لقاء التَّشكيليّة السُّوريّة: ميمونة ديب..حاورها..صبري يوسف. أديب وتشكيلي سوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء التَّشكيليّة السُّوريّة: ميمونة ديب..حاورها..صبري يوسف. أديب وتشكيلي سوري



    حوار صبري يوسف مع الفنَّانة التَّشكيليّة السُّوريّة ميمونة ديب
    صبري يوسف – ستوكهولم،
    الجزء الأول
    أتابعُ تجربةَ الفنّانة السُّوريّة ميمونة ديب منذُ سنواتٍ، ترسمُ أعمالَها بالأسود والأبيض، وقدْ دعوتُها للمشاركةِ في مجلّةِ السّلامِ الدَّوليّةِ وشاركَتْ في عدّةِ أعدادٍ، وأحببْتُ إجراءَ هذا اللِّقاء معَها لتسليطِ الضَّوءِ على تجربتِها الفنّيّةِ، فقدْ وجدْتُ في تجربتِها موهبةً يمكنُ أنْ تطوِّرَها وتعمِّقَها، كما أنَّهُ لديها وجهاتُ نظرٍ جيّدةٌ فيما يخصُّ الفنَّ والأدبَ والكتابةَ والحياةَ، وفيما يلي نصُّ الحوارِ كاملاً:
    1ـ كيفَ كانَتْ بداياتُكِ في الرّسمِ خلالَ مرحلةِ الطُّفولةِ ومتى شعرْتِ بشغفٍ وانجذابٍ إلى عوالمِ الرّسمِ؟!
    * أنا فتاةٌ ريفيّةٌ، ابنةُ الطَّبيعةِ، كلُّ شيءٍ مِنْ حولي مسكونٌ بالعشقِ والجمالِ، عشْتُ بينَ أحضانِ الطَّبيعةِ وترعرَعْتُ في طقسٍ مُزدَهٍ بالحنانِ والرّحمةِ والجمالِ. كلُّ شيءٍ مِنْ حولي كانَ يفيضُ حبَّا حقيقيَّاً، ولي جلساتٌ طويلةٌ مَعَ الطَّبيعةِ بكلِّ بهائِها، تشبَّعَتْ مخيَّلَتي بجمالِ الطّبيعةِ بكلِّ ايقاعاتِها، وبدأتُ التَّعبيرَ عَنْ مشاعري في الرّسمِ بطريقةٍ طفوليّةٍ، وكنْتُ في حالةِ انجذابٍ وذهولٍ وتأمُّلٍ لكلِّ ما هو جميلٌ حولي.
    2. ما هي المواضيعُ والأشكالُ الَّتي كنْتِ ترسمينَها في مرحلةِ البداياتِ؟!
    * كلّما نظرْتُ إلى نفسي، شعرْتُ وكأنّني خُلقْتُ للحبِّ ولكلِّ ما يدعو إلى الحبِّ مِنْ بطاقاتٍ عشقٍ، أكتبُ عليها أغاني العشّاقِ ورسائل ورقيّة، وأقومُ برسمِ زخارف عليها وتلوينِها وتزيينِها بحمامتَي سلامٍ، وكل عصفورين يقبِّلانِ بعضَهما بعضاً على شجرةٍ، امتدَّتْ بي هذهِ الاهتمامات في البداياتِ وبدأَتْ تسري في أعماقي.
    3. هل كنْتِ تشاركينَ في المراحلِ الدِّراسيّةِ بمعارضَ مَعَ زميلاتِكِ وزملائِكِ في نشاطاتٍ مدرسيّةٍ؟!
    * لا، لَمْ أشاركْ في معارضَ، لكنِّي كنْتُ أرسمُ لأنّني كنْتُ أحبُّ الرَّسمَ وأحتفظُ بهذهِ الرُّسومِ لنفسي.
    4. كيفَ تلقَّيتِ التَّشجيعَ والتّحفيزَ على الرَّسمِ سواءً مِنَ المدرِّسين والمدرِّساتِ أو مِنَ الفنّانينَ والفنّاناتِ؟!
