الفضلُ السَّادِسُ
العملية الابداعية في رأي ( ليتون Lytton )
لعل من المناسب أن نبدأ بتعريف عملي لما نقصده بـ «العمل الإبداعي» ومع اننا سنبحث بالتفصيل فيما بعد طبيعة العمل الإبداعي وشروطه فإننا نعتقد ان خير تعريف له هو تعريف ( برونر Bruner ) الذي يصفه بأنه والدهشة الفعالة Effective Surprise ) ويقول :
المعجب في الدهشة الفعالة هو انها لا تحتاج الى أن تكون نادرة أو قليلة الحدوث أو غريبة . انها في معظم الأحيان ليست كذلك. إن الدهشة تبدو في الأغلب متمتعة بصفة الوضوح حين صدمة التمييز التي لا يتلوها أي انبهار فيما بعد ( برونر ١٩٦٢ ) .
وهذا التحديد للفعل المبدع ينجم أمران : اولهما ان الصفة الإبداعية يمكن أن تضفى على أي نوع من الفاعلية البشرية . وهكذا فالناس يمكن أن يكونوا مبدعين لا في الرسم أو نظم الشعر أو صياغة النظريات العلمية حسب بل وفي الطهي والنجارة ولعب كرة القدم أو الغرام أو سواها .
وثانيها ان العباقرة ليسوا وحدهم في القيام بالأعمال المبدعة ، بل ان هذه الصفة يمكن أن تتوفر في أفعال أقل أهمية وفي مستويات مختلفة. من مستويات الكفاية أو الذكاء . وعلينا ها هنا أن نميز بين فعل خلاق بصورة موضوعية وصورة شخصية. إن نتاج الإبداع الموضوعي بجب معينة بحيث ان و الدهشة الفعالة يستشعرها الملاحظ الخارجي . ولعل أهم شرط في هذا الخصوص هو المناسبة Appropriateness : أي ان النتاج يجب أن يكون ذا معنى بالنسبة لمتطلبات الوضع والشروط التي حددها المنتج يجب بسبب الرضى وذلك على اعتباره مناسباً للسياق . انه يجب أن لا يكون صحيحاً فقط وانما يجب أن يكون صحيحاً تماماً ( وهذه طريقة أخرى في التعبير عن الدهشة الفعالة ) . أما المعيار الثاني فهو الجدة : إن النتاج يجب أن يكون غير ما قيس بالمقاييس المناسبة أو يجب أن يقود الى طريقة غير شائعة في اختبار العالم .. وثالث. هذه المعايير أعلاها هو قدرة النتاج المبدع على تحويل قيود الواقع التقليدية بحيث توصل الى منظور جديد تماماً ان بعض الأفكار الأصيلة تغير مقاربتنا حقلاً كاملاً من حقول المعرفة انه أن Just Right عادي اذا وهذا - هو تغييراً جذرياً .
أما الإبداع الشخصي فيحكم عليه بمعايير مختلفة : انه يمكن أن يحدث حين يمزج شخص بين أشياء بطرائق فردية خاصة به وحين لا يكتفي بمجرد التقليد بل يعيد تصنيف المؤثرات المعينة وتجميع المعلومات بواسطة أفكاره وأفعاله الخاصة به وبقطع النظر عن تأثير إبداعه على الآخرين . ان هناك قصة مشهورة عن صف طلب الى طلابه جمع الأرقام :
١+٢+٣+٤+٥+٦+٧+٨+٩+١٠ ، وحينئذ عكف الطلاب على عملية الجمع ولكن طفلاً في السادسة من عمره صاح بعد تفكير لم يدم إلا بضع ثوان قائلاً ان المجموع هو ٥٥ مسبباً بذلك دهشة المعلم . لقد اكتشف هذا الطفل ان ثمة بناء منطقياً في المجموعة ممكن بواسطته اعتبارها خمسة أزواج من الأرقام وهي : ۱ + ۱۰ و ۲ + ۹ الخ وان مجموع كل زوج هو ۱۱ . ان هذا الطفل الذي أصبح فيما بعـد الرياضي المشهور ( غوس Gauss ) اكتشف بنفسه خاصية المجموعة فدلل على إبداع ظاهر يتمتع به شخصياً مع ان القاعدة كانت معروفة بالنسبة لغيره من الراشدين .
وإذا ما اعتبرنا ( الدهشة الفعالة )العلامة الفارقة للعمل المبدع فإننا نكون في الواقع قد جعلنا من حالة سيكولوجية معياراً للإبداع . وفي الواقع فإن الأعمال الإبداعية تتصف دوماً بحالات من الارتياح، والابتهاج والنشوة بالنسبة للمبدع بحيث ان الفعل الإبداعي تكون له نتائج نفسيـــة بالنسبة للفاعل وبالنسبة للملاحظ في معظم الأحيان . وبالرغم من أن هذه الحالة النفسية مشتقة من مشتقات الإبداع فإنها بالطبع ليست علامة مميزة قاصرة عليه .
