إن الكثيرين من الناس لا يرون الصلة بين التفكير والذاكرة ، بل ان بعضهم يذهب الى حد القول بوجود تضارب بين التفكير الجيد والذاكرة الطيبة ، والعكس هو الصحيح. والحق ان الذاكرة الطيبة تساهم في التفكير الجيد مساهمة كبرى .
هذا وقد سبق أن تحدثنا عن العلاقة بين الذكاء والإبداع، الأمر الذي يعفينا من إعادة الكلام ها هنا .
الصفات والفروق غير الاستعدادية
لقد اتبع العلماء طرائق عدة في قدر صفات الطبع والاهتمامات والمواقف عند الأشخاص المبدعين. وكانت إحدى الطرق المتبعة هي الأشخاص الأكثر إبداعاً في الجماعات المهنية المختلفة من مثل المهندسين والكتاب والعلماء وسواهم ثم قدر صفاتهم بالطرائق المتوفرة في علم الحالي ، فإذا كانت الجماعة المبدعة تختلف نظامياً عن مجموع السكان أو الجماعات الأخرى ذات العمر نفسه والجنس ذاته والمستوى التربوي عينه فإنه كان يستنتج ان هذه الجماعة المبدعة تتميز بالصفة المبحوث عنها . النفس ولكن هذه الدراسات تعتبر ذات أخطار عديدة ولا يعتمد على نتائجها إلا إذا كانت الفرق الضابطة Control Groups مضبوطة تماماً . وهكذا يستوون جميعهم فإنه حين تبين مثلاً ان المهندسين والعلماء والرياضيين والكتاب المبدعين في تسجيل أرقام أعلى بالنسبة للقيم النظرية والجمالية في مقياس ( أولبورت - فيرنون - ليندسي) للقيم فإن هذا قد يكون مردوداً الى أن كل ذي حاصل ذكاء (نسبة ذكاء ) عال يسجل مثل هذه الأرقام المرتفعة .
ولعل الطريقة الأنسب هي أخذ عينتين من المهنة نفسها تتألف الواحدة منهما من مبدعين الى حد كبير وتتألف الثانية من مبدعين الى حد بسيط ثم مقارنتها بالنسبة للصفات المختلفة .
هذا ويجب علينا أن نعترف بأن الجماعات المهنية المبدعة في مختلف الميادين تتشارك في بعض الصفات النادرة وتختلف في بعضها الآخر . ان بينها تشابهاً كما ان بينها اختلافاً. ان واحداً من الاختلافات مثلاً قــد لوحظ بين طلاب العلوم المبدعين وطلاب الآداب والفنون المبدعين . ان طلاب الآداب والفنون الأكثر إبداعاً أشد ملاحظة لما يجري من مشاركتهم فيه ( هامر Hammer ) ١٩٦١ أما طلاب العلوم الأكثر إبداعاً فهم أكثر مشاركة في الأمور من زملائهم الأقل إبداعاً ( غاروود Garwood) ١٩٦١ . وفي هذا كما هو واضح ما يجعل الباحث يحجم عن التعميم .
وهذا لا يمنعنا من القول بأن ثمة صفات مشتركة عديدة بين الجماعات المبدعة في مختلف المهن والميادين. ان هناك اتفاقاً مثلاً على ان الطالب حقاً المبدع ، وبصورة خاصة الشخص الأصيل ، يكون واثقاً من نفسه. وهنا يقوم سؤال : أيهما أسبق الاصالة أم الابداع ؟ انها قصة البيضة والدجاجة وأيهما أسبق ؟ والحق ان الاصالة تسبب النجاح ومن هنا تكون الثقة بالنفس ، كما ان الثقة بالنفس تدفع بصاحبها الى معالجة مشكلات بحجم عنها الآخرون. وفي بعض الأحيان تصبح الثقة بالنفس عجباً وغروراً كما ، وقد يسبب هذا حساسية ضد النقد .
