المانيا(لغه)
Germany - Allemagne
اللغة الألمانية
تنتمي اللغة الألمانية إلى ما شاع تسميته بأسرة اللغات الهندية ـ الأوربية[ر]، وتجمعها معها خصائص مشتركة في الأصوات والصيغ والتراكيب والمفردات، ويفترض العلماء أنها منحدرة من لغة واحدة ـ لم تعد موجودة في الواقع ـ أطلقوا عليها اسم «اللغة الهندية ـ الأوربية". تؤلف اللغة الألمانية مع اللغة الإنكليزية الفرع الجرماني الغربي لهذه الأسرة اللغوية. وتنفرد الألمانية عن سائر لغات هذا الفرع بالاختلافات الصوتية الحادّة، وتتفق معها اتفاقاً كبيراً في معظم الصيغ والتراكيب والمفردات.
تعد اللغة الألمانية اليوم اللغة الأم لنحو 95- 100 مليون إنسان، يتوزعون في ألمانية (نحو 80 مليوناً)، والنمسة (8 ملايين)، وسويسرة (4 ملايين) إلى جانب 1.1 مليون يتكلمون الفرنسية و745 ألف يتكلمون الإيطالية و50 ألفاً يتكلمون لغات مختلفة، وإقليمي الإلزاس واللورين في فرنسة (1.2 مليون) وهي لغة الإدارة الرسمية في لوكسمبورغ (350 ألف)، وفي ليشتنشتاين (200 ألف)، كما تتكلمها جاليات كثيرة تعيش في دول مختلفة مثل: بولندة وهنغارية ورومانية وروسية وإيطالية والأمريكتين وكندا وغيرها، إلاّ أنّ بعض هذه الجاليات وخاصة أجيالها الجديدة قد تخلت عن هذه اللغة ومالت إلى استخدام اللغة السائدة في البلدان التي تعيش فيها.
إنّ أول ظهور للّهجات الألمانية القديمة التي انبثقت عنها ـ فيما بعد ـ اللغة الفصحى الموحدة يعود إلى أواسط القرن الثامن الميلادي عندما استقرّت القبائل الجرمانية في المنطقة الممتدة من جنوبي بحر الشمال إلى شمالي جبال الألب بين الرومان في الغرب والسلاف في الشرق. ويقسم الباحثون هذه اللهجات الألمانية إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي:
ـ لهجات الوجه العلوي، وهي تتوضع جغرافياً في المناطق الألمانية الجنوبية المرتفعة جغرافياً، وتضم اللهجات: الفِرَنكية، والشفابية (السوابية)، والأليمانية، والبافارية.
ـ لهجات الوجه الأوسط، وهي تتوضع جغرافياً في المناطق الوسطى من ألمانية شرقاً وغرباً، وتضم اللهجات: الريبوارية، والموزل الفِرنكية، والراين الفِرنكية، والهِيسّية، والتورنغية، والسكسونية العليا.
ـ لهجات الوجه السفلي، وهي تتوضع جغرافياً شمالي ألمانية، وتضم اللهجات: السكسونية السفلى، والميركية أو البراندنبورغية، والمِكلِنبورغية، والفستفالية (وستفالية)، والأوستفالية.
تتصف هذه اللهجات عموماً، بأنها لهجات منطوقة، تنتشر في أقاليم جغرافية متعددة، وتستخدمها طبقات اجتماعية مختلفة، وتتميز فيما بينها، أساساً، بالتغيرات الصوتية.
إنّ توحّد هذه اللهجات، وخاصة لهجات الوجهين العلوي والأوسط، عبر أزمان طويلة، وبفعل عوامل كثيرة (يشار إليها فيما بعد) أدّى إلى نشوء اللغة الألمانية «الفصحى». ويحدّد الباحثون في تاريخ اللغة الألمانية أربع مراحل زمنية متداخلة، يتميز كل منها بتغيرات صوتية خاصة.
ـ المرحلة الأولى: وهي اللغة الألمانية الفصحى القديمة، وتمتد من سنة 770 إلى سنة 1100م.
