فضل ثمانون من الرسامين الأميركيين الذين طبق عليهم هذا الاختبار الخربشات المعقدة غير المتناظرة تفضيلاً واضحاً وقالوا عنها أنها أشكال حيوية وديناميكية. وفعل مثل ذلك باقي الفرقاء . ويبدو ان الأشخاص المبدعين قادرون على تقبل التعقيد الادراكي بل والفوضى دون انزعاج وانهم يفضلون غنى التعقيد على فقر البساطة المتجلية في الأشكال الهندسية المبسطة . ولذلك فإن هذا التفضيل قد يعتبر مقياساً من مقاييس الإبداع أنواع المبدعين .
ولقد أظهر الفرقاء المبدعون تدرجاً متميزاً في القيم في مقياس ( اولبورت - فرنون - لندي ) للقيم ، وكانت أهم القيم بالنسبة اليهم القيمة النظرية والقيمة الجمالية. ويعتقد واضعو هذا المقياس ان ثمة شيئاً من التضارب بين القيم النظرية ، باعتبارها موجهة نحو اكتشاف العقلانية والحقيقة ، وبين القيم الجمالية التي يكون الجمال أسمى تعبير عنها . ولعله من العلامات المميزة للأفراد المبدعين - كما يقترح ماككينون - قدرتهم على التوفيق بين مثل هذه التضاربات في داخل شخصياتهم .
لقد رأينا حتى الآن عدداً من صفات الشخصية المشتركة بين المبدعين من كتاب ورياضيين ومهندسين معماريين وربما غيرهم من أرباب المهن . ونستطيع - ولو بصورة احتمالية أن نعتبر هذه الصفات مميزة للأفراد المبدعين ، ولكن ماذا عن الفروق بين الفرقاء المختلفة ؟ إن بعض المواصفات التي تنطبق على الكتاب والمهندسين المعماريين في دراسة بركلي قد تعطينا بعض الدلالات. إن الكتاب المبدعين وليس المهندسين المعماريين - طليقون في الكلام ، يهتمون بالمشكلات الفلسفية ويفكرون كما يربطون بين الأفكار بطرائق غير مألوفة . أما المهندسون المعماريون فهم رجال أعمال يتعاملون مع المواد كما يتعاملون مع فهم يتمتعون بسهولة التعامل الاجتماعي كما انه من الممكن الاعتماد عليهم. ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن يوصف المهندس المعماري الانموذجي بقولنا بسر بالخبرات الحسية » و « انه ذو مكانة اجتماعية ويبدو طليقاً اجتماعياً و و انه شخص يمكن الاعتماد عليه ويشعر بالمسؤولية .. أما الرياضيون المبدعون فقد وصفوا بأنهم « لا يضعون أقدامهم على الأرض ، وذلك لأنهم غير قادرين على عمل الأشياء ولا يمكن الاعتماد عليهم وغير مسؤولين . وهم ليسوا طلقاء اجتماعياً ولكنهم شجعان وأصيلون ، كما انهم انفعاليون وهم غريبو الأطوار وتعوزهم البراعة. وأما رجال العلم فلم يكونوا من بين الفرقاء الذين قدموا الى بركلي للدراسة والاختبار ، ولكن دراسة منفصلة أجريت لهم من قبل ( غف) عام ١٩٦١ واستعمل معهم بعضاً نفس الاختبارات التي استعملت سواهم . كما ان ( كاتل R . B. Cattell ) درس العلماء البارزين ولكن بطريقة مختلفة عن الطريقة التي استعملت بركلي . وبالرغم من اختلاف من طريقتي الدراسة فإن النتائج الحاصلة متشابهة الى حد كبير جداً.
لقد دللت دراسة بركلي على وجود صفات في العلماء العظام تشبه تماماً صفات المبدعين في الحقول الأخرى من مثل الذكاء الحاد والميل القوي الى التفكير المستقل والتحرر والسيطرة الشخصية والاستجابة الى اهتمامات الآخرين ونوازعهم ، كما تميزوا بالتفضيل الواضح للأناقة الجمالية وتعقد الأشكال .