    *لم أتلقَّ تشجيعاً مِنَ المدرِّسين، فكانَ لا أحدَ يعرفُ أنَّني أرسمُ، فقد كنْتُ أرسمُ في المنزلِ في أوقاتِ العطلةِ وكنْتُ أخفيهِ عَنِ الآخرينَ ولا أظهرْهُ إلّا لصديقةٍ مقرّبةٍ، وحينَ قرَّرْتُ الإعلانَ عَنْ شغفي وحلمي في الرَّسمِ، بدأتُ التّواصلَ مَعَ الفنّانينَ، تلقَّيْتُ تشجيعاً منهم ووعمَّقوا رغبتي وحماسي في الرّسمِ لمزيدٍ مِنَ العطاءِ.
    5. هل التحقْتِ بدوراتِ تعليمِ الرّسمِ عبرَ معاهدَ أو دوراتٍ معيّنةٍ أمْ أنَّكِ ترسمينَ عَنْ هوايةٍ وشغفٍ، وطوّرْتِ نفسَكِ مِنْ خلالِ متابعاتِكِ والاشتغالِ على نفسِكِ واطِّلاعِكِ على تجاربِ الفنّانينَ الآخرينَ؟!
    * لقدْ صقلَتْ موهبتي مدرسةُ الاستاذ الأسطورة عبدالرحمن الخطيب. كانَتْ قَدْ بدأَتِ الحربُ في سوريا حينَ أردْتُ التَّعلُّمَ واكتشافَ أسرارِ الرَّسمِ وأُغلقَتْ كلُّ الأبوابِ في وجهي. وكانَ وحدَهُ وليد العملِ المستمرِّ معي، والدَّؤوبِ ولديهِ الصّبرُ الطّويلُ عبرَ المسافاتِ البعيدةِ، معلنا كلمته الحنونة لنْ أتخلّى عنكش حتّى أوصلَكِ إلى بابِ النّجاحِ، لا أريدُ منكِ شيئاً سوى أنْ تكوني ناجحةً، منحَني وقتَهُ وعلمَهُ ووضعَ لحلمي الحياةَ. وقدَّمَ لي أرقى ما لديهِ.
    6. ما هيَ المواضيعُ الَّتي لديكِ اهتمامٌ في رسمِها، وكيفَ طوَّرتِ أسلوبَكِ في الرَّسمِ؟!
    * عندما وعيتُ، علمْتُ تماماً كَمْ عالمُنا بحاجةٍ إلى الحنانِ، وكَمْ نحنُ بحاجةٍ الى المحبّةٍ كموقفٍ في علاقاتِ المحبِّينَ والعشاقِ الكونِ، وأنْ نعزَّزَ ونرسِّخَ المحبّةَ والحنانَ في كلِّ ما يحيطُ بنا مِنْ مخلوقاتٍ، فكانَ لديَّ اهتمامٌ كبيرٌ في إيصالِ رسالةِ المحبّةِ لا البغضاءَ، ورسالةِ الرَّحمةِ لا القسوةِ، فرسمْتُ العشقَ والحبَّ والسَّلامَ للعالمِ كلَّ العالمِ. ومَعَ التَّمرينِ المستمرِّ والتّعليمِ كنْتُ أتعلَّم مِنْ أخطائي في لوحاتي الأولى بإرشادِ الأستاذِ عبد الرّحمن الخطيب.
    7. ماذا ينتابُكِ وأنتِ ترسمينَ، هلْ تشعرينَ بمتعةٍ، بفرحٍ، بشغفِ المتابعةِ في الرّسمِ؟!
    * وأيّةُ فرحةٍ، قُلْ إنّها فرحةُ طفلٍ حقيقيّةٌ تنبعُ مِنَ الدَّاخلِ في اكتشافِهِ للشمسِ للبحرِ للألوانِ للأصواتِ والرّوائحِ العطرةِ. هوَ الإحساسُ أنا وكلِّي يصرخُ بالعشقِ وللعشقِ وحينَ ينطفئُ في أعماقي ذلكَ الإحساسُ الجميلُ، يعاودُ ببركانٍ صغيرٍ يريدُ أن يكبرَ في داخلِهِ. نعم لا أستطيعُ التَّوقفَ عَنِ الرَّسمِ، لأنَّ التوقَّفَ يعني أنّي انتهيتُ، ولنْ أقطعَ الجذورَ الأساسيّةَ في أعماقي لأنَها مثلُ الشّجرةِ، أنا شجرةُ الحبِّ والسَّماءِ الّتي تمطرُ.
    8. ماذا يتبادرُ إلى ذهنِكِ في نهايةِ رسمِ عملٍ فنّيٍّ، هَلْ يراودُكِ أنْ ترسمي لوحةً أجملَ ممّا رسمتِها، أمْ أنَّكِ تكتفينَ بالتَّمتُّعِ بمشاهدتِها أثناءَ الانتهاءِ منها؟!