ـ المرحلة الثانية: وهي اللغة الألمانية الفصحى الوسيطة، وتمتد من سنة 1100 إلى سنة 1350م. ويميّز الباحثون فيها أدواراً ثلاثة: الدور المبكر (1100م)، والدور الوسيط(1250م)، والدور المتأخر (حتى 1350م(.
ـ المرحلة الثالثة: وهي اللغة الألمانية الفصحى الحديثة المبكّرة، وتمتد من سنة 1350 إلى سنة 1650م.
ـ المرحلة الرابعة: وهي اللغة الألمانية الفصحى الحديثة، وتمتد من سنة 1650 إلى اليوم.
تتميز الألمانية الفصحى القديمة بما يلي:
ـ ظهور الطور الثاني من التغير الصوتي في نظام الصوامت. ويقصد به تحول الأصوات الانسدادية الانفجارية المهموسة في وسط الكلمة أو في آخرها إذا وقعت بعد صائت (حركة) إلى أصوات احتكاكية مهموسة:
احتكاكية مهموسة hh(ch) و s(ss) و (k>f(ff و t و p (انفجارية مهموسة).
فكلمة opan في السكسونية القديمة تتحول إلى offan في الفصحى القديمة بمعنى: فتح offen في الحديثة.
وكلمة etan في السكسونية القديمة تتحول إلى essan في الفصحى القديمة بمعنى: أَكَل essen في الحديثة.
وكلمة makõn في السكسونية القديمة تتحول إلى mahhõn في الفصحى القديمة بمعنى: عَمِل machen في الحديثة.
والضمير ik في السكسونية القديمة يتحول إلى ih في الفصحى القديمة بمعنى: أنا ich في الحديثة.
إن هذا التغير الصوتي الذي اقتصر على عرض نموذج واحد له هو تغيّر خاص بالفصحى القديمة ولهجاتها. وقد اكتشفه ي.غريم (قواعد اللغة الألمانية 1822م)، واشتهر بالطور الثاني لأن الطور الأول خاص بلغات الفرع الجرماني الذي يتميز في هذا التغير الصوتي من لغات الأسرة الهندية الأوربية، ومن نماذجه تحول الأصوات الانسدادية الانفجارية المجهورة b,d,g في اللغات الهندية الأوربية إلى نظائرها المهموسة p,t,k في لغات الفرع الجرماني من هذه الأسرة. ولكن هذا التغير الصوتي في طوره الأول لم يسلم من معارضة كثير من الباحثين من أمثال ك.فرنر الذي انتقده انتقاداً شديداً في بحث نشرته مجلة البحوث اللغوية المقارنة «غوتنغن» في عددها 23 عام 1877م.
ـ شهدت هذه المرحلة أيضاً تطوراً صوتياً في نظام الصوائت، إذ بدأ ظهور مايُعرف بـ «الأُمْلاوْت» أي التغير umlaut. وهو تغيّر في نطق الصوائت a,u,o ليصبح ö، ü، ä أي تنطق نطقاً خاصاً يمكن تشبيهه، مع شيء من الاحتراز، بالإمالة في اللغة العربية. وينتج هذا النطق عن تغيّر في وضع أعضاء جهاز النطق المستخدمة في نطق هذه الأصوات.
ـ تطور الرصيد اللغوي (الثروة اللغوية) بعمليات الترجمة المستمرة من اللغة اللاتينية، وخصوصاً مؤلفات كبار الكتّاب المسيحيين اللاتين القدماء. لقد انطلقت هذه الترجمات من الأديرة واستغرقت حياة كثير من الرهبان، يُذكر منهم هرابانوس مَورُوس (ت 856م) مؤسس دير مدينة فولدا ورئيسه. لقد وقف هذا الراهب حياته على ترجمة روائع الأعمال المسيحية اللاتينية القديمة إلى اللغة الألمانية القديمة التي أفادت الكثير من هذه الترجمات: مفردات وصوغ وأساليب تعبير.
أمّا الألمانية الفصحى الوسيطة بأدوارها الثلاثة فتتصف بما يلي:
ـ استمرار التطور في نظام الصوائت وبلوغه نهايته.