وهنا أيضاً يبدو ان الالحاح للإبداع في العلوم يشتق من نفس القوى التي يشتق منها الإبداع في الحقول الأخرى ومع ذلك فإن ثمة بعض الفروق ففي حين ان المبدعين الآخرين يميلون الى أن يكونوا ادراكيين أكثر منهم محاكمين حسب نماذج يونغ فإن المبدعين في العلوم يبدون عكس ذلك، فهم يتشددون في أهمية الانطباق والانتظام في الظواهر التي يدرسونها . ثم ان القيم النظرية التي تمثل البحث عن الحقيقة والعقلانية مفضلة عندهم على القيم الجمالية هذا ويبدو ان رجال العلم – وحتى المبدعين منهم يميلون أكثر نحو التفكير المجمع بخلاف المبدعين في الحقول الأخرى .
أما مساهمة ( كاتل عام ١٩٥٥ ) فتضيف بعض الأمور الهامة الى ما سبق ذكره . انه وجدهم كما وجدتهم دراسة بركلي – أذكياء جداً، مستقلين ومسيطرين وحساسين بالمعنى السيكولوجي، ولكنه وجدهم بالإضافة الى ذلك مستبطنين ، متحفظين ، وباردين ، أو قل إذا شئت مكبوتين، جديين وصموتين ومكتفين ذاتياً الى درجة ما . وبالرغم من أنهم ليسوا بوهيميين كالكتاب فهم لا يعبأون بالاعتبارات الاجتماعية . ويروي (كاتل) قصة ممثلة عن ( اللورد كافندش Lord Cavendish ) الذي حين طلب اليه حضور اجتماع رسمي لاستقبال علماء أجانب كانوا يزورون كمبردج هرب راكضاً عبر الدهليز .
المبدعون الأحداث
حين ننتقي المبدعين من الأطفال والراشدين من أجل دراستهم لا نستطيع أن نعتمد على إنجازاتهم وشهرتهم . ان علينا ان نحدد الإبداع هنا بسجلات رفيعة في اختبارات التفكير المفرق بكل ما تستتليه من صفات ، وهكذا فنحن حين نتكلم عن شخصيات المبدعين الصغار انمــا نتكلم عن شخصيات المفرقين بوصفها مضادة لشخصيات المجمعين .
ان بعضاً من صفات الشخصية التي تجلت عند المبدعين من الكبار تتجلى عند هؤلاء الأحداث الذين يظهرون إبداعاً واعداً . لقد وجد ( غتزلس وجاكسون) ان مفرقيهم وقفوا ضد القيم السائدة في حضارتهم مظهرين بذلك عدم الالتزام وحرية الفكر. أنهم لم يكونوا معنيين بالصفات التي تسبب النجاح بين الناس والتي يقدرها معلموهم تقديراً كبيراً . انهم على العكس عنوا بالصفات التي اعتبروها ذات قيمة بالنسبة اليهم كأشخاص مع انهم كانوا يعلمون ان هذه الصفات قد لا تسبب لهم احترام العالم من حولهم . وقد أظهروا كذلك ميلهم الى عدم الالتزام بالنسبة للمهنة التي مالوا الى انتقائها . وقد وجدهم ( غنزلس وجاكسون ) أشخاصاً خارجين على نظام المدرسة الذي بدا وكأنه وضع لصنف آخر من الأطفال. ومن هنا فإنه بالرغم من انجازهم المدرسي العالي فإن المبدعين حقاً من الأطفال كانوا أقل شعبية عند معلميهم من غيرهم من حاصل الذكاء العالي. وثمة فرق معجب كثيراً بين المفرقين والمجمعين تجلى في مهنة الأدب. فالمجمعون كان والدوهم في معظم الأحيان مهنيين وجامعيين في حين ان المفرقين جاءوا من بيوت أصحابها رجال أعمال وهنا لا بد من التذكير بالمفرق بين ( المقاول Entrepreneur) و(البورو قراط Bureaucrat ) كما فعل ( ميللر و سوانسون Miller and Swanson ) عام ١٩٥٨ اللذان وجدا ان الفرق ينعكس في مواقف مختلفة للآباء وبخاصة في المخاطرة ( المقاولون أكثر مخاطرة وهذا يترك أثره في الأطفال ذوي . الأطفال ) .
