كيف يكون المبدعون ٢_a .. كتاب الإبداع وتربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يكون المبدعون ٢_a .. كتاب الإبداع وتربية

    عليهم اختبارات ويعيش الجميع مدة ثلاثة أيام في شيء كثير من الرفاه ملاحظة المدروسين ملاحظة مباشرة في حياتهم اليومية وعقد أحاديث مطولة معهم . وفي نهاية فترة القدر كان علماء النفس يسجلون انطباعاتهم عن كل فرد من المدروسين ويصفونه بأوصاف منتقاة من قائمة محضرة سلفاً . كما ان العلماء كانوا يصفون المدروسين بجمل ذات صبغة تكنيكية اكلينيكية. ثم كانت تعقد جلسة عامة للدارسين من أجل الصورة العامة لكل من المدروسين . وكان هذا يتم قبل التعرف على نتائج الاختبارات ثم يقارن بها . وبديهي انه ليس من السهل تلخيص النتائج التي حصل عليها العلماء وذلك على اعتبار انها نشرت في مقالات مختلفة ومنشورات متباينة كتبها كل من العلماء المشتركين بالبحث ( ماككينون ١٩٦١ – ١٩٦٢ ، رسم غف ١٩٦١ ، بارون ١٩٦٩ ) .

    ولعل الأهمية التي أوليت في الكتابات لدراسة المهندسين المعماريين ليست أمراً عارضاً ، ذلك بأنه يتحتم على المهندسين المعماريين أن يجمعوا في عملهم - إذا أرادوا النجاح بين الحساسة الجمالية التي تكون للفنان الذي يحاول الإرضاء وإدخال السرور على نفس المشاهد وبين الكفاية التكنيكية وبين المعرفة والتطبيق عند المهندس والعالم اللذين يتحتم عليها أن يكون نتاجها صحيحاً ومتيناً ومقبولاً في العالم العادي. ولهذا كله اعتقد العلماء ان المهندس المعماري هو المثل الحي للفنان العالم وان صفاته التي يظهرها إذا كان مبدعاً النموذج الصحيح لصفات المبدع . ومع فإن هذه الصفات تختلف من فرد الى فرد كما تختلف من اختصاص الى آخر . ولنبدأ بالصفات المشتركة بين المهندسين المعماريين والكتاب والى حد ما الرياضيين .

    لقد وصف العلماء القائمون بالبحث المدروسين ، بأنهم أذكياء ، وتخيليين وانهم أظهروا ملامح من الفردية والاستقلال مكنتهم من أن يسلكوا طرقهم الخاصة في تحقيق آمالهم التي تميل بصورة عامة الى أن تكون عالمية . وهم في الوقت نفسه يظهرون التمركز حول الذات الذي يمكن اعتباره ضرورياً للإنجاز العظيم . وهم أخيراً يسرون بالانطباعات الجمالية ويظهرون حساسية جمالية . ثم ان الكتاب والمهندسين والمعماريين وليس الرياضيين - وصفوا بأنهم منتجون وقادرون على عمل الأشياء وان لهم عدداً كبيراً من الاهتمامات وانهم يقدرون الأمور العقلية والفكرية تقديراً عظيماً . ( ان من العجيب أن لا تنطبق هذه الصفة الأخيرة على الرياضيين وهذا ما يدعو الى شيء من الشك في انطباعات الباحثين ) .