ـ النبر الضعيف على المقاطع التامة غير المنبورة، ففي:
الفصحى القديمة salba, salbôn تتحول في الفصحى الوسيطة إلى salbe, salben.
ـ انتشار هذه الفصحى الوسيطة إلى مناطق ريفية وصلاحها للاستخدام لغةً للتواصل.
ـ التأثير الفرنسي في الرصيد اللغوي.
ـ بدء ظهور السمات اللغوية المميزة للألمانية الفصحى الحديثة.
أمّا الفصحى الحديثة المبكرة فقد تمَّ فيها سيادة السمات اللغوية المميزة التي بدأت في الظهور منذ المرحلة السابقة وانتشارها انتشاراً واسعاً. ومن هذه السمات الصوتية المميزة للفصحى الحديثة:
ـ تحول الصوائت البسيطة المفردة إلى صوائت مزدوجة مركبة، كتحول الصائتين الطويلين î,û في الفصحى الوسيطة إلى صائتين مزدوجين ei,au في الفصحى الحديثة، مثال: mîn hûs في الوسيطة تتحول إلى mein haus في الحديثة بمعنى: مَنزِلي.
ـ تحول الصوائت المزدوجة إلى صوائت بسيطة، أي عكس التحول السابق، كتحول الصائت المزدوج uo في الوسيطة إلى صائت طويل في الحديثة û، مثال: guot في الوسيطة تتحول إلى gût في الحديثة بمعنى: جَيّد.
ـ قصر (تقصير) الصوائت الطويلة مثل dâcht في الوسيطة إلى dacht في الحديثة بمعنى: فَكَّر، صيغة الماضي من الحاضر denken. ومدّ الصوائت القصيرة في المقطع المفتوح مثل: sagen في الوسيطة تتحول إلى sâgn في الحديثة بمعنى: يقول.
أما اللغة الفصحى الحديثة فقد أخذت منذ سنة 1650م في الظهور والانتشار والتطور حتى اتخذت سنة 1800م طابعها القومي الموحد الذي مازال سائداً حتى اليوم نطقاً وكتابة. وقد تكفلت كتب كثيرة ـ علمية وتعليمية ـ بالعناية بقواعد هذه اللغة وشرحها والتفنّن في عرضها وبيان خصائصها المميزة التي يكتفى هنا بذكر شيء قليل منها:
ـ لم يشهد النظام الصوتي تغيرات جوهرية كما كان مألوفاً في المراحل السابقة.
ـ كتابة الحرف الأول من الأسماء بحرف طباعي كبير، وهذا لم يكن متبعاً من قبل.
ـ استخدام الصائت i بدلاً من الصائت e باستمرار في المورفيمين اللذين يلحقان ببعض الكلمات، وهما: ig ~ و isch ~، كما في König (مَلِك) وkomisch صفة بمعنى: هزلي، مضحك.
ـ تثبيت نظام التصريف وخاصة تصريف الأسماء في أحوالها المختلفة رفعاً ونصباً وجرّاً وإضافة، وإفراداً وجمعاً.
إن هذه اللغة الفصحى الموحدة في كل مراحلها المتقدمة الذكر لم تتخذ أساساً لها لهجةَ أي مدينة ألمانية ذات شأن سياسي واقتصادي وثقافي، على نحو ما كانت لهجة العاصمة الفرنسية أساس اللغة الفرنسية، ولهجة لندن أساس اللغة الإنكليزية. لقد شهدت المدن الألمانية عموماً تطوراً سياسياً واقتصادياً وثقافياً ساعد ـ إلى جانب عوامل أخرى كثيرة ـ في نشوء هذه اللغة الفصحى الموحدة وتطورها. أمّا العوامل التي أسهمت في نشوء هذه الفصحى الموحدة فهي كثيرة جداً لا يتسع المقام لذكرها جميعاً والتفصيل فيها، ويمكن إجمالها في النقاط التالية التي تبيّن أي جهود ضخمة بُذلت، وأي عباقرة كانوا وراء هذا التوحد اللغوي لتلك اللهجات الألمانية القديمة الذي استغرق قروناً عدة:
ـ اختراع الطباعة الذي ساعد على انتشار الكتب.