    * ينتابُني سؤالٌ كيفَ لنا الاحتفاظُ بحرارةِ الحبِّ؟ وأبدأ في رحلةِ تفتيشٍ تحميهِ مِنْ نوباتِ الفتورِ ولحظاتِ الخيبةِ وانكساراتِ الرُّوحِ. أنا فنّانةٌ طموحةٌ يا سيدي، لا أكتفي برسمِ الملايينِ مِنَ اللَّوحاتِ في مخيّلتي، ولا أرتوي مِنَ الرَّسمِ. أتمتّعُ بانجازي وأقرأ عيونَ لوحتي، وهي عشيقي المدلّل، أرعاهُ بعيوني وأحرسُهُ بتعويذاتي.
    9. أراكِ ترسمينَ بقلمِ الرَّصاصِ، بالأبيضِ والأسودِ، ما سرُّ أو سببُ شغفِكِ بالرَّسمِ بالأسودِ والأبيضِ؟!
    حبيبي الأبيضُ والأسودُ، سهلٌ مرنٌ قادرٌ على المسحِ والعفوِ، يستجيبُ لطموحي وشغفي وآفاقِ رؤاي. وهو أميري يحملُ أميرتَهُ ويعانقُها ويضمُّها. وجودٌ بحاجةٍ إلى وجودٍ كحكايةِ حبٍّ، كسماءٍ تمطرُ .. كأعماقي.
    10. غالباً ما أراكِ ترسمينَ بورتريه، أو شكلاً ما، هلْ فكّرْتِ أنْ ترسمي لوحةً، تشكيلاً فنِّيّاً ما آخرَ؟!
    * سأقولُ لكَ شيئاً أنا أتأثّرُ برسمِ الأشخاصِ، هناكَ ملامحُ تمنحُني طاقةً سلبيةً، أرفضُ تماماً أنْ أرسمَها. وهناكَ ملامحُ أنا أطلبُ أنْ أرسمَها، لأنّها تمنحُني طاقةً إيجابيّةً.
    رسْمُ البورتريه ليسَ سهلاً، رغمَ أنِّي نجحْتُ بِهِ بحسبِ وجهاتِ نظرِ مَنْ يتابعُني، رسْمُ البورتريه تحدُّهُ حدودٌ تحفظُها كدرسٍ، مثلاً النّسب والظّل والنُّور والتّعبير عَنِ الحزنِ والفرحِ وغيرِهما. وأنا أنثى تعشقُ الطَّيرانَ والتَّحليقَ. أنا خُلِقْتُ لرسمِ الرُّوحِ، حتّى أنَّ بعضَهم طلبَ منّي أنْ أرسمَ على الزّجاجِ أو أرسمَ بالقهوةِ والتَّجريدي وأنا يا سيدي لا أبتعدُ عَنِ المواضيعِ السَّائدةِ في المجتمعِ وأسعى لأكونَ كوكباً يلمعُ بعملٍ فنِّيٍ ناجحٍ.
    11. هَلْ فكّرْتِ أنْ تشتغلي بالألوانِ، وحتّى وإنْ كانَتْ بأقلامِ الخشبِ أو بألوانِ الأكريلِ والزّيتي؟!
    * في البدايةِ لوحاتي بالأبيضِ والأسودِ لَمْ تكُنْ خاليةً مِنَ الألوانِ، لونِ الوفاءِ، لونِ الحنينِ، لونِ الانتظارِ، لونِ الطُّموحِ، لونِ العناقِ، لونِ الرُّومانسيّةِ. نعم فكَّرْتُ فأنا عاشقةٌ للحياةِ والبهجةِ والفرحِ وألوانِ الرَّبيعِ.
    12. متى سترسمينَ لوحةً بالأكريلِ أو الزَّيتي، وتبدَئِين برسمِ لوحاتٍ تشكيليّةٍ ملوّنةٍ؟!
    * في المستقبلِ القريبِ القادمِ إنْ شاءَ الله. الرُّغبةُ ترفرفُ بكلِّ شغفٍ في داخلي، متى تحلِّقُ لا أعلمُ!
    13. ترسمينَ بالأسلوب الواقعي، هلْ لديكِ توجُّهاتٌ لرسمِ لوحةٍ تجريديّةٍ، أو لوحةٍ تحملُ ترميزاتٍ معيّنةً؟!
