يستنبط منه أفكاراً جديدة ثم يعاود تركيبه بطرق جديدة . ولقد كان افلاطون يعلم انه من الهام بالنسبة للمربين أن يكونوا واعين لقدرات طلابهم الكامنة وان هذه القدرات الكامنة نادراً ما تكتشف عن طريق القسر وانه من الأحسن توجيه الطلاب عن طريق ما بسر نفوسهم بحيث يستطيع المربي اكتشاف عبقرية كل منهم .
وفي رأس ( تورانس ) ان أهم شيء بالنسبة للمعلم هو قناعته بأن عليه أن يتبين قدرات طالبه الكامنة قبل أن يسمح له أن يتعلم بطرائق مبدعة وغير عادية .
ثم يقول ( تورانس ) انه بالرغم من وجود العديد من الثغرات في المعرفة الخاصة بالعوامل التي تؤثر في الإبداع فإن البحوث الحديثة قدمت لنا عوناً كبيراً ودلتنا على العديد من العوامل . ولقد دلت هذه الدراسات التي قام بها هو وأعوانه على طرائق لمواجهة السلوك الإبداعي من مثل وجوب احترام الأفكار المثيرة وغير العادية التي يقدمها الطلاب، وتشجيع المواقف الإثارية والفاعليات المبدعة عند المعلمين ، وتوفير الفرص لتطبيق المهارات في التفكير المبدع ومكافأة الأصالة عند الطلاب والطالبات ، وتشجيع النقد والتقويم والمناقشات النقدية والتقويمية وتنمية الشخصية المبدعة .
ويقول ( تورانس ) ان الكثيرين يسألونه عما اذا كانت دراساته وما توصل اليه هو وأعوانه من نتائج تدفع بالتربية الى أبعد مما تدفع اليه ( التربية التقدمية Progressive Education ) التي كانت لها جمعية مشهورة انحلت عام ١٩٥٥ ويزعم انه وجماعته قد تجاوزوا مقولات التربية التقدمية يلخصها فيما يلي :
١ _ يجب الاعتراف بالفروق الفردية بين الأطفال .
٢ _ ان تعلمنا يتحسن بالعمل وبالاهتمام الحيوي بما نعمل .
٣ _ التربية هي إعادة بناء مستمرة للخبرة الحياتية التي تتجاوز جدران غرفة الصف الأربعة .
٤ _ غرفة الصف يجب أن تكون مختبراً للديمقراطية .
٥ _ لا تقل الأهداف الاجتماعية أهمية عن الأهداف العقلية .
٦ _ يجب أن يعلم الطفل كيف يفكر بصورة نقادة بدلاً من أن يتقبل الأفكار بصورة عمياء .
ويقول ( تورانس ) ان هذه المفاهيم صحيحة بالنسبة للمدى المحدود الذي تذهب اليه ولكنها لا تذهب الى المدى الكافي . ويضرب مثلاً على ذلك القول بأنه « يجب الاعتراف بالفروق الفردية ، ويقول : ان هذا المفهوم لا يمكن أن يكون عوناً كبيراً إلا إذا عرفنا ما هي هذه الفروق الفردية وكيف نواجهها في التعليم وتفريده وفي الاثارة وفي تكوين الشخصية وغير ذلك من المجالات. ويزعم ان البحوث التي أجريت مؤخراً قدمت الكثير من الأجوبة على الأسئلة التي كانت مطروحة في العشرينيات أو الثلاثينيات . ثم يقول ان الحقيقة المثيرة التي انتهت اليها بحوثهم تتلخص في أن الأنواع المختلفة من الأطفال تتعلم أحسن ما تتعلم حين تتاح لهـا الفرص للتعلم بالطرق الأكثر مناسبة لمثيرات هؤلاء الأطفال وقدراتهم .
وأما فيما يخص المفهوم الثاني وهو القائل بأن « تعلمنا يتحسن بالعمل و بالاهتمام الحيوي بما نعمل » ، فإننا نقر الآن بأن الناس لا يتعلمون بصورة آلية وبالعمل دون اهتمام . ان التعليم بالعمل يتطلب قيادة وتوجيهاً حساسين ومنتبهين . ان حاجتي الفضول والإبداع لهما من القوة والعمومية ما يجعل طرائق التعليم المبدع مفيدة بالنسبة لجميع الأفراد .. ولكن طرائق التعليم الإبداعية ليست الطرائق الوحيدة وبالنسبة لكل الأطفال أو بالنسبة للطفل الواحد حتى ولو كان هذا الطفل يفضل التعلم بالطرق الإبداعية .