ـ حركة الإصلاح الديني بزعامة مارتن لوثر، وما نجم عنها من ترجمة لوثر نفسه للكتاب المقدس بلغة متميزة عرفت الانتشار الواسع لما فيها من مفردات جديدة وعبارات سهلة حيّة استمدها لوثر من لغة التخاطب والتواصل الشائعة في الدواوين الرسمية وقصور الحكام في مدينتي مَايْسِن وهابسبورغ منذ أواخر القرن الرابع عشر الميلادي. لقد كانت ترجمة لوثر التي ظهرت عام 1522م (الصياغة الأولى للعهد الجديد) إنجازاً مهماً وخطوة متقدمة في بناء اللغة الفصحى المشتركة.
ـ ظهور النزعة الإنسانية الألمانية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، واهتمامها بالمرويات اللغوية والأدبية، ودعوتها إلى إيجاد لغة شعبية مشتركة تمثل الوعي القومي للشعب الألماني. وقد كانت هذه النزعة الإنسانية متأثرة بدعوة دانتي[ر] إلى لغة إيطالية شعبية موحدة.
ـ ظهور النزعات القومية في أوربة وتأثيرها في المدن الألمانية، وخاصة بعد حرب الثلاثين عاماً الأهلية، وحرب السنوات السبع بين ألمانية وجيرانها فرنسة والنمسة وروسية. وقد ساعد ذلك كله في نمو الوعي القومي والدعوة إلى دولة قومية مستقلة يكون لها لغة قومية موحدة. لقد تغلغل هذا الوعي في نفوس بعض المؤلفين الذين نهضوا لوضع قواعد الألمانية وجمع مفرداتها وتدوينها في معجمات، يُذكر منهم ب. داسيبوديوس الذي جمع المفردات الألمانية ودوّنها في معجمين: ألماني ـ لاتيني (1535م) ولاتيني ـ ألماني(1547م)، ول. ألبرتوس الذي وضع قواعد للألمانية على غرار قواعد اللغتين الإغريقية واللاتينية (1573م)، وي. كلايوس الذي استخدم اللغة اللاتينية في شرح قواعد الألمانية (1578م).
ـ جهود الجمعيات اللغوية التي ظهرت منذ القرن السابع عشر متأثرة بأعمال الجمعيات اللغوية في البلدان المجاورة: فرنسة وإيطالية وهولندة، وما كان لها من أثر بارز في الإصلاح اللغوي ونشر الثقافة القومية في تلك البلدان. لقد ضمت الجمعيات اللغوية الألمانية كوكبة من اللغويين والأدباء والشعراء الذين كان همّهم الأكبر وضع لغة فصحى موحدة تواكب الازدهار السياسي والاقتصادي والثقافي للمدن الألمانية. ومن أشهر هذه الجمعيات اللغوية على الإطلاق «الجمعية المُثمرة» التي أسست في فايمار عام 1617م، وتبعتها بعد قليل «جمعية النخيل» التي ضمت نخبة من الشعراء والأدباء واللغويين والنحاة الذين خلدت أسماؤهم في كتب الأدب وتاريخه وكتب اللغة وعلومها، ومنهم: م. أوبيتس الذي اشتهر بجهوده النظرية التي لم تعرف الكلل للبرهنة على قدرة اللغة الألمانية على أن تكون وسيلة للتعبير عن فن الشعر، وف. فون تسيسن الذي عُرف بكفاحه المستميت لتنقية اللغة الألمانية من المفردات الدخيلة من الفرنسية والإيطالية والإسبانية في شتى المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية، وإيجاد ألفاظ ألمانية تحل محلها. ويذكر أخيراً النحوي الكبير غ. شُوتِل الذي وضع مؤلَّفه الضخمَ «المفصل في اللغة الألمانية الأساسية» عام 1663م، وفصَّل فيه قواعد الألمانية تفصيلاً استمر أثره قرابة قرنين. إذ تشاهد تلك الآثار في أعمال اللغوي الكبير ي. غريم المتوفى سنة 1863م، كما تضمنت أعماله بعض الأسس والنظريات والآراء التي تجعله أحد الروّاد المؤسسين لعلم اللغة التاريخي، وأحد الذين برهنوا ـ في وقت مبكر ـ على القرابات والصلات اللغوية بين اللهجات الألمانية المختلفة، كما أنه وضع كثيراً من القواعد الصرفية والصوتية التي استفاد منها علم اللغة المقارن فائدة كبرى.