    واذا تركنا وصف الباحثين وانطباعاتهم جانباً فماذا تظهر اختبارات الشخصية عن صفات هؤلاء الرجال والنساء المتميزين ؟ أما ما يخص العصاب والأمراض النفسية الأخرى فسنناقشه في مكان آخر. لقد طبق على المدروسين قائمة كاليفورنيا السيكولوجية California Psychological Inventory » التي تقيس قوة الأنا Ego Strength . وقد ظهر ان الفرقاء المهنيين الثلاثة فوق المستوى المتوسط بكثير ، كما انهم يفوقون زملاءهم الأقل إبداعاً في قدرتهم على الانجاز من خلال الاستقلال بدلاً من الالتزام . كما انهم يفوقونهم في الصفات التي تقود الى التميز الاجتماعي وفي الانفتاح على مشاعر الآخرين وفي أن تكون لهم اهتمامات نسائية . ثم ان هذه الحقيقة الأخيرة ( وهي لا تنطبق على النساء الرياضيات ) أكدتها اختبارات كثيرة . و معنى هذا ان الرجال المبدعين تكون لهم حساسيات وقابليات تكون - في حضارتنا منسوبة الى النساء ( الحساسية بالنسبة الى مشاعر الآخرين التوازن يمكن أن تكون واحدة منها ) . وفي توحداتهم ومشاعرهم يكونون أكثر انفتاحاً على الجانب الأنثوي من طبيعتهم وأكثر تعبيراً عنه ( يذكر اننا جميعاً تمازج فينا صفات الجنسين )من المهنيين العاديين عامة . ويشير ( ماككينون ) عام ١٩٦٢ الى انه بالنسبة لبعض هؤلاء الرجال يكون بين الصفات الأنثوية والذكرية وكذلك بين الاهتمامات والتوحدات مشكوكاً فيه ولا يتم إلا بعد ضغط نفسي واضطراب عظيم . وثمة صفة أخرى يتميز بها المبدعون جميعاً. بما في ذلك الرياضيات من النساء - الا المرونة وسنعود الى التحدث عنها فيما بعد .

    والمهم أن نلاحظ أيضاً الصفات التي كان سجل الفرقاء الثلاثة فيها دنيئاً . انهم جميعاً يسجلون حداً أدنى من الانطباق ( التطابق ) الاجتماعي Social Conformity . وهكذا فإن جميع الرجال والنساء المبدعين دون المتوسط في الاجتماعية وفي ضبط النفس ، وفي القيم المتصلة بالاجتماعية التقليدية ، أو قل إذا شئت أنهم متحررون من المنع والكبت الاتفاقي . وهم يظهرون نزعتهم عدم رغبتهم في أن يتركوا انطباعاً حسناً عند الآخرين واستعدادهم لتحدي الأمور الشائعة المقبولة .

    ولقد تم الحصول على نتائج هامة جداً ومعجبة جداً بواسطة اختبار اسمه (دليل مايرسبرغس في النماذج The Myers - Briggs Type Indicator) وهو مبني على نظرية ( يونغ ) في النماذج الشخصية . إن واحداً من التضادات هنا يقوم بين الانموذج المحاكم Judging Type والانموذج المدرك Perceptive Type . أما الانموذج المحاكم فيكون تشديده الأشد على ضبط الخبرة وتنظيمها ، في حين ان الانموذج المدرك يكون أكثر ميلاً الى أن يكون منفتحاً ومتقبلاً لكل الخبرات. ولقد وجد (ماككينون ) ان غالبية المهندسين المعماريين المبدعين والكتاب والرياضيين كانوا من الانموذج الإدراكي . ومن التضادات التي قيست بهذا الدليل هو التفضيل بين نموذجين مختلفين من الإدراك : الإحساس ، أي الإدراك المباشر من خلال الحواس والحدس ، ذلك الإدراك الذي يتجاوز المظاهر ليصل الى معان وإمكانات أعمق تكون للأشياء والأوضاع . وقد وجد انه في الحين الذي يكون ٢٥٪ من مجموع الناس يفضلون الأسلوب الحدسي فإن ٩٠٪ من الكتاب المبدعين والرياضيين والعلماء يفضلون هذا الأسلوب و ۱۰۰٪ من المهندسين المعماريين يفضلونه .

    وثمة تمييز شخصي آخر قائم على أساس من نماذج ( يونغ ) الا التمييز بين الانطوائيين والانبساطيين . لقد وجد ( ماككينون ) - تأييداً لدراسات أخرى ان ثلي مبدعيه تقريباً انطوائيون .

    وفيما يخص التفضيل الحدسي عند المبدعين يكتب ماككينون قائلاً و إن الواحد منا يتوقع أن لا يكون الأشخاص المبدعون مرتبطين بالمثير والشيء بل أن يكونوا متنبهين الى ما لم يتحقق بعد وهذه هي الصفة التي تسمى أحياناً . الانفتاح للخبرة Openness to Experience وقد ثبت وجودها في كثير من الدراسات. ويقول ( بارون ) عن الأدباء انهم منفتحون للخبرات الصوفية ، لمشاعر الرهبة والى التوحد بالعالم .

    ومن الجهة المقابلة فإن الانفتاح للخبرة قد يرافقه شيء من السذاجة وتقبل الإنحاء .