    * وهَلْ أعظم مِنَ التَّرميزاتِ الَّتي أطرحُها، لكن يا سيّدي أنا أنثى تعشقُ الوضوحَ لدرجةِ أنْ ترى الشَّمسَ شمساً والقمرَ قمراً وفي لوحاتي أسعى أنْ يراها المتلقِّي كما هي، أنْ يرى الحنينَ حنيناً ويرى الشَّوقَ شوقاً، أنا بعيدةٌ كلَّ البعدِ عَنْ أساليبِ التَّجريدِ.
    14. ما هو دورُ الفنِّ والأدبِ والإبداعِ والفكرِ التَّنويري في رفعِ مستوى أيِّ بلدٍ مِنْ بلدانِ العالمِ؟
    * أنتَ قلْتَ الفكرَ التَّنويري. أجدُ لَهُ دوراً فعَّالاً في مسحِ التَّخلُّفِ مِنْ أفكارِنا، لَهُ تأثيرٌ جيّدٌ لإعادةِ النَّظرِ في كلِّ المفاهيمِ السَّائدةِ المغلوطةِ لتصحيحِها وغرسِ الأفكارِ السَّليمةِ بوعيٍ قانعٍ لا بحكمِ الببغائيّةِ الاجتماعيّةِ المتوارثةِ. نحنُ نتأثرُ بكتابٍ بمقالةٍ بروايةٍ بأغنيةٍ، نعم لَهُ دورٌ في التِّغييرِ والتطويرِ إلى الأفضلِ.
    15. كيفَ ترسمينَ، متى ترسمينَ، لماذا ترسمينَ، وماذا يعني الرَّسمُ لكِ؟!
    * كما أتنفَّسُ أرسمُ، وأنتَ لا تستطيعُ أنْ تسألَ أحداً ما، كيفَ يتنفَّسُ وهذهِ العمليّةُ لا إراديّةٌ وعفويّةٌ. متى أرسمُ؟ أرسمُ في لحظةِ بوحٍ حقيقيّةٍ في أحسنِ حالاتي، في حالةِ عشقٍ. لماذا أرسمُ؟ أرسمُ كي أنقلَ عواطفي ومشاعري. ودائماً أتناسلُ مِنْ همومِ الآخرينَ وشبحِ همومِهم أرسمُ أحزانَهم ومآسيهم ومعاناتِهم. ماذا يعني لي الرَّسمُ؟ إنّهُ يسكنُني وأسكنُهُ هو الرُّوحُ هو الحياةُ.
    16. هَلْ لديكِ طقوسٌ معيّنةٌ في الرّسمِ، ما هي أنسبُ الحالاتِ والظُّروفِ الَّتي تساعدُك على الرَّسمِ؟!
    آه .. انتهى زمنُ الطُّقوسِ رغمَ أنّي بحاجةٍ إليهِ ولكن كيفَ لي بالحصولِ عليهِ ونحنُ في حالةِ أزمةٍ خانقةٍ. كانَ لابدَّ مِنَ الياسمينِ والعطورِ والموسيقى واللَّيلِ، ومَعَ الأزمةِ أرسمُ في غرفتي الصَّغيرةِ، الّتي صارَتْ أعماقي المحترقةَ والعطرَ. أرسمُ ما دمْتُ أحيا وما عادَتْ تهمُّني الظُّروفُ، مِنْ أيَّةِ حالةٍ أرسمُ، مِنْ حالةِ ضيقٍ أو حالةِ انسحابٍ، أرسمُ كما ينبضُ كلُّ عرقٍ في جسدي بالألمِ والنَّشوةِ.
    17. الطَّبيعةُ ملهمةُ الملهماتِ للفنّانِينَ والكتّابِ والشّعراءِ والمبدعينَ والمبدعاتِ، ما أثرُ الطَّبيعةِ عليكِ في فضاءِ الرَّسمِ، هلْ تستوحينَ مِنْ عوالمِها الكثيرَ مِنْ مواضيعِ الرّسمِ؟!
    * نعم هي ملهمتي ومعشوقتي الدّائمةُ، ألتصقُ بها بشكلٍ دائمٍ وأستوحي منها عالمي الخاص ومنها أنطلقُ.