ولا يرى ( تورانس ) مجالاً للخلاف الحقيقي مع المفهوم الثالث والقائل ان : التربية هي إعادة بناء مستمرة للخيرة الحياتية التي تتجاوز جدران غرفة الصف الأربعة » . ان فهمنا للعملية الإبداعية قد علمنا انه يجب للأمر الواحد بأن يقود إلى أمر آخر. وقبول هذا المفهوم يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة عند المعلم . وان على كل من المعلم والطالب أن يتعلم التفكير بالنتائج المحتملة لإعادة البناء المستمرة للخبرة الحياتية وخارج جدران غرفة الصف. والأمر نفسه صحيح بالنسبة للمفهومين الرابع والخامس القائلين بأن غرفة الصف يجب أن تكون مختبراً للديموقراطية وان الأهداف الاجتماعية لا تقل أهمية عن الأهداف العقلية .
وتدل خبرات المعلمين المتراكمة على انه حين تقبل هذه المفاهيم فإن عملية التعلم تصبح حية وان المزيد من السلوك الإبداعي يحدث ويزيد التعاون الأهلين. ولا شك بأن هذا النوع من التعليم أصعب ويتطلب مع المزيد من الشجاعة والمهارة وحسن التخطيط، وهي أمور تساعدنا عليها البحوث الحديثة التي لم تكن متوفرة حين قامت حركة التربية التقدمية . وأخيراً وبخصوص المفهوم السادس والقائل انه يجب تعليم الطفل كيف يفكر تفكيراً نقدياً بدلاً من تقبل الأفكار تقبلاً أعمى ، فإننا نعرف الآن انه لا يكفي أن يكون الانسان قادراً على نقد أفكار الآخرين ، بل ان من الضروري أن يستطيع الطلاب انتاج أفكار خاصة وأن يستعملوا مقاييس واختبارات تمنعهم من غش أنفسهم . أضف الى ذلك انها تعلمنا انه في انتاج الأفكار يكون من الضروري أحياناً أن نعلق أحكامنا مؤقتاً لنتجنب التدخل غير الضروري في عملنا التفكيري . وبعد أن تراكم الأفكار يكون من الضروري أن نصوغ معايير للحكم على هذه الأفكار واتخاذ القرارات. وهكذا فإننا اذا أردنا أن نستعمل معارفنا بشكل بناء لحل مشكلاتنا حلاً إبداعياً فإن على المتعلم أن يتخذ وضعاً بناء وان كان نقدياً ، ازاء المعلومات. إن عليه أن يتأكد من ومفيدة . ومن خلال تجربتين أجراهما (تورانس) وجد ان الطلاب الذين يتخذون موقفاً بناء أكثر منه نقدياً ازاء المعلومات المقدمة اليهم كانوا أقدر على انتاج عدد أكبر من الحلول الإبداعية والأصيلة .
وختاماً فإن (تورانس) يعتقد ان تحديات العصر تدعو الأمم الى اتخاذ مواقف إبداعية من مشكلاتها وإلا هلكت وانقرضت . فما رأي مربينا العرب في هذا القول ؟
وفي رأس ( تورانس ) ان أهم شيء بالنسبة للمعلم هو قناعته بأن عليه أن يتبين قدرات طالبه الكامنة قبل أن يسمح له أن يتعلم بطرائق مبدعة وغير عادية .
ثم يقول ( تورانس ) انه بالرغم من وجود العديد من الثغرات في المعرفة الخاصة بالعوامل التي تؤثر في الإبداع فإن البحوث الحديثة قدمت لنا عوناً كبيراً ودلتنا على العديد من العوامل . ولقد دلت هذه الدراسات التي قام بها هو وأعوانه على طرائق لمواجهة السلوك الإبداعي من مثل وجوب احترام الأفكار المثيرة وغير العادية التي يقدمها الطلاب، وتشجيع المواقف الإثارية والفاعليات المبدعة عند المعلمين ، وتوفير الفرص لتطبيق المهارات في التفكير المبدع ومكافأة الأصالة عند الطلاب والطالبات ، وتشجيع النقد والتقويم والمناقشات النقدية والتقويمية وتنمية الشخصية المبدعة .
ويقول ( تورانس ) ان الكثيرين يسألونه عما اذا كانت دراساته وما توصل اليه هو وأعوانه من نتائج تدفع بالتربية الى أبعد مما تدفع اليه ( التربية التقدمية Progressive Education ) التي كانت لها جمعية مشهورة انحلت عام ١٩٥٥ ويزعم انه وجماعته قد تجاوزوا مقولات التربية التقدمية يلخصها فيما يلي :
١ _ يجب الاعتراف بالفروق الفردية بين الأطفال .
٢ _ ان تعلمنا يتحسن بالعمل وبالاهتمام الحيوي بما نعمل .
٣ _ التربية هي إعادة بناء مستمرة للخبرة الحياتية التي تتجاوز جدران غرفة الصف الأربعة .
٤ _ غرفة الصف يجب أن تكون مختبراً للديمقراطية .
٥ _ لا تقل الأهداف الاجتماعية أهمية عن الأهداف العقلية .
٦ _ يجب أن يعلم الطفل كيف يفكر بصورة نقادة بدلاً من أن يتقبل الأفكار بصورة عمياء .
