فابريتيوس (الأخوان كاريل وبارِنْت -)
كاريل فابريتيوس Carel Fabritius مصور ينتمي إلى طراز الباروك baroque الهولندي. ولد عام 1622 في مدينة ميدِّنبيمستر Middenbeemster وتوفي في 22 تشرين الأول عام 1654 بمدينة دلفت Delft. اشتهر برسم الوجوه ومشاهد الحياة اليومية. اهتم بالضوء والفراغ، وأثر تأثيراً كبيراً في تطور أسلوب مدرسة دلفت في منتصف القرن السابع عشر.
كان كاريل ابناً لمدرس قيل أنه كان رساماً أيضاً، وقد سار الأخوان كاريل وبارِنْت Barent على خطا والدهما، وكلاهما لُقِّب بـ «فابريتيوس» التي تعني باللاتينية (النجار)؛ مما يدل على مزاولتهما هذه المهنة.
في بداية عام 1640 درس كاريل الفن على يد الفنان الهولندي الشهير رمبرانت Rembrandt، فكان من أشهر تلاميذه وأنجحهم. وعمل نحو عام 1650 وما بعده في مدينة دلفت، ثم صار عضواً في نقابة الفنانين عام 1652. وتوفي جراء إصابته بجروح عند انفجار مستودع للبارود في المدينة، ولعل هذا الانفجار كان السبب الأول في ضياع غالبية لوحاته.
من بواكير أعمال كاريل لوحة «انبعاث لازاروس» Raising of Lazarus الموجودة في المتحف الوطني بمدينة وارسو Warsaw، وفيها يبدو جلياً تأثره الكبير بأسلوب معلمه رمبرانت. وفي العام 1648 نفذ صورة شخصية لأبراهام دي بوتَّر Abraham de Potter (متحف رييكس Rijks أمستردام)، وفيها تجلت شخصيته الفنية الأصلية، وأسلوبه الذي يمثله حق تمثيل، وعلى عكس معلمه رمبرانت، الذي كانت عناصر لوحته تبرز من خلفية مظلمة وهي مفعمة بالضوء. لجأ كاريل إلى جعل هذه العناصر غارقة بالظلال المعتمة، لتطل من خلفية فاتحة غارقة بالضوء.
أثّر كاريل في عدد من الفنانين ومنهم بيتر دي هوخ Pieter de Hooch، ويوهانس ڤيرمير Johannes Vermeer، ويُعتقد أنهما كانا من تلاميذه.
يُرجح الباحثون أن شهرة كاريل الحقيقيّة جاءت من لوحاته الجداريّة التزيينيّة التي ضمنها تأثيرات منظوريّة خادعة، ومنها لوحة «منظر من دلفت»، ولوحة «الأداة الموسيقية وكرسي البائع» المنفذة عام 1652(المتحف الوطني، لندن).
بارنت فابريتيوس Barent Fabritius فنان هولندي، ولد عام 1624 في ميدِّنبيمستر وتوفي عام 1673 في أمستردام بهولندا. رسم شخصيات من قصص الإنجيل والأساطير والمشاهد التاريخيّة.
عمل في البداية نجاراً مع أخيه ووالده. وحملت بدايات أعماله المؤرخة بدءاً من العام 1650 تأثيرات واضحة من أسلوب فنان هولندا الكبير رمبرانت؛ إذ عمل لديه في العقد الخامس من القرن السابع عشر. استخدم بارنت الألوان والظلال والأضواء بعمق وانسجام وتآلف، ويحمل أسلوبه الفني، تأثيرات أكيدة، من أسلوب أخيه الكبير كاريل. عمل بارنت في أمستردام ولايدن Leiden ولندن، وترك كثيراً من الأعمال الفنية، لكنه لم يرقَ إلى مستوى أخيه كاريل الذي تمثَّل تجربة معلمه رمبرانت، ولكنه تمكن من ابتكار أسلوبٍ مغايرٍ لأسلوب معلمه، فقد قلب صيغة معلمه الفنية التوليفيّة، مبدعاً بذلك أسلوبه الخاص. إن هذه النزعة الإبداعية في أعمال كاريل إضافة إلى تمكنه التقاني، افتقدتها أعمال بارنت إلى حدٍ ما؛ مما أثر في ضعف انتشارها وعدم احتلالها موقعاً متقدماً في الحركة الفنية الهولندية آنذاك، خلافاً لتجربة أخيه كاريل.