والثقة بالنفس قد يصاحبها شعور بتوكيد الذات أو العناد الاجتماعي . ومهما يكن من أمر فإن الشخص المبدع يكون واثقاً من محاكماته وقدره للأمور . وكثيراً ما يوصف بأنه مفكر مستقل حر كثيراً ما يتجاهل النقد الموجه اليه أو يسفهه .
والشخص المبدع يتمتع في معظم الأحيان بالاكتفاء الذاتي ويعتقد ان الأفكار أهم من الأشخاص ولذلك فقد يكون قليل التفاهم ولقد دلت البحوث على ان الشباب الذين يسجلون أرقاماً عالية في الطلاقة كثيراً ما يميلون الى أن يكونوا مندفعين ، أما أولئك الذين يسجلون أرقاماً عالية في اختبارات الأصالة فيميلون الى أن تكون لهم اهتمامات جمالية وينغمسون في التفكير المغرق . أنهم لا يميلون الى الدقائق ولا يخضعون للانضباط، ومما يدهش انهم لا يظهرون كراهية للسلوك المقبول اجتماعياً ولا تتجلى عندهم علامات على مرحين ومسترخين العصابية .
ومن الأمور المدهشة التي وجدها ( غنزلس وجاكسون ) عام ١٩٥٩ بين طا طلاب المدارس الثانوية الذين حصلوا على علامات عالية في اختبارات التفكير المفرق وجود روح مرح قوية. كما ثبت ان الرسامين والمؤلفين الموسيقيين والرياضيين المبدعين يشعرون بقدر كبير من السرور والمتعة في التعامل مع الأمور التي يتعاملون بها في اختصاصاتهم .
إن ما قدمناه عن بعض صفات المبدعين في مختلف قد يعيننا على التعرف عليهم عرف عليهم ولكن يجب أن تسارع الى القول من هذه الصفات يمكن اعتبارها دلالة قاطعة على الإبداع ، وكذلك نقول عن مجموعها الذي لا يكفي اذا وجد عند فرد ما - للدلالة على انه مبدع ومن هنا كان لا بد من البحث في طبيعة الإبداع والتعرف على عوامله .. ويعتقد غيلفورد ان طريقة التحليل العاملي هي الطريقة المثلى لذلك .
إن فهم طبيعة المهارة المراد تعلمها هو أهم خطوة بالنسبة للمعلم أو بالنسبة للطالب نحو إتقان هذه المهارة . يقول ( تورانس ) ان عشرين دقيقة من الشرح لطبيعة عمليات السلوك المفرق في المدرسة الابتدائية أظهرت تحسناً لدى طلابها في القيام بهذا النوع من التفكير .
وبالرغم من ان دراسة التفكير المبدع قد أثبتت فائدتها في الكشف عنه عند الطلاب والأخصائيين فإن ثمة حاجة ملحة الى الالحاح على التعليم في المدارس بشكل يشجع ظهور هذا النوع من التفكير بدلاً من تشجيع مجرد الحفظ والتكرار والاعادة والتسميع كما هو الحال في مدارسنا .
وقد أقيمت دروس تجريبية في جامعة ايللينويز درس فيها الحساب والرياضيات من أدنى الصفوف إلى أعلاها بطريقة سميت طريقة الاكتشاف Discovery Method حيث استعيض عن تلقين التلميذ القواعد والقوانين والنظريات والمبادىء بالسماح للطالب أن يكتشفها بنفسه عن طريق تقديم أمثلة مناسبة . وطبقت الطريقة نفسها بالنسبة للعلوم الطبيعية والعلوم الحيوية وسمح للطلاب بطرح الأسئلة ولم يعطوا إلا أقل قدر من المعلومات اللازمة مما سمح لهم بصياغة فرضياتهم الشخصية .
ان التربية الحديثة وحتى في بلد متقدم كأميركا والاتحاد السوفييتي ما زالت محكومة بنظريات كنظرية بافلوف وثورندايك وسكنر وهل. ولكن الناس ليسوا كلاباً ولا قططاً ولا فيراناً ولا حمائم ( باستثناء القلائل ) وقد وهب الله الانسان دماغاً رائعاً وقد آن الأوان للتربية أن تسمح للمربي بالإفادة من هذه الأداة الرائعة ، كما آن الأوان لاعتبار أدمغة المواطنين أمن رأسمال للأمة .