ثم ان روح وقد لاحظ هذان النكتة الملاعبة Playfulness صفتان يتميز بها الراشد المبدع كما ظهر من دراسة ( غتزلس وجاكسون ) العالمان ان المفرقين الذين درسوهما كانوا أقل شعبية عند معلميهم وذلك بسبب طرقهم غير الملتزمة . وقد لاحظ مثل هذا المربي الأمريكي ( تورانس Torrance ) عام ١٩٦٢ حين قال ان الطفل المبدع تنقصه الشعبية وان الضغط الاجتماعي قد يكون عاملاً في كبت نمو القابليات المفرقة. وهذا الأمر يحدث بخاصة في المجتمعات التي تعلق أهمية كبيرة على الالتزام ( هو أمر شائع جداً في مدارسنا ) وبعكس ذلك فإن المجتمعات التي تنمي الإبداع لا تعلق أهمية كبيرة على التزام الطفل لقوانين المدرسة وطرائقها وأساليبها .
ولقد وجد ( Hudson ) عام ١٩٦٦ ، ١٩٦٨ ان المجمعين يظهرون احتراماً للسلطة ومستعدون لقبول رأي الخبراء وانهم على استعداد لاظهار الطاعة أكثر من المفرقين. ومن مشتقات ذلك انهم لا يرتاحون . من تصلبهم للغموض الطبيعي في العالم من حولهم ، وانهم يفضلون أن يكشفوا هذا الغموض ويحولوه الى حقائق من نوع الأبيض والأسود . وهم أقل تضجراً من البرامج المدرسية وأكثر تقبلاً لها بل ان المجمع يكون أكثر ترتيباً وتنظيماً ، بل أكثر خضوعاً للاستحواذ Obsession من المفرق ومع ذلك فإن المفرقين يقولون عن أنفسهم انهم نظاميون ومنهجيون في عاداتهم العملية . إن الكاتب الروائي الانكليزي ( ديكنس Dickens ) كان منظماً مرتباً الى أقصى حد وكان في الوقت نفسه مبدعاً من الطراز الأول .
ويقدم ( هدسون ) رأياً مثيراً فيما يخص أسس الديناميكية الموجودة في
ولقد أظهر الفرقاء المبدعون تدرجاً متميزاً في القيم في مقياس ( اولبورت - فرنون - لندي ) للقيم ، وكانت أهم القيم بالنسبة اليهم القيمة النظرية والقيمة الجمالية. ويعتقد واضعو هذا المقياس ان ثمة شيئاً من التضارب بين القيم النظرية ، باعتبارها موجهة نحو اكتشاف العقلانية والحقيقة ، وبين القيم الجمالية التي يكون الجمال أسمى تعبير عنها . ولعله من العلامات المميزة للأفراد المبدعين - كما يقترح ماككينون - قدرتهم على التوفيق بين مثل هذه التضاربات في داخل شخصياتهم .
