدكتوراه ليعمل محاضراً في الأدب في جامعة برِسلاو. انتقل عام 1847 إلى درِسْدن Dresden، ثم إلى لايبزيغ Leipzig عام 1848 (عام الثورة البرجوازية الألمانية ضد الإقطاع والأرستقراطية)، حيث تسلم مع يوليان شميت Julian Schmidt إدارة تحرير جريدة «مراسلو الحدود» Die Grenzboten وهي لسان حال البرجوازية القومية الليبرالية، وبقي فيها حتى عام 1861 حين تخلى عن العمل الصحفي ليصير حتى عام 1871 نائباً في البرلمان الألماني الشمالي. وبناء على طلب شخصي من ولي عهد ألمانيا فريدريش الثالث Friedrich III شارك فرايتاغ في حملته على فرنسا. وتفرغ الكاتب فيما بعد للتأليف، وصار يقضي الخريف والشتاء في ڤيزبادن والربيع والصيف في مزرعة اقتناها عام 1851 في زيبليبِن Siebleben بالقرب من غوتا Gotha حتى وفاته.
يُعد فرايتاغ، أدباً وفكراً، ممثلاً صادقاً عن البرجوازية المثقفة الطموحة والقادرة في رأيه على استلام مقاليد الدولة وإدارتها على جميع الأصعدة. وقد تطور فكرياً من ليبرالي معتنق مبادئ الثورة البرجوازية إلى ليبرالي قومي بمـسحة بروسية، أي متصالحة مع الأرستقراطية الإقطاعية في مرحلة بسمارك Bismarck. وعلى صعيد الإبداع الأدبي صنّفه النقاد في تيار الواقعية الشعرية Poetischer Realismus.
بدأ فرايتاغ الكتابة الأدبية في ميدان المسرح، فنشر عام 1844 المسرحية الفكاهية (الكوميدية) «رحلة العروس» Die Brautfahrt، ثم مأساة (دراما) «ڤـالنتينِه»Die Valentine عام (1847) و«الأمير ڤـالدِِمار»Graf Waldemar عام (1850)، إلا أنه لم يلفت الأنظار إليه إلا عند عرض مسرحيته الفكاهية المهمة «الصحفيون» Die Journalisten عام (1854) التي عدّها النقاد إحدى أفضل الفكاهيات الألمانية، انتقد فيها الكاتب الأجواء الصحفية الألمانية وشيوع الفساد وعدم الالتزام فيها، مركّزاً تحليلاته على دور الكاتب الصحفي وأخلاقياته المهنية. إلا أن أبرز أعمالـه من وجهة نظـر التاريخ الأدبي هي رواية «بين الواجب والمُلكية» Soll und Haben عام (1855) التي اعتمد في نقده الاجتماعي السياسي فيها على الوثائق والقضايا الراهنة، مستعرضاً مزاج العمل عند المواطن الألماني، كما هو عليه وكما يجب أن يكون، لتقوم البرجوازية بمهامها المنوطة بها، وثمة إشارات جلية في الرواية إلى الطموحات التوسعية جغرافياً والرأسمالية اقتصادياً لدى التجار والمستثمرين. وقد أشار النقاد حينذاك إلى استفادة الكاتب من تقاليد الواقعية الأدبية الأوربية، ولاسيما لدى تشارلز ديكنز [ر] Charles Dickens.
عاد فرايتاغ في آخر رواياته المتعددة الأجزاء «الأسلاف»Die Ahnen ما بين (1872-1880) إلى التاريخ الجرماني القديم، ملاحقاً مصائر قبيلة ألمانية منذ مرحلة هجرات الشعوب حتى ثورة 1848، معتمداً التركيز على التفاصيل التاريخية بنظرة ثاقبة، مستنبطاً تأثيرها في النفس البشرية. وفي كتابه «صور من الماضي الألماني»Bilder aus der deutschen Vergangenheit ما بين (1859-1862) قدّم بنظرة تاريخية عميقة ومعرفة واسعة صوراً من الحياة الثقافية الألمانية منذ القرون الوسطى حتى بدايات القرن التاسع عشر. أما على صعيد التنظير المسرحي فقد وضع فرايتاغ عام 1863 كتاباً كان ومازال له دور بالغ الأهمية لطلاب الدراسات المسرحية والمهتمين بها، وقد نشره بعنوان «تقنيات الدراما» Die Technik des Dramas، ترجم من ثم إلى كثير من اللغات وصار كتاباً تعليمياً.
احتل غوستاف فرايتاغ مكانة بارزة في الحياة الثقافية الألمانية وتُعد مؤلفاته من تراث الأدب الألماني.