ترك بارنت مجموعة من اللوحات الدينية والأسطورية الموسومة بميسم رمبرانت وأخيه كارل، وبشيء من الواقعية المألوفة مثل لوحة «القديس بطرس في منزل كورني»، ولوحة «الساتير والفلاح»، ولوحة «إبراهيم والملائكة الثلاثة»، إضافة إلى صوره الشخصية والمناظر الريفية.
محمود شاهين
كاريل فابريتيوس | |
«صورة شخصية» (روتردام) |
كاريل فابريتيوس | |
«طائر الحسون» (1654) |
في بداية عام 1640 درس كاريل الفن على يد الفنان الهولندي الشهير رمبرانت Rembrandt، فكان من أشهر تلاميذه وأنجحهم. وعمل نحو عام 1650 وما بعده في مدينة دلفت، ثم صار عضواً في نقابة الفنانين عام 1652. وتوفي جراء إصابته بجروح عند انفجار مستودع للبارود في المدينة، ولعل هذا الانفجار كان السبب الأول في ضياع غالبية لوحاته.
من بواكير أعمال كاريل لوحة «انبعاث لازاروس» Raising of Lazarus الموجودة في المتحف الوطني بمدينة وارسو Warsaw، وفيها يبدو جلياً تأثره الكبير بأسلوب معلمه رمبرانت. وفي العام 1648 نفذ صورة شخصية لأبراهام دي بوتَّر Abraham de Potter (متحف رييكس Rijks أمستردام)، وفيها تجلت شخصيته الفنية الأصلية، وأسلوبه الذي يمثله حق تمثيل، وعلى عكس معلمه رمبرانت، الذي كانت عناصر لوحته تبرز من خلفية مظلمة وهي مفعمة بالضوء. لجأ كاريل إلى جعل هذه العناصر غارقة بالظلال المعتمة، لتطل من خلفية فاتحة غارقة بالضوء.
أثّر كاريل في عدد من الفنانين ومنهم بيتر دي هوخ Pieter de Hooch، ويوهانس ڤيرمير Johannes Vermeer، ويُعتقد أنهما كانا من تلاميذه.
بارنت فابريتيوس | |
«صورة شخصية بوصفه راع» (روتردام) |
بارنت فابريتيوس Barent Fabritius فنان هولندي، ولد عام 1624 في ميدِّنبيمستر وتوفي عام 1673 في أمستردام بهولندا. رسم شخصيات من قصص الإنجيل والأساطير والمشاهد التاريخيّة.
عمل في البداية نجاراً مع أخيه ووالده. وحملت بدايات أعماله المؤرخة بدءاً من العام 1650 تأثيرات واضحة من أسلوب فنان هولندا الكبير رمبرانت؛ إذ عمل لديه في العقد الخامس من القرن السابع عشر. استخدم بارنت الألوان والظلال والأضواء بعمق وانسجام وتآلف، ويحمل أسلوبه الفني، تأثيرات أكيدة، من أسلوب أخيه الكبير كاريل. عمل بارنت في أمستردام ولايدن Leiden ولندن، وترك كثيراً من الأعمال الفنية، لكنه لم يرقَ إلى مستوى أخيه كاريل الذي تمثَّل تجربة معلمه رمبرانت، ولكنه تمكن من ابتكار أسلوبٍ مغايرٍ لأسلوب معلمه، فقد قلب صيغة معلمه الفنية التوليفيّة، مبدعاً بذلك أسلوبه الخاص. إن هذه النزعة الإبداعية في أعمال كاريل إضافة إلى تمكنه التقاني، افتقدتها أعمال بارنت إلى حدٍ ما؛ مما أثر في ضعف انتشارها وعدم احتلالها موقعاً متقدماً في الحركة الفنية الهولندية آنذاك، خلافاً لتجربة أخيه كاريل.
ترك بارنت مجموعة من اللوحات الدينية والأسطورية الموسومة بميسم رمبرانت وأخيه كارل، وبشيء من الواقعية المألوفة مثل لوحة «القديس بطرس في منزل كورني»، ولوحة «الساتير والفلاح»، ولوحة «إبراهيم والملائكة الثلاثة»، إضافة إلى صوره الشخصية والمناظر الريفية.
محمود شاهين