لقد رأينا حتى الآن عدداً من صفات الشخصية المشتركة بين المبدعين من كتاب ورياضيين ومهندسين معماريين وربما غيرهم من أرباب المهن . ونستطيع - ولو بصورة احتمالية أن نعتبر هذه الصفات مميزة للأفراد المبدعين ، ولكن ماذا عن الفروق بين الفرقاء المختلفة ؟ إن بعض المواصفات التي تنطبق على الكتاب والمهندسين المعماريين في دراسة بركلي قد تعطينا بعض الدلالات. إن الكتاب المبدعين وليس المهندسين المعماريين - طليقون في الكلام ، يهتمون بالمشكلات الفلسفية ويفكرون كما يربطون بين الأفكار بطرائق غير مألوفة . أما المهندسون المعماريون فهم رجال أعمال يتعاملون مع المواد كما يتعاملون مع فهم يتمتعون بسهولة التعامل الاجتماعي كما انه من الممكن الاعتماد عليهم. ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن يوصف المهندس المعماري الانموذجي بقولنا بسر بالخبرات الحسية » و « انه ذو مكانة اجتماعية ويبدو طليقاً اجتماعياً و و انه شخص يمكن الاعتماد عليه ويشعر بالمسؤولية .. أما الرياضيون المبدعون فقد وصفوا بأنهم « لا يضعون أقدامهم على الأرض ، وذلك لأنهم غير قادرين على عمل الأشياء ولا يمكن الاعتماد عليهم وغير مسؤولين . وهم ليسوا طلقاء اجتماعياً ولكنهم شجعان وأصيلون ، كما انهم انفعاليون وهم غريبو الأطوار وتعوزهم البراعة. وأما رجال العلم فلم يكونوا من بين الفرقاء الذين قدموا الى بركلي للدراسة والاختبار ، ولكن دراسة منفصلة أجريت لهم من قبل ( غف) عام ١٩٦١ واستعمل معهم بعضاً نفس الاختبارات التي استعملت سواهم . كما ان ( كاتل R . B. Cattell ) درس العلماء البارزين ولكن بطريقة مختلفة عن الطريقة التي استعملت بركلي . وبالرغم من اختلاف من طريقتي الدراسة فإن النتائج الحاصلة متشابهة الى حد كبير جداً.
لقد دللت دراسة بركلي على وجود صفات في العلماء العظام تشبه تماماً صفات المبدعين في الحقول الأخرى من مثل الذكاء الحاد والميل القوي الى التفكير المستقل والتحرر والسيطرة الشخصية والاستجابة الى اهتمامات الآخرين ونوازعهم ، كما تميزوا بالتفضيل الواضح للأناقة الجمالية وتعقد الأشكال .
وهنا أيضاً يبدو ان الالحاح للإبداع في العلوم يشتق من نفس القوى التي يشتق منها الإبداع في الحقول الأخرى ومع ذلك فإن ثمة بعض الفروق ففي حين ان المبدعين الآخرين يميلون الى أن يكونوا ادراكيين أكثر منهم محاكمين حسب نماذج يونغ فإن المبدعين في العلوم يبدون عكس ذلك، فهم يتشددون في أهمية الانطباق والانتظام في الظواهر التي يدرسونها . ثم ان القيم النظرية التي تمثل البحث عن الحقيقة والعقلانية مفضلة عندهم على القيم الجمالية هذا ويبدو ان رجال العلم – وحتى المبدعين منهم يميلون أكثر نحو التفكير المجمع بخلاف المبدعين في الحقول الأخرى .
أما مساهمة ( كاتل عام ١٩٥٥ ) فتضيف بعض الأمور الهامة الى ما سبق ذكره . انه وجدهم كما وجدتهم دراسة بركلي – أذكياء جداً، مستقلين ومسيطرين وحساسين بالمعنى السيكولوجي، ولكنه وجدهم بالإضافة الى ذلك مستبطنين ، متحفظين ، وباردين ، أو قل إذا شئت مكبوتين، جديين وصموتين ومكتفين ذاتياً الى درجة ما . وبالرغم من أنهم ليسوا بوهيميين كالكتاب فهم لا يعبأون بالاعتبارات الاجتماعية . ويروي (كاتل) قصة ممثلة عن ( اللورد كافندش Lord Cavendish ) الذي حين طلب اليه حضور اجتماع رسمي لاستقبال علماء أجانب كانوا يزورون كمبردج هرب راكضاً عبر الدهليز .
المبدعون الأحداث
حين ننتقي المبدعين من الأطفال والراشدين من أجل دراستهم لا نستطيع أن نعتمد على إنجازاتهم وشهرتهم . ان علينا ان نحدد الإبداع هنا بسجلات رفيعة في اختبارات التفكير المفرق بكل ما تستتليه من صفات ، وهكذا فنحن حين نتكلم عن شخصيات المبدعين الصغار انمــا نتكلم عن شخصيات المفرقين بوصفها مضادة لشخصيات المجمعين .
