ميخائيل ڤروبل Mikhael Vroubel فنان روسي فذ، اتسمت حياته بالطموح والعبقرية والمثالية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميخائيل ڤروبل Mikhael Vroubel فنان روسي فذ، اتسمت حياته بالطموح والعبقرية والمثالية

    ڤروبل (ميخائيل -)
    (1856-1910)

    ميخائيل ڤروبل Mikhael Vroubel فنان روسي فذ، اتسمت حياته بالطموح والعبقرية والمثالية، والسعي إلى بلوغ الكمال في أعماله. ولد في أومسك Omsk، لأب ضابط في الجيش. أظهر في طفولته براعة في الرسم، لكنّه، بعد إتمام دراسته الثانوية، التحق بجامعة بطرسبورغ Petersburg ودرس الحقوق، واهتم، إبّان دراسته، بالأدب واللّغات، فألمّ بست لغات أجنبية، وكان في تلك الأثناء يدرس في القسم الليلي لأكاديمية الفنون حيث كان المعلم الفنان ب.ب تشيستياكوفTchistiakov ما بين (1832-1919) يدرِّس التصوير.
    وفي عام 1880، التحق بعد تخرجه، بأكاديمية الفنون في بطرسبورغ مدة أربع سنوات فقط، وتتلمذ على يد تشيستياكوف وإيليا ريبين[ر] Repine وآخرين. وعمل بدأب، ممنياً النفس بامتلاك المهارة الحرفية العالية وبمستوى فناني عصر النهضة الإيطالي، لكن من دون فقدان ذاتيته الخاصة.
    اهتم ڤروبل، في حياته الإبداعية بالموضوعات الفلسفية، والصور الشخصية، التي عبر فيها عما يعتمل في دخيلة الشخصية التي يرسمها. وكان أيضاً نحَّاتاً وخزَّافاً، وشارك في التجمّع الفني في «أبرامتسيڤو» Abramtsevo، ونفّذ رسوماً في الكنائس والبيوت، وصمّم الأبنية والأعمال الفنية الجدارية، والأثاث وديكورات المسارح، واستفاد من الأشكال القومية الشعبية الروسية ونزعتها التزيينية، وقد تجلَّت في أعماله ملامـح أسلـوب الفن الروسي الجديد modern style، وسافر مرات عدة إلى إيطاليا وفرنسا وألمانيا واليونان.
    كان عصر الفنان، عصر تحولات عميقة في المجتمع الروسي، ففيه ثار الفنانون على التقاليد التي التزمت بها الديموقراطية الروسية، وعلى القواعد التي ساندها الفنانون الجوّالون، وبحثوا عن أشكال جديدة للتعبير عن الواقع، وظهر تجمع «عالم الفن» كضرورة لتلك التطلعات. وعبَّر ڤروبل في إبداعاته عن تعقيدات عصره.
    في عام 1884، هجر فروبل الدراسة، وسافر إلى كييف للعمل في ترميم جداريات فريسك كنيسة «كيريلوڤسكي» Kirilovsky وأيقوناتها. وفي سبيل ذلك سعى إلى معرفة أسرار الفن البيزنطي وجماله والاطلاع على الرسوم الجدارية الروسية القديمة، فدرس فسيفساء كنيسة «صوفيا» وجدارياتها، وسافر إلى البندقية لدراسة الفن الإيطالي، وهناك رسم أربع أيقونات لكنيسة «كيريلوڤسكي».
    ميخائل ڤروبل:
    «ورود في مزهرية زرقاء» (1886-1887)
    ميخائل ڤروبل: «المارد الجالس» (1890)
    وفي كييڤ أيضاً، رسم مجموعة دراسات لكنيسة «ڤلاديمير»Vladimir منها «القيامة» 1887 و«بكاء التأبين» 1887، وكانت لهذه الأعمال قيمة فنية كبيرة في تاريخ الفن الروسي، ففيها رؤية جديدة لفهم موضوعات الكتاب المقدس، لذلك رُفضت ولم يؤخذ منها سوى زخارف نباتية لاستخدامها رسوماً لأجزاء من الكنيسة.
    عاد ڤروبل إلى موسكو عام 1889، ليعيش فيها أهم مراحل حياته، ويتعرف راعي الفنون ساڤا مامونتوڤ Mamontov الذي سخّر كل ثروته للفن الروسي.
    استقى ڤروبل موضوعاته من معين الآداب والخيال الجامح والأساطير والحكايات الروسية الشعبية، ومن أبرز الموضوعات التي عالجها في التصوير والنحت والحفر والرسوم التوضيحية، كان «المارد» demon.
    جسّد ڤروبل «مارده» بكائن متعطش إلى الإبداع والحب، لكنّه في الوقت نفسه محكوم عليه بالوحدة الأبدية والعزلة، وقدّم فيه مثله البطولي المتمرّد والثائر، «المارد الجالس» (1890- رواق تريتياكوف بموسكو the Tretyakov gallery)، وعبّر بوساطته عن فهمه الدرامي العاصف للعالم، كما أنجز رسومه لملحمة الشاعر «ليرمونتوف»Lermontov ت(1890-1891 - رواق تريتياكوف والمتحف الروسي في بطرسبورغ). وتجلّى التوتر العالي للفنان في بحثه عن شكل قوة المأساة في عمله «المارد المصروع» (1902- رواق تريتياكوف). ولم يكن المارد عند ڤروبل فقط روحاً للشر، بل كائناً يُمثّل الصراع الأبدي لتمرد روح الإنسان.
    طرح ڤروبل في إبداعه أسئلة فلسفية أخلاقية حول الخير والشر، وطالب بتحرير شخصية الإنسان، لكن عدم النجاح في هذا، زجّ به في صراعٍ نفسي أوصله إلى عزلة قاتلة، ازدادت مع الوقت وتعاظمت، فاختلت قواه العقلية. وفي عام 1904 انتقل فروبل إلى بطرسبورغ، وفي عام 1906 فقد بصره بعد أن مهَّد الطريق أمام الفنانين الطليعيين.
    نزار صابور
يعمل...
X