    18. لديكِ كتاباتٌ جميلةٌ تحملُ بينَ طيّاتِها شاعريّةً ورؤيةً فكريّةً عميقةً في الكثيرِ مِنَ المواضيعِ الّتي تكتبينَ عنها، ولغتُكِ شفيفةٌ ورهيفةٌ، هَلْ تستوحينَ في بعضِ الحالاتِ مِنْ هذهِ الفضاءاتِ والأفكارِ لوحاتٍ معيّنةً؟
    هي لوحاتٌ مرسومةٌ بحروفٍ مزيّنةٍ بصدقِ مشاعري. وكثيراً أحبُّ أنْ أضيفَ إلى لوحاتي المرسومةِ لوحاتٍ مكتوبةً، فيزيدُ اللَّحنُ على الوترِ وأنا أركضُ خلفَ الورقِ الأبيضِ، وأخلِّفُ موجةً أبجديّةً.
    19. ماذا يعني لكِ الزّمنُ، العمرُ، الحياةُ الّتي تعيشينَها، وكيفَ تتعاملينَ مَعَ العمرِ في رحلةِ الحياةِ؟!
    لا أعيشُ في صراعٍ داخليٍّ ولا تتخبّطُ نفسي، أؤمنُ جيّداً أنَّ تلكَ الرحلةَ مَعَ الزَّمنِ والعمرِ، أنا قادرةٌ على صنعِها وجعلِها سعيدةً. لا يوجدُ عندي تشاؤمٌ مهما ضاقَتِ الدُّنيا مِنْ حولي. أعيشُ في رضى تام وأحمدُ اللهَ واسعى دائماً أنْ أكونَ ناجحةً في كلِّ مشروعٍ وعملٍ. العمرُ يزدهرُ ويبقى في حالةِ شبابٍ وأنتَ تعيشُ الحبَّ وتنشرُ الحبَّ. أسعى أنْ يكونَ لي أثرٌ طيّبٌ في الحياةِ.
    20. أراكِ شغوفةً في فضاءاتِ الحبِّ الرَّاقي والسَّلامِ والوئامِ بينَ البشرِ كيفَ تترجمينَ هذا في الرَّسمِ والكتابةِ؟
    * أعترفُ ما كنْتُ قادرةً لوحدي على ترجمتِهِ ذلكَ الجنونُ البنفسجي .. ذلكَ الجنونُ الأملسُ الحقيقي. وكانَ في داخلي تلكَ الشَّهيّةُ اللّامتناهيةُ لتحويلِ نزفِ الدُّنيا إلى لوحاتٍ وسطورٍ. كانَتْ تأتيني الخيبةُ لتربُطَني بقيودِ الآفاقِ الشّرقيّةِ وتحطِّمَ مراكبي، ورأسُ القلمِ عاجزٌ عَنْ تبديلِ أسلوبِ دورانِ الكرةِ الأرضيّةِ. تراني أغضبُ وأحزنُ. أعترفُ لولا وجودُهُ في حياتي ما كنْتُ بهذهِ الشَّجاعةِ والجرأةِ والقوَّةِ. وحدَهُ حوَّلَ الإعصارَ في داخلي إلى نسماتٍ، وأزاحَ الخوفَ منِّي بكلماتٍ أمدَّتْني بإيمانٍ أنَّ القلمَ قادرٌ على تجسيدِ الطُّموحاتِ. والدّكتور أحمد عزالدِّين هو السّرُّ الأكبرُ في تألُّقي.
    21. هَلْ تشعرينَ بنوعٍ مِنَ الغربةِ لعدمِ فهمِ الآخرينَ لعوالمِكِ وطروحاتِك، كيفَ تتوازنينَ مَعَ عوالمِ غربتِكِ؟!
    * الغربةُ توأمي الموجعُ الَّذي يرافقُني دائماً، لكنَّ حياتي (كمتمرِّدةٍ رافضةٍ متحرّرةٍ) كحياةِ أبطالِ روايةٍ يحلمُ بها الكثيرونَ هم يراقبونَها عَنْ بُعدٍ ويحزنونَ لأنّها لَمْ تحدثْ لهم. أنا دائماً متوازنةٌ هادئةٌ وصدّقني عندما نحصلُ على شخصٍ واحدٍ يفهمُنا، هذا يغنينا عَنْ كلِّ العالمِ وقَدْ حدَثَ هذا.

    ..... يتبع الجزء الثاني

    صبري يوسف
    أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
    مدير قناة ومجلّة السَّلام الدَّوليّة
    الملفات المرفقة
يعمل...
X