    وهذا يناقض مناقضة شديدة التحرر الفكري للأفراد المبدعين الذي شهد به العديد من الدراسات ، على أن تقبل الإيحاء قد يمكن الشخص المبدع من امتصاص الأفكار الجديدة وغير المحتملة الصادرة عن محيطه وبذلك قد يكون هذا التقبل صفة مفيدة، وأياً ما كان فإن المشكل ليس باليسير حله .

    أما المرونة فقد كانت واحدة من الصفات التي يتميز بها الكتاب المبدعون والمهندسون المعماريون والرياضيون . وقد درست هذه الصفة التي ذات طبيعة عقلية جزئياً في الأعمال التفكيرية للأفراد المبدعين . وقد أشار ( كوستلر ) الى تجارب كانت فيها نفس المبدع تتخلى موقتاً عن عن الضبط العقلي للأفكار وترجع الى عمليات أكثر بدائية وأشبه بالأحلام. وفي لغة التحليل النفسي تسمى هذه الأخيرة التفكير بالعمليات البدائية وتعتبر مضادة للتفكير بالعمليات الثانوية التي تتألف من التفكير العقلي الشعوري . ولقد اقترح ان المرونة الخلاقة التمكن من النكوص من العمليات الثانوية السوية الى العمليات البدائية ثم العودة الى العمليات التفكيرية الثانوية مرة أخرى. وبذلك تمازج الصيغتان من التفكير . وقد بحث هذا الأمر بواسطة اختبارات الشخصية ويبدو ان ما الأشخاص المبدعين ليس كمية العمليات التفكيرية البدائية ( الأولية ) التي ينخرطون فيها ولكن قدرتهم على ضبطها أو قل استعمال الخيالات الوحشية وغير المكبوتة .

    ومن المتحولات التي ثبت أنها تميز بصورة عالية جميع الفرقاء المبدعين في الدراسات التي جرت في بركلي كان تفضيل التعقيدا الادراكي Preference for Perceptual Complexity . لقد عرض على المدروسين رسوم تخطيطية مقتضبة مرسومة بالأبيض والأسود وكانت تتراوح بين الأشكال الهندسية البسيطة الواضحة من مثل انصاف الدوائر ومتعددات السطوح ، الخ وبين الرسوم التي تبدو وكأنها خربشات أطفال . وقد


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.54 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	83.0 كيلوبايت 
الهوية:	140706 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.55_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	86.3 كيلوبايت 
الهوية:	140707 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.55 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	85.4 كيلوبايت 
الهوية:	140708 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.56_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	78.3 كيلوبايت 
الهوية:	140709 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-01-2023 15.56 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	83.2 كيلوبايت 
الهوية:	140710

  • #2

    They have exams, and everyone lives for three days in a lot of comfort, observing the studied students directly in their daily lives, and holding lengthy conversations with them. At the end of the fate period, the psychologists recorded their impressions of each individual studied and described him with descriptions selected from a list prepared in advance. Also, the scientists used to describe the students with phrases of a technical and clinical nature. Then a general session was held for the students for the sake of the general picture of each of the students. This was done before identifying the results of the tests and then comparing them. It is obvious that it is not easy to summarize the results obtained by the scientists, given that they were published in different articles and dissimilar publications written by each of the scientists involved in the research (McKinnon 1961-1962, Drawing Guf 1961, Barron 1969).

    Perhaps the importance given in the writings to the study of architects is not accidental, because it is imperative for architects to combine in their work - if they want to succeed - between the aesthetic sensibility of the artist who tries to please and bring pleasure to the same scenes, and between the technical competence and the knowledge and application of the engineer and the scientist. Those whose products must be correct, solid, and acceptable in the ordinary world. For all of this, scholars believed that the architect is the living example of the scholarly artist, and that his qualities that he displays if he is creative are the correct model for the qualities of the creator. However, these characteristics differ from one individual to another and also differ from one specialty to another. Let's start with the qualities shared by architects, writers, and to some extent mathematicians.

    The scientists involved in the research described the studied subjects as intelligent and imaginative, and they showed features of individuality and independence that enabled them to follow their own paths in achieving their aspirations, which generally tend to be global. At the same time, they display the self-centeredness that can be considered necessary for great achievement. Finally, they delight in aesthetic impressions and show aesthetic sensitivity. Moreover, writers, engineers and architects, not mathematicians, were described as being productive and capable of doing things, having a large number of interests, and appreciating mental and intellectual matters in great esteem. (It is surprising that this last characteristic does not apply to athletes, and this is what calls for some doubt in the researchers' impressions).