هذا وقد سبق أن تحدثنا عن العلاقة بين الذكاء والإبداع، الأمر الذي يعفينا من إعادة الكلام ها هنا .
الصفات والفروق غير الاستعدادية
لقد اتبع العلماء طرائق عدة في قدر صفات الطبع والاهتمامات والمواقف عند الأشخاص المبدعين. وكانت إحدى الطرق المتبعة هي الأشخاص الأكثر إبداعاً في الجماعات المهنية المختلفة من مثل المهندسين والكتاب والعلماء وسواهم ثم قدر صفاتهم بالطرائق المتوفرة في علم الحالي ، فإذا كانت الجماعة المبدعة تختلف نظامياً عن مجموع السكان أو الجماعات الأخرى ذات العمر نفسه والجنس ذاته والمستوى التربوي عينه فإنه كان يستنتج ان هذه الجماعة المبدعة تتميز بالصفة المبحوث عنها . النفس ولكن هذه الدراسات تعتبر ذات أخطار عديدة ولا يعتمد على نتائجها إلا إذا كانت الفرق الضابطة Control Groups مضبوطة تماماً . وهكذا يستوون جميعهم فإنه حين تبين مثلاً ان المهندسين والعلماء والرياضيين والكتاب المبدعين في تسجيل أرقام أعلى بالنسبة للقيم النظرية والجمالية في مقياس ( أولبورت - فيرنون - ليندسي) للقيم فإن هذا قد يكون مردوداً الى أن كل ذي حاصل ذكاء (نسبة ذكاء ) عال يسجل مثل هذه الأرقام المرتفعة .
ولعل الطريقة الأنسب هي أخذ عينتين من المهنة نفسها تتألف الواحدة منهما من مبدعين الى حد كبير وتتألف الثانية من مبدعين الى حد بسيط ثم مقارنتها بالنسبة للصفات المختلفة .
هذا ويجب علينا أن نعترف بأن الجماعات المهنية المبدعة في مختلف الميادين تتشارك في بعض الصفات النادرة وتختلف في بعضها الآخر . ان بينها تشابهاً كما ان بينها اختلافاً. ان واحداً من الاختلافات مثلاً قــد لوحظ بين طلاب العلوم المبدعين وطلاب الآداب والفنون المبدعين . ان طلاب الآداب والفنون الأكثر إبداعاً أشد ملاحظة لما يجري من مشاركتهم فيه ( هامر Hammer ) ١٩٦١ أما طلاب العلوم الأكثر إبداعاً فهم أكثر مشاركة في الأمور من زملائهم الأقل إبداعاً ( غاروود Garwood) ١٩٦١ . وفي هذا كما هو واضح ما يجعل الباحث يحجم عن التعميم .
وهذا لا يمنعنا من القول بأن ثمة صفات مشتركة عديدة بين الجماعات المبدعة في مختلف المهن والميادين. ان هناك اتفاقاً مثلاً على ان الطالب حقاً المبدع ، وبصورة خاصة الشخص الأصيل ، يكون واثقاً من نفسه. وهنا يقوم سؤال : أيهما أسبق الاصالة أم الابداع ؟ انها قصة البيضة والدجاجة وأيهما أسبق ؟ والحق ان الاصالة تسبب النجاح ومن هنا تكون الثقة بالنفس ، كما ان الثقة بالنفس تدفع بصاحبها الى معالجة مشكلات بحجم عنها الآخرون. وفي بعض الأحيان تصبح الثقة بالنفس عجباً وغروراً كما ، وقد يسبب هذا حساسية ضد النقد .
والثقة بالنفس قد يصاحبها شعور بتوكيد الذات أو العناد الاجتماعي . ومهما يكن من أمر فإن الشخص المبدع يكون واثقاً من محاكماته وقدره للأمور . وكثيراً ما يوصف بأنه مفكر مستقل حر كثيراً ما يتجاهل النقد الموجه اليه أو يسفهه .