ومن هذه الجمعيات اللغوية الكثيرة جمعية هامبورغ (1643م)، وجمعية نورنبرغ (1644م)، والجمعية البروسيّة للعلوم التي تأسست في برلين سنة (1711م) بمبادرة من الفيلسوف الكبير لايْبنيتس على غرار المجمع الفرنسي (الأكاديمية الفرنسية)، وجمعية لايبزغ (1717م) وكان اسمها «جمعية الشعراء الألمان»، ثم صارت تعرف باسم «الجمعية الألمانية» منذ عام (1727م) عندما ترأسها اللغوي غ. غوتشِد الذي سادت آراؤه ونظرياته اللغوية منذ القرن الثامن عشر الميلادي، فإليه تنسب معايير الصحة اللغوية، والقواعد السليمة للاستخدام اللغوي، وأسس علم اللغة الألمانية. وقد امتد تأثير نظرياته اللغوية إلى معظم المناطق الجنوبية من ألمانية ووصلت إلى النمسة، مع مقاومة الدوائر الكاثوليكية لما سُمّي بالصيغ والأشكال اللغوية اللوثرية القادمة من مَايْسِن في وسط ألمانية. إن جهود غوتشِد هذه، وغيرها، جعلته أحد الرواد الكبار الذين تركوا آثارهم الواضحة في نشوء هذه اللغة الفصحى الموحدة بصيغتها المكتوبة والمنطوقة.
ـ عصر التنوير وما أنجبه من عباقرة العلم والأدب واللغة والفلسفة من أمثال: غوته وشيلر وكَنت ولسينغ وهردر وفيلاند وآخرين. لقد استخدم هؤلاء اللغة الموحدة التي أرسى دعائمها الرواد الأوائل لوثر وشوتل وغوتشد وآخرون، فنهضوا بها، وأضافوا إليها عناصر كثيرة ممّا اختزنته الذاكرة الشعبية، وممّا استمدوه من روائع الأعمال الأدبية القديمة في العصور الوسطى، فتجلى كل ذلك في مفردات كثيرة جديدة، وأساليب حية معبِّرة، ولغة واضحة مطواع، قدّموا من خلالها إنجازاتهم الفكرية والفلسفية والأدبية الضخمة التي أسهمت في تقدم الحضارة الإنسانية.
ذلك هو عرض مجمل لتلك العوامل الكثيرة التي أدت إلى نشوء اللغة الألمانية وتطورها، تلك اللغة التي وصفت أوصافاً شتى وسميت تسميات مختلفة باختلاف الاصطلاحات التي يستخدمها الباحثون فهي:
اللغة الألمانية الفصحى الحديثة Neuhochdeutsch، واللغة المشتركة Gemeinsprache، واللغة القومية Nationalsprache، واللغة القياسية (وهو مصطلح أمريكي) Standardsprache، واللغة الفصحى (المؤلفة من لغة الكتابة Literatursprache، واللهجات، والموحدة نطقاً وكتابة Schriftsprache).
ولهذه الفصحى الحديثة ـ اليوم ـ لهجات Dialekte/Mundarten، ولكنها ليست كاللهجات القديمة التي كانت عناصر لغوية مكوِّنة للغة الفصحى عبر مراحلها الطويلة، وإنما هذه اللهجات الحديثة صيغ وأشكال لغوية منطوقة غالباً، تقوم بوظائف معينة في إطار التواصل الاجتماعي، وهي غير صالحة للاستخدام العام، وإنما يقتصر استخدامها وسيلةً للتفاهم في حدود جغرافية محلية ضيقة، وتتميز بنظامها اللغوي ذي البنية الخاصة.
صلاح كزارة