    If we leave aside the description of the researchers and their impressions, what do personality tests show about the characteristics of these distinguished men and women? As for neurosis and other mental illnesses, we will discuss it elsewhere. The California Psychological Inventory, which measures the ego strength, was applied to the study subjects. It was shown that the three professional teams are well above the average level, and they also outperform their less creative colleagues in their ability to achieve through independence rather than commitment. They also surpass them in the qualities that lead to social distinction, in openness to the feelings of others, and in having women's interests. Moreover, this last fact (which does not apply to female athletes) has been confirmed by many tests. This means that creative men have sensitivities and abilities that, in our civilization, are attributed to women (sensitivity to the feelings of others, balance can be one of them). In their loneliness and feelings, they are more open to the feminine side of their nature and more expressive of it (it is mentioned that we all mix the characteristics of both sexes) than ordinary professionals in general. (McKinnon) indicates in 1962 that for some of these men, the relationship between female and male characteristics, as well as between interests and loneliness, is questionable and is only achieved after psychological pressure and great turmoil. There is another characteristic that distinguishes all creators. Including female athletes - except for flexibility, and we will come back to talk about it later.

    It is important to note also the qualities in which the record of the three factions was ignoble. They all score a minimum level of social conformity. Thus, all creative men and women are below average in terms of sociability, self-control, and values ​​related to traditional socialism, or say, if you like, that they are free from consensual prohibition and suppression. They show their unwillingness to impress others and their willingness to challenge accepted norms.

    Very important and very impressive results were obtained by means of a test called (The Myers - Briggs Type Indicator), which is based on Young's theory of personal models. One of the contradictions here is between the Judging Type and the Perceptive Type. As for the arbitrary model, its strongest emphasis is on controlling and organizing experience, while the perceptive model is more inclined to be open and receptive to all experiences. McKinnon found that the majority of creative architects, writers, and mathematicians were of the cognitive model. Among the contradictions measured by this evidence is the preference between two different models of perception: Sensation, that is, direct perception through the senses and intuition, that perception that transcends appearances to reach deeper meanings and possibilities that exist for things and situations. It was found that while 25% of all people prefer the intuitive style, 90% of creative writers, mathematicians and scientists prefer this style and 100% of architects prefer it.

    There is another personal distinction based on one of (Young's) models, except the distinction between introverts and extroverts. McKinnon has found - in support of other studies - that almost two-thirds of his creators are introverts.

    With regard to the intuitive preference of creative people, McKinnon writes that one of us expects creative people not to be attached to the stimulus and the thing, but to be alert to what has not yet been achieved, and this is the characteristic that is sometimes called. Openness to experience has been proven in many studies. (Baron) says about writers that they are open to mystical experiences, to feelings of awe, and to unite with the world.

    On the other hand, openness to experience may be accompanied by some naivety and acceptance of bending.

    This contradicts a severe contradiction to the intellectual liberation of creative individuals, which has been witnessed by many studies, that acceptance of suggestion may enable the creative person to absorb new and unlikely ideas emanating from his surroundings, and thus this acceptance may be a useful characteristic, and whatever it is, the problem is not easy to solve.

    As for flexibility, it was one of the qualities that distinguished creative writers, architects, and mathematicians. This characteristic, which is of a partially mental nature, has been studied in the intellectual works of creative individuals. Koestler referred to experiences in which the creator's soul temporarily gave up mental control of thoughts and returned to more primitive, dream-like processes. In the language of psychoanalysis, the latter is called thinking of primitive processes and is considered to be the opposite of thinking about secondary processes that consist of mental and emotional thinking. It has been suggested that creative flexibility is the ability to regression from normal secondary processes to primitive processes and then return to secondary thinking processes again. Thus mixing the two forms of thinking. This matter was investigated by personality tests, and it seems that what creative people do is not the amount of primitive (primary) thought processes that they engage in, but rather their ability to control or reduce the use of wild and unrepressed fantasies.

    Among the variables that proved to be highly distinguishable for all the creative teams in the studies that took place at Berkeley was Preference for Perceptual Complexity. The students were presented with brief black and white schematic drawings, ranging from simple and clear geometric shapes such as semicircles, polyhedrons, etc., to drawings that looked like children's scribbles. And he has

    تعليق

    يعمل...
    X