والشخص المبدع يتمتع في معظم الأحيان بالاكتفاء الذاتي ويعتقد ان الأفكار أهم من الأشخاص ولذلك فقد يكون قليل التفاهم ولقد دلت البحوث على ان الشباب الذين يسجلون أرقاماً عالية في الطلاقة كثيراً ما يميلون الى أن يكونوا مندفعين ، أما أولئك الذين يسجلون أرقاماً عالية في اختبارات الأصالة فيميلون الى أن تكون لهم اهتمامات جمالية وينغمسون في التفكير المغرق . أنهم لا يميلون الى الدقائق ولا يخضعون للانضباط، ومما يدهش انهم لا يظهرون كراهية للسلوك المقبول اجتماعياً ولا تتجلى عندهم علامات على مرحين ومسترخين العصابية .
ومن الأمور المدهشة التي وجدها ( غنزلس وجاكسون ) عام ١٩٥٩ بين طا طلاب المدارس الثانوية الذين حصلوا على علامات عالية في اختبارات التفكير المفرق وجود روح مرح قوية. كما ثبت ان الرسامين والمؤلفين الموسيقيين والرياضيين المبدعين يشعرون بقدر كبير من السرور والمتعة في التعامل مع الأمور التي يتعاملون بها في اختصاصاتهم .
إن ما قدمناه عن بعض صفات المبدعين في مختلف قد يعيننا على التعرف عليهم عرف عليهم ولكن يجب أن تسارع الى القول من هذه الصفات يمكن اعتبارها دلالة قاطعة على الإبداع ، وكذلك نقول عن مجموعها الذي لا يكفي اذا وجد عند فرد ما - للدلالة على انه مبدع ومن هنا كان لا بد من البحث في طبيعة الإبداع والتعرف على عوامله .. ويعتقد غيلفورد ان طريقة التحليل العاملي هي الطريقة المثلى لذلك .
إن فهم طبيعة المهارة المراد تعلمها هو أهم خطوة بالنسبة للمعلم أو بالنسبة للطالب نحو إتقان هذه المهارة . يقول ( تورانس ) ان عشرين دقيقة من الشرح لطبيعة عمليات السلوك المفرق في المدرسة الابتدائية أظهرت تحسناً لدى طلابها في القيام بهذا النوع من التفكير .
وبالرغم من ان دراسة التفكير المبدع قد أثبتت فائدتها في الكشف عنه عند الطلاب والأخصائيين فإن ثمة حاجة ملحة الى الالحاح على التعليم في المدارس بشكل يشجع ظهور هذا النوع من التفكير بدلاً من تشجيع مجرد الحفظ والتكرار والاعادة والتسميع كما هو الحال في مدارسنا .
وقد أقيمت دروس تجريبية في جامعة ايللينويز درس فيها الحساب والرياضيات من أدنى الصفوف إلى أعلاها بطريقة سميت طريقة الاكتشاف Discovery Method حيث استعيض عن تلقين التلميذ القواعد والقوانين والنظريات والمبادىء بالسماح للطالب أن يكتشفها بنفسه عن طريق تقديم أمثلة مناسبة . وطبقت الطريقة نفسها بالنسبة للعلوم الطبيعية والعلوم الحيوية وسمح للطلاب بطرح الأسئلة ولم يعطوا إلا أقل قدر من المعلومات اللازمة مما سمح لهم بصياغة فرضياتهم الشخصية .
ان التربية الحديثة وحتى في بلد متقدم كأميركا والاتحاد السوفييتي ما زالت محكومة بنظريات كنظرية بافلوف وثورندايك وسكنر وهل. ولكن الناس ليسوا كلاباً ولا قططاً ولا فيراناً ولا حمائم ( باستثناء القلائل ) وقد وهب الله الانسان دماغاً رائعاً وقد آن الأوان للتربية أن تسمح للمربي بالإفادة من هذه الأداة الرائعة ، كما آن الأوان لاعتبار أدمغة المواطنين أمن رأسمال للأمة .
تعليق