ان بعضاً من صفات الشخصية التي تجلت عند المبدعين من الكبار تتجلى عند هؤلاء الأحداث الذين يظهرون إبداعاً واعداً . لقد وجد ( غتزلس وجاكسون) ان مفرقيهم وقفوا ضد القيم السائدة في حضارتهم مظهرين بذلك عدم الالتزام وحرية الفكر. أنهم لم يكونوا معنيين بالصفات التي تسبب النجاح بين الناس والتي يقدرها معلموهم تقديراً كبيراً . انهم على العكس عنوا بالصفات التي اعتبروها ذات قيمة بالنسبة اليهم كأشخاص مع انهم كانوا يعلمون ان هذه الصفات قد لا تسبب لهم احترام العالم من حولهم . وقد أظهروا كذلك ميلهم الى عدم الالتزام بالنسبة للمهنة التي مالوا الى انتقائها . وقد وجدهم ( غنزلس وجاكسون ) أشخاصاً خارجين على نظام المدرسة الذي بدا وكأنه وضع لصنف آخر من الأطفال. ومن هنا فإنه بالرغم من انجازهم المدرسي العالي فإن المبدعين حقاً من الأطفال كانوا أقل شعبية عند معلميهم من غيرهم من حاصل الذكاء العالي. وثمة فرق معجب كثيراً بين المفرقين والمجمعين تجلى في مهنة الأدب. فالمجمعون كان والدوهم في معظم الأحيان مهنيين وجامعيين في حين ان المفرقين جاءوا من بيوت أصحابها رجال أعمال وهنا لا بد من التذكير بالمفرق بين ( المقاول Entrepreneur) و(البورو قراط Bureaucrat ) كما فعل ( ميللر و سوانسون Miller and Swanson ) عام ١٩٥٨ اللذان وجدا ان الفرق ينعكس في مواقف مختلفة للآباء وبخاصة في المخاطرة ( المقاولون أكثر مخاطرة وهذا يترك أثره في الأطفال ذوي . الأطفال ) .
ثم ان روح وقد لاحظ هذان النكتة الملاعبة Playfulness صفتان يتميز بها الراشد المبدع كما ظهر من دراسة ( غتزلس وجاكسون ) العالمان ان المفرقين الذين درسوهما كانوا أقل شعبية عند معلميهم وذلك بسبب طرقهم غير الملتزمة . وقد لاحظ مثل هذا المربي الأمريكي ( تورانس Torrance ) عام ١٩٦٢ حين قال ان الطفل المبدع تنقصه الشعبية وان الضغط الاجتماعي قد يكون عاملاً في كبت نمو القابليات المفرقة. وهذا الأمر يحدث بخاصة في المجتمعات التي تعلق أهمية كبيرة على الالتزام ( هو أمر شائع جداً في مدارسنا ) وبعكس ذلك فإن المجتمعات التي تنمي الإبداع لا تعلق أهمية كبيرة على التزام الطفل لقوانين المدرسة وطرائقها وأساليبها .
ولقد وجد ( Hudson ) عام ١٩٦٦ ، ١٩٦٨ ان المجمعين يظهرون احتراماً للسلطة ومستعدون لقبول رأي الخبراء وانهم على استعداد لاظهار الطاعة أكثر من المفرقين. ومن مشتقات ذلك انهم لا يرتاحون . من تصلبهم للغموض الطبيعي في العالم من حولهم ، وانهم يفضلون أن يكشفوا هذا الغموض ويحولوه الى حقائق من نوع الأبيض والأسود . وهم أقل تضجراً من البرامج المدرسية وأكثر تقبلاً لها بل ان المجمع يكون أكثر ترتيباً وتنظيماً ، بل أكثر خضوعاً للاستحواذ Obsession من المفرق ومع ذلك فإن المفرقين يقولون عن أنفسهم انهم نظاميون ومنهجيون في عاداتهم العملية . إن الكاتب الروائي الانكليزي ( ديكنس Dickens ) كان منظماً مرتباً الى أقصى حد وكان في الوقت نفسه مبدعاً من الطراز الأول .
ويقدم ( هدسون ) رأياً مثيراً فيما يخص أسس الديناميكية الموجودة في
تعليق