تبصر العالم
نقل الينا العلماء لمحات عن العمليات التي تقودهم الى إعادة بناء أفكارهم والتوصل الى أفكار مبدعة في حقول اختصاصهم. يحدثنا (كيكوله Kekule ) عن حلمه الملهم ويوضح لنا ان مثل هذا الحلم وما يرافقه من لمعات لا تبزغ إلا بعد أن يمضي العالم أسابيع يعايش في أثنائها المشكلة التي تشغل باله وما تزال خلال فترة و التفريخ وهكذا فإن الرياضي ( جاك ها دامارد J. Hadamard ) يقول :
حين أيقظتني ضجة خارجية حادة ، بزغ في ذهني حل لمشكلة كانت تشغل بالي مدة طويلة . وقد كان البزوغ فجائياً ودون أي تفكير من قبلي . وقد كان الحل واضحاً لدرجة اني لم انسه كما كان مغايراً لكل ما حاولت أن أفكر فيه من قبل . ( هادا مارد عام ١٩٥٢ ) . "
ويعطينا ( بوانكاريه ) تقريراً حياً عن كيفية محاولته الدؤوبة لحل مشكلة التوابع الفوشستية Fuchsian Functions فيقول : كنت أجلس الى مكتبي مدة ساعة أو ساعتين محاولاً العديد من المزيجات دون أن أصل الى نتيجة . وذات مساء ، وخلافاً لعادتي شربت قهوة ثقيلة فلم أستطع النوم ، وقامت في نفسي جحافل من الأفكار ، وكنت أشعر انها تتعارض وتتضارب حتى تتقارب الأزواج منها وتضع مزيجات ثابتة .. وما بزغ فجر النهار الثاني حتى كنت قد أثبت وجود صنف من التوابع الفوشستية التي تنجم عن المجموعات الهندسية . ولم يبق علي إلا أن أكتب النتائج وهو أمر لم يتطلب إلا بضع ساعات "
ومن ثم يصف لنا كيف أتاه الإلهام في الحافلة ( الأوتوبيس ) :
في ذلك الحين كنت قد تركت مدينة ( كان ) حيث كنت أقيم ، لأقوم برحلة جيولوجية وذلك تحت رعاية مدرسة المعادن . إن التغيير الذي سببته الرحلة جعلني أنسى عملي الرياضي . وعندما وصلنا الى ( كوتانس ) ، ركبنا حافلة لنذهب الى مكان ما . وفي اللحظة التي وضعت فيها قدمي على سلّم الحافلة جاءتني الفكرة دون أن يكون هناك أي شيء ظاهر في تفكيري السابق معد لظهورها . وكانت الفكرة هي أن التحولات التي استعملتها لتعريف التوابع الفوشستية مماثلة لها في الهندسة غير الاقليدية . ولم أتحقق من الفكرة ، ولم يكن لدي الوقت لذلك لأني لم أكد أدخل الحافلة حتى انغمست في حديث كنت قد بدأته من قبل ، ذلك كنت متأكداً تماماً صحة الفكرة . ولكني مع من ( بوانكاريه عام ١٩١٣ ) .
راق إن العملية الإبداعية في الفنون عملية طويلة وشاقة . إن تحقيق الفكرة الأصلية وتجسيد الإلهام يتطلب جهداً إبداعياً طويل الأمد ومن نوع ، ذلك بأن التعبير المفصل جزء أساسي وصعب من المحاولة الإبداعية . أما في العلوم فإن ما يتلو لحظة التبصر يبدو عملية تافهة انه مسألة تحقيق وصياغة ، وقد يكون هذا العمل طويلاً ومملاً ولكنه قد يكون سريعاً وروتينياً ففي حالة ( اينشتاين ) مثلاً كانت البديهيات التي صاغ فيها نظريته عن النسبية أمور صياغة فقط وذلك بعد أن تم الاكتشاف الأساسي .