ويقول ( تورانس ) ان هذه المفاهيم صحيحة بالنسبة للمدى المحدود الذي تذهب اليه ولكنها لا تذهب الى المدى الكافي . ويضرب مثلاً على ذلك القول بأنه « يجب الاعتراف بالفروق الفردية ، ويقول : ان هذا المفهوم لا يمكن أن يكون عوناً كبيراً إلا إذا عرفنا ما هي هذه الفروق الفردية وكيف نواجهها في التعليم وتفريده وفي الاثارة وفي تكوين الشخصية وغير ذلك من المجالات. ويزعم ان البحوث التي أجريت مؤخراً قدمت الكثير من الأجوبة على الأسئلة التي كانت مطروحة في العشرينيات أو الثلاثينيات . ثم يقول ان الحقيقة المثيرة التي انتهت اليها بحوثهم تتلخص في أن الأنواع المختلفة من الأطفال تتعلم أحسن ما تتعلم حين تتاح لهـا الفرص للتعلم بالطرق الأكثر مناسبة لمثيرات هؤلاء الأطفال وقدراتهم .
وأما فيما يخص المفهوم الثاني وهو القائل بأن « تعلمنا يتحسن بالعمل و بالاهتمام الحيوي بما نعمل » ، فإننا نقر الآن بأن الناس لا يتعلمون بصورة آلية وبالعمل دون اهتمام . ان التعليم بالعمل يتطلب قيادة وتوجيهاً حساسين ومنتبهين . ان حاجتي الفضول والإبداع لهما من القوة والعمومية ما يجعل طرائق التعليم المبدع مفيدة بالنسبة لجميع الأفراد .. ولكن طرائق التعليم الإبداعية ليست الطرائق الوحيدة وبالنسبة لكل الأطفال أو بالنسبة للطفل الواحد حتى ولو كان هذا الطفل يفضل التعلم بالطرق الإبداعية .
ولا يرى ( تورانس ) مجالاً للخلاف الحقيقي مع المفهوم الثالث والقائل ان : التربية هي إعادة بناء مستمرة للخيرة الحياتية التي تتجاوز جدران غرفة الصف الأربعة » . ان فهمنا للعملية الإبداعية قد علمنا انه يجب للأمر الواحد بأن يقود إلى أمر آخر. وقبول هذا المفهوم يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة عند المعلم . وان على كل من المعلم والطالب أن يتعلم التفكير بالنتائج المحتملة لإعادة البناء المستمرة للخبرة الحياتية وخارج جدران غرفة الصف. والأمر نفسه صحيح بالنسبة للمفهومين الرابع والخامس القائلين بأن غرفة الصف يجب أن تكون مختبراً للديموقراطية وان الأهداف الاجتماعية لا تقل أهمية عن الأهداف العقلية .
وتدل خبرات المعلمين المتراكمة على انه حين تقبل هذه المفاهيم فإن عملية التعلم تصبح حية وان المزيد من السلوك الإبداعي يحدث ويزيد التعاون الأهلين. ولا شك بأن هذا النوع من التعليم أصعب ويتطلب مع المزيد من الشجاعة والمهارة وحسن التخطيط، وهي أمور تساعدنا عليها البحوث الحديثة التي لم تكن متوفرة حين قامت حركة التربية التقدمية . وأخيراً وبخصوص المفهوم السادس والقائل انه يجب تعليم الطفل كيف يفكر تفكيراً نقدياً بدلاً من تقبل الأفكار تقبلاً أعمى ، فإننا نعرف الآن انه لا يكفي أن يكون الانسان قادراً على نقد أفكار الآخرين ، بل ان من الضروري أن يستطيع الطلاب انتاج أفكار خاصة وأن يستعملوا مقاييس واختبارات تمنعهم من غش أنفسهم . أضف الى ذلك انها تعلمنا انه في انتاج الأفكار يكون من الضروري أحياناً أن نعلق أحكامنا مؤقتاً لنتجنب التدخل غير الضروري في عملنا التفكيري . وبعد أن تراكم الأفكار يكون من الضروري أن نصوغ معايير للحكم على هذه الأفكار واتخاذ القرارات. وهكذا فإننا اذا أردنا أن نستعمل معارفنا بشكل بناء لحل مشكلاتنا حلاً إبداعياً فإن على المتعلم أن يتخذ وضعاً بناء وان كان نقدياً ، ازاء المعلومات. إن عليه أن يتأكد من ومفيدة . ومن خلال تجربتين أجراهما (تورانس) وجد ان الطلاب الذين يتخذون موقفاً بناء أكثر منه نقدياً ازاء المعلومات المقدمة اليهم كانوا أقدر على انتاج عدد أكبر من الحلول الإبداعية والأصيلة .
وختاماً فإن (تورانس) يعتقد ان تحديات العصر تدعو الأمم الى اتخاذ مواقف إبداعية من مشكلاتها وإلا هلكت وانقرضت . فما رأي مربينا العرب في هذا القول ؟
تعليق