العملية الابداعية في رأي ( ليتون Lytton )
لعل من المناسب أن نبدأ بتعريف عملي لما نقصده بـ «العمل الإبداعي» ومع اننا سنبحث بالتفصيل فيما بعد طبيعة العمل الإبداعي وشروطه فإننا نعتقد ان خير تعريف له هو تعريف ( برونر Bruner ) الذي يصفه بأنه والدهشة الفعالة Effective Surprise ) ويقول :
المعجب في الدهشة الفعالة هو انها لا تحتاج الى أن تكون نادرة أو قليلة الحدوث أو غريبة . انها في معظم الأحيان ليست كذلك. إن الدهشة تبدو في الأغلب متمتعة بصفة الوضوح حين صدمة التمييز التي لا يتلوها أي انبهار فيما بعد ( برونر ١٩٦٢ ) .
وهذا التحديد للفعل المبدع ينجم أمران : اولهما ان الصفة الإبداعية يمكن أن تضفى على أي نوع من الفاعلية البشرية . وهكذا فالناس يمكن أن يكونوا مبدعين لا في الرسم أو نظم الشعر أو صياغة النظريات العلمية حسب بل وفي الطهي والنجارة ولعب كرة القدم أو الغرام أو سواها .
وثانيها ان العباقرة ليسوا وحدهم في القيام بالأعمال المبدعة ، بل ان هذه الصفة يمكن أن تتوفر في أفعال أقل أهمية وفي مستويات مختلفة. من مستويات الكفاية أو الذكاء . وعلينا ها هنا أن نميز بين فعل خلاق بصورة موضوعية وصورة شخصية. إن نتاج الإبداع الموضوعي بجب معينة بحيث ان و الدهشة الفعالة يستشعرها الملاحظ الخارجي . ولعل أهم شرط في هذا الخصوص هو المناسبة Appropriateness : أي ان النتاج يجب أن يكون ذا معنى بالنسبة لمتطلبات الوضع والشروط التي حددها المنتج يجب بسبب الرضى وذلك على اعتباره مناسباً للسياق . انه يجب أن لا يكون صحيحاً فقط وانما يجب أن يكون صحيحاً تماماً ( وهذه طريقة أخرى في التعبير عن الدهشة الفعالة ) . أما المعيار الثاني فهو الجدة : إن النتاج يجب أن يكون غير ما قيس بالمقاييس المناسبة أو يجب أن يقود الى طريقة غير شائعة في اختبار العالم .. وثالث. هذه المعايير أعلاها هو قدرة النتاج المبدع على تحويل قيود الواقع التقليدية بحيث توصل الى منظور جديد تماماً ان بعض الأفكار الأصيلة تغير مقاربتنا حقلاً كاملاً من حقول المعرفة انه أن Just Right عادي اذا وهذا - هو تغييراً جذرياً .
أما الإبداع الشخصي فيحكم عليه بمعايير مختلفة : انه يمكن أن يحدث حين يمزج شخص بين أشياء بطرائق فردية خاصة به وحين لا يكتفي بمجرد التقليد بل يعيد تصنيف المؤثرات المعينة وتجميع المعلومات بواسطة أفكاره وأفعاله الخاصة به وبقطع النظر عن تأثير إبداعه على الآخرين . ان هناك قصة مشهورة عن صف طلب الى طلابه جمع الأرقام :
١+٢+٣+٤+٥+٦+٧+٨+٩+١٠ ، وحينئذ عكف الطلاب على عملية الجمع ولكن طفلاً في السادسة من عمره صاح بعد تفكير لم يدم إلا بضع ثوان قائلاً ان المجموع هو ٥٥ مسبباً بذلك دهشة المعلم . لقد اكتشف هذا الطفل ان ثمة بناء منطقياً في المجموعة ممكن بواسطته اعتبارها خمسة أزواج من الأرقام وهي : ۱ + ۱۰ و ۲ + ۹ الخ وان مجموع كل زوج هو ۱۱ . ان هذا الطفل الذي أصبح فيما بعـد الرياضي المشهور ( غوس Gauss ) اكتشف بنفسه خاصية المجموعة فدلل على إبداع ظاهر يتمتع به شخصياً مع ان القاعدة كانت معروفة بالنسبة لغيره من الراشدين .
وإذا ما اعتبرنا ( الدهشة الفعالة )العلامة الفارقة للعمل المبدع فإننا نكون في الواقع قد جعلنا من حالة سيكولوجية معياراً للإبداع . وفي الواقع فإن الأعمال الإبداعية تتصف دوماً بحالات من الارتياح، والابتهاج والنشوة بالنسبة للمبدع بحيث ان الفعل الإبداعي تكون له نتائج نفسيـــة بالنسبة للفاعل وبالنسبة للملاحظ في معظم الأحيان . وبالرغم من أن هذه الحالة النفسية مشتقة من مشتقات الإبداع فإنها بالطبع ليست علامة مميزة قاصرة عليه .
تعليق