لقد كانت المسألة مسألة صياغة متأخرة للموضوع ، مسألة كيفية كتابة الأمر بأحسن صيغة. إن البديهيات تعبر عن الأمور الأساسية بشكل مكثف . ومتى اكتشف الانسان مثل هذه البديهيات فإنه يسر بصياغتها . ولكن هذه الصياغة لا تنجم عن أي تقليب للبديهيات ( ويرتايمر عام ١٩٦١ ) "
نقل الينا العلماء لمحات عن العمليات التي تقودهم الى إعادة بناء أفكارهم والتوصل الى أفكار مبدعة في حقول اختصاصهم. يحدثنا (كيكوله Kekule ) عن حلمه الملهم ويوضح لنا ان مثل هذا الحلم وما يرافقه من لمعات لا تبزغ إلا بعد أن يمضي العالم أسابيع يعايش في أثنائها المشكلة التي تشغل باله وما تزال خلال فترة و التفريخ وهكذا فإن الرياضي ( جاك ها دامارد J. Hadamard ) يقول :
حين أيقظتني ضجة خارجية حادة ، بزغ في ذهني حل لمشكلة كانت تشغل بالي مدة طويلة . وقد كان البزوغ فجائياً ودون أي تفكير من قبلي . وقد كان الحل واضحاً لدرجة اني لم انسه كما كان مغايراً لكل ما حاولت أن أفكر فيه من قبل . ( هادا مارد عام ١٩٥٢ ) . "
ويعطينا ( بوانكاريه ) تقريراً حياً عن كيفية محاولته الدؤوبة لحل مشكلة التوابع الفوشستية Fuchsian Functions فيقول : كنت أجلس الى مكتبي مدة ساعة أو ساعتين محاولاً العديد من المزيجات دون أن أصل الى نتيجة . وذات مساء ، وخلافاً لعادتي شربت قهوة ثقيلة فلم أستطع النوم ، وقامت في نفسي جحافل من الأفكار ، وكنت أشعر انها تتعارض وتتضارب حتى تتقارب الأزواج منها وتضع مزيجات ثابتة .. وما بزغ فجر النهار الثاني حتى كنت قد أثبت وجود صنف من التوابع الفوشستية التي تنجم عن المجموعات الهندسية . ولم يبق علي إلا أن أكتب النتائج وهو أمر لم يتطلب إلا بضع ساعات "
ومن ثم يصف لنا كيف أتاه الإلهام في الحافلة ( الأوتوبيس ) :
في ذلك الحين كنت قد تركت مدينة ( كان ) حيث كنت أقيم ، لأقوم برحلة جيولوجية وذلك تحت رعاية مدرسة المعادن . إن التغيير الذي سببته الرحلة جعلني أنسى عملي الرياضي . وعندما وصلنا الى ( كوتانس ) ، ركبنا حافلة لنذهب الى مكان ما . وفي اللحظة التي وضعت فيها قدمي على سلّم الحافلة جاءتني الفكرة دون أن يكون هناك أي شيء ظاهر في تفكيري السابق معد لظهورها . وكانت الفكرة هي أن التحولات التي استعملتها لتعريف التوابع الفوشستية مماثلة لها في الهندسة غير الاقليدية . ولم أتحقق من الفكرة ، ولم يكن لدي الوقت لذلك لأني لم أكد أدخل الحافلة حتى انغمست في حديث كنت قد بدأته من قبل ، ذلك كنت متأكداً تماماً صحة الفكرة . ولكني مع من ( بوانكاريه عام ١٩١٣ ) .
راق إن العملية الإبداعية في الفنون عملية طويلة وشاقة . إن تحقيق الفكرة الأصلية وتجسيد الإلهام يتطلب جهداً إبداعياً طويل الأمد ومن نوع ، ذلك بأن التعبير المفصل جزء أساسي وصعب من المحاولة الإبداعية . أما في العلوم فإن ما يتلو لحظة التبصر يبدو عملية تافهة انه مسألة تحقيق وصياغة ، وقد يكون هذا العمل طويلاً ومملاً ولكنه قد يكون سريعاً وروتينياً ففي حالة ( اينشتاين ) مثلاً كانت البديهيات التي صاغ فيها نظريته عن النسبية أمور صياغة فقط وذلك بعد أن تم الاكتشاف الأساسي .
لقد كانت المسألة مسألة صياغة متأخرة للموضوع ، مسألة كيفية كتابة الأمر بأحسن صيغة. إن البديهيات تعبر عن الأمور الأساسية بشكل مكثف . ومتى اكتشف الانسان مثل هذه البديهيات فإنه يسر بصياغتها . ولكن هذه الصياغة لا تنجم عن أي تقليب للبديهيات ( ويرتايمر عام ١٩٦١ ) "
تعليق