فرانسوا ماري شارل فورييه François Marie Charles Fourier اشتراكي طوباوي فرنسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرانسوا ماري شارل فورييه François Marie Charles Fourier اشتراكي طوباوي فرنسي

    فورييه (شارل -)
    (1772-1837)

    فرانسوا ماري شارل فورييه François Marie Charles Fourier اشتراكي طوباوي فرنسي، ولد في مدينة بيزانسون Besançon، في شرقي فرنسا بالقرب من سويسرا، وفي وسط برجوازي ميسور(حيث عمل والده تاجراً للجوخ) وقاضياً قنصلياً أول، أي إنه كان يرأس محكمة المدينة التجارية، تُوفِّي والده وكان سنّه تسع سنوات، مما ترك آثاراً سلبية في شخصيته التي اتسمت بالازدواجية، فالعازب العنيد، الدقيق، المهووس، الموظف المنضبط يتعايش مع صاحب الرؤى، الحالم، النبي المقتنع بأنه يحمل رسالة خلاص إلى البشرية المعذبة، الذي قال تلميذه فكتور كونسيديران V.Considérant، على قبره: «إنه كريستوف كولومبوس الاجتماعي ومكتشف قانون المصائر العامة».
    تميّز وهو فتى صغير بكرهه للتجارة التي قال عنها: «إنها الزريبة التي تستلزم الاحتيال والأكاذيب». ومع ذلك عمل وكيلاً تجارياً متجولاً لأحد كبار التجار في ليون Lyon؛ مما فتح أمامه فرصة الأسفار في شتى أنحاء فرنسا وخارجها، فزار هولندا وألمانيا، وعند بلوغه سن الرشد (21 عاماً) عاد إلى بيزانسون موطنه الأصلي؛ ليتسلّم ميراثه من أبيه، وكان مقداره أربعين ألف فرنك فرنسي، حيث نصّ الأب في وصيته على أن يستلم هذا المبلغ ابنه شرط أن يعمل في التجارة، وتنفيذاًَ لتلك الوصيّة فقد اشترى بميراثه سلعاً للاتجار بها، ولكن النتيجة كانت الإفلاس. لم يدخل فورييه الجامعات الباريسيّة، فترك الدراسة، اُعتقل ثم أُطلق سراحه في أثناء الحرب الأهلية عام 1793.
    أثّرت مدينة ليون تأثيراً كبيراً في حياة فورييه، فعاش فيها شطراً من حياته، وأمضى فيها سنوات الخدمة العسكرية، ثم عاد إلى مهنته عاملاً في التجارة يعمل في خدمة التجّار، وفي الاحتيال لمصلحتهم، ومارس وظائف كاذبة ومهينة على حدّ تعبير ف.إنغلز F.Engels. نُشر أول مقال له في عام 1803 بعنوان «الانسجام الكوني» L’Harmonie universelle، وفي عام 1808 كتاب بعنوان «نظرية الحركات الأربع والمصائر العامة» Théorie des quatre mouvements et des destinées générales وفي عام 1822 «المطول في الترابط الأهلي الزراعي» Traité de l’association agricole domestique وفي عام 1834 أعيد طبع الكتاب بعنوان «نظرية الوحدة الكونية»، فالمجتمع عند فورييه في حركة أزلية؛ لأن «الحركة الاجتماعية تنفر من الحالة السكونية، فكل مجتمع يحمل في ذاته القدرة على توليد المجتمع الذي يليه».
    توجه بالنقد الشديد للحضارة التي هي عنده تقابل صعود الرأسمالية؛ ليتساءل قائلاً: «هل رأينا قط نظاماً اجتماعياً يستحق أكثر مما تستحق الحضارة عنوان العالم المقلوب مهما يكن اتجاه تنظيمه».
    انتقد المجتمع الصناعي فهو سيئ بكل جوانبه واصفاً إياه «بالعالم الذي يسير بالمقلوب»، «فالصناعة تتقدم على حساب العامل وإفقاره». كما هاجم التجار الذين وصفهم بالطفيليين الذين يستغلون حاجة البشر ببيع سلعهم بأثمان أكثر من ثمنها الحقيقي، والدولة أداة بيد الأرستقراطيين التجاريين منهم والماليين. والأخلاق توظف لتعليم الفقراء «ازدراء الحواس ونكران الذات»، خدمة للنظام القائم، أمّا الصناعة فتخلق عناصر السعادة وليس السعادة، ويرى فورييه أن «الانسجام» هو الذي يكفل سعادة الفرد وحريته، حيث ربط هذا الانسجام بالزراعة بدل الصناعة. ويتكون مجتمع الانسجام الزراعي عنده من وحدات مستقلّة من الأفراد أطلق عليها phalange وتعني «كتيبة»، وهي تعيش في مكانٍ يسمّى «فالنستير» phalanstère حيث تسمح هذه الكتائب بتحرير الأهواء التي هي هبة من الله؛ ليحدّدها بـ 12 هوى، أبرزها ثلاثة: الحاجة إلى التغيير، الرغبة في التنافس، الرغبة في القيام بنشاط يفيد الجسم والروح معاً. وخلافاً لسان سيمون[ر] Saint-Simon لا توجد في الكتائب أي حكومة، وعدد أفراد كل «فلانستير» يتراوح بين 1600 و2000 شخص نصفهم من الرجال، والنصف الآخر من النساء. لا تلغى الملكية الفردية في مدينته، ولكنها تنظّم على صورة النسب الآتية: 4/12 لصاحب رأس المال، 5/12 للعمّال 3/12 للمهارة.
    أراد فورييه تغيير البيئة حتى تتفق مع الميول الطبيعية للإنسان، أي ينبغي تغيير نظم المجتمع؛ لتساير الطبيعة الإنسانية، فالإشباع الجنسي في «الفلانستير» المقترح لا يقل أهمية عن لذائذ طعام المائدة، ويسترسل فورييه في هذا الجانب إلى الدرجة التي يشعر معها المرء بأنها توهّمات إنسان شاذ مصاب بداء الجنس، إنها حالة الاضطراب التي عاشتها شخصية فورييه المليئة بالتناقض المتطرّف.
    قامت بعد موته محاولات عدة لوضع نظريته موضع التطبيق، لكنها لم تنجح مثلما أخفق هو من قبل.
    توفيق داود
يعمل...
X