كامل إسماعيل
(1816-1895)
غوستاڤ فرايتاغ Gustav Freytag كاتب روائي ومسرحي وصحفي ومنظِّر أدبي ألماني، ولد في مدينة كرويتسبورغ Kreuzburg وتوفي في مدينة ڤيزبادن Wiesbaden، كان والده طبيباً ثم صار محافظ المدينة. تلقى فرايتاغ تعليمه في مسقط رأسه ثم درس الأدب الألماني بين عام 1835-1838 في مدينة برِسْلاو Breslau ثم في برلين وحصل عام 1839 على درجة الدكتوراه ليعمل محاضراً في الأدب في جامعة برِسلاو. انتقل عام 1847 إلى درِسْدن Dresden، ثم إلى لايبزيغ Leipzig عام 1848 (عام الثورة البرجوازية الألمانية ضد الإقطاع والأرستقراطية)، حيث تسلم مع يوليان شميت Julian Schmidt إدارة تحرير جريدة «مراسلو الحدود» Die Grenzboten وهي لسان حال البرجوازية القومية الليبرالية، وبقي فيها حتى عام 1861 حين تخلى عن العمل الصحفي ليصير حتى عام 1871 نائباً في البرلمان الألماني الشمالي. وبناء على طلب شخصي من ولي عهد ألمانيا فريدريش الثالث Friedrich III شارك فرايتاغ في حملته على فرنسا. وتفرغ الكاتب فيما بعد للتأليف، وصار يقضي الخريف والشتاء في ڤيزبادن والربيع والصيف في مزرعة اقتناها عام 1851 في زيبليبِن Siebleben بالقرب من غوتا Gotha حتى وفاته.
يُعد فرايتاغ، أدباً وفكراً، ممثلاً صادقاً عن البرجوازية المثقفة الطموحة والقادرة في رأيه على استلام مقاليد الدولة وإدارتها على جميع الأصعدة. وقد تطور فكرياً من ليبرالي معتنق مبادئ الثورة البرجوازية إلى ليبرالي قومي بمـسحة بروسية، أي متصالحة مع الأرستقراطية الإقطاعية في مرحلة بسمارك Bismarck. وعلى صعيد الإبداع الأدبي صنّفه النقاد في تيار الواقعية الشعرية Poetischer Realismus.
بدأ فرايتاغ الكتابة الأدبية في ميدان المسرح، فنشر عام 1844 المسرحية الفكاهية (الكوميدية) «رحلة العروس» Die Brautfahrt، ثم مأساة (دراما) «ڤـالنتينِه»Die Valentine عام (1847) و«الأمير ڤـالدِِمار»Graf Waldemar عام (1850)، إلا أنه لم يلفت الأنظار إليه إلا عند عرض مسرحيته الفكاهية المهمة «الصحفيون» Die Journalisten عام (1854) التي عدّها النقاد إحدى أفضل الفكاهيات الألمانية، انتقد فيها الكاتب الأجواء الصحفية الألمانية وشيوع الفساد وعدم الالتزام فيها، مركّزاً تحليلاته على دور الكاتب الصحفي وأخلاقياته المهنية. إلا أن أبرز أعمالـه من وجهة نظـر التاريخ الأدبي هي رواية «بين الواجب والمُلكية» Soll und Haben عام (1855) التي اعتمد في نقده الاجتماعي السياسي فيها على الوثائق والقضايا الراهنة، مستعرضاً مزاج العمل عند المواطن الألماني، كما هو عليه وكما يجب أن يكون، لتقوم البرجوازية بمهامها المنوطة بها، وثمة إشارات جلية في الرواية إلى الطموحات التوسعية جغرافياً والرأسمالية اقتصادياً لدى التجار والمستثمرين. وقد أشار النقاد حينذاك إلى استفادة الكاتب من تقاليد الواقعية الأدبية الأوربية، ولاسيما لدى تشارلز ديكنز [ر] Charles Dickens.
عاد فرايتاغ في آخر رواياته المتعددة الأجزاء «الأسلاف»Die Ahnen ما بين (1872-1880) إلى التاريخ الجرماني القديم، ملاحقاً مصائر قبيلة ألمانية منذ مرحلة هجرات الشعوب حتى ثورة 1848، معتمداً التركيز على التفاصيل التاريخية بنظرة ثاقبة، مستنبطاً تأثيرها في النفس البشرية. وفي كتابه «صور من الماضي الألماني»Bilder aus der deutschen Vergangenheit ما بين (1859-1862) قدّم بنظرة تاريخية عميقة ومعرفة واسعة صوراً من الحياة الثقافية الألمانية منذ القرون الوسطى حتى بدايات القرن التاسع عشر. أما على صعيد التنظير المسرحي فقد وضع فرايتاغ عام 1863 كتاباً كان ومازال له دور بالغ الأهمية لطلاب الدراسات المسرحية والمهتمين بها، وقد نشره بعنوان «تقنيات الدراما» Die Technik des Dramas، ترجم من ثم إلى كثير من اللغات وصار كتاباً تعليمياً.
احتل غوستاف فرايتاغ مكانة بارزة في الحياة الثقافية الألمانية وتُعد مؤلفاته من تراث الأدب الألماني.
